• زيلنسكي يحمّل واشنطن الهزيمة…!

     

    خرج فولوديمير زيلنسكي عن صمته وصرح بالفم الملآن عن الهزيمة التي تتجه إليها أوكرانيا بسبب الولايات المتحدة، واتهم إدارة ترامب التي حوّلت عشرين ألف صاروخ مضاد للمسيّرات، سبق ووافقت عليها إدارة بايدن إلى الشرق الأوسط، والمقصود بذلك الكيان المؤقت، كي لا يظن المتابع أنه غير المقصود، كون الشرق الأوسط تعبير مطاط وواسع يشمل دول عديدة، وأضاف أن الهزيمة ستحل بكييف إذا لم تواصل الولايات المتحدة الأميركية شحن الأسلحة على اختلافها إلى أوكرانيا….!

    يؤكد الرئيس الأوكراني أن المحرض والممول والمسلح والمورِّط في هذه الحرب العبثية بين أخوة الأمس الروس والأوكران هو أميركا، وما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم في التاريخ والجغرافيا والعرق والدين، ولكن فرّقتهم سياسة التفريق والتفتيت الأميركي والذي يعتمد قاعدة: فتت واقتل…!

    بدلاً من القاعدة المشهورة عند بريطانيا: فرّق تسُد…!

    ينهض مما تقدم، أن زيلنسكي يعلن بكل صراحة ووضوح أن هذا الاقتتال خلفه واشنطن، وأن أية هزيمة تلحق بأوكرانيا وهي في مراحلها الأخيرة سببها الأول والأخير هي صاحبة القرار في الحرب والسلم، وأي تسوية ستحصل على يد القابلة الولادة واشنطن، وبالتالي يحاول تبرئة نفسه وحكومته من دماء شعبه…!

    وعليه تثار أسئلة عدة منها:

    ١- لماذا يحمّل زيلنسكي واشنطن سبب هزيمته؟

    ٢- ما هي أهداف واشنطن الاستراتيجية في هذه الحرب؟

    ٣- من هم ضحايا هذه الحرب؟

    ٤- لماذا تورطت أوروبا في الحرب؟

    د. نزيه منصور

  • حين تصمت البنادق… وتتكلم العقول: نصر استخباري يُربك إسرائيل

     

    في زمن تتشابك فيه التكنولوجيا بالحرب، وتختلط فيه المعارك الميدانية بجبهات الظل، لم تعد الانتصارات تُقاس فقط بما يُنجز بالسلاح، بل بما يُكتشف ويُحبط قبل أن يرى النور. ولعل ما شهدته الأسابيع الماضية يؤكد أن ساحة الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة لم تعد تُدار فقط بالصواريخ، بل بالعقول التي تقرأ، وتخترق، وتكشف.

    اختراق في اليمن: تفكيك شبكة أمريكية – إسرائيلية.

    في عملية نوعية، تمكنت أجهزة الاستخبارات اليمنية من تفكيك شبكة تجسس مرتبطة بالاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، متغلغلة في مفاصل الدولة منذ سنوات. ما تم كشفه لم يكن مجرد عمل تجسسي تقليدي، بل مشروع متكامل لاختراق القرار السيادي والسيطرة على مفاصل البنية الإدارية، تحت ستار منظمات وسفارات.

    *غزة: حيث تفشل الآلات وتنجح الحاضنة الشعبية

    رغم تفوقها التقني والاستخباري، عجزت إسرائيل عن اختراق العمق الأمني لحركات المقاومة في غزة. لم تتمكن من الوصول إلى أسرارها، ولا من تحديد أماكن قادتها بدقة، ما أدى إلى فشل في تحقيق إنجاز حاسم، رغم الحرب المفتوحة المستمرة. هذا الفشل لا يُقاس فقط بالنتائج الميدانية، بل بقدرة المقاومة على تحييد أدوات إسرائيل الأكثر تطورًا.

    *المقاومة تهاجم استخبارياً:

    في المقابل، تنفّذ المقاومة اختراقات نوعية عبر أدوات مضادة، من كشف طرق التجنيد الإسرائيلية، إلى تفكيك خلايا تسلل رقمي، وإيقاع المخابرات في فخاخ داخلية. تكتيك العقول هنا لا يقل أثرًا عن نيران المدافع، بل يتقدمها أحيانًا في ترجيح الكفة.

     

    في عالم اليوم، لم تعد الحروب تُحسم فقط بقوة النيران، بل بعمق المعرفة ودقة الرصد وذكاء التوقيت. وما تحقق من إنجازات استخبارية ضد إسرائيل يُعد تحولًا استراتيجيًا، يؤكد أن ميزان الردع لا يُبنى فقط في الميدان، بل في العقول أيضًا.

     

    *”فما خفي من النصر، أحيانًا، أعظم من كل صراخ المعركة.”*

     

    بقلم الدكتور محمد هاني هزيمة كاتب سياسي وخبير استراتيجي مستشار في العلاقات الدولية

  • مابعد  الاربعين دقيقة….؟؟؟ماذا دار في المكالمة وماذا  سيحصل في المنطقة…؟؟؟

     

    بقلم _اللامنتمي_عباس الزيدي

    اولا_مكالمة هاتفية بين ترامب والنتن ياهو استمرت 40 دقيقة

    ثانيا_ دعا النتن ياهو بعدها  الى عقد اجتماعا أمنيا عاجلا  في وزارة الدفاع يحضره يسرائيل كاتس وسموتريتش وبن غفير والوزير ديرمر ورئيس الاركان آيال زامير ورئيسي الموساد والشاباك

    ثالثا_ المكالمة كانت تركز علىآخر ماتوصلت اليه مفاوضات الملف النووي الايراني وركزت على  المنطقة

    رابعا_ يتزامن ذلك مع

    1_ تصعيد ارهابي اسرائيلي في غزة وجرائم  يندى لها جبين الانسانية مع تضامن عالمي  كبير مع اهالي غزة ورفض لعمليات القرصنة الاسرائيلية التي طالت سفينة  المساعدات _مادلين

    2_عدوان وخروقات متكررة على لبنان

    3_استمرار يمن الايمان وانصار الله  في عمليات تقديم  المساندة والدعم لغزة الصمود والثبات ضد اسرائيل مع هروب امريكي من المواجهة  اليمنية

    4_تطور خطير ولافت في ساحة الحرب الأوكرانية بعد تجاوز الاخيرة للخطوط  الحمراء  بدعم امريكي  غربي على حساب اتفاقية ستارت 2  الخاصة  بالاسلحة الاستراتيجية التي اصبحت شبه ميتة  وروسيا تعيد النظر في استراتيجيتها الخاصة  بالردع حيث نشرت  صواريخ متوسطة وقريبة المدى وأستخدمت صواريخ كينجال الفرط صوتية وحلف الناتو يستعد للمواجهة المباشرة مع موسكو

    5_ ترامب وامريكا يعيشان ازمة كبيرة في لوس أنجلوس  وهو بحاجة  الى تصديرها كما هي حكومة الكيان الصهيوني المهددة بالاقالة ومحاكمة النتن  ياهو

    6_ عملية استخبارية فائقة الدقة قامت بها الاستخبارات الايرانية نقلت خلالها الالاف من الوثائق الخاصة  بالمنشآت النووية والمواقع الاسرائيلية الحساسة الاخرى

    7_الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقوم بتسييس قراراتها حسب التوجيهات الصهيوامريكية والاخطر ان الوكالة تبعث بمعلومات امنية عن تلك المنشآت

    8_تعثر المفاوضات غير المباشرة  بسبب واشنطن حيث رفعت من سقف شروطها  مع رفض طهران للعنجهية والغطرسة  الامريكية ولتلك الشروط

    9_ انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من 8 قواعد لها في سوريا لتبقي على قاعدة واحدة

    خامسا_العرض والتحليل

    1_ لازلنا نؤكد على ماذكرناه سابقا ان هناك تنسيق وتوزيع ادوار مابين واشنطن والكيان الصهيوني وان ترامب كسلفه بايدن يوفر غطاءا  ودعما لجميع  الجرائم  الاي يقوم بها النتن ياهو

    2_ أصرار واشنطن بطريقة او باخرى لارسال رسائل تخص المفاوضات الحاليةالغير مباشرة  بانها مفاوضات تجري  تحت النار على قاعدة_

    ●_ امريكا تفاوض

    ●_أسرائيل تضرب وتضغط

    لكي تتجنب واشنطن  ردات الفعل والخسائر لعدم  قدرتها على الدخول في مواجهة مباشرة مع ايران

    3_ بالاضافة الى اجندات الكيان الخاصة  بلبنان ياتي استمرار العدوان الصهيوني على لبنان خصوصا الاخير على الضاحية  ياتي ضمن هذا السياق او كرسالة تحذيرية او ضربة استباقية حال اشتراك حزب الله في الرد  الايراني المتوقع بعد العدوان الاسرائيلي القريب على المنشآت الايرانية وربما  يكون ذلك بمثابة مقدمات لاجتياح اسرائيلي للجنوب

    سادسا_ المتوقع

    1_ عدوان اسرائيلي قريب على المنشآت النووية  الايرانية لغرض الضغط  عليها في المفاوضات

    2_ رد ايراني متكافئ يطال جميع البنى التحتية للمنشآت النووية الاسرائيلية خصوصا بعد نجاح العملية الاستخبارية الايرانية في الحصول  على معلومات شاملة وبنك اهداف كبير عن المنشآت الحساسة للكيان الصهيوني

    3_  العراق _من شبه المؤكد سوف يقوم الكيان الصهيوني بعدوان على العراق  يتزامن مع عدوانه  على الجمهورية الإسلامية  يستهدف من خلالها  مواقع  الحشد  والمقاومة  العراقية وربما يذهب بعيدا باستهداف واغتيال  احد القيادات المهمة

    4_لبنان_ واضح جدا ان الكيان الصهيوني بحاجة  الى ذريعة لاستكمال  مابدأه من عدوان على لبنان وفق مخططاته الخاصة  بما يسمى (بالشرق الاوسط  الجديد)  وحتى اذا لم يحصل على تلك الذريعة فانه سوف يستمر في مسلسل عدوانه

    5_ كل ماتقوم به اسرائيل سيكون بدعم امريكي غربي ومن يدور في فلكهما هذا الدعم  مالي وتسليحي ومعلوماتي منقطع النظير

    سابعا_ ماهو المطلوب

    1_ الرد المتكافئ على ان تكون  الضربات مدمرة

    2_ الاعداء يراهنون على عامل الوقت لغرض استنزافنا و بعد ذلك يتم تحديد ساعة الصفر للمواجهة الشاملة  حسب  توقيتاتهم والظروف المناسبة لهم

    3_ التروي والتعامل بمنتهى الحكمة مع رفع الجهوزية وتنمية القدرات

    4_ اذا كسرت امريكا خطوط  الهدنة والاتفاقات وتورطت في اي عدوان يطال احد بلدان المحور فلابد  من اتخاذ قرار حاسم والذهاب نحو المواجهة الشاملة واستخدام كل خطط الطوارئ واشعال المنطقة واحداث ازمات عالمية كبرى  تخص الطاقة والنقل وغيرها

     

  • الحنين إلى الطاغية

     

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    ثمّة شيء مريض يتسرّب في ذاكرتنا كالماء العكر، يشوّه المرايا ويُعيد رسمَ الوجوه كما لو أننا لم نرها يوماً تحت السياط. يُقال إن الإنسان يحنّ إلى ماضيه حين يخذله الحاضر، لكنّ الأخطر أن يحنّ إلى سجّانه، إلى مقصلةٍ ما زالت تقطر منها الدماء.

     

    ها نحن نسمعهم، في المقاهي وفي مواقع التواصل وعلى أرصفة الملل، يهتفون بأصوات خافتة: “والله كانت أيام صدام أحسن”، “الدولة كانت قوية”، “كنا ننام وبابنا مفتوح”.

    يقولونها وكأنهم لم يناموا يوماً في ظلال الخوف، وكأن المقابر الجماعية لم تكن موشومة على خارطة العراق كندوب، وكأن صدام لم يوقّع إعدام عشرة آلاف شاب شيعي خلال ثلاثة أيام في انتفاضة 1991، وكأن مدينة مثل الدجيل لم يُدفن أبناؤها أحياء لأن أحدهم حاول اغتياله!

     

    هل نسيتم أن مجرّد انتقاد للحاكم في جلسة عائلية يمكن أن يُدخل العائلة كلها إلى أقبية الأمن العام؟ هل نسيتم أن خيانة “الوطن” كانت تبدأ من نكتة وتُختتم بالرصاص؟

    ألا تذكرون كيف أُعدم الآلاف من الضباط الشيعة في الثمانينات لمجرد الشكّ في ولائهم؟ كيف امتلأت سجون أبو غريب ونقرة السلمان والرضوانية بطلاب ومهندسين وأدباء، لا لشيء سوى لأنهم أرادوا أن يعيشوا بلا شعارات وبلا صور معلّقة على جدران المدارس؟

     

    ذاك الذي لقبوه “القائد الضرورة” حكم العراق ثلاثين عاماً بقبضةٍ حديدية، جرت خلالها ثلاث حروب كارثية، بدأت بالحرب الإيرانية التي أكلت مليون شاب، ثم غزو الكويت الذي جرّ على البلاد حصاراً جعل العراقي يبيع أبواب بيته ليشتري الطحين، ثم الحرب الأخيرة التي أخرجته من حفرة وأدخلتنا في فوضى لا تنتهي.

    فأي خيرٍ في ذاك “الزمن الجميل” الذي يبكي عليه البعض اليوم؟

     

    ابنه عدي، الذي كان يمسك بملف الرياضة والثقافة والإعلام، لم يكن سوى سفّاح مراهق، يقتل الرياضيين لأنهم خسروا، ويجلد الصحفيين لأنهم لم يمدحوه بما يكفي.

    وكان قصره في الحارثية مليئاً بغرف للتعذيب والصراخ، فيما كانت بنات العراق يُخطفن من الجامعات ليُقدّمن له كـ”هدايا” تليق بابن الطاغية.

     

    وحين انتفض الجنوب والوسط في آذار 1991، أطلق عليهم صدام تسمية “الغوغاء”، واستعان بالحرس الجمهوري والأمن الخاص والحرس الخاص الخاص ليحوّل المدن إلى مسالخ.

    لقد قُصفت كربلاء والنجف كما تُقصف الجبهات، وارتُكبت مجازر في البصرة والديوانية والناصرية، لا تزال رائحة الدم عالقة بجدران البيوت حتى اليوم.

     

    ومع هذا، ومع كل هذا، هنالك من لا يزال يتحدّث عن “الهيبة”، كأن الهيبة تعني الرعب، وكأن الدولة الناجحة هي التي تُخيف مواطنيها لا التي تحميهم.

     

    كان الطاغية يعرف كيف يبني إمبراطورية خوف، وكيف يُحوّل المواطن إلى شبح لا يعرف سوى الهتاف: “بالروح بالدم”، بينما هو يُجبرهم على التبرع بدمائهم في حملات “فداء القائد”، ويودعهم في زنزانات رقمية لا يعود منها أحد.

     

    واليوم، حين نسمع من يترحم على “أيام الخير”، علينا أن نتساءل: أي خيرٍ هذا الذي يصنعه الحصار والمشانق والسجون؟

    أليس من المعيب أن نُجمّل ماضينا القبيح لأن حاضرنا فيه بعض من الفاسدين ؟

    أن نحرق دفاتر الوجع لنفتح كتاب الطغيان من جديد، فقط لأن ما بعد الديكتاتورية كان واقعاً اتسم بالعنف والطائفية والصراعات المأساوية.

     

    لكن الخطأ لا يُصحّح بإحياء الكابوس. لا ينبغي لنا أن نركض إلى أحضان من قتلنا، لأن من جاء بعده فاسداً.

    العراق لا يحتاج إلى مقابر جديدة، ولا إلى خطاب يعيد إنتاج الجلّاد.

    العراق بحاجة إلى ذاكرة لا تُدجَّن، ووعي لا يُباع، ورجال لا يرتجفون أمام التاريخ.

     

    الحنين إلى الطاغية ليس حنيناً إلى الأمن، بل حنين إلى الاستسلام.

    وما أشبه الذين يرفعون صور صدام اليوم، بأولئك الذين نكّسوا رؤوسهم وهم يصفّقون له.

    كأنهم لم يتعلموا أن الطغيان لا يعود إلا إذا صمتنا، ولا يرحل إلا إذا قاومنا، ولا يُنسى إلا إذا كتبنا الحقيقة، لا كما تُروى في المقاهي، بل كما حدثت في زنازين الخوف.

  • لا تسخين ولا تبريد والود متبادل…!

     

    اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي والخطابات السياسية وساد الهرج والمرج وتحركت المنصات أن الأمور تتجه نحو أزمة سياسية تفرمل البلد وتعطل المعطل وتطفئ بصيص الأمل بالفرج….!

    وإذ بالوزير الاول نواف سلام ومن على منبر عين التينة يعلن أن لا تسخين ولا تبريد وليس لدينا نشرة جوية ويرحب بالحاج محمد رعد، وأن الود قائم، ويضيف أن بيته والسراي الحكومية مفتوحين لاستقبال الحاج والحزب ساعة يريدون، كما أوضح أن ما نُقل إلى الرئيس بري حكي مش مضبوط وأن ما تحدث به عن السلام مشروط بإقامة دولتين في فلسطين المحتلة وهو ملتزم بالإعمار…!

    ورداً على الود بالود رحب الحاج محمد رعد عبر قناة المنا.ر بالدعوة وأعلن تلبيتها وسيحكي ما فيه مصلحة البلد…!

    ينهض مما تقدم، أن النوايا طيبة من قبل الأفرقاء لكن اللغة العربية حمالة أوجه، كل واحد يفسرها على هواه، ويغلب سوء الظن مخالفين الآية الكريمة: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ. وحتى لا تتكرر هذه الهيصة يقتضي العمل بالآية الكريمة المذكورة أعلاه…!

    وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

    ١- لماذا تشتعل الجبهات عند أي تصريح من هنا أو من هناك؟

    ٢- هل سوء الظن هو القاعدة أم حُسنه؟

    ٣- هل ما صرح به الرئيس سلام مجرد كلام؟

    ٤- هل السلام قادم وفقاً للمبادرة العربية    التي دعت إلى إقامة دولتين؟

    د. نزيه منصور

  • بين أورتاغوس وتوماس براك السياسة واحدة

    بقلم الكاتب نضال عيسى

     

    غريب أمر اللبنانيين الذين يصبحون خبراء عند كل حدث. ومحللين عند تعيين مبعوث جديد دون الرجوع للأرشيف؟

    لقد فرشوا الأرض زهوراً لأستقبال ملكة جمال البرتقال مورتان أورتاغوس مهللين لجمالها الخارجي وغير مدركين لحقدها الداخلي الذي تلائم مع مَن يقف بوجه المقاومة فرأى فيها (المخلص) من سلاح الحزب وبدأت فرق (تمسيح الجوخ) بتسليمها التقارير عن واقع لبنان المأزوم نتيجة وجود المقاومة (من وجهة نظرهم طبعا”)

    استكمالا” للأنبطاح أكثر امام الإدارة الأميركية الجديدة

    ما زاد من حماستها الحاقدة وخرجت عن أصول الدبلوماسية وعبرت عن دفاعها لإسرائيل بوقاحة، فقط لأنها رأت هؤلاء اللبنانيين الذين أستقبلوها قد عبدوا الطريق أمامها فكانت مهمتها أكثر سهولة نتيجة تخاذلهم بحق مَن يفترض أن يكونوا أبناء بلدهم؟

    فأخرجت للعلن ما كان يجب وحسب تعليمات إدارتها أن يكون سريا” ما يحصل عند لقاء المعارضين للمقاومة ظنا” منها بأنهم يستطيعوا تغيير الواقع خصوصا” بعد وقف إطلاق النار، فكانت النتيجة فشل دبلوماسي كبير لها وفضيحة أكبر للقوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع الذي كان (عراب) التحريض على الثنائي الوطني أمامها ومن خلال الأبواق التي يطلقها على القنوات الإعلامية.

    لقد تأكدت الإدارة الأميركية فشل مبعوثتها للبنان وقررت أستبدالها بعد اللقاء الثاني مع خصوم حزب الله في لبنان وتصريحها الشهير وحملة الترحيب بكلامها من قبل القوات وفريقهم، ولكن عندما حدد اللقاء مع دولة الرئيس نبيه بري وضع النقاط على الحروف وخرجت من عين التينة مدركة بأن لبنان لديه مقاومة عسكرية ومقاومة سياسية وحاضنة شعبية لا يمكن لأي دولة التأثير عليها

    فقررت الإدارة الأميركية تغيير أورتاغوس وتعيين البديل؟

    وهنا على مَن كان يهلل لها أن ينتبه جيدا” وعلى المؤيدين للمقاومة أيضا” أن لا يفرحوا كثيرا” فالبديل لا يقل حقدا” عنها وهو يملك الخبرة الدبلوماسية والحنكة في هذا المجال وبالتالي هو ينفذ تعليمات إدارته المؤيدة بشكل كامل للعدو الإسرائيلي

    فالبديل (توماس براك) هو صديق شخصي للرئيس الأميركي ترامب وهو السفير الأميركي لدى تركيا وهو المبعوث الخاص لسورية.

    من هنا يجب أن نعلم بأنه يملك معلومات كبيرة عن الشرق الأوسط وبالتالي هو يفاوض بشكل مباشر الإدارة السورية الجديدة وهذا يكفي لنعلم حجم الحقد الذي يملكه تجاه المقاومة

    وفي كل الحالتين لا نستطيع إلا أن نصف مَن يقف مع الإدارة الاميركية في مطالبها بنزع سلاح المقاومة إلا بفاقدي الكرامة فهم أنفسهم الذين يفرشون الورود أمام مَن يكون مبعوثا” أميركيا للبنان ويعتبرون أنفسهم سياديين

    كانوا ينحنون أمام غازي كنعان

     

    وقال سيادة قال….

     

    نضال عيسى

  • صراع الأيديولوجيا والتكنولوجيا…!

     

    عرف النصف الأول من القرن الماضي حتى ما قبل القرن الواحد والعشرين، حضور الفكر الأيديولوجي خاصة الفكر القومي والأممي والديني، ونشأت منظمات وأحزاب هنا وهناك استقطبت عنصر الشباب والشابات. وما كاد ينتهي القرن العشرين في العقد الأخير، حتى بدأت التكنولوجيا تطل برأسها في تطور هائل، فجهاز الكمبيوتر الذي كان حجمه ضخماً جداً تحوّل إلى محفظة، ووسائل التواصل بدءاً من الخليوي وأخواته تطوّرت، حيث سيطرت التكنولوجيا وأزالت الحواجز بين الأفراد والجماعات وسهّلت المعاملات وألغت التعقيدات الإدارية في مختلف دول العالم باستثناء العالم المتخلف، وحدّت من الفساد وضاعفت التواصل الاجتماعي والعملي، وقصّرت المسافات وحجّمت من استخدام الورق وتحوّل العالم إلى جهاز لا تتجاوز مساحته مساحة الكف الواحد ….!

    ينهض مما تقدم، أن الأيديولوجيا تراجعت وتقدمت التكنولوجيا على الساحة الدولية، وكادت تتحكم في الأيديولوجيا وتحركها وفقاً لمصالحها، وفرّعتها إلى تنظيمات وعصابات تتناحر فيما بينها وفقاً لإرادة التكنولوجيا، حتى برز الذكاء الاصطناعي كلاعب أول في كل المجالات وتعطل الفكر البشري الذي اعتمد التقنية في كل صغيرة وكبيرة، كل ذلك حصل في أقل من ثلاثة عقود….!

    وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:

    ١- هل انتهى عهد الأيديولوجيا إلى غير رجعة؟

    ٢- إلى أين يتجه العالم في ظل هيمنة التكنولوجيا؟

    ٣- هل يمكن المزج بينهما وإيجاد حالة توازن تخدم البشرية؟

    ٤- ماذا حقق الفكر الايديولوجي للإنسانية؟

    د. نزيه منصور

  • تظاهرة في دمشق رفضا للتطبيع واستنكرا لجرائم الاحتلال

    شهدت ساحة الحجاز في قلب العاصمة السورية دمشق، الأربعاء، وقفة شعبية احتجاجية شارك فيها عدد من المواطنين، احتجاجًا على تداول البضائع المرتبطة بـالاحتـلال الإسـرائيلي، ومطالبة الجهات المعنية بتفعيل حملات المـقاطعة، ورفض التطبيع مع الاحتلال، القائم على سلب السوريين حقهم في أرضهم ووعيهم.رفع المشاركون خلال الوقفة أعلام سوريا وفلسطين، في تأكيد رمزي على وحدة الموقف الشعبيّ تجاه القضايا القومية، ورفض أي شكل من أشكال التطبيع، كما حمل المتظاهرون لافتات تحذر من التعامل مع شركات يثبت تورطها في دعم الاحتـلال بشكل مباشر أو غير مباشر، وتضمنت الفعالية توزيع بروشورات توعوية بخطر تداول البضائع وكذلك تمرير التطبيع، وأكّد المشاركون الذين رفعوا لافتات حملت عبارات “لا تصالح ولو منحوك الذهب، أترضى أن تدفع ثمن أشلاء أطفال غزة؟، وقاطع قاوم قاتل”، رفضهم لتطبيع العلاقات مع كيان العدو، مشيرين إلى أن سوريا اليوم تتعرض للاحتلال وهذا استنساخ تام لتجربة غزة، وكذلك لبنان، لأننا نقاتل عدو واحد لا يرتوي إلا من الدّم ولن يرضى بأقل من إفناء وجود العرب وكل رافض للمشروع الصهيوني.ويأتي ذلك في وقتٍ التقى فيه الرئيس السوري الشرع مع الرئيس الامريكي ترامب، حيث طالبه الأخير بمدّ جسور تواصل مع “إسرائيل”، والانخراط في اتفاقات “أبراهام” التطبيعية، على خلفية إقرار رفع العقوبات.وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت، أن سوريا و”إسرائيل” أجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات مباشرة بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.وهذه التطورات خلقت قلقا لدى الشعب السوري الذي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيون

  • قمة أم جمعية…!

     

    انعقد في عاصمة الرافدين مؤتمر قمة عربية تحت شعار: (الحوار والتضامن والتنمية) في دروتها الرابعة والثلاثين على مدى بضع ساعات، في غياب معظم الرؤساء والملوك والأمراء، الذين تمثلوا بدرجة ثالثة وما دون، في ظل الأزمات التي تغص بالأمة من المحيط إلى الخليج والنزاعات فيما بينها، وتتقدم فلسطين الجرح النازف على مدى ثمانية عقود مع ذكرى يوم النكبة في الخامس عشر من شهر مايو ١٩٤٨….!

    تأسست جامعة الدول العربية سنة ١٩٤٥ من سبع دول عربية نالت استقلالها، لتلتئم مع كل عام وفي مؤتمرات استثنائية، ومن أهدافها التضامن العربي وحل الأزمات والخلافات والتعاون في كل المجالات. المؤسف أن كلمات المشاركين تفتقر إلى الحد الأدنى من طموحات أي عربي من المحيط إلى الخليج، وقد تمخض عنهم بياناً إنشائياً أقرب منه إلى بيان جمعية خيرية تتوسل أصحاب رؤوس الأموال لمساعدة الفقراء، والدم الفلسطيني ينزف مع شريكه اللبناني، وهذا يؤشر إلى عجز المؤتمرات عن تحقيق أي هدف من الأهداف التي ولدت من أجلها ويصح فيها قول المثل: تمخض الجبل فولد فأراً….!

    ينهض مما تقدم أن القمم العربية فشلت فعلاً ذريعاً منذ نشأتها حتى تاريخه، وخير دليل على ذلك هو حضور ترامب إلى الرياض والذي أمر بجلبهم وحاضر فيهم، وسددوا له فواتير الأمن والأمان عبر مبلغ ثلاثة آلاف وستمئة مليار دولار، بينما في مؤتمر بغداد تكرّم العراق

    بأربعين مليون دولار موزعاً بالتساوي ما بين لبنان وغزة لإعادة الإعمار، والعدو يستمر بالتدمير والقتل والتهجير، فأي مؤتمر هذا يستجدي المجتمع الدولي لوقف العدوان، مما يشجع العدو على المزيد من القتل والتدمير والتهجير ….!

    وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

    ١- لماذا غاب معظم طرابيش الأنظمة وتمثلوا بوكلاء؟

    ٢- هل منظمة الجامعة العربية اسم على مسمى والأزمات تعم الوطن العربي؟

    ٢- لماذا هرول ملوك وأمراء مجلس تعاون الخليج للقاء ترامب؟

    ٤- لماذا لم يقرر المؤتمر مقاطعة الكيان وإلغاء التطبيع؟

    د. نزيه منصور

  • خارج النص

     

     

    كتب رياض الفرطوسي

     

    الذين يتحدثون عن الحقيقة وكأنها طائر حطّ على كتفهم، لا يدركون أنهم ربما يتحدثون عن شبحٍ لا يُرى إلا لمن فقد بصره بالبصيرة. ليس في العالم أكثر إغراءً من وهم المعرفة، وليس في العقل أكثر خيانةً من تلك اللحظة التي يظن فيها أنه بلغ منتهاه.

     

    في الأزقة الفكرية الضيقة التي تشكّل الذهن الجمعي، تُنصّب اللغة ملكة، وتُوكل لها مهمة مستحيلة: أن تُمسك بالماء بأصابع الكلمات. يراهن المثقف على المفردة كما يراهن الساحر على تعويذته، ويظن الكاتب أن صياغةً متقنة قد تكشف سرّ الإنسان، أو تضع الكون في جيب قميص. لكن هل تكفي اللغة لتقول الحقيقة؟ أم أنها، كما قال بول ريكور (فيلسوف التأويل الفرنسي، 1913-2005)، لا تملك سوى أن تلمّح، أن تشير، أن تدور حول المعنى دون أن تطاله؟

     

    كل من أمسك قلماً، وكتب بيقين جازم: “هكذا هو الإنسان”، ارتكب خطيئة فلسفية لا تُغتفر. الإنسان ليس وصفاً، ولا تعريفاً، ولا معادلة. إنه نهرٌ غامض يجري في ظلمة كثيفة، تغيره الحجارة، وتعيد تشكيله المنعطفات. ما تراه اليوم من شخص، ليس إلا ظلًا لما كان، أو ممرًا لما سيكون. أما أن تقول: “أنا أعرفك”، فتلك نكتة ثقيلة لا تُضحك أحداً.

     

    ربما كان زينون الإيلي (الفيلسوف الإغريقي، القرن الخامس قبل الميلاد) محقاً حين صنع مفارقاته ليؤكد أن الحركة وهم. فربما كذلك الحقيقة وهمٌ آخر، لكنها ضرورية لنمضي. نحن نحتاج إلى الظن كي نحيا، لكن كارثتنا تبدأ حين نرفعه إلى منزلة المطلق، حين نحول الرأي إلى يقين، والحدس إلى قانون، والانطباع إلى شريعة.

     

    وحدها العلوم الدقيقة يمكن أن تتحدث بلهجة حاسمة، لا لأن الحقيقة فيها واضحة، بل لأنها قابلة للقياس، قابلة للاختبار، قابلة للتكرار. أما في السياسة، والفن، والأخلاق، والعلاقات الإنسانية، فالحقيقة شجرة ذات ألف فرع، لا يجمعها جذر واحد. رأيٌ في باريس قد يكون تجديفاً في مكة، وابتسامة في كوبنهاغن قد تُعدّ إهانةً في كابول. فبأي ميزان نزن هذه الحقائق؟ ومن الذي يملك مفاتيحها النهائية؟

     

    كل سلطة، دينية كانت أم دنيوية، تهوى صناعة الأرشيف: تصنيف الناس، تغليفهم، ختمهم بختمٍ أحمر، ورميهم في رفّ مهجور. أرشفة الإنسان هي أولى خطوات نزع إنسانيته. كأنك تُجمّده في لقطة، وتقول: هذا هو، ولن يكون غيره. وهذا ما فعله الأنبياء الكذبة، وما فعله ضباط المخابرات، وما يفعله المحللون الذين يملأون الشاشات بإجابات أكثر من الأسئلة.

     

    المفارقة الساخرة أن أكثر الناس حديثاً عن الحقيقة، هم أقلهم تسامحاً مع تنوعها. يرفعون راية الصدق، ويقيمون المحاكم لمن يختلف معهم. هؤلاء لا يبحثون عن الحقيقة، بل عن تأكيد أفكارهم، عن مرايا نرجسية تعكس وجوههم في هيئة منطق.

     

    الفيلسوف النمساوي فيتغنشتاين (1889-1951) قال مرة: “حدود لغتي هي حدود عالمي”. ولكن ماذا لو كانت لغتنا نفسها محدودة، معطوبة، مجازية؟ ماذا لو كانت اللغة قفصاً بديعاً لحقيقة هاربة؟ نحن لا نعيش في عالم المعاني الثابتة، بل في تردد الصوت، في ارتعاش الصورة، في الهامش، لا المتن.

     

    ولذلك، حين يقول لك أحدهم إنه يعرف نواياك، أو يحكم عليك من جملة قلتها، أو موقف بدر منك، تذكّر أن هذا اختزال ظالم، وأنك لست لقطة من كاميرا مراقبة، بل كائن يتغير بتبدّل الضوء، والحرارة، والذاكرة، والخوف، والحنين، والنوم.

     

    ما الحقيقة إذاً؟ لعلها ليست شيئاً يُمتلك، بل فضاء يُسكن. ليست معادلة تُحل، بل علاقة تُكتشف. كما قال جاك دريدا (فيلسوف التفكيك الفرنسي، 1930-2004): “الحقيقة ليست جوهراً، بل حدث”. حدثٌ متكرر، ملتبس، هشّ، مثل لحظة البكاء دون سبب، أو القشعريرة حين تسمع صوتاً يذكّرك بمن تحب.

     

    فلنكفّ عن اليقين، لا لأنه لا وجود له، بل لأن ادعاء امتلاكه هو أول طرق العمى. ولنعد إلى التواضع الجوهري في المعرفة، حيث الحقيقة ليست نهاية، بل بداية، حيث الكلمة ليست نهاية الطريق، بل أولى خطواته المرتبكة.

     

    في عالمٍ يُصاغ على المقاسات، وتُفصّل فيه النفوس على مزاج المجتمع، تذكّر أن أجمل ما في الحقيقة أنها لا تنام في السرير نفسه كل ليلة، ولا تدخل من الباب نفسه، ولا تُعرّف بالمصطلحات. إنها مثل الحب، مثل الموت، مثل الشعر: تُرى أكثر مما تُقال.

زر الذهاب إلى الأعلى