• تسودنة السودان هل تسرين سوريا….؟

    كتب د نزيه منصور

    تحت عنوان الربيع العربي والسيادة والاستقلال والديمقراطية وحقوق الأقليات، تفكك السودان وانقسم الشعب السوداني على نفسه وأصبح سودانيات وحرباً أهلية، وما ليبيا والصومال بأحسن حال وقس على ذلك والحبل  على  الجرار…..!

    وها هي سوريا تمر بالمسار ذاته، حيث أضحت سوريات بصيغة الأمر الواقع، قسم تهيمن عليه حكومة أردوغان في الشمال، وقسم مع الأكراد بدعم أميركي فاضح، وقسم تحتله القوات الأميركية، وقسم يحتله وضمه الكيان وأضاف إليه جبل الشيخ (حرمون) و٢٠ كلم في العمق السوري وأنهى اتفاقية الهدنة، وما تبقى تشغله الفصائل المسلحة متعددة المشارب والأهواء، وأعلام الثورة من الأخضر والأبيض والأسود تُرفع على المؤسسات والإدارات، وتم صرف الجيش السوري بآلافه المؤلفة على قاعدة: ظلم بالسوية عدل برعية….!

    تتعاطى كل الدول المجاورة مع الحدث بحذر باستثناء شعوب لبنان، منها من يهلل ويزغرد، ومنها كاسك يا أبو محمد الجولاني، ومنها يشكل وفوداً لتقديم التهنئة والتبريكات بهذا الانتصار العظيم، ومنها من يتمنى أن تكون سوريا لكل السوريين وتبقى رافعة راية العروبة وهم فلسطين، ومنهم من يريدها إسلامية بكل ما فيها…..!

    هذا المشهد السوري يحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تذهب السكرة وتحضر الفكرة، وأي سوريا سيتمخض عن هذا المخاض السوريالي ويكشف الغطاء عن مستقبل سوريا وآلية الحكم وأي نظام ستختار وأي دستور ينتظرها….!

    كل ذلك يطرح تساؤلات عديدة منها:

    ١- هل تبقى الاحتلالات التركية والأميركية والإسرائيلية وتفرض أمراً واقعاً؟

    ٢- ما هو مصير الفصائل المسلحة بكل تلاوينها ومشاربها؟

    ٣- هل تتصارع فيما بينها أو تقتسم البلاد والعباد؟

    ٤- هل مصير سوريا مثل ليبيا والسودان والصومال؟

    د. نزيه منصور

  • سيناريوهات العدوان على اليمن

    _ قراءة لتصريحات الادميرال_ داريل كودلقائد الاسطول الخامس الامريكي ●بقلم_ الخبير عباس الزيدي

    وسط اندهاش كبير ومخاوف عدة صرح قائد الاسطول الخامس الامريكي واصفا مايحصل في البحر الاحمر _ بالقصة التي لا تصدق وقد جائت هذه التصريحات بعد ارسال وزارة الدفاع الامريكية حاملة الطائرات (يو إس إس ترومان مع مجموعة من القطع البحرية ) الى المنطقة وهي ثانية حاملة طائرات بعد ( يو إس إس روزفلت) _ وادلى بما يلي اولا_ تصريحات الادميرال

    1_ تعرض لأهمية الممر المائي للبحر الأحمر مشددا على عدم تنازل امريكا عنهوربما تغابى الادميرال او أراد أن يقلل من قوة وشأن انصار الله بالاضافة الى سيطرتهم على باب المندب والبحر الأحمر فأنهم● لديهم القدرة على بث الشلل في بحر العرب وخليج عدن والخليج الفارسي •● الإمكانية العالية وفق القدرات والامكانيات القتالية والدفاعية لقطع طريق الرجاء الصالح ● مجموع ماتقدم يفرض معادلة السيطرة على أجزاء واسعة من المحيط الهندي ثالث اهم محيطين في العالم بعد الهادي والاطلسي وعلى المتابع الحصيف اللوذعي ان يقدر حجم الاضرار والخسائر التي ستلحق المصالح الأمريكية والاوربية او من يتورط مع انصار الله •

    2_ يعترف الادميرال بأن هناك تحدي وصفه (بالمتغير )●ويعني سلبا لامريكا وايجابيا_ لانصار الله بمعنى ذلك تحدي متصاعد بلحاظ تنامي قدرات اليمن كما ورد في تفاصيل ماتقدم من الفقرة (1)

    3_ يعترف بضرورة منع هذه الهجمات وعدم الاكتفاء بالرد المقابل الترقيعي وهنا يكشف عن ●لاتوجد قدرة حاليا القدرة لدى واشنطن على منع تلك الهجمات بلحاظ مايمتلك انصار الله من عوامل قوة دفاعية وهجومية ومستوى قتالي كبير •● ليس لدى واشنطن القدرة لوحدها على شن هجوم واسع النطاق او عدوان على اليمن لانها تمنى بهزيمة منكرة •

    4_ذكر في معرض حديثه قواعد الاشتباك في ظل تنامي قدرات انصار الله وقال ستكون قواعد الاشتباك وفقا لتوقيتنا وايقاعنا _ وهذا يعني …………….●ارجاء العدوان الكبير على يمن انصار الله خلال هذه الفترة ●العمل على استهداف بقية دول المحور تباعا كما هو مخطط له على انفراد ( وهنا تاتي أهمية مبدأ وحدة الساحات كاستراتيجية ردعية للاعداء ) ومن اهم تلك الدول التي تقع ضمن ألاولوية و دائرة الاستهداف في الفترة القريبة هي كل من ( المستنقع السوري والعراق وإكمال المجازر في لبنان وغزة والضفة )● ضمان تدفق النفط والغاز في هذه الفترة وتجنب حدوث ازمة طاقة عالمية من الممكن أن يستخدمها انصار الله •●ربما يستخدم الاعداء وسائل وسيناريوهات اقل كلفة لاستهداف اليمن •

    5_ذكر أن البحرية الامريكية ليست بوضع جيد عندما يتعلق الأمر بتحديث السفن او صيانتها بالوقت المحدد مما يعني…. مايلي ● يعترف الادميرال ضمنا_ أن هناك اضرار واصابات وخسائر كبيرة لحقت بالفرقاطات والمدمرات وحاملات الطائرات والقطع الأمريكية البحرية نتيجة ضربات انصار الله وهي بحاجة الى مزيد من الوقت لاصلاحها •● العجز الامريكي الكبير لتحديث السفن البحرية بما ينسجم مع سبل المواجهة مع القدرات العالية لانصار الله •●وضوح نتائج انتصار الاخوة الحوثيين بلحاظ الفارق بين ميزان القوى لصالح انصار الله رغم تنوع الاسلحة الأمريكية العملاقة وهذا اعتراف الادميرال الامريكي مما يعني الهروب إلى الأمام حاليا والاعترلف بالهزيمة •

    6_ يقول ان البحرية الامريكية تدرس خيارات اقل تكلفة لاعتراض الصواريخ بدلا من إطلاق صواريخ تبلغ كلفتها بالملايين و السؤال هنا …●ماهي هذه الخيارات وماهي السيناريوهات ● هل سيكون اللجوء الى انشاء تحالف بريطاني أمريكي فرنسي اسرائيلي خليجي مشترك ؟؟؟● ومن يتحمل الحماقة والمجازفة الكبرى بلحاظ النتائج والخسائر• ● ام سيلجاء الى تحريك الوكلاء واعادة العدوان السعواماراتي ● ام تحريك العملاء لشن هجمات تستنزف القدرات اليمنية •● ام كل ماتقدم يتم تنفيذه بصورة مجتمعة يضاف لها خيارات اخرى ؟؟؟؟ثانيا_ تناسى الادميرال مايلي

    1_ قدرة انصار الله على استمكان الاهداف البحرية والارضية الثابتة منها والمتحركة

    2_أن جميع سفن وحاملات الطائرات الأمريكية بما فيها الاسطول الخامس هي صيد سهل للبأس اليمني وسوف تخزى امريكا وتهزم شر هزيمة هي ومن معها في اي عدوان يستهدف انصار الله •

    3_ ان انصار الله لايمزحون فإذا حصل العدوان فان جميع قواعد امريكا في المنطقة سوف تستهدف بضربات مزلزلة ومنها ●قاعدة تبوك الجويه والتي تشغلها حاليا القوات الامريكيه حسب الاحداثيا. BM64839/41244●قاعدة الضفره في الامارات وحاليا تشغلها القوات الامريكيه ولاسرائيليه حسب الاحداثيات. BM52001/82860 ●قاعدة الدون العسكريه والتي تشغلها القوات الامريكيه والبريطانيه في قطر حسب الاحداثيا ت WH61151/95144●قاعدة الجو العسكريه في البحرين والتي تشغلها القوات الامريكيه حسب الاحداثيا. VJ59621/65373● القاعدة الجوية الأمريكية في الكويت ● جميع القواعد البحرية الامريكية في الخليج وقاعدة افريكوم●جميع الجزر البحرية اليمنية التي احتلتها السعودية والإمارات وجعلت منها قواعد اسرائيلية مشتركة

    4_ غلق كافة طرق النقل البحري في المنطقة مما ينذر بأزمة طاقة واخرى اقتصادية غير مسبوقة في المنطقة والعالم •

    5_ ستصبح تل ابيب مسرحا للصواريخ الفرط صوتية لانصار الله مع جميع القواعد العسكرية والتجسسية الاسرائيلية الخاصة او تلك المشتركة مع الامارات في المنطقة •

    6_ اذا تمادى الاعداء اكثر في عدوانهم فان ضريبة وفاتورة الحق سوف ترتفع والعيار سيكون ثقيلا بحيث يتم استهداف اغلب منشآت النفط في المنطقة مثل الغاز والنفط في أرامكو السعودية وقطر ومركز المال والاقتصاد في الامارات ومطاراتها وربما يتم استهداف مدن اعلامية خبيثة تعبث بالامن القومي العربي والإسلامي وتنشر الفتن لصالح الصهاينة والغرب الامريكي•@ بعدنا بخيرقولوا يا الله__________@ الاسطول الخامس الامريكي •يقع مقره الرئيسي في NSA في البحرين ويتركز نشاطه من البحر الاحمر وبحر العرب وخليج عمان الى الخليج الفارسي مرورا بالمحيط الهندي وتشمل منطقة عملياته حوالي 2.5مليون ميل بحري يضم حاملة طائرات وعدد من الغواصات الهحومية والمدمرات اضافة الى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية@ القيادة المركزية الوسطى •منطقة مسؤوليتها في البحر الاحمر وعموم الخليج واجزاء من المحيط الهندي وتتالف من الاسطول الخامس وعدد من قوات العمل التابعة لها منها فرقة العمل المشتركة 150 وفرقة 158 مع القوة 59 الخاصة بالمسيرات الجوية والبحرية والتي تعمل غلى دمج الانظمة غير المأهولة بالذكاء الصناعي

  • القرن الامريكي كيف حسمت امريكا معركتها..؟

    بقلم _ الخبير عباس الزيدي

    بالامس القريب كان الحديث عن صيرورة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وقد حققت الدول المشاركة فيه خطوات متقدمة وانشات بدائل لمشاريع اقتصادية ومؤسسات مالية وذهبت الى تحالفات عسكرية وأمنية بدأت من المنطقة صعودا الى حافتي المحيطين الهادي والاطلسي وماأنفكت المناورات العسكرية الصينية الروسية المشتركة بالاستمرار الى وقت قريب •

    @ السؤال كيف قامت واشنطن بالالتفاف على كل ذلك وتجاوزت كبوات بايدن واستعادت زمام المبادرة وقلبت النتائج لصالحها…..؟؟؟

    اولا_ انطلقت لتحصين سيطرتها على افريقيا والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط وتامين مصادر النفط والغاز وعدم تهديدها او المساس بها ومنح اسرائيل الضوء الأخضر للتوعية وايضا فتحت الباب للناتو بمقدار محدود ( يؤمن لها طرده في مرحلة لاحقة )وقد حققت من خلال ذلك مايلي

    1_ ايقاف بل افشال كل المشاريع الاقتصادية العالمية المنافسه لها التي تمر في المنطقة مثل الصينية والروسية واوجدت البدائل لتلك المشاريع •

    2_ ضربت محور المقاومة وهي الان يطور الاعداد لضربة تجهز فيها على القدرات الايرانية

    3_ طردت القوات الروسية من المنطقة وسوف تطردها من افريقيا لاحقا وعما قريب ستغلق البحر الاسود على روسيا

    4_حاصرت المصالح الصينية بكل هدوء من خلال شركائها واطاحت بالانظمة التي سارعت لمشاركة بكين مثل ماحصل في قي باكستان مرورا بالعراق وضعت على تركيا( محاولة الانقلاب ) ثم قدمت المزايا والمتافع لانقرة واليوم الدور التركي واضح وخطير

    ثانيا_هزيمة روسيا

    1_ حرب مفتوحة في اوكرانيا

    2_ اسست ناتو مصغر وتقربت كثيرا الى الحدود الروسية بالقدر الذي يهدد وحدة اراضيها

    3_ دفعت بالاتحاد الاوربي الى مواجهة عنيفة في الحرب الحالية ولازال بوتين يهدد بالثالوث النووي واذا ما تورط في ضربة اولية يتيمة سوف تمحى روسيا من الوجود حيث تتلقى ضربات لاتحصى ولاتعد

    4_ استمرار الحظر على تصدير الغاز الروسي وعما قريب ستطرح العديد من البدائل خصوصا بعد حسم غزة وماحصل في سوريا

    5_روسيا الان على ابواب الهزيمة وسوف تفتح واشنطن لاحقا بابا لهروب بوتين مع ضمانات بعدم ملاحقته ومحاكمته

    ثالثا_ ترويض الصين

    1_ستستمر عملية ترويض راس المال الجبان مع استخدام وسائل الترهيب وأستخدام اوراق الضغط المعروفة ضد بكين ولن يحصل صدام بينهما على المستوى القريب

    2_ بعد حسم المواجهة بصورة نهائية مع روسيا وهزيمتها سوف تتصدى بريطانيا لمواجهة الصين ومنذ امد بعيد رفعت بريطانيا جهوزيتها وحسنت من قدراتها لتلك المواجهة

    رابعا_ اللحظة الحاسمة

    1_ تندلع مواجهة تقليدية بين الصين وبريطانيا غايتها اذلال الصين وتحجيم دورها عالميا

    2_في اللحظة الحاسمة تتدخل واشنطن بعد انهاك بريطانيا لصالح الاخيرة في الحرب وتخرج على راس النظام العالمي دون شريك او منازع ويصبح جميع العالم نحت سيطرتها

    خامسا_ من الملاحظات المهمة في المشروع الامريكي مايلي

    1_ حرصها عدم التورط المباشر في اي مواجهة ودفع وكلائها( دول او اننظمة او تنظيمات) لتنفيذ اهدافها

    2_ تنفيذ ذلك باقل كلفه مالية

    3_ انقلابها على كثير من أدواتها بعد تنفيذ اهدافها وعلى سبيل المثال وليس حصرا (تركيا وقطر والتننظيمات الارهابية في سوريا وافغانستان) بحيث تعيد صياغة ورسم المشهد وفقا لضرورات كل مرحلة

    4_ استثمارها لعامل الوقت واللعب على التناقض والتعامل البراغماتي واستخدام كل وسائل الخداع والنفاق والتضليل والغدر •

    5_ هذا المشروع في نهاية المطاف سيرسم حدود وجغرافيا جديدة قد يستمر لفترة وجيزة ثم ينقلب السحر على الساحر وتتم مواجهة الطغيان الامريكي مواجهة شعبوية ومجتمعية عالمية تندثر من خلالها الولايات المتحدة الامريكية ويقضى بعد حين على كل معالم الاستكبار والصهيونية العالمية

    5_ خنوع الانظمة والشعوب في المنطقة سيكون له آثار مدمرة ونتائج كارثية ولا افق محدود للجرائم والاطماع الصهيونية واليهودية وستكتشف تلك الامم ذلك بعد فوات الاوان •

  • الحرب وتبديل المواقف

    كتب د علي حكمت شعيب

    من جملة ما يحذر منه الحكماء من القادة أمام العدو هو الانفعال السلبي الذي يقود إلى الاستسلام فهذا ليس من العقل في شيء.

    أن يضعف المرء ويفقد صبره وتضعف بصيرته وتقل عزيمته وتلين إرادته أمام العدو فيبدل كل أولوياته الاستراتيجية ويطلق لسانه بخوفه وارتباكه بسبب معركة خسرها في سياق حربه الوجودية مع العدو.

    فهذا ليس من التدبير أو الحكمة في شيء.

    نعم لقد خسر المحور سوريا وهي معركة في سياق الحرب مع أمريكا وإسرائيل.

    لكن الحكمة تدعوك لكي تواجه هذا التهديد بالحد من آثاره السلبية عليك أو تحويله إلى فرصة بطريقة إبداعية لا أن تستسلم منفعلاً أمام أمريكا والصهاينة منتقداً ماضيك الذي عقدت عليه عقلك ونفذت فيه خطتك وحربك.

    إن بعضاً من النخب في الميدان السياسي من حلفاء المحور قد ضربهم هذا الداء أي داء الانفعال السلبي أمام العدو فبدلوا خطابهم وغيروا ثيابهم عملاً بالمثل الشعبي:

    “يلي بيتزوج أمي بقلو يا عمي”

    ليس هكذا تكون الإدارة الرشيدة للأمور التي تحتاج إلى صبر وحلم وأناة وحكمة وتفكير عميق وعزيمة قوية وإرادة صلبة.

    فمعركتنا مع العدو الأمريكي والصهيوني هي معركة وجودية فوق الاستراتيجية ضد أعداء الإنسانية وهي مستمرة حتى يتم إزالة ظلمهم.

    ونحن في ذلك أصحاب بصيرة ثاقبة وعزيمة فاعلة وإرادة قاهرة لا نُستغفل بالمكيدة ولا نُستضعف الشديدة.

    وكما قال الإمام الخميني (قده):

    “لو قالت أمريكا لا إله إلا الله فلا تصدقوها.”

    ونردد مع سماحة السيد الشهيد (رض):

    “بيننا وبينكم الليالي والأيام والميدان.”

    د. علي حكمت شعيب

  • ستبقى الهوية اللبنانية عنوان العيش والتعايش الأزلي المشترك

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    المقاومة تقوم بتضميد جراحها ولَملمَة صفوفها وستجري قراءَة سياسية معمقة للأحداث الطارئة وتعيد تموضعها بما يحفظ جهادها وتضحياتها ولن تُضحي بإنجازاتها وجمهورها،

    بعد خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وتفنيدهُ بنود المرحلة الخمسة بنداً بنداً نجحت توقعات القريبين من المقاومة والمُقربين منها بما توقعوا أو تنبئوا بما يجب أن يكون وما على المقاومة فعله أو تجنبه،

    بدايةً حزب الله في أولوياته المطلقة اليوم وللسنوات القادمة يريد ترتيب بيته الداخلي كأولويَة لوقف الإنتقادات وتجنب الملاسنة مع بيئتهِ الحاضنة المضحية لذلك هو بدأ دراسة عدة خطوات ينوي الإقدام عليها وأهمها تقييم دور وعمل كل فرد وكل مجموعه ووحدة خلال هذه الأزمة الخطيرة التي مَرَّ بها الحزب على مستوى لبنان طيلة فترة الحرب، بعد ذلك سينتقل إلى المكافئة والمحاسبة والإقصاء لبعض الأفراد الذين قصروا عمداً أو تخلفوا أو لم يكونوا بقدر عالي من المسؤولية إتجاه خطورة ما جرى وما كان يجري بدأً من الميدان وصولاً إلى البيئة النازحة،

    لدى قيادة الحزب القدرة على ترميم نفسه بسرعه ومداواة جراحِهِ بصمت من دون الخروج للإعلان عن ذلك،

    أيضاً حزب الله سيذهب إلى أبعد من المحاسبة أي نحو إصدار تشكيلات وتناقلات سيجريها داخل كيانه السياسي والتنظيمي سيكون على رأسها قادة القطاعات ومسؤولي الشُعَب ومراكز قيادية أخرىَ لن تستثني الأجهزة الأمنية للحزب من القاعدة حتى رأس الهرم ومن ضمنها اللجنة الأمنية بكل تفاصيلها على مستوى الساحة اللبنانية،

    هذا على المستوى الإداري والتنظيمي والعسكري وغير ذلك،

    أما على المستوى الإجتماعي سيطغى إهتمام الحزب بالبيئة الحاضنة على كل المستويات الإجتماعية والمادية أكثر من أي وقت مضىَ وستبدي المؤسسات الخاصة بهِ إهتماماً وعناية كبيرين بكافة العوائل وعلى جميع المستويات،

    أما على الصعيد الشيعي فإن حزب الله سيبقى ملتصقاً إلتصاقاً ملحمياً مع حركة أمل وستبقى الهوية اللبنانية عنوان العيش والتعايش الأزلي بينه وبين مل مكونات المجتمع اللبناني المتنوع،

    الجيش بالنسبة لحزب الله عماد الوطن وكافة المؤسسات الآمنية والحكومية ستبقى محل تقدير الحزب واحترام لها كبير جداً وإحترامها واجب والتعاون فيما بينهم قائم بما يساعد في تطبيق القانون وحفظ الأمن والمؤسسات وصون العدالة في وطن يشمل الجميع برعايته،

    أما بالنسبة للتموضع السياسي تعلمَ حزب الله من تجارب تحالفاته جميعها في الماضي وعلى رأسها تحالف كنيسة مارمخايل التي إنتهى مفعولهُ بخروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وتمرد باسيل على المقاومة، لذلك لم يَعُد لحزب الله على الساحة المسيحية مساحة واسعه للتموضع إلا فيما عدآ تفاهمات قد لا تتعدى مقدار اعطيني وبعطيك عالقطعه لأن الماضي أثبت بأن حزب الله كان بالنسبة للبعض فقط مرحلة انتقالية أو حسر عبور بعد ذلك نقلوا البندقية من كتف إلى آخر بسرعة البرق وعلى رأسهم باسيل ووئام وهاب وأسامة سعد وآخرين، لذلك سيكون التعاطي مع البعض على القطعه ولا أحد قادر على الغاء او إقصاء الطائفة الشيعيه في لبنان حتى لو استعان بالعالم بأسرِه وسيبقى حزب الله والرئيس نبيه بري هما أصحاب الكلمة الفصل في كل شيء مهم في لبنان والتاريخ يشهد،

    على الصعيد الإقليمي فإن حزب الله قوة لا يستهان فيها لَم تَهُن أو تضعف إنما حوصِرَ وهذا الأمر لا يضعفهُ وأوراقهُ كافية لأن يلعب أي دور وسيبقىَ كما كان بإذن الله تعالى،

  • الحسابات الإسرائيلية في سوريا أكبر من لبنان والدور القادم على الأردن

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    الحسابات الإسرائيلية في سوريا أكبر من لبنان والدور القادم على الأردن،

    الجولاني صَلَّىَ في المسجد الأموي والدور القادم على العراق،

    حتى الأمس أطبقت إسرائيل الحصار على المقاومة من الجنوب ومن الشرق وإرهابيي الجولاني تموضعوا على طول سلسلة جبال لبنان الشرقية وفي الشمال الشرقي المحاذي لمدينة الهرمل والقاع،

    العشائر البقاعية بحالة تأهب مع المقاومة والجيش اللبناني لمواجهة أي طارئ،

    والأوضاع خطيرة جداً على حدود حمص مع لبنان ونُذُر طلائعها بانت بالأمس من خلال بعض التفلتات التي حصلت والتي يجب أن تضع الدولة والجيش اللبناني أمام مسؤولياتهم الوطنية بالدفاع عن مواطنيهم على كل بقعه من أرض لبنان إذا ما حصل أي إعتداء أو إختراق للأراضي اللبنانية،

    لا يعتقد أي أحد بأن المقاومة ضَعُفَت أو تم النَيل منها فهيَ لا زالت قوية ومتمكنة ولكن حساباتها السياسية والأمنية إختلفت عما كانت بالسابق بعد رحيل الرئيس بشار الأسد وسقوط سوريا وأصبحت قواتها بكامل عتادها وعديدها داخل الأرض اللبنانية الأمر الذي لا يُبَرِر للمسلحين الآخرين الإعتداء على سيادة لبنان وخصوصاً أن أحد بنود الإتفاق بين روسيا وتركيا وإيران مع هؤلاء المسلحين يقضي  بعدم الإعتداء او الإساءة لدوَل الجوار ومنها لبنان،

    على صعيد الأوضاع داخل سوريا يحاول المسؤولون الجُدُد تلميع صورة الجولاني وباقي الفصائل من خلال تصريحات تطمئن الأقليات الدينية بعدم المساس بهم وبمراقدهم ومعتقداتهم بينما تتسرب فيديوهات كثيرة لعمليات تصفية وإنتقام تقوم بها عناصر مسلحة لضباط وجنود سابقين في الجيش العربي السوري وبعض الأشخاص من طوائف أقلية، وتحدثت بعض وسائل التواصل الإجتماعي عن مجزرة قام بها عناصر هيئة تحرير الشام في قرية الربيعه في ريف اللاذقية ذهب ضحيتها العشرات من السكان المدنيين تم التعتيم عليها كما وزعت فيديوهات مُوثَقَة لعناصر مسلحة قامت باختطاف أكثر من عشرة نساء لبنانيات في منطقة ريف حمص وتم سوقهم إلى جهة مجهولة،

    على الصعيد الإسرائيلي فإن تل أبيب قضت على القدرات العسكرية السورية بالكامل واعادت الجيش السوري إلى زمن الإنتداب الفرنسي وأصبحَ لا يمتلك أي سلاح جو أو اسلحة استراتيجة أو رادارات او مطارات ولا مراكز بحوث علمية ولا بُنَىَ تحتيه عسكرية، كما توغلت داخل الأراضي السورية مسافة تزيد عن أل ٢٥ كلم حتى باتت على مسافة ٣٠ كيلو متر عن العاصمة دمشق،

    أبو محمد الجولاني “أحمد الشرع” صَرَّح بأن إسرائيل نسقت معهم توغلها وعملياتها الجوية على إمتداد سوريا، وهذه المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي يتحرك بها سلاح الجو بأريحية تامة ومن دون تشكيل أي خطر عليه خلال تنفيذه مهماته التدميرية، ودخلت سوريا اليوم العصر الليبي حيث أصبت دولة منزوعة السلاح والإرادة تماماً،

    المخطط الإسرائيلي يقضي بإحتلال أجزاء واسعه من سورية عبر التوغل أكثر داخل منطقة الجنوب لفرض واقع جديد يحمي مشروعها التقسيمي للبلاد وإنشاء كيانات طائفية صغيرة وضعيفه تعيش تحت حمايتها وتحيط بالأردن من الجهة الشمالية لفصل البلدين عن بعضهم البعض بهدف تهجير سَلِس لسكان الضفة الغربية إلى شرق الضفة بعد إحتلاله وثم ترحيل مواطني ما يُسمى بأل ٤٨ وتصفية القضية الفلسطينية،

    كل ذلك سيترافق وبكل تأكيد بعمليات إغتيال كبيرة داخل العراق لشخصيات تُشعل الفتنه وتقلب المشهد تمهيداً لإحياء داعش وعودة الأمور إلى ما قبل تحرير الموصل،

    عام ٢٠٢٥ سيكون حافل بالأحداث وستشهد المنطقة متغيرات دموية كبيرة حمانا الله راقبوا المشهد،

  • الحروب الناعمة:استراتيجيات التفكيك والإبادة البطيئة

    كتب رياض الفرطوسي

    في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتبدل التحالفات، يبدو أن الحروب التقليدية لم تعد الوسيلة الوحيدة لتحقيق الهيمنة. فبدلاً من المعارك الشاملة التي تتسبب في دمار شامل ومباشر، تتبع القوى الكبرى اليوم استراتيجيات أكثر تعقيداً وأقل وضوحاً تهدف إلى تفكيك المجتمعات وإضعاف الدول تدريجياً. هذه الحروب، التي باتت تعرف بحروب الجيل الرابع، تُدار بذكاء وتُنفذ بأسلوب ناعم، ولكنها تُحدث تأثيراً عميقاً ودائماً .أولى مراحل هذه الاستراتيجيات تبدأ بالتفكيك الأخلاقي للمجتمعات. يتم استهداف منظومة القيم والأخلاق، بهدف خلق حالة من الاضطراب الداخلي تجعل المجتمع ينهار من الداخل دون الحاجة إلى تدخل خارجي مباشر. هذا التفكيك لا يحدث فجأة، بل يُنفذ على مراحل، وبأسلوب يضمن استمرار النزيف الأخلاقي والاجتماعي لفترات طويلة . الحروب الحديثة لا تُخاض بالسلاح وحده، بل بالاقتصاد، والسياسة، والإعلام، وحتى الثقافة. هذه الحروب يتم تنفيذها بواسطة دول كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، بمساعدة عملاء إقليميين. الهدف واضح: تحويل الدول المستهدفة إلى دول فاشلة، تجعلها عاجزة عن توفير أبسط احتياجات مواطنيها، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي . على عكس الحروب التقليدية التي تسعى إلى حسم سريع، تتبع القوى الكبرى استراتيجية القتل التدريجي والبطيء. يتم استنزاف موارد الدولة واستغلال أزماتها عبر فتح جبهات متعددة في آنٍ واحد. قد تهدأ جبهة هنا ، لكن سرعان ما تفتح جبهة جديدة في مكان آخر. هذه الاستراتيجية تضمن إبقاء الدولة في حالة من الركض خلف الأزمات دون الوصول إلى حلول حقيقية . عادة ما يتم توجيه الضربات الكبرى إلى الجبهة الاجتماعية. التلاعب بالاقتصاد، زعزعة الاستقرار السياسي، وإشغال الناس بالأزمات اليومية مثل الكهرباء والرواتب، كلها أدوات تهدف إلى إنهاك الشعوب وتحويلها إلى مجرد أرقام في معادلة الفشل . جزء أساسي من هذه الحروب يتمثل في الإعلام والبروباغندا. يتم تضخيم الأحداث التافهة، وتحريك الجيوش الإلكترونية لتوجيه الرأي العام، ثم فرض الصمت في اللحظة المناسبة. الهدف هو التحكم الكامل بالمزاج الشعبي وخلق حالة من الإرباك واللايقين . بحسب تعريف البروفسور ماكس مانوارينج، خبير الاستراتيجيات العسكرية، فإن حروب الجيل الرابع تشمل : اولاً_ صراعات معقدة وطويلة الأمد . ثانياً _ استخدام الإرهاب كأداة . ثالثاً_الهجوم على ثقافة العدو وتفكيكها. رابعاً_ استهداف المدنيين بأساليب نفسية وإعلامية. خامساً_استنزاف الموارد الاقتصادية والسياسية . هذه الحروب لا تتطلب جيوشاً ضخمة أو معدات عسكرية متطورة، بل تعتمد على فرق صغيرة، مدعومة بتمويل غير محدود وشبكات اتصالات متطورة . الهدف الأساسي لهذه الحروب ليس الانتصار العسكري، بل تحقيق أهداف سياسية واجتماعية عميقة، مثل تغيير الأنظمة، تفكيك المجتمعات، وإضعاف الدول إلى حد العجز الكامل. هذه الاستراتيجيات تخلق وهم الصراع الداخلي، حيث يبدو وكأن الدول تسقط من تلقاء نفسها، في حين أن الحقيقة هي نتيجة لتخطيط خارجي محكم. الحروب الناعمة التي نواجهها اليوم تمثل أخطر أنواع الصراعات. إنها حروب تُدار بعقل بارد وبأساليب دقيقة، تستهدفنا في جوهر وجودنا وهويتنا. فهم هذه الاستراتيجيات والتصدي لها يتطلب وعياً مجتمعياً شاملاً، وإدراكاً عميقاً بأننا لسنا ضحايا للصراعات المحلية فحسب، بل لسياسات عالمية تهدف إلى إبقائنا في دائرة الضعف والانهيار .

  • سورية قلعة الصمودوالتحدي

    كتب عبد الحميد الشمالي

    على أبوابها تتكسر كل المؤامرات لأن لها رب في السماء يحميها وقائد عظيم يرعاها….

    الأحداث الأليمةالتي شهدتها محافظة حلب وريفها هي توتر وتصعيد في الأساليب الصهيونية الغربية الهادفة لزعزعة أمن سورية واستقرارها

    ولايخفى على أحد ادواتهم الماجورة المرتزقة قاموا بتحريكها لأحداث خرق في النسيج الإجتماعي ثم استهداف قوى الجيش العربي السوري والأمن وارتكاب المجازر الوحشية

    هدفهم السيطرة على مرافق الدولة وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا

    العدو التركي دفع المجموعات الإرهابية المسلحة بايعاذ من القوى الصهيونية لشن الهجوم

    لم يتعلموا من الدروس والتجارب السابقة بأن سورية الصخرة الراسخة تتحطم عليها كل المؤامرات لأن حكمة القيادة السورية والتفاف الشعب حول قيادته الحكيمة والعزيمة الصلبة افشلت المخططات في السابق واحبطتها وماتزال وستبقى….

    الأهداف الاستعمارية غايتها تقسيم المنطقة والسيطرة عليها

    لذلك يجب على كافة المقاتلين التحرك في كل مكان والضرب بيد من حديد للعدو واذياله ومجموعاتهم الإرهابية

    أن الدلائل والمعطيات على أرض الواقع تؤكد صمود سورية شعبا وقيادة وجيشا بالرغم من الحجم الكبير للهجمة الشرسة

    وعلى الحليفين الضامنبن توضيح موقفهما من خرق العدو التركي لاتفاقية خفض التصعيد

    لايكفي التضامن والادانة بل يجب أن يترجم افعالا على أرض الواقع واتخاذ موقف من العدو التركي

    يجب أن لانقبل باستعادة حلب فقط حتى لوتنازلوا عنها دون قتال فمن يضمنهم بعد خمس أو ست سنوات أخرى

    14 سنة من القتال يجب أن تحسم الأمور بشكل جذري دون مهادنة

    لن نستطيع بناء اقتصاد ولاتحسين الحياة إذا بقينا نعيد الكرة مع هؤلاء

    اوزبك وايغور وتركمان

    لاعمل لهم سوى مهاجمة المدن السورية

    هناك كلام كثير ويحب أن يحكى به هذه الأرض أعادت روسيا لمسرحها الدولي ولم تكن كباقي الأراضي التي راهنت روسيا عليها وسقطت

    هذه الأرض ابقت شرعية الحرب ضد العدو قائمة وكانت اكثر من جاد بسلاحها ورجالها ودماىها لنصرة من يرفع سلاحه ضد العدو

    وعلى الحليف الآخر أن يفهم ويعي أكثر

    للتنوية يوم أمس من صد القطعان البربرية المهاجمة وأخر وصولها لحين استكمال الخطوط الدفاعية رجال الجيش العربي السوري

    نزفت الدماء الطاهرة على تراب سورية الأبية….ولم يبالوا

    لانهم رجال الله على الأرض رجال الجيش العربي السوري

    عشتم وعاشت سورية

    من أجل سورية نحيا ومن أجلها نموت

  • “حصون المقاومة .. معركة الوعي بين الإعلام المضلل وعزيمة الأبطال”

    سمير السعد 

    في زمن تتحول فيه الكلمة إلى سلاح، والإعلام إلى جبهة حرب لا تقل شراسة عن ساحات القتال، تتعالى صيحات التحذير من موجة التضليل الإعلامي الممنهج. هذه الآلة الصفراء، التي تُدار بدقة وتوجيه من قوى الظلام والشر، تعمل ليلًا ونهارًا على زعزعة الجبهات الداخلية في سوريا ولبنان وفلسطين، مستهدفة معنويات المقاومين الشجعان الذين يقفون بثبات في وجه الإرهاب المدعوم صهيونيًا.

    الاستراتيجية واضحة ، بث الشائعات المغرضة، تضليل الرأي العام، وتشويه انتصارات الأبطال التي تُكتب بدمائهم الزكية على خطوط المواجهة. في المقابل، يبقى صوت المقاومة قويًا، مدعومًا بوطنية الأحرار، ووعي الشعوب الصامدة، التي تأبى أن تصدق إلا ما يخرج من مصادر موثوقة تحكي الواقع كما هو.

    النصر قريب، ليس فقط لأن المعركة تُدار بالسلاح، بل لأن الروح الوطنية، والإيمان بالحق، والإرادة الفولاذية للمقاومين، كلها عوامل تؤكد أن هذه الأرض لن تنكسر. سوريا ستظل صامدة، والعراق حصن متين، ولبنان أثبت للعالم أنه أقوى من كل المؤامرات، وفلسطين، حتمًا، ستتحرر بهمة أبطالها، وبعزم شعوب لا تعرف الخضوع.

    حين نثق بمصادرنا ونقف صفًا واحدًا في وجه الحملات المضللة، نكون قد حسمنا نصف المعركة. وما النصر إلا مسألة وقت، يكتبه الله بمعية أبطال الجيوش والمقاومين الأشداء الذين لا يعرفون الهزيمة.

    وفي خضم هذه المعركة الإعلامية، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على وحدة الصفوف وتحصين العقول من الاختراقات التي تسعى إلى زرع الفتنة وإضعاف العزيمة. فالإعلام الموجه، الذي يستهدف تقويض الثقة بين الشعب ومقاومته، لا يقتصر ضرره على تشويه الحقائق فحسب، بل يمتد ليبث الشعور بالعجز واليأس، محاولًا إخماد جذوة الإيمان بالنصر.

    لكن الحقيقة التي تغفلها هذه الحملات أن الشعوب التي خبرت المؤامرات وتجاوزت المحن عبر العقود، أصبحت أقدر على تمييز الغث من السمين. فالإيمان بالوطن والحق أقوى من أي أكاذيب تُروّج، وصوت المقاومة لا يمكن إسكاته مهما بلغت قوة الضخ الإعلامي المضلل.

    اليوم، تقع المسؤولية على عاتق كل فرد، من مثقفين وصحفيين وناشطين وحتى المواطنين العاديين، في مواجهة هذه الحرب الناعمة. بالوعي واليقظة، وبالتزام النزاهة والموضوعية، نستطيع أن نقطع الطريق على كل محاولات بث الفتن وزعزعة الصفوف.

    رسالتنا واضحة ، لا تصدقوا إلا ما يُنقل من مصادر موثوقة، ولا تسمحوا للإشاعات بأن تكون أقوى من الحقيقة. النصر لا يُبنى فقط بالبندقية، بل بالثبات والوعي، وبالعمل معًا نحو مستقبل حر تُرفع فيه رايات العدل والكرامة على كل شبر من أرضنا.

    المعركة مستمرة، ولكن نهايتها محسومة ، النصر لقوى الحق والإيمان، والخسران لقوى الظلام والشر. قريبًا، ستشرق شمس الحرية على فلسطين، وستبقى سوريا والعراق ولبنان رموزًا للصمود، وأرضًا لا تُهزم بفضل الله ثم عزيمة أبطالها.

    وما أجمل أن نستلهم من التاريخ دروس الصمود والانتصار، فهذه الأرض التي نعيش عليها لم تكن يومًا إلا مقبرةً للمعتدين ومهدًا للأحرار. من فلسطين التي لم تنحنِ تحت وطأة الاحتلال، إلى لبنان الذي كسر قيود الوصاية، مرورًا بسوريا التي حطمت المؤامرات، والعراق الذي ظل درعًا متينًا يحمي الأمة… كلها شواهد على أن العزيمة إذا اقترنت بالإيمان، فإن المستحيل يتحول إلى نصر مؤزر.

    إن أبطالنا اليوم لا يقاتلون فقط دفاعًا عن الأرض، بل عن كرامة أمة بأسرها، وعن قيم العدالة والحرية التي لن تتلاشى ما دام هناك من يقف ليحميها. وفي الوقت الذي يواجهون فيه المدافع والصواريخ، فإنهم بحاجة إلى دعمنا جميعًا، ليس بالسلاح فقط، بل بالكلمة الصادقة، والموقف الثابت، والوعي الذي يُحبط كل مؤامرة.

    المعركة ليست فقط على الجبهات العسكرية، بل هي معركة الهوية والوعي والمستقبل. وكلما تمسكنا بمبادئنا ووحدتنا، أصبحنا أقرب إلى تحقيق الحلم الأكبر: فلسطين حرة، وشعوبنا متحررة من كل أشكال الهيمنة والعدوان.

    خلاصة القول ، لنجعل كلمتنا واحدة، وموقفنا ثابتًا ، نحن أمة لا تُكسر، وراية الحق التي نرفعها اليوم ستبقى مرفوعة أبدًا، لأنها تستمد قوتها من الله، ومن دماء الشهداء، ومن صمود الشعوب التي لا تعرف اليأس. إن النصر آتٍ، لا محالة، بقوة الله وهمّة الأبطال الذين لن يُثنيهم شيء عن تحقيق وعد الحرية والكرامة.

  • سوريا: زوبعة الإرهاب بفنجان الاستعمار ودور تركيا

    د محمد هزيمة

    كاتب سياسي وباحث استراتيجي

    مرة جديدة يكشف الارهاب عن نفسه ليفضح هوية مشغيلية في سوريا ويميط اللثام عن وجه تركيا الحقيقي وتماهي رئيسها مع أطماع الغرب وشراكته مع إسرائيل للسيطرة على المنطقة ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد بمعايير أميركيه تمهد لانطلاقة “خط الحرير لربط الشرق بالغرب” فيه كيان اسرائيل قلب العالم مركز تصدير الطاقة وبوابه التجارة الدولية دور تتحكم فيه تل أبيب بالعالم كله قوة اقتصادية عظمى بتأثير ونفوذ يكمل الاطباق الأميركي على الاقتصاد العالمي يقطع الطريق على الصين يهمش دور الغار الروسي مستعيضا عنه بحقول البحر المتوسط ويحاصر إيران غرب آسيا تمهيدا لتقويضها من الداخل وبذلك تحكم امريكا سيطرتها على العالم كله من شعوب وامم لعقود من الزمن وتتحكم بمصاير الاوطان وسياستها

    هي استراتجية أميركية لمشروع كبير عملت عليه الإدارات المتعاقبة مهدت له سياسيا عسكريا وإعلاميا واعدت العدة مهية ظروف نجاحه لتثبيت قوتها وتعزيز نفوذها واحتاج منها اللعب بأنظمة وقلب حكوماتها مع توسعها بنشر قواعد عسكرية، وتعزيز قواها البحرية بأساطيل تجوب المياه بحار ومحيطات وسيف عقوبات اقتصادية ومقصلة حروب أمنية بجبهات تستعر لعصابات جندتها عصا انقلاب على دول شتتها انهكت جيوشها كل ذلك ضمن خطة عميقة لمركز القرار الحقيقي والحكومة الخفية التي ترسم مصلحة أميركا العليا بنفوذ اللوبي الصهيوني وتاثير شركات النفط ومصانع الأسلحة وإدارة المصارف وامبروطريات الإعلام ضمن استراتيجية تتجاوز الإدارة وشخص الرئيس وهوية الحزب الحاكم، تقوم على سياسة المصالح الأميركية وقدرة تامين خطوط إمداد عسكري بدعم مستمر يتجاوز القوانين ولأنظمة ويضرب بعرض الحائط قرارات تعترض مصالح واشنطن السياسية يحضر فيها حق النقض المكرس في مجلس الأمن “الفينو” لدولة دائمة العضوية صاحبة حق الموافقة والرفض لم تبخل به يوما في دعم إدارة التوحش والجريمة طالما تخدم مشروعها تجلى اخرها منذ اسابيع مع العدو الإسرائيلي بدعم استمرار حربه الاجرامية لزرع مجازره في غزة ولبنان وصولا إلى سوريا اليمن وإيران وتهديد السلم العالمي بحرب إبادة لم يسبق لها مثيل في عصرنا ، بالوقت الذي تدعي واشنطن إدارة البيت الابيض انها تحمل مبادرة سلام وترعي هدنة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي نجحت فيها على جبهة لبنان واتفقذت اسرائيل من نفق معركة خاسرة، وعلى هامش اعلان السير بالهدنة أطلق رىيس حكومة تل ابيب نتنياهو العنان لتهديد سوريا مهددا سوريا محذرا رئيسها من الاستمرار بموقفه الداعم لقضية فلسطين ونصرة شعبها، ولم يكن تهديده عبث بل كلمة سر حركت الجماعات الإرهابية والمجموعات التكفيرية التي تمولها تركيا في شمال سوريا على توقيت أردوغان وفق مصالحه السياسية ، بعدما أوفد مدير استخباراته إلى بلاد العم سام لتهنئة الرئيس المنتخب دونالد ترامب واضعا تركيا بلسان أردوغان بخدمة ترامب عارضا تحريك جبهة الشمال في سوريا زاعما أن ذلك يسهم في زعزعة سوريا ونظامها ويوصل إلى فرض تغيير عليها بما يتماشى مع سياسة ترامب ترتيب شرق المتوسط والتفرغ لمواجهة كبرى مع الصين ، معركة صعبة قد تغير ملامح العالم كله، الذي وصل مرحلة اقرب إلى الاصطدام الكبير الذي تخشاه أميركا نفسها ولا يريده ترامب الذي يدخل البيت الأبيض بظروف تغيرت كليا وربما تكون التسويات سيدة المرحلة فالرئيس يصل الى البيت الأبيض بأولية اقتصادية تعهد فيها :

    ـ لجم ارتفاع الأسعار الاستهلاكية

    ـ العمل لخفض فاتورة الطاقة

    ـ الانسحاب من حرب اوكرانيا

    وهذا يفرض على ترامب سياسة خاصة تفرمل الاندفاعة الأميركية بحروب والتورط فيها، اولا للتخفيف عن دافع الضرائب الأميركية ووقف استنزاف الخزينة وتخفيف العجز باكبر اقتصاد عالمي

    ثانيا هذا بحد ذاته يحتم تهدئة الجبهات وترتيب واقع أميركا بعد دخول باب المندب جزء من المعركة ابتعد منه الأميركي تحت تأثير ضربات القوات المسلحة اليمنية وصنف خسارة استراتيجية لامريكا وكبرى اسرائيل

    في حين دخل دور اسرائيل داىرة البحث نتيجة واقعها الجديد بعد فشلها في الحرب،

    وهذا وضع منطقة الشرق الأوسط تحت المجهر وسط جبهات ملتهبة عرض نفسه التركي بديلا عن القوات الأميركية في سوريا يضمن مصالحها الاستراتيجية وهذا يتكامل مع سعي اردوغان التوسع على حساب الجوار العربي وإمساك اوراق داخلية لمرحلة لاحقة أمام خشية زعيم الإخوان المسلمين من ادارة ترامب لأزمات العالم والدخول في تسوية مع روسيا تجنب التصعيد، وبذلك يقضي على اخر طموحات أردوغان واحلام الامبروطورية ويكون ادى اخر رقصاته على حبال التناقضات السياسية، والتوجس من هاجس الدعم الاميركي لاكراد سوريا في الشمال بمشروع يتعتبره خطراً وجوديا على تركيا ومستقبلها يهدد أمنها الاستراتيجي الذي بدات تظهرت عليه علامات ضعف بزمن تحولات كبرى تنهى أحادية القطب واسقطت تفوق إسرائيل وأسطورة جيشها والخشية أن يسري على تركيا الدور ، بالوقت الذي تتغير فيه التوازنات السياسية والعسكرية ويستعد العالم لخارطة جديدة تستشعر فيه حكومات بعدم استقرار وخشية على مستقبلها وتعمل لجمع اوراق،الا انها تعثرت عند أردوغان بعد رفض الرئيس السوري بشار الاسد لقاء قمة تجمعه برئيس دولة تحتل جزء من أراضي سوريا رغم تدخلات روسية ووساطة إيرانية وآخرها سعودية على هامش القمة العربية الإسلامية، لم يقبل بها الرئيس بشار الأسد

    قبل انسحاب تركيا من الأراضي السورية التي تحتلها والاعتراف بوحدة الأراضي السورية وانهاء ملف السوريين النازحين الى تركيا

    هذه الشروط برغم احقيتها وقفت سدا بوجه مشروع أردوغان وطموحاته الاستعمارية دفعته لتحريك الإرهابيين متقاطعا مع نتنياهو ورغبة أميركية بهدف ارباك الساحة السورية والضغط على المقاومة اللبنانية في معركة كبيرة لتغيير هوية المنطقة بما فيهم سوريا ولبنان

زر الذهاب إلى الأعلى