• لمصلحة من وقف إطلاق النار….؟

     

    مضى أربعة أيام على العدوان الأميركي- الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، والتي يحاول ترامب التملص منها فيطرح نفسه وسيطاً ويدعو إلى وقف إطلاق النار والجلوس على الطاولة وإقامة السلام بين الحق والباطل بصفته قاضياً عادلاً ونزيهاً…!

    وتعزف عواصم الغرب معزوفة وقف إطلاق ومعارضة حصول إيران على سلاح نووي، وهي تعلم علم اليقين أنها لم ولن تفكر في ذلك، وإلا لحصلت عليه مع توفر الإمكانيات العلمية والتقنية والمادية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد رغم تشكيك منظمة الطاقة الذرية والتي تخضع للإملاءات الأميركية…!

    تحاول الإدارة الأميركية وقف إطلاق النار وفقاً لشروطها على قاعدة أن ايران خسرت الحرب، وعليه أن تقبل وتوافق على ما رفضته طيلة السنوات المنصرمة، ولكن ما لم توافق قبل الحرب لا يمكن أن تقبله تحت النار…!

    إن إصرار الإدارة الأميركية على ذلك، يؤكد أنها تورطت في حرب راهنت فيها على إسقاط النظام من خلال العملاء والخونة والخروقات في الداخل الإيراني كما فعلت في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها في مختلف القارات والدول والحكومات، فتاريخ الولايات المتحدة يغص بإشعال الفتن والأزمات…!

    خمسة عقود متواصلة وطهران تواجه وتُفشل كل محاولات تغيير النظام الذي لم يتبع ولم يركع ولم يسجد الا لله سبحانه وتعالى ولا يستقوي الا بقدراته الذاتية وحضانة شعبه المؤمن والذي يرضى بالتضحية في سبيل الله ولا يبالي بالموت، فهو يتخذ من واقعة كربلاء واستشهاد الامام الحسين بن علي وأولاده واصحابه عليهم السلام نموذجاً ومنارة يُحتذى بها….!

    ينهض مما تقدم، أن وقف إطلاق وفقاً للوقائع والمعطيات في الميدان ليس لمصلحة الشعب الإيراني ولا لنظامه المتمثل بولاية الفقيه، الذي يشكل نموذجاً غير مسبوق في تاريخ الأمم حيث أصبح محط أنظار العالم في تشكل عالم جديد والحد من هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على المجتمع الدولي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وقانونياً….!

    وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:

    ١- لمصلحة من وقف إطلاق النار ؟

    ٢- هل تتجرع طهران السم كما حصل في الحرب العراقية الإيرانية بعد ثماني سنوات والآن بضعة أيام؟

    ٣- لماذا تصر واشنطن على وقف إطلاق النار ؟

    ٤- هل تخشى إدارة ترامب من تورطها المباشر من استمرار الحرب واشباع شهية نتن ياهو؟

    د. نزيه منصور

  • القدسُ وغزّةُ واليمنُ في جبهةٍ واحدة: الردُّ الإيراني يُشرِقُ من محورِ الوعيِ والنار

    { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ… }

     

    عدنان عبدالله الجنيد

    كاتبٌ وباحثٌ سياسيٌّ مناهضٌ للاستكبارِ العالمي

     

     

    في زمنٍ تتشظّى فيه الخرائطُ وتسقطُ فيه الأقنعةُ، أثبتت المقاومةُ أنّ المعركةَ لم تعُد حبيسةَ الجغرافيا، ولا أسيرةَ القرارِ الرسميِّ المرهونِ في عواصمِ العمالةِ والتطبيع… بل باتت معركةَ أمّةٍ، وساحةَ تلاقٍ بين الوعيِ والدم، بين البصيرةِ والصاروخ، بين القدسِ وغزّة، وبين اليمنِ وطهران!

    إنَّ الردَّ الإيرانيَّ النوعيَّ على الاعتداءاتِ الصهيونيةِ لم يكن مجرّدَ إطلاقِ صواريخَ وطائراتٍ مسيّرة، بل كان إعلانًا صريحًا عن ميلادِ مرحلةٍ جديدةٍ في معادلةِ الردعِ والمواجهة، مرحلةٍ يتكاملُ فيها سيفُ طهران مع نارِ صنعاء، ويهدرُ فيها صوتُ الأمّةِ من غزّة حتى قممِ مران، ليصلَ رجعُ صداهُ إلى عُمقِ تل أبيبَ، حيثُ الملاجئُ تغصُّ بالمستوطنينَ الخائفينَ من بأسِ اللهِ النازلِ بأيدي المجاهدين.

     

    لقد جاءت الضربةُ الإيرانيةُ مدروسةً، منسّقةً، محمّلةً برسائلَ استراتيجيةٍ عابرةٍ للزمن والمكان:

    ● رسالةٌ للعدو: لسنا من نُستفزُّ ونصمت، بل من نُصيبُ ونتقنُ متى وأين وكيف نردّ.

    ● ورسالةٌ للحلفاء: أنتم في قلب المعركة، وظهورُكم مكشوفةٌ بظهورنا، وصدورُكم ممدودةٌ بصبرِنا ونارِنا.

    ● ورسالةٌ للأمّة: القدسُ ليست رمزيةً بل وجهةُ البوصلة، وغزّةُ ليست وحدها، واليمنُ ليس متفرّجًا بل فاعلًا في ميدانِ النار.

     

    طهرانُ تضربُ… وغزّةُ تستبشرُ:

     

    حينما دوّى دويُّ المسيّراتِ والصواريخِ فوقَ مواقعِ العدوّ، أدركت تل أبيب أنّ الحسابَ قد بدأ.

    فطوالَ الأشهرِ الماضية، اغتالت “إسرائيلُ” رموزًا من محورِ المقاومةِ في سوريا ولبنان وغزّة، وكان رهانُها أنَّ إيرانَ – المقيّدةَ بالعقوباتِ والضغوطِ – لن تُقدِم على التصعيد. لكنها فوجئت بردٍّ مباغتٍ أذهلَ حتّى حلفاءها في واشنطن، وردّدت الأوساطُ الصهيونيةُ عبارة:

    “نحنُ لم نعد نواجه غزّة فقط… بل نواجه محورًا موحّدًا يبدأ من إيران ولا ينتهي في صنعاء.”

     

    اليمنُ… اليدُ التي تُلهبُ الخاصرةَ الصهيونية:

     

    من صعدةَ وتعزَ والحديدةِ وصنعاء، كانت السُفنُ التجاريةُ الصهيونيةُ تُستهدَف، والمضائقُ تُغلق، وشرايينُ “إسرائيل” البحريةُ تُخنقُ بشعارِ “الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل”. فاليمنُ – رغمَ الحصارِ والجراحِ – أثبتَ أنَّه مكوّنٌ رئيسٌ في معادلةِ النار، لا تابعٌ ولا هامشيّ.

     

    ومع الردِّ الإيرانيّ الأخير، ازدادَ التنسيقُ وتكاملَ الأداء، فالصواريخُ التي ضربت قواعدَ إسرائيلَ كانت تُراقَبُ من عيونِ اليمن، والتشويشُ الإلكترونيُّ والانذارُ اللاسلكيُّ والتشويشُ على الأقمارِ كان ضمنَ غرفةِ عملياتٍ مشتركةٍ تتكلمُ بالفارسيةِ والعربيةِ وتُصلّي نحوَ القدس.

     

     

    البصيرةُ التي سبقت الصواريخ:

     

    ليس الردُّ صاروخًا فقط… بل هو حربُ وعي، وحربُ سرديةٍ، وحربُ قرار.

    من طهرانَ إلى الضاحيةِ إلى صنعاءَ إلى بغدادَ ودمشقَ، خرجَ خطابٌ موحّدٌ يربطُ القدسَ بالوجودِ، ويصوغُ المعركةَ بمنظورِ وعدِ الله.

    وهنا تتجلّى الآيةُ الكريمة:

     

    { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٖ مُّؤْمِنِينَ }

     

     

     

    فمن كان يظنُّ أنَّ صدورَ المؤمنينَ لن تُشفى؟

    ها قد بدأت تُشفى…

    بصاروخٍ من كرمانشاه، وبمسيرةٍ من مأرب، وبدعاءٍ من غزّة، وبدمعةٍ من القدسِ الأسيرة.

     

    الختام: من القدسِ يبدأُ العهد

     

    الردُّ الإيرانيّ الأخير، وما رافقه من عملياتِ الوعدِ الصادقِ ٣ في لبنان، وصواريخِ اليمنِ البحرية، لم يكن سوى مشهدٍ أول من الفصلِ القادم. فصلٌ عنوانُه: القدسُ هيَ المحور، والمقاومةُ هيَ الدولة، والأمّةُ باتت جبهةً واحدة.

     

    وإنَّ العدوَّ ليعلمُ – وإن أنكر – أنَّ ما بينه وبينَ الهزيمةِ مسافةَ قرارٍ أخيرٍ في طهران، وصاروخٍ خاطفٍ من صنعاء، وانتفاضةٍ من بينِ أزقّةِ غزّة، وفتيةٍ في الضفةِ لا يخافونَ الموتَ لأنهم يحيونَ بالوعد.

    بسم الله القاصمِ الجبارين، والناصرِ للمستضعفين…

    { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٖ مُّؤْمِنِينَ }

     

     

    القدسُ وغزّةُ وطهرانُ وصنعاء… جبهةٌ واحدةٌ تُسقِطُ هيبةَ العدوِّ وتكسرُ عنجهيتَه.

     

    وفي مشهدٍ مزلزلٍ حُفِرَ في ذاكرةِ التاريخ، اندفعَ الردُّ الإيرانيّ، لا من طهرانَ وحدها، بل من قلبِ محاورِ الحقِّ مجتمعةً: من غزّةَ إلى صعدة، ومن قمّةِ دماوند إلى ميدانِ السبعين.

    ردٌّ لم يكن على هيئةِ صواريخٍ فحسب، بل كان سيلًا من وعيٍ وهُدى، ورسالةً بليغةً بلُغةِ الحديد والنار: إنَّ زمنَ الإفلاتِ من العقابِ قد انتهى.

    فحينَ اجتَرأ الكيانُ الصهيونيُّ على استهدافِ منشآتٍ نوويةٍ إيرانية، وعلى اغتيالِ علماءٍ وقادةٍ عسكريين، ظنًّا منه أنّ الهيبةَ تُصنعُ بالبلطجة، جاءه الردُّ مُجلجلًا على شكلِ طوفانٍ من الكرامةِ والسيادة، حامِلًا في طيّاته عباراتٍ ناريّةً كتبتها منظوماتُ المقاومةِ بالصواريخِ الدقيقة والطائراتِ المسيّرة.

    لقد استُهدفت القواعدُ التي كانت تُعرَفُ بـ”قلاع الردع”، فإذا بها تتحوّلُ إلى رمادٍ مُذلٍّ أمامَ تكنولوجيا الشرقِ المقاوم. وتمَّت إصابةُ مراكزِ القيادةِ كـ”الكريّا”، وضُربت مراكزُ التجسس، ومنشآتُ الذكاءِ الاصطناعي، وأجهزةُ التشويشِ والحربِ الإلكترونية.

    لم تَعُدْ هذه المراكزُ خنادقَ مُحصّنة، بل أهدافًا مباحةً في زمنِ الردعِ المبارك.

     

    ولم يكن اليمنُ غائبًا عن هذا المشهدِ البطولي. فقد أعلنَ السيّدُ عبدُ الملك بدرُ الدين الحوثي يحفظه الله ،بصوتٍ يصدحُ من قلبِ ميدانِ السبعين:

    “نحنُ شركاءُ إيرانَ في الموقفِ بكلِّ ما نستطيعُ، وما نملِكُ، وما نُقدِّمُ، من الكلمةِ إلى الطائرة، ومن المنبرِ إلى الجبهة.”

     

    فأيُّ شرفٍ أعظمُ من أن يقفَ شعبُ الإيمانِ والحكمةِ على جبهةٍ واحدةٍ مع الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران، نصرةً لغزّة، وذودًا عن القدس، ودحرًا للصهيونية؟

    لقد جاءت مشاركةُ اليمنِ، لا كأمرٍ طارئ، بل كتجلٍّ صادقٍ لمنهجيةِ المشروعِ القرآني، الذي يعتبرُ أيَّ عدوانٍ على محورِ المقاومةِ عدوانًا عليه.

    فغاراتُ الطائراتِ المسيّرةِ اليمنية، والضرباتُ البالستيةُ القادمةُ من أقصى الجنوبِ العربي، كانت جزءًا عضويًا في هذه الملحمة، دكّت أهدافًا استراتيجيةً في النقب، وأربكت السلاحَ الجويَّ الصهيونيَّ الذي بات عاجزًا عن حمايةِ نفسه.

    ولم يكن الردُّ الإيرانيُّ فعلاً ارتجاليًا، بل استوفى شروطَ الردعِ السياسي والعسكري والمعنوي.

    فإيرانُ لم تضرب لكي تُسجِّلَ موقفًا، بل لتقولَ بصوتٍ جهور:

    “كلُّ مَن يعتدي على فلسطين، وعلى محورِ المقاومة، سيدفعُ الثمنَ، وإنْ بعدَ حين.”

     

    ولقد دفعت تل أبيب الثمن: شللٌ في البنيةِ التحتية، انهيارٌ نفسيٌّ في الداخل، ورُعبٌ جماعيٌّ دفعَ المستوطنين إلى الاختباءِ كالفئران.

     

    الخاتمة: الصاروخُ القادم نحوَ قلبِ المفاعل:

     

    ولنا موعدٌ قادمٌ… ليس مع البياناتِ الدبلوماسية، ولا مع مؤتمراتِ الشجبِ والاستنكار، بل مع الصواريخِ الارتجاجيّةِ الإيرانيّة التي ستُربكُ الأرضَ تحت أقدامِ الغزاة، وتزلزلُ قبابَ الرعبِ في تل أبيب، وتُوجّهُ البوصلةَ نحو الهدفِ الأثمنِ والأخطر:

     

    المفاعلُ النوويُّ الصهيونيُّ في النقب:

     

    إنهُ الوعدُ القادمُ… وعدُ البركانِ إذا انفجر، والحقِّ إذا انتصر، والقدسِ إذا نادت من تحتِ الركامِ: “هل من ناصر؟”

    فاستعدّوا يا أربابَ الحرب، يا قادةَ الاستكبارِ والدمار…

    فما بيننا وبينكم، صواريخُ لا تعرفُ الرحمة،

    وزمنٌ لا مكانَ فيه للضعفاء…

     

    والله غالبٌ على أمرهِ ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

  • السماء لم تعد تحمي الغطرسة ؟ سقط الشبح ، وارتفعت كرامة الشرق!

     

    شهدت ساحات الصراع الحديثة لحظة فاصلة، حين تمكنت الدفاعات الجوية الإيرانية من إسقاط طائرات الشبحبه أميركية F-35، التي لطالما اعتُبرت رمزًا للتفوق التكنولوجي الغربي وقدرته العسكرية المطلقة. لم يكن إسقاط هذه الطائرات مجرد حادث عسكري عابر، بل كان إعلانًا صريحًا عن سقوط وهم الهيمنة الأميركية وسقوط التفوق الغربي الأطلسي ما يعني هزيمة لطموحات الغرب في المنطقة.

    فالطائرة الشبح F-35 تعتبر إحدى أعقد وأغلى الطائرات الحربية، بتكلفة تصل إلى 110 ملايين دولار، ومزودة بأنظمة متطورة تهدف إلى تشويش أقوى الرادارات في العالم. لكن قدرة إيران على حل لغز هذه الطائرات وإسقاطها أثبتت أن لا شيء مستحيل أمام الإرادة والتخطيط الذكي. بعدما

    شهدت المواجهات الأخيرة تصاعدًا في الأحداث، أشارت فيها تقارير متعددة لنجاح دفاعات إيران في تدمير طائرات التجسس وطائرات الشبح في أكثر من مناسبة، ما أثار موجة من القلق داخل أروقة البنتاغون وأوساط الغرب. حيث نقل عن أحد الضباط السابقين في الجيش الأمريكي اعتراف في مقابلة خاصة قائلاً: “لقد فقدنا السيطرة على مفهومنا للتفوق الجوي في هذه المنطقة، فإيران لم تعد خصمًا يمكن الاستهانة به”.

    وليس هذا الحادث الأول الذي يهز صورة الصناعة العسكرية الأمريكية فقد شهد العالم مواقف مماثلة، مثل تدخل الرئيس ترامب لوقف الحرب الهندية-الباكستانية بعد إسقاط طائرات الميراج المتطورة في مواجهتها مع الطائرات الصينية، وهو ما شكل ضربة موجعة للصناعات الغربية.كما لا يمكن تجاهل أن إيران طورت منظومات دفاعية متقدمة، مثل “باور 373” و”خرداد 15″، التي أثبتت قدرتها على كشف وتعقب الطائرات الشبح، مفسحة المجال أمام تحولات استراتيجية عميقة في موازين القوى ما يؤدي لاعتبار عملية نجاح إسقاط قاءفات الشبح الاميركية ليس مجرد خسارة عسكرية ومادية أو تقنية، بل هي تحول عميق في موازين القوى، يفرض على الولايات المتحدة إعادة النظر في استراتيجياتها، وربما يدفعها لطلب العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران التي صمدت رغم كل الضغوط والتحديات. لكن بشروط إيرانية

    بعد سقوط اهم نقاط التفوق الأمريكية الذي لا يمكن التعامل معه أنه إسقاط لطائرة، بل سقوطًا لمفهوم كامل عن التفوق العسكري الذي طالما اعتُبر من المسلمات على مستوى العالم وفي موازين الحروب .

    هذه اللحظة التاريخية تذكّر العالم بأن لا قوة تظل أبدية، وأن إرادة الشعوب وعزيمتها قادرة على قلب الموازين. فالجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصمودها وقدراتها، أظهرت أن الذكاء والتخطيط والمثابرة تفوق أحيانًا كل تقنيات وأموال العالم

    حتى في زمن تتصارع فيه القوى الكبرى تبقى فيه الحقيقة ثابتة: القوة الحقيقية ليست فقط في الأسلحة، بل في العزيمة التي لا تنكسر، وفي الحق الذي لا يُهزم. فلا تفخّروا بظل يسقط، فالشمس ستشرق دومًا من جديد على أمل الحرية والكرامة.

    وختامًا، نستذكر قول الله تعالى:

    *”وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ.

     

    د.محمد هزيمة كاتب سياسي واستراتيجية مستشار في العلاقات الدولية

  • داعش: لعبة بيد من أم ذريعة؟ الدور التركي في ظل الأزمة الأمنية السورية

     

    بقلم يوسف حسن-

    في وقتٍ لا تزال فيه جراح تنظيم داعش في سوريا نازفة، تعود تحركات هذا التنظيم الإرهابي إلى الواجهة مجدداً، بالتزامن مع إعلان تشكيل «آلية تنسيق أمني مشتركة» بين تركيا وسوريا والأردن. خطوة لا تبدو في ظاهرها مكافحة للإرهاب بقدر ما تُعزز الشكوك بأن تركيا ترى في داعش أداة في لعبة نفوذها، لا تهديداً فعلياً.

     

    فالحكومة التركية، التي لطالما قدمت نفسها كطرف في الصفوف الأمامية لمحاربة داعش، تعلن اليوم عن آلية أمنية لا تشمل العراق، وهو الضحية الأولى والمستفيد الرئيسي من دحر داعش. غياب العراق هنا ليس مجرد هفوة دبلوماسية، بل انعكاس لخلافات استراتيجية في تحديد أولويات محاربة الإرهاب. العراق، ومعه الولايات المتحدة والأردن، سبق أن حذروا من سعي تركيا إلى استغلال شعار “محاربة داعش” لتبرير عملياتها ضد الأكراد، وخصوصاً قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحزب العمال الكردستاني (PKK).

     

     

    عملية في باكستان: قطعة من اللغز الإقليمي أم تشتيت للرأي العام؟

     

    اعتقال “أبو ياسر التركي” على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية قد يبدو نصراً كبيراً لجهاز الاستخبارات التركي، لكن توقيت الإعلان ـ في ذروة تصاعد نشاط داعش في سوريا ـ لا يمكن أن يكون محض صدفة. فهل تحاول تركيا تضخيم التهديد الخارجي تمهيداً لتوسيع نفوذها العسكري في شمال سوريا والعراق؟

     

    الواقع أن التحركات التركية تترافق مع حملة إعلامية مدروسة: التركيز على النجاحات الاستخباراتية في الخارج، والتغاضي عن ذكر الدور المحوري لقوات قسد، أو التحديات القانونية في ملف معتقلي داعش. سرد انتقائي للحقائق يراد به تهيئة الرأي العام لخطوات توسعية.

     

     

    تحالف ضد داعش أم ضد الأكراد؟

     

    تشير مصادر دبلوماسية عراقية إلى أن تركيا سعت إلى ضم العراق ومصر والأردن لتحالف “ضد داعش”، لكن الهدف الحقيقي كان تطويق المكاسب الكردية في شمال سوريا والعراق. وهو ما قوبل برفض صريح من واشنطن وبغداد، وأدى في النهاية إلى تحجيم نطاق التحالف وتحويله إلى آلية مبهمة الأهداف.

     

    والأخطر أن قوات قسد، التي تحتجز الآلاف من مقاتلي داعش، أُقصيت من هذه الآلية رغم كونها الفاعل الميداني الأبرز في مواجهته. كيف يمكن الحديث عن مكافحة داعش مع تجاهل من يخوض المعركة الفعلية ضده؟ هذا التناقض يفتح الباب واسعاً للتشكيك في نوايا أنقرة السياسية.

     

    داعش والجولاني: حرب بالوكالة جديدة تلوح في الأفق؟

     

    في موازاة ذلك، تكشف تصاعد التوترات بين داعش وهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني عن ملامح انقسام أمني جديد في سوريا. تنظيم داعش أعلن صراحة أن “دولة الجولاني” غير شرعية، ودعا المقاتلين إلى التخلي عنها.

     

    هذه الرسائل تنذر بحرب داخلية وشيكة بين الفصائل الجهادية، وتُشير إلى احتمال إعادة رسم خريطة السيطرة في شمال سوريا. ما يبدو خلافاً عقائدياً بين “التوحيد” و”الديمقراطية”، قد يكون في الحقيقة معركة نفوذ إقليمية بغطاء ديني.

     

    الكلمة الأخيرة: جغرافيا الإرهاب… ملعب السياسة؟

     

    تركيا تمارس سياسة مزدوجة: تقدم نفسها شريكاً موثوقاً في مكافحة الإرهاب أمام الغرب، لكنها في الخفاء تستثمر في هذا الإرهاب لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية. داعش، كما في السابق، مجرد ذريعة: ذريعة لوجود عسكري دائم، لتغيير ديموغرافي، لقمع الأكراد، وللمساومة مع الغرب.

     

    ويبقى السؤال المفتوح: هل يقع المجتمع الدولي مجدداً في فخ “مكافحة الإرهاب المصمم على مقاس أنقرة”؟ أم أن داعش هذه المرة لن يكون فقط عدواً مشتركاً، بل مرآة كاشفة لهوية الفاعلين الحقيقيين في زعزعة استقرار الشرق الأوسط؟

  • شهداءُ الطوفانِ الفارسيّ: عشرُ مناراتٍ خالدةٍ على طريقِ القدسِ وعرشِ الكرامة

     

    ✍️ عدنان عبدالله الجنيد

    (كاتب وباحث سياسي مناهض للاستكبار العالمي).

    الحمدُ للهِ القائلِ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾

    في فجرِ الثالث عشر من حزيران/يونيو 2025، ارتجَّت الأرضُ الفارسيةُ تحت نيرانِ غدرٍ صهيونيٍّ جبان، استهدفَ مناراتِ العلمِ والقيادةِ في قلبِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية، فارتقى عشرةٌ من كبارِ القادةِ والعلماءِ شهداءَ على طريقِ القدسِ، مجددينَ عهدَ الطوفانِ مع الأقصى، ورافعينَ رايةَ محورِ المقاومةِ من جديد، ولكن بدماءٍ أكثر وهجًا وقداسة.

    لقد كان الهجومُ الصهيونيُّ واسعًا، مباغتًا، لكنه فاضحٌ لعجزِ الكيانِ المهزوزِ أمامَ عقولِ الفيزياء، وأمامَ عزائمِ القادةِ الذين أسّسوا معادلةَ الردعِ الإقليميّ منذ أربعةِ عقود.

    حسين سلامي… قائد الحرس الذي زلزل الغطرسة:

    اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، رجلُ الجبهاتِ والساحات، سليلُ معاركِ “كربلاء 5” و”والفجر”، والذي أسسَ جامعةَ القيادةِ والأركان، وأدارَ بوصلةَ الحربِ النفسيةِ والعسكريةِ تجاهَ أمريكا والكيانِ الصهيوني… ارتقى شهيدًا كما عاش مقاتلًا، حارسًا للجمهوريةِ، وشاهدًا على ولادةِ الطوفان الثالث.

    محمد باقري… هندسةُ العقيدةِ والعسكرية:

    اللواء محمد حسين باقري، رئيسُ هيئة أركان القوات المسلحة، شقيقُ الشهيد حسن باقري، وحارسُ أسرارِ الجغرافيا السياسية للجمهورية، بَنَى خطوطَ الدفاعِ والهجومِ على حدودِ إيران، ودوّنَ في جبالِ كردستان صفحاتٍ لا تُنسى من التصدي. اغتالوه لأنه كان يُهندسُ خريطةَ الردّ القادم على أرضِ فلسطين.

    أمير علي حاجي زاده… أيقونةُ الجوّ الفضائي:

    الشهيد العميد حاجي زاده، قائدُ القوة الجوفضائية للحرس الثوري، صاحبُ اليدِ الصاروخيةِ التي أذلّت حاملاتِ الطائرات الأمريكية، وأرعبت الباتريوتات الخليجية.

    كان صانعَ الردعِ الباليستيّ ومُبتكرَ هندسةِ الإغراق من السماء.

    استُهدِف لأنه طوّع السماءَ للمقاومة.

    غلام علي رشيد… قلبُ الميدانِ النابض:

    اللواء غلام علي رشيد، رجلُ معاركِ الفاو والخيبر، ومؤسسُ قيادةِ “خاتم الأنبياء”، ترجلَ من الميدانِ مباشرةً إلى السماء، بعد أن أتمّ مهمته كقائدٍ مركزيٍّ للعمليات، وكعقلٍ عسكريٍّ يُقارعُ أعتى الجنرالاتِ الصهاينة.

    فريدون عباسي… عقلُ الفيزياءِ النووية:

    العالِمُ فريدون عباسي دوائي، خريجُ جامعةِ “الشهيد بهشتي”، ورئيسُ منظمة الطاقة الذرية الأسبق، مهندسُ التخصيبِ العلمي، والنائبُ البرلمانيّ، والناجي من محاولة اغتيالٍ إسرائيلية سابقة.

    اغتالوه لأنهم يخافون من الذرة عندما تسكنها الكرامةُ.

    محمد مهدي طهرانجي… “سردارُ ميدانِ العلم”:

    العالِمُ محمد مهدي طهرانجي، مجاهدُ المختبراتِ والجامعات، حاصلٌ على الدكتوراه من موسكو، ومؤسسُ معاهدِ البصريات والليزر، عالِمٌ وفيلسوفٌ وصاحبُ 150 ورقة علمية و8 اختراعات، كان عقله وحده يُساوي جيشًا.

    صعد إلى الخلودِ بعد أن رسمَ خارطةَ “الحوسبة الكمية” المقاومة.

    داوود شيخيان… رادارُ الدفاعِ الثوري:

    اللواء داوود شيخيان، القائدُ الجويُّ الذي رسمَ معالمَ الدفاع الجويّ الإيرانيّ الحديث، وصاحبُ البصمةِ الإستراتيجيةِ في تطويرِ شبكاتِ الدفاع ضد الطائرات المسيّرة والصواريخ الذكية.

    كان سندًا لحاجي زاده، ورفيقًا لروحِ قاسم سليماني.

    أحمد رضا ذو الفقاري… مجهرُ الثورةِ العلمية:

    العالِمُ ذو الفقاري، عضوُ هيئة التدريس في جامعةِ “الشهيد بهشتي”، ومديرُ مجلة التكنولوجيا النووية، رجلُ البحوثِ والمختبرات، مؤمنٌ بأن “العِلمَ يجب أن يُقاتلَ”، ولهذا جعلوه هدفًا للصواريخِ الصهيونية.

    أمير حسين فقيهي… عرّابُ أبحاثِ الطاقة:

    العالِمُ فقيهي، قائدُ معهد أبحاثِ العلومِ والتكنولوجيا النووية، صاحبُ البصيرةِ البحثية، والإشرافِ الإستراتيجي على البرامجِ المتقدمة، كان يخترقُ الضبابَ العلميّ نحوَ شمسِ السيادةِ الذرية.

    عبد الحميد مينوتشهر… محرّرُ التقنيةِ من التبعية:

    العالِمُ مينوتشهر، رئيسُ تحريرِ المجلةِ الفصلية للطاقة النووية، الباحثُ في غلاف الوقود، والتياراتِ الدوامية، والاختبارات غير الإتلافية… كان صوته عميقًا في المؤتمرات، وعينهُ على استقلاليةِ المعرفة.

    الوعدُ الصادقُ 3: الردُّ الآتي لا محالة:

    لقد أعلنَ الإمامُ الخامنئي أن خلفاءَ هؤلاءِ الشهداءِ سيواصلون المسيرة، لكنّ الكيانَ الصهيونيّ الذي قصفَ العلماءَ سيشهدُ قريبًا ما لم يخطرْ له على بال.

    إنّ عمليةَ “الوعد الصادق 3” ليست مجرّد اسم، بل وعدٌ إلهيٌّ تُباركهُ دماءُ القادةِ، وتشتعلُ من أجلهِ صواريخُ السماءِ، وقلوبُ المقاومين.

    من طهران إلى غزّة، ومن دزفول إلى الضاحية، ومن قلبِ طهران إلى شعاعِ صنعاء… الطوفانُ يتكامل، والشهداءُ يرسمونَ الطريقَ نحو القدس.

    “الوعدُ الصادقُ ٣”… حين نطقتْ السماءُ بالفارسيةِ فأُخرِسَ الكيانُ الصهيونيّ!

    وها هي الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ، كما وعدت، نفّذت “الوعدَ الصادقَ ٣”، عمليةً عسكريةً فارقةً هزّتْ عمقَ الكيانِ الصهيونيّ، وجعلت مستوطناتِه ومطاراتِه وقواعدَه تُرتجفُ من صواريخِ الحقيقةِ الآتيةِ من الشرق.

    لم يكن الردُّ ثأرًا، بل تأديبًا، ولم يكن عشوائيًا، بل رسالةً دقيقةً بخطِّ دماءِ الشهداءِ العشرة: أن لا سقفَ للردّ حين تُستباحُ قدسيّةُ القادةِ والعلماءِ.

    لقد بدأتْ إيرانُ معركتَها بلغةِ النارِ والمواقفِ الكبرى، تؤدِّبُ العدوَّ على غطرسته، وتعلنُ أن زمنَ الاغتيالِ من دون حسابٍ قد انتهى، وأنّ كلَّ قطرةِ دمٍ زكيٍّ تُزهَقُ… تُعيدُ رسمَ الجغرافيا والسيادةِ والمعادلة.

    عهدُ شعبِ الإيمانِ والحكمة:

    ومن يمنِ الأنصارِ، ومن بين جبالِ الإيمانِ والحكمة، نبعثُ عهدَ المجاهدين إلى رفاقِ دربهم الشهداءِ العظام:

    إنّا معكم في الخندقِ، وفي المعركةِ، وفي الوعدِ، وإنّا على يقينٍ أنّ دماءَ العشرةِ الأطهارِ، الممزوجةَ بروحِ سليماني وفكرِ قاسم وأحلامِ فلسطين، ستكون مِعراجًا إلى القدس، وزلزالًا يهدمُ بُنيانَ تل أبيب.

    سلامٌ على شهداءِ الطوفانِ الفارسيّ…

    سلامٌ على “الوعدِ الصادقِ” إذ بدأ…

    وسلامٌ على محورِ لا يُهزَم، لأنه بُنيَ من جراحٍ لا تنكسر.

     

     

     

     

  • دقت ساعة الصفر…!

     

    أنجز الشعب الإيراني جمهورية إسلامية تعتمد القرآن مرجعاً في صياغة دستور غير مسبوق، وبنت عليه جميع التشريعات على اختلافها من قوانين ومراسيم وقرارات وانتهجت نهجاً علوياً إمامياً في السلوك والممارسة، ورسخت ولاية الفقيه في النقض والفسخ في المواقف والقرارات الاستراتيجية ووضعت تحرير فلسطين هدفاً واجب تحقيقه حيث دعمت حركات جها.دية في الإقليم، وعليه كان المحور ووحدة الساحات، وواجهت الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة التي شرعت القوانين وفرضت حصاراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً على إيران، ورغم ذلك، رفضت رفع الراية البيضاء، مع تقدم طهران على كل الصعد ولاسيما في مجال الطاقة النووية السلمية….!

    مع فجر يوم الجمعة الموافق في ١٣ حزيران ٢٠٢٥، شنّ الكيان الصهيوني عدواناً إرهابياً بثلاثمئة غارة حربية أصابت قادة ومدنيين بدعم أميركي، وجاء ذلك على لسان ترامب وقرينه نتن ياهو، مما أثار ذعراً في الإقليم والعالم، فصدرت بيانات الإدانة من هنا وهناك وخاصة من مجموعة مجلس التعاون في الخليج. وتفرغت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لمتابعة الحدث وشغلت الشاشات والاذاعات بالمحللين والخبراء وقراء الفناجين وكل يفسر ويحدد الرابح والخاسر وفقاً لما يشتهي ويريد منهم بأجر ومنهم تطوع حباً، والبعض الآخر كُرهاً، حتى وصل الأمر بالبعض إلى حسم الحرب على قاعدة: الضربة لمن سبق…!

    ولنا من العبر في التاريخ ما يدحض ذلك، والأقرب قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ومساحته ٢٦٥ كلم مربع، حتى تاريخه عجز العدو عن حسم المعركة..!

    ينهض مما تقدم، أن ايران أصيبت بضربات مؤلمة ذهب ضحيتها قادة كبار من العسكريين والعلماء وتدمير وقتل مدنيين وبكل أعصاب باردة ملأت الشغور وخاطبت العالم أنها لن تتراجع عن أهدافها وأن الرد آتٍ عاجلاً وليس آجلاً، وأن الزمن لم ينتهِ ويضع ايران أمام فرصة تاريخية في تنفيذ أهدافها تجاه العدو الذي يحلم بإقامة شرق أوسط جديد بزعامة الصهاينة. وطهران أمام خيارين لا ثالث لهما:

    ١- رفع الراية البيضاء والاستسلام لواشنطن وبلطجيتها

    ٢- المواجهة وإفشال مشروع الشرق الأوسط الصهيوني وتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية

    وبذلك تكون ساعة الصفر قد دقت والبوصلة اولاً وأخيراً فلسطين ….

    وعليه تثار أسئلة عدة منها:

    ١- هل تتجه المنطقة إلى حرب مفتوحة تحدد مستقبل الإقليم؟

    ٢- هل العدوان الصهيوني على الجمهورية الاسلامية هو فرصة تاريخية يمهد لانتهاء الكيان؟

    ٣- هل تحقق طهران ما سبق وأعلنت عنه بقرب انتهاء الكيان على أيدي المؤمنين؟

    ٤- ما هو موقف أنظمة التطبيع وموقف شعوبها تجاه ما يحدث؟

    د. نزيه منصور

  • ماذا يعني حصول إيران على وثائق سرية إسرائيلية تخص مشروعها النووي والإستراتيجي؟

    كَتَبَ إسماعيل النجار

     

     

    الخبر إذا ما ثَبُتَ فإن حصول طهران على هذه الوثائق الحساسة من شأنه أن يزيد من حدة التوترات بين البلدين بشكلّ كبير، إيران وصفت الضربة بأنها موجعة” لإسرائيل، وقد تمثل خرقاً أمنياً كبيراً لها، مما قد يدفعها” “إسرائيل” “إلى تشديد إجراءاتها الأمنية والرد على أي تهديدات محتملة.

    التوترات بين إيران وإسرائيل متصاعدة أصلاً، وتشمل عمليات استخباراتية متبادلة، وهجمات إلكترونية، واعتقالات متعلقة بالتجسس، بالإضافة إلى تهديدات عسكرية مباشرة، وتصريحات نتنياهو المتكررة حول إمكانية توجيه ضربات عسكرية لمواقع نووية إيرانية . ستزداد حتماً من دون أي تأكيد حول جديتها وقد يؤدي إلى تصعيد أمني وعسكري خطير في المنطقة، كما أن هذه الوثائق قد تعزز من قدرة إيران على التخطيط لمواجهة إسرائيل بعد كشف كل ما لديها وكشف مخططاتها، مما يزيد من المخاوف الإسرائيلية والأمريكية من تصاعد الصراع، خاصة في ظل عدم وجود تأكيدات رسمية إسرائيلية حتى الآن حول صحة ما حصل أو تسريب أيٍ من تفاصيلها، وهو ما يضيف بعداً من الغموض والتوتر،

    إسرائيل من جهتها تتعامل عادة مع مثل هذه الخروقات الأمنية بجدية كبيرة، وقد تزيد هذه التسريبات من مخاوفها بشأن أمن منشآتها النووية، مما قد يدفعها إلى تحركات عسكرية أو استخباراتية للردع أو لمنع أي تهديدات مستقبلية.

    في السياق الحالي إسرائيل تشهد تعبئة عسكرية غير مسبوقة، حيث استدعت مئات الآلاف من جنود الاحتياط في إطار حالة الطوارئ، وتنفذ عمليات عسكرية واسعة في قطاع غزة، مما يعكس استعدادها لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد التهديدات الأمنية،

    ومع غياب أي رد رسمي واضح من إسرائيل حتى الآن حول هذه الوثائق، فإن احتمالية الرد العسكري تبقى واردة، خصوصًا إذا رأت تل أبيب أن التسريبات تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي أو لبرامجها النووية،

    تسريب إيران لوثائق حساسة عن البرنامج النووي الإسرائيلي سيؤثر سلباً على محادثات السلام والمفاوضات الإقليمية، حيث يزيد من عدم الثقة بين الأطراف ويعزز من حالة التوتر الأمني والسياسي.

    مثل هذه التسريبات تعمّق الشكوك بين إسرائيل وجيرانها، مما يصعب بناء مناخ تفاوضي إيجابي، خصوصاً في ظل استمرار العمليات العسكرية والتصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وهو ما يعيق فرص التهدئة أو التوصل إلى اتفاقات سلام.

    تاريخياً إعتدنا أن غياب أيَّة معلومات موثوقة من أي طرف فإنه قد يفقد المصداقية بين الأطراف الأميركية الإيرانية المتفاوضة ويعرقل جهودها، كما حدث في تجارب سابقة حيث أدت المعلومات المغلوطة أو التسريبات إلى إحراج الوسطاء وتعقيد المفاوضات.

    في الوقت الراهن المفاوضات الإقليمية تواجه تحديات كبيرة بسبب تعقيدات سياسية وأمنية، والتسريبات تزيد من تعقيد المشهد عبر تعزيز الانقسامات الإقليمية، وإضعاف الثقة بين الأطراف، مما يقلص فرص التوصل إلى حلول سياسية شاملة.كما أن استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي وردود الفعل الإيرانية على هذه التسريبات قد يدفعان إلى مزيد من الجمود في المفاوضات، وربما إلى تعميق الصراعات الإقليمية بدلاً من تخفيفها.

    بإنتظار تأكيد أو نفي إسرائيل، أو نشر إيران لأي وثيقة سيبقى القلق سيد الموقف،

  • فلسطين: قلب الأمة النابض

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    في كل زمان عربي مضطرب، كانت فلسطين تتسلل إلى المتن، لا كحادثة سياسية، بل كاختبار أخلاقي، كجملة لم تكتمل في وجدان الأمة. ليست قضية “شعب” فحسب، بل قضية معنى، وجغرافيا تعلن تمردها على نسيان العالم. وكلما تصدّع النظام العربي، كان ظل فلسطين حاضراً، كأنّها القلب الذي كلما أصيب، ارتجف الجسد كله، وكلما أُهمل، أصيب الضمير الجمعي بالشلل.

     

    منذ النكبة في عام 1948، حين أُعلن قيام دولة إسرائيل على أنقاض مئات القرى الفلسطينية، وتحوّل مئات الآلاف إلى لاجئين، توالت الحروب كصفعات على وجه المنطقة. الحرب الأولى عام 1948، ثم العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فالهزيمة الكبرى في حزيران 1967، التي احتُلت فيها القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء. تبعتها حرب 1973 التي أعادت شيئاً من التوازن العسكري دون أن تحسم المسألة سياسياً.

     

    وفي كل هذه المحطات، لم تكن فلسطين موضوعًا جانبياً، بل كانت نقطة الارتكاز التي تدور حولها لغة النظم ومعارك الشعوب. حتى غزة الصغيرة، تلك المساحة الموصومة بالحصار، دخلت وحدها في حروب متتالية: 2008، 2012، 2014، 2021، وآخرها في 2023، دون أن تتغير خارطة الاحتلال، وكأنما تدور في مدار الدم وحده.

     

    لكن ما يؤكد مركزية هذه القضية ليس صوت الفلسطيني وحده، بل ما قاله كبار الاستراتيجيين الغربيين أنفسهم. هنري كيسنجر، أحد أبرز مهندسي السياسة الخارجية الأمريكية (وزير الخارجية بين 1973 و1977)، أقرّ مراراً بأن الشرق الأوسط لا يمكن أن يعرف استقراراً حقيقياً من دون حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية. وفي كتابه الأخير القيادة: ست دروس في الاستراتيجية العالمية (2022)، عاد ليؤكد أن “الصراع العربي الإسرائيلي هو المحور الذي تشكلت حوله معادلات القوة والضعف في المنطقة، وأن أي محاولة لعزل هذا الصراع عن قضايا الأمن الإقليمي مصيرها الفشل.”

     

    منظمة التحرير الفلسطينية، التي تأسست في عام 1964 خلال القمة العربية في القاهرة، لم تكن إلا محاولة أولى لتأطير النضال الفلسطيني ضمن كيان سياسي. كان أحمد الشقيري أول رئيس لها، بتأييد قوي من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي رأى فيها تعبيراً عن مركزية فلسطين في الضمير العربي، وخطاً دفاعياً أمام المشروع الصهيوني. دعمه العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز، والملك حسين بن طلال في الأردن، وبدأت المنظمة بشعارات التحرير الشامل، قبل أن تدخل لاحقاً في دهاليز الانقسام العربي، وتفقد كثيراً من بريقها نتيجة الفساد السياسي والصراعات الداخلية.

     

    في خضم هذا التشظي، وقف الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وحده، ليقول كلمة كُتب عليها أن تُرفض قبل أن تُفهم. ففي خطابه التاريخي بمدينة أريحا عام 1965، دعا العرب إلى “قبول قرار تقسيم فلسطين لعام 1947، كخطوة أولى نحو السلام”، مؤكدًا أن “التفاوض لا يعني الاستسلام، بل اختيار المعركة السياسية بدلًا من الخسارات المتكررة.” كانت كلماته صادمة لعقلٍ عربي لا يرى في التفاوض إلا خيانة. خرجت التظاهرات ضده، ومنهم من رماه بالحجارة، لكن بعد نصف قرن، تبين أن الرجل لم يكن يتنكر لفلسطين، بل كان يحذر من طوفان الهزائم القادمة.

     

    ثم جاءت اتفاقية كامب ديفيد (1978) بين مصر وإسرائيل، وأتبعها اتفاق أوسلو (1993) بين منظمة التحرير وإسرائيل، لتؤسس لمنطق “السلام مقابل السلام”، دون أن تتحقق العدالة المرجوة. لا الحروب حسمت المعركة، ولا التسويات أرست السلام. ظل الوضع معلقاً، والمشهد الفلسطيني يزداد تعقيداً: انقسام بين فتح وحماس، حصار خانق في غزة، استيطان يتسع في الضفة، وتهويد ممنهج في القدس.

     

    ووسط هذا المشهد، ظن كثيرون أن فلسطين يمكن أن تُؤجَّل، أن تُركن في زاوية التاريخ ريثما تُحل قضايا الداخل. لكنهم كانوا ينسون أن فلسطين ليست حدثاً خارجياً، بل قلب الداخل العربي ذاته. من القاهرة التي صاغت خطاب المقاومة، إلى بيروت التي دفعت الثمن باهظاً، إلى بغداد التي احتضنت الفصائل، إلى دمشق التي لعبت بورقة الممانعة ثم احترقت بها… كل عاصمة عرفت ذاتها – أو فقدتها – عبر مرآة العلاقة مع فلسطين.

     

    ولم يكن الانفجار العربي في بدايات “الربيع العربي” بعيداً عن هذه الحقيقة. فالأنظمة التي تاجرت بالقضية، ورفعتها شعاراً لشرعياتها المهترئة، لم تكن تقف معها حقاً، بل تستثمر فيها. وحين سقط القناع، كانت فلسطين نفسها تُساءَل: هل لا تزال توحد العرب؟ أم أنها أُرهقت من كثرة ما حُمّلت؟

     

    لكن الجواب ظل ثابتاً: فلسطين ليست خياراً، بل قدر. ليست قضية فضل، بل جوهر مصيري. لأنها، ببساطة، قلب الأمة. والذين يسعون إلى بناء شرق أوسط “مستقر” دونها، يضعون أساساً من رمل. فهذه الأرض، إن أُهملت، عادت لتصفعنا. وإن أُسكِتت، صرخت في وجوهنا.

     

    فما من مشروع عربي نهض، إلا وكانت فلسطين شريكة في صعوده. وما من نكسة حلت، إلا وكانت شاهدة على سقوطه. وهكذا، تبقى القضية الأكثر صدقًا في كشف ملامح الأمة: إن سارت نحو العدل، كانت فلسطين بوصلتها. وإن ارتبكت، كانت أول من يُترك خلف الركب.

     

    أما أولئك الذين يسألون: “لماذا لا نضعها جانباً، لنرتب بيتنا الداخلي؟”، فليعلموا أن البيت الذي يُبنى على إنكار قلبه، مصيره أن ينهار.

  • أيران النووية …!!!

     

    المفاوضات_ من  يضحك على من ..؟؟؟

    هل تمتلك ايران قنابل نووية_ وكم عددها…؟؟

    كم قنبلة تحتاج ايران لتدمير اسرائيل…؟؟

    ماهو شكل الحرب ونوعيةالاهداف

    هل ترتقي المعركة الى حرب المدن …؟؟

    هل لدى ايران القدرة على امتصاص الصدمة والضربة الاولى ….؟؟

    ماهو السيناريو الاخير ..؟؟

    على ماذا يراهن اعداء ايران…؟؟

    اين تكمن مخاوف امريكا من ايران…؟؟؟

    اسئلة وفرضيات بحاجة الى اجابة

    بقلم_اللامنتمي_عباس الزيدي

    اولا_اكبر عمليات الالتفاف في العصر الراهن قادتها الجمهورية الاسلامية على اعدائها دون المساس في الحكم الشرعي ودون التراجع عن ثوابتها او مخالفة توجيهات قائدها المستطاب السيد القائد الامام الخامنئي اعلى الله توفيقاته ▪︎

    الواقع يقول والمعطيات  تتحدث والخبراء يؤكدون على

    1_ وجود كمية كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب ▪︎

    2_ صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية ▪︎

    3_ هذه الصواريخ فرط صوتيةتعمل بمحركات تستهلك الوقود الصلب▪︎

    اذن هي في حالة استعداد وفي اي لحظة ومن خلال تلك الموارد بامكانها تجميع  اكثر من  قنبلة  نووية ومع ذلك تقود مفاوضات بكل جدارة وقوة ورباطة  جأش

    ثانيا_اسرائيل تحتاج اكثر من عشرين قنبلة نووية لتدمير ايران بينما الاخيرة لاتحتاج الى اكثر من واحدة وربما لاتحتاجها بلحاظ ……

    بنك المعلومات الهائل الذي حصلت عليه من خلال العملية الاستخبارية الاخيرة الذي يشمل جميع  المنشآت النووية الحساسة بمافيها المستودعات الامنة للاسلحة النووية وبمجرد  استهدافها بصواريخ تقليدية  ذات قدرة تدميرية عالية يجعل  من اسرائيل ارض غير صالحة للعيش…..!!!؟؟؟

    ثالثا_ لن ترتقي تلك المعركة الى حرب المدن وسوف يعتمد اسلوب استهداف البنى التحتية (منشآت نووية  واخرى مدنيةخدميةومواقع عسكرية)

    رابعا_هناك احتمال كبير جدا أن يستخدم اعداء ايران اسلحة نووية تكتيكية  ذات قدرة محدودة مما يدفع الجمهورية  الاسلامية الى تغيير عقيدتها النوويةو الإعلان عن سلاحها النووي كخطوة ردعية

    خامسا_ايران شبهه قارة ولديها القدرة على  استيعاب  الضربة الاولى وامتصاص الصدمة بينما لا اسرائيل ولا امريكا لها القدرة  على ذلك بلحاظ التالي

    1_ جغرافية المغتصبات الاسرائيلية المحدودة و عدد المستوطنين المحدود وهو مجتمع قلق مهزوز غير متجانس وليس صاحب ارض

    2_ انكشاف جميع منشآت اسرائيل المهمة والحساسةحسب العملية الاستخبارية الاخيرة

    3_وجود المصالح و القواعد الامريكية القريبة على ايران وقدرة الاخيرة على تدميرها بالكامل الامر الذي لاتستطيع تحملة امريكا ومواطنيها وهذا احد اهم الاسباب الرادعة لواشنطن والذي  يحول دون قيامها باي عدوان مباشر يستهدف ايران

    سادسا_اسباب اخرى تمنع امريكا من العدوان المباشر على الجمهورية  الاسلامية

    1_بامكان الولايات المتحدة الامريكية ان يكون لها السبق في الطلقة الاولى لكن ايران ستكون  صاحبة الطلقة  والكلمة الاخيرة( والذي يشكل على هذا الكلام فليراجع الحروب التي فرضت على ايران عبر التاريخ )

    2_ هذه الحرب تريدها امريكا ان  تكون خاطفة بينما الجمهورية الاسلامية  تخطط لها ان تكون يوم القيامة

    3_ستكون شاملة بكل ما للكلمة من معنى

    4_ لامحال ستكون اقليمية وسرعان ماتنزلق الى حرب عالمية

    5_من نتائجها المؤكدة طرد وهزيمة امريكا  من عموم غرب آسيا

    6_هذه الحرب لو وقعت سوف تحدث ازمات عالمية كثيرة و كبيرة على مستوى الطاقة والاقتصاد ليس لدول العالم امكانية لحمل تبعاتها

    7_انهيار العالم الراسمالي وانبثاق نظام عالمي جديد

    سابعا_رهان الاعداء يكمن في

    1_ اللعب على عامل  الوقت واستنزاف ايران

    2_تجريدها من عناصر القوة والقضاء على حلفاء ايران في المنطقة(ما يسمى بعملية قطع  الاذرع )

    3_ العقوبات القصوى

    4_الرهان على الداخل الايراني ورسم سيناريوهات تدخل غير مباشر لغرض العبث الامني بواسطة منظمات ارهابية تثير النعرات القومية والطائفية ( شمال ايران وجنوبها)

    5_دعم لوجستي لتلك العناصر مع توفير غطاء جوي لها

    6_ يضاف لذلك دفع احد دول جوار ايران لشن حرب مفروضة عليها كما فعلت امريكا  ودول الخليج  بتوريط نظام صدام

    سابعا_ترحيل المواجهة المباشرة مع ايران الى مابعد  القضاء على روسيا وتقسيمها او اضعافها على اقل تقدير  وسوف  تستمر الضغوط ومحاولات استهداف النظام  الى فترة ماقبل المواجهة  المباشرة مع الصين وسوف تبقى الجمهورية  تعاني من الضغوط لذلك لجأت الى اتفاقيات  استراتيجية مع الصين وروسيا وفنزويلا وانفتحت على دول الخليج  ومصر وتفاهمت مع تركيا ودول اسيا الوسطى والقوقاز وامريكا اللاتينيةوأسست للعديد من قواعد المصالح المشتركة في افريقيا

     

  • ضربة استخبارية كبرى تهزّ كيان الاحتلال: إيران تكشف أرشيف إسرائيل النووي وسط صمت دولي مُريب

     

     

     

    مريم سليم، تكتب –

    في تطور غير مسبوق في الصراع الاستخباري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، كشفت مصادر مطلعة عن عملية اختراق نوعية نفذتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية، تمكّنت من خلالها من إخراج كمية هائلة من الوثائق الحساسة والاستراتيجية، تشمل تفاصيل دقيقة حول البرنامج النووي الإسرائيلي، من عمق الأراضي المحتلة.

     

    هذه الضربة تُعدّ من أكبر الهزّات الأمنية التي تعرض لها الكيان الصهيوني منذ عقود، ليس فقط بسبب حجم المعلومات التي تم الاستيلاء عليها، بل لأنها تكشف جانبًا ظلّ خفيًا لسنوات طويلة عن المجتمع الدولي: امتلاك إسرائيل لبرنامج نووي سرّي جرى التستر عليه بتواطؤ واضح من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي التزمت الصمت المشين تجاه انتشار محتمل لأسلحة الدمار الشامل في المنطقة.

     

    ويبدو أن هذه العملية ليست مجرد حدث منفصل، بل حلقة جديدة في سلسلة من المواجهات الاستخبارية المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، والتي بدأت منذ سنوات وأخذت طابعًا أكثر جرأة في الآونة الأخيرة. ومع تزايد عدد المواطنين الإسرائيليين الناقمين على سياسات حكومتهم، والذين أبدوا استعدادًا واضحًا للتعاون مع خصوم الدولة، بات الكيان يواجه خطرًا داخليًا يُضاف إلى تهديداته الخارجية.

     

    من جهة أخرى، بينما تُظهر إيران تركيزًا متصاعدًا على العمل الاستخباري الدقيق والعمليات السيبرانية العابرة للحدود، يعاني كيان الاحتلال من فقدان التوازن الاستراتيجي، وسط حرب مستمرة منذ أكثر من 600 يوم داخل أراضيه، في غزة وفي عمق الجبهة الشمالية، ما أضعف قدرة صناع القرار في “تل أبيب” على الرد بحزم أو حتى الحفاظ على تماسك مؤسساته الأمنية.

     

    اليوم، ومع وعد الجانب الإيراني بالكشف التدريجي عن هذه الوثائق، تقف إسرائيل أمام مأزق وجودي متجدد: اهتزاز صورتها كقوة استخبارية منيعة، وانكشاف أسرارها النووية، وازدياد الشكوك حول مدى قدرتها على الحفاظ على أمنها الداخلي وسط تآكل الثقة بين المواطنين والنظام.

     

    الصراع لم يعد مجرد مواجهة تقليدية، بل انتقل إلى مرحلة الحرب الخفية، حيث تصبح المعلومة أخطر من الصاروخ، والخيانة من الداخل أبلغ من أي تهديد خارجي. وفي هذه المرحلة، يبدو أن تل أبيب بدأت تخسر معركة العقول قبل أن تخسر الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى