لبنان

سوريا ساحة ام ساحات…..!

 

صمدت سوريا على مدى العقود الفائتة قلعة في مواجهة العدو، ورفضت الالتحاق بقافلة التطبيع أسوة بالدول المواجهة، حيث طبّعت القاهرة بموجب اتفاقية كامب دايفيد، ومنظمة التحرير الفلسطينية عبر اتفاقية أوسلو (الإذعان)، وعمان وقعت ما عُرف باتفاقية وادي عربة، وكاد لبنان يسقط من خلال اتفاقية ١٧ أيار، التي عارضتها القوى الوطنية والإسلامية مما اضطر مجلس النواب لإبطالها. وبقيت دمشق متصدرة العداء للكيان الصهيوني، واحتضنت الفريق المقا.وم رغم الإغراءات والتهديدات، حتى فُرض عليها الحصار بموجب قانون قيصر الأميركي والتحريض المتواصل ورفع شعارات الحرية والسيادة والديمقراطية، إلى أن رحل نظام البعث القومي من دون طلقة رصاصة، وتنصيب الجولاني أحد قادة هيئة تحرير الشام، وإذ بسوريا تنتقل من ضفة إلى ضفة وتتحول إلى سوريات منها:

١- سوريا التركية

٢- سوريا الكردية

٣-سوريا الأميركية

٤- سوريا الدرزية

٥- سوريا (الاسرائيلة)

٦- سوريا قصر المهاجرين.

بعد أن كانت دمشق ساحة الأمة المركزية يحج إليها أحرار العرب من قوميين وأمميين ووطنيين والذين راهنوا على صمودها وتصديها للمشروع الأميركي- الصهيوني…!

وأمام الأزمات والحصار والمقاطعة العربية والدولية ومحاولة رأس النظام تدوير الزوايا والتطبيع مع أنظمة الخليج ظاناً منه فك الحصار والتراجع عن المحور وأحد أركانه على خط النار مع العدو، وأن قسماً من أراضيه محتلة لعله في ذلك يحفظ رأسه. وإذ بالسحر ينقلب على الساحر، حتى من أقرب المقربين (بوتين)، عندها هب التركي والصهيوني والكردي والدرزي بدعم أميركي لتحقيق هدف استراتيجي وهو إضعاف سوريا وتفكيكها تحت عناوين مختلفة، وأخذ كل من المتربصين ينهش من الوحدة السورية بذرائع واهية…!

ينهض مما تقدم، أن سوريا التاريخية القومية أضحت في خبر كان، وتسير على خطى السودان وليبيا والعراق والصومال، ولاسيما في الزمن المنظور بدعم أميركي وزحف عرباني ومبايعة إقليمية ودولية خدمة لإقامة (إسرائيل الكبرى) الحلم الصهيوني، الذي يؤشر إلى المزيد من التفكيك في الإقليم، وفقاً لما تشتهي واشنطن، وتوزيع الأدوار بين الأتباع وخاصة تركيا الاردوغانية وإسرائيل النتن ياهوية…!

وبناءً عليه تطرح تساؤلات عدة منها:

١- ما هو مستقبل سوريا ساحة أم ساحات؟

٢- هل تنشأ معارضة سورية من مختلف القوميات والأطياف والأحزاب وتسقط مشاريع تفكيك سوريا؟

٣- هل بدأ نشوء شرق أوسط جديد في خدمة الكيان؟

٤- هل تمنح واشنطن تركيا حق ضم الشمال السوري والكيان جنوبه وقسد الحكم الذاتي؟

د. نزيه منصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى