• القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن وتعتبره خدمة للعدو الصهيوني، وتحذر من تداعياته في المنطقة

    أدانت القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية العدوان الأميركي – البريطاني المجرم على اليمن واعتبرته خدمة للعدو الصهيوني وتصعيداً خطيراً واعتداء صارخاً على سيادة اليمن وشعبه العزيز والشجاع الذي يقوم بواجبه القومي والإسلامي دعما وإسنادا لشعبنا الفلسطيني واللبناني في مواجهة حرب الإبادة وعمليات القتل والتدمير والإجرام التي يقوم بها جيش الإحتلال الصهيوني في غزة والضفة ولبنان وضد شعوب المنطقة بدعم كبير من أمريكي وبريطانيا والدول الغربية.

    وجاء في البيان الصادر عن القيادة المركزية للتحالف بدمشق: إن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والدول الغربية الداعمة للإحتلال هم الأعداء الحقيقيون لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وهم شركاء لدولة الإحتلال الصهيوني، في العدوان والجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان والشعب اليمني الشقيق وشعوب المنطقة ، وهي التي شاركت في الحرب الإجرامية على شعب اليمن الشقيق ، وتستمر اليوم في العدوان وإرتكاب الجرائم والمجازر في المنطقة.

    إن فصائل المقاومة الفلسطينية وهي تدين هذا العدوان الإجرامي على شعب اليمن العزيز، تعتبر هذا العدوان عدوان ضد قوى محور المقامة والأمتين العربية والإسلامية ، وتتحمل أمريكا وبريطانيا المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير الذي سيكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على مصالحهما ووجودهما في المنطقة.

    دمشق: الموافق 17.10.2024م

    المكتب الصحفي

  • من كريات شمونة إلى حيفا والحبل على الجرار


    د. حسن أحمد حسن
    لم يعد التهويل بتوسيع الحرب وامتداد ألسنتها يخيف من تحمّلت أرواحهم كلّ النار واللهب المحرّم دولياً وإنسانياً وأخلاقياً، ولم يعُد تعميم شريعة الغاب والقتل المتعمّد والإبادة الجماعية تمنح القتلة المجرمين مزيداً من المزايا والمكتسبات بعد أن ثبت أنّ الدماء البريئة التي يستمتع القتلة بسفكها تفعل فعل مياه البحر بمستوطني صحارى التيه عبر الأجيال، فكلما شربوا المزيد منها ازدادوا عطشاً وتوحشاً في كلّ تفاصيل حياتهم اليومية القائمة سيرورة وصيرورة على البطش والفتك والإجرام والترويع، والأهمّ من هذا وذاك أنه لم يعُد الإعلان رسمياً عن مشاركة إدارة بايدن بحرب الإبادة الجماعيّة وإحراق ميثاق المنظمة الدولية ونثر بقاياه في ردهات المجمع الصناعيّ العسكري الأميركي يثير التوجّس من زيادة التبني الأميركي لإجرام تل أبيب بعد أن تأكد لكلّ ذي عقل أنّ كلّ ما جرى ويجري إنما هو أجندة أميركية يتمّ تنفيذها بأدوات مختلفة تمثّل حكومة نتنياهو أكثرها بشاعة. فالكيان المتفرعن أعجز وأجبن من أن يُكمل تنفيذ أيّ من جرائمه إلا بمظلة أميركية، ومشاركة مباشرة، بل وقيادة العمليات في المنعطفات الحادة، وجميع أطراف المقاومة على يقين أنّ ارتفاع نشاز صوت النتنياهو بالتهديد والوعيد يمثل استجابة تامة لدوزنة أوتار الغطرسة الأميركيّة المسكونة رعباً من فقدان السيطرة على العالم عبر البوابة الشرق أوسطيّة التي تتبلوَر بهوية مقاومة آمن حَمَلَتُها بحقّهم في الحياة بكرامة، وعملوا على بناء القدرات الذاتية الكفيلة بتمكينهم من الدفاع عن هذا الحق مهما بلغت التضحيات، وهذا يفسّر الاضطراب الأنكلو ساكسوني، ومسارعة الغرب الأطلسي بقضه وقضيضه لحماية كيان الاحتلال، والتكشير عن الأنياب، وتنفيذ حرب الإبادة بأبشع صورها ضدّ كلّ من يرفض الإذعان والعبوديّة لأولئك القتلة المجرمين، وعلى الرغم من ذلك كله لم تتضح معالم أي آمال قابلة للتحقق لدى معسكر الإجرام والمجازر، ويوماً بعد يوم تتبلوَر حقائق جديدة، وتتراكم قناعات موضوعيّة تؤكد أنّ سفينة المنطقة تسير بعكس اتجاه ما تريده الدولة العميقة، وأنّ الطفل المدلل سيبقى طفلاً يتنفس اصطناعياً لأنه يعاني من تشويه خلقي، وهيهات لمخلوق أن يفلح في تحدّي إرادة الخالق مهما امتلك من أدوات قتل وبطش وإبادة.
    الأيام القليلة الماضية كانت متخمة بالأحداث والتطورات الغنية بالمعاني والدلالات التي لا يجوز إغفالها، ولا القفز فوق منتجاتها الأولية التي أكدت أنّ حزب الله نجح في امتصاص الصدمة على الرغم من هولها وشدّتها التي تفوق التصوّر والإمكانيات، واستطاع بكفاءة عالية أن يستوعب الضربات القاتلة التي تلقاها حتى بعد استشهاد أمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وبزمن قياسيّ تيقّن المتابعون المهتمّون أنّ المقاومة استعادت توازنها، وانتقلت إلى مرحلة جديدة عنوانها الوفاء لنهج سيد شهداء المقاومة، وحمل دمائه الطاهرة والمضيّ قدماً لإبقاء الراية التي استشهد وهو يحملها مرفوعة ومصانة، وهذا يعني ترميم الخلل الذي سبّبته الضربات المؤلمة المتتالية، وانتظام أسس التواصل والفاعلية والأداء الميداني المتكامل بين مجموعة القيادة والسيطرة وبين المجموعات القتالية التنفيذية المنتشرة على امتداد خطوط المواجهة، ولعلّ البرهان الأبلغ على صحة هذا الاستنتاج نجاح حزب الله في استهداف معسكر «رغفيم» في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة بعملية نوعيّة مركّبة ما تزال آثارها في طور التنامي والتدرّج في تظهير النتائج بشكل تصاعدي، ومن الضروري الإشارة هنا إلى عدد من الأفكار المتعلقة بما حدث، وما قد تحمله من دلالات وتداعيات، ومنها:
    *استغلال الوضع المتشكّل بعد اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله وعدد من قادة الصف الأول لفرض «الصدمة والترويع» واستكمال متطلبات ذلك بنقل الجهد الرئيس لجيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه جبهة الشمال، والتبجّح بحتميّة القضاء على مقاومة حزب الله، وفرض شرق أوسط جديد وفق الرؤية الصهيو ــ أميركية، ومسارعة الإعلان عن بدء العملية البرية، واستحضار قوات جديدة لاقتحام الحدود والتوغّل في الداخل اللبناني بعد أن تجاوز قوام القوات المكلفة بتنفيذ المهمة خمس فرق عسكريّة، إضافة إلى عدد من الألوية وقوات النخبة في الجيش الإسرائيلي «لواء غولاني ــ لواء المظليين ـــ وحدة إيغوز إلخ…».
    *فشل المحاولات المتكررة لبدء الاقتحام البري، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر نوعيّة في الأرواح والمعدّات، فما أن تظهر مقدمة القوات المكلفة بالاقتحام والتوغل على امتداد الحافة الأمامية لخطوط التماس إلا وتكون نيران المقاومة بانتظارها، وقد تكرّرت عملية تدمير الدبابات بطواقمها وتعثر التقدم، والوقوع في جيوب قتل نجح المقاومون في جرّ القوات المهاجمة إليها في عدة مواقع، كما حدث في مارون الراس وغيرها، ولم تنفع سياسة الأرض المحروقة التي اعتمدها الجيش «الإسرائيلي» في إحراز أيّ تقدم يمكن تسويقه على أنه صورة من صور النصر الميداني المتدحرج، بل جاءت النتائج معاكسة للمطلوب، فعلى امتداد ثلاثة عشر يوماً بقي العنوان الأبرز لنتائج المواجهات اليومية يبرهن على صمود المقاومة وقدرتها على منع أيّ خرق «إسرائيلي».
    *العمل على تغطية الإخفاق والفشل في التوغل البري بزيادة التوحّش في القصف الجوي والصاروخي والبحري لجميع القرى والبلدات التي تشكل البيئة الحاضنة للمقاومة لتحقيق هدفين أساسيين متكاملين:
    1 ـ الضغط على البيئة الحاضنة ودفعها للتخلّي عن احتضان المقاومة، وتحميل قيادتها المسؤولية عن الأضرار والخسائر الجسيمة المترتبة على استخدام الطاقة التدميرية الإسرائيلية بحدودها القصوى.
    2 ـ محاولة خلق شروخ وانقسامات حادة بين مكوّنات الداخل اللبناني المتعددة، بالتزامن مع حملة تصعيد إعلامي مسعور، وخلق واقع مضطرب جراء النزوح الكبير بسبب الإفراط في التدمير الشامل لدفع اللبنانيين إلى اقتتال داخلي يساعد الجيش الإسرائيلي في تحقيق غاياته الشريرة.
    *ارتقاء غالبية المواقف اللبنانية الرسمية والشعبية إلى مستوى المسؤولية، وازدياد التفاف البيئة الحاضنة حول مقاومتها، وتكامل ذلك مع أداء ميداني شبه إعجازي للمقاومين الصامدين في مواجهة خمس فرق عسكرية إسرائيلية مجهّزة بكلّ ما يمكّنها من الاقتحام، لكنها عجزت عن فعل ذلك على الرغم من استمرار تكرار المحاولات وعلى أكثر من اتجاه، وهذا يؤكد أنّ المقاومة كانت تتحضّر لمثل هذه المواجهة منذ اليوم التالي لتوقف القتال في حرب تموز وآب 2006، وهو ما أشار إليه سابقاً سماحة الشهيد القائد حسن نصر الله أكثر من مرة في خطاباته وكلماته.
    *قدرة المقاومة على استعادة زمام المبادرة، وخوض أشرس المعارك الدفاعية والهجومية بآن معاً وفق ظروف المعركة ومقتضيات الميدان، وقد تجلى ذلك بوضوح يوم الأحد 13/10/2024م. حيث نفذ المقاومون /38/ عملية في يوم واحد، ومن ضمنها استهداف مركز التدريب التابع للواء «غولاني» جنوب حيفا، وتكبيد العدو خسائر فادحة إلى درجة أرغمت رئيس الأركان هاليفي على الاعتراف بالحقيقة المرة عندما قال: «نحن في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريب أمر خطير ونتائجه مؤلمة».
    *دلالات نجاح المقاومة في استهداف مركز التأهيل والتدريب في جنوب حيفا لا تقتصر على قتل وإصابة العشرات، بل أكبر بكثير مما قد يخطر على الذهن، فوصول الطائرة المُسيّرة المستخدمة إلى العمق «الإسرائيلي»، وتخطّي كلّ منظومات الدفاع الجوي بعد أن تمّ رصدها بالقرب من مستوطنة نهاريا، وفشل الطائرات الحربية «الإسرائيلية» في إسقاطها، ثم اختفاؤها إلى أن وصلت إلى حيث أريدَ لها أن تصل، وأطلقت صاروخاً باتجاه الهدف ثم الانقضاض والانفجار في قلب القاعة، وهذا يعني نجاح رجال المقاومة في مشاغلة منظومات الدفاع الجوي بصلية من الصواريخ وإطلاق الطائرة المُسيّرة في التوقيت المحدد والمسار المدروس وكلّ ما يتعلق بهذا الأمر يبرهن على أنّ المقاومة الإسلامية تجاوزت تداعيات الضربات المؤلمة التي تلقتها، وانتقلت من واقع الامتصاص والاستيعاب إلى واقع الردّ والفاعلية والتصعيد المتدرّج والمتدحرج بمنهجية تأخذ بالحسبان كلّ الاحتمالات وتبني قرارها على السيناريو الأسوأ الذي يستطيع العدو اعتماده كقرار، والتعامل معه بكفاءة عالية تلزم أصحاب الرؤوس الحامية على تبريدها، أو تحمل تكلفة المكابرة والهروب إلى الأمام، ويبقى الميدان بيضة القبان.
    *انتقال الجهد الرئيس العسكري للعدو إلى الجبهة اللبنانية وزيادة التوحش والعدوانية ضدّ الداخل اللبناني، وقد ردّت عليه المقاومة بتركيز الاستهدافات المتكررة لمدينة حيفا نظراً لأهميّتها الكبرى بوصفها البوابة البحرية الأهمّ للكيان، وفيها العديد من المنشآت المهمة والاستراتيجية، ومن بينها مصانع الأمونيا وغيرها من المنشآت الضخمة الخاصة بمصافي البترول وتخزين المواد البتروكيميائية والنفطية ومحطة توليد الكهرباء والعديد من المنشآت الكبرى الحيوية، وقد عرض الهدهد بشكل تفصيليّ في الحلقتين الأولى والثالثة كلّ تلك المنشآت وغيرها مما يؤلم الكيان كثيراً في حال تمّ استهدافه ما عرضه الهدهد، وهو أمر متوقع جراء التصعيد «الإسرائيلي» المتسارع بلا سقوف، ومن الطبيعيّ أن يقابَل بردود بلا سقوف أيضاً وفاء لما أشار إليه سماحة الشهيد القائد نصر الله رضوان الله عليه.
    *المتابع لوسائل الإعلام «الإسرائيلية» لا يجد صعوبة قي تكوين صورة عن واقع حيفا اليوم وهي في طريقها لتكون مشابهة لكريات شمونة وبقية المستوطنات التي غدت مهجورة، وهذا يعني أنّ تمنيات نتنياهو بإعادة المستوطنين الفارّين من مغتصبات الشمال تبقى محض أوهام وأحلام إلا بشروط المقاومة، وبغير ذلك فأعداد المهجّرين تتضاعف، وقدرة الكيان على التحمّل والتعامل مع التداعيات تقلّ وتنخفض.
    خلاصة:
    رفع سقف التهديدات الإسرائيلية لن يغيّر من الواقع الميداني المتشكل، والحديث عن دخول واشنطن على الخطّ بشكل مباشر وتزويد الكيان بمنظومة «ثاد» للدفاع الجوي المخصص للتعامل مع الأهداف على ارتفاعات عالية يؤكد عجز الكيان عن حماية نفسه، والإخفاق المدوّي في التوغل البرّي في الجنوب اللبناني يعني أنّ ما ينتظره هو المزيد من الإخفاقات والفشل المركب والمتفاقم، وهذا يعني عقم التخويف بالعودة لفرض شرق أوسط جديد وموسع وفق المقياس الصهيو ـــ أميركي، وكأنهم يعيدون تدوير ما ثبت عقمه والعجز عن تنفيذه. فالكيان اليوم بعد مرور سنة ونيّف من انطلاق ملحمة طوفان الأقصى أضعف مما كان عليه عندما تحدثت كونداليزا رايس عن ذاك الشرق الأوسط المطلوب، والمقاومة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه، وكذلك الداخل اللبناني أكثر تأييداً للمقاومة، والأمر ذاته ينسحب على الرأي العام العالمي بعد سقوط السردية «الإسرائيلية» داخلياً وإقليمياً ودولياً، وهذا يعني أنّ التهويل باشتعال المنطقة وإنْ كان احتمالاً ممكناً، إلا أنه في الوقت نفسه جزء من الحرب على الوعي، فليس اليوم كالأمس، ولن يكون الغد كاليوم، وما تستطيعه تل أبيب وواشنطن وتهدّدان به قد تمّ فعله عملياً، لكن ما لدى أطراف محور المقاومة ولمّا يُستخدم بعد كفيل بخلق شرق أوسط جديد أكثر أمناً واستقراراً، وخالياً من التهديدات التي لن تؤدي إلا إلى التسريع في انحسار ما تبقى من هيمنة أميركية واقتراب الكيان أكثر فأكثر من خراب الهيكل الثالث على رؤوس مَن فيه، وإن غداً لناظره قريب…
    *باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية.

  • العتبة العباسية: حضن العراق الدافئ يحتضن ضيوف لبنان… نموذج في العطاء والبذل تحت إشراف السيد أحمد الصافي

    د. بتول عرندس

    في الأوقات العصيبة، تُختبر معادن الرجال وتتجلى المواقف النبيلة. ومن بين تلك المواقف الخالدة، تبرز جهود العتبة العباسية المقدسة في استضافة أبناء لبنان، الذين يعانون من وطأة الأزمات المتتالية. لقد جاءت استجابة العتبة العباسية لدعوة المرجعية الدينية العليا، ممثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتوجيهات سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، المتولي الشرعي، لتكون أكثر من مجرد استضافة مؤقتة؛ إذ جسدت صورة مشرفة للإنسانية بأسمى معانيها.

    كربلاء: محطة أمان وكرم

    منذ اللحظة الأولى لانطلاق توجيهات المرجعية، تحركت كوادر العتبة العباسية بروح الفريق الواحد، لتنظيم استقبال ضيوف لبنان بشكل يفوق التوقعات، حتى تكون كربلاء – بأرضها الطاهرة – موطنًا للأمان والكرم. وقد تجسدت تلك الجهود في استقبال أكثر من 1000 زائر في الفنادق التي أشرفت عليها العتبة العباسية المقدسة، بما في ذلك فندق “أرض النور” الذي احتضن 225 زائرًا، وفندق “نجم كربلاء” الذي استقبل 220 آخرين، إضافة إلى مجمع الشيخ الكليني الذي فتح أبوابه لاستقبال 275 زائرًا. وقد تمت هذه الاستضافة برعاية دقيقة ومباشرة، لضمان توفير كافة الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ورعاية طبية، وصولًا إلى أدق التفاصيل التي يحتاجها الضيوف.

    ولم تقتصر الجهود على الاستضافة فقط؛ بل تم تنظيم خدمات طبية شاملة عبر مستشفى الكفيل التخصصي ومفرزة “أم البنين (عليها السلام)” الطبية. كما أُعد فريق نسائي متخصص لخدمة الضيوف في فندق “أرض النور”، ليعكس حرص العتبة على توفير الرعاية وفق أعلى المعايير الإنسانية.

    عطاء يمتد خلف الحدود

    لم تُحصر مواقف العتبة العباسية في كربلاء وحدها، بل تجاوزت الحدود لتشمل سوريا، حيث تم إنشاء مستشفى متنقل قرب مقام السيدة زينب (عليها السلام)، وتأسيس مطبخ مركزي يقدم يوميًا 5000 وجبة للأخوة اللبنانيين، إضافة إلى استئجار مجموعة من الفنادق لإسكانهم، وتزويدهم بالعلاجات الضرورية. كما تم شحن 1506 أطنان من المواد الغذائية وأكثر من 40 طنًا من الأدوية، في مبادرة تفيض بالكرم والإخاء، مؤكدةً أن روح الحسين ما زالت حية، تهبُ الدفء والعون لكل محتاج، مهما بعدت المسافات.

    قيادة تتجسد في العمل

    في صميم هذه الجهود، تقف العتبة العباسية، التي ترجمت توجيهات المرجعية في العمل الخيري والعطاء الإنساني إلى واقع ملموس. فلم يكتفِ القائمون بإصدار الأوامر، بل أشرفوا بأنفسهم على كل خطوة، واضعين نصب أعينهم وصية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، بأن تكون كربلاء ملاذًا لكل من قَصَدها طلبًا للأمان. إنهم رجال ونساء يحملون في قلوبهم حب العباس (عليه السلام)، وبأيديهم ينثرون البذل والعطاء كحباتِ الطيب، لا يألون جهدًا في خدمة من نالتهم صعاب الزمان.

    إن ما قامت به العتبة العباسية المقدسة هو تجسيدٌ حيٌّ لرعاية المرجعية العليا، وعنوانٌ للأصالة العراقية والإخاء الإسلامي. وقد تم كل ذلك بإشراف مباشر من الحقوقي الحاج محمد علي أزهر الشمري، مدير مكتب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، الذي عمل بتوجيهات سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، ليكون كل شيء منظمًا ومدروسًا على أعلى المستويات.

    يا عتبةَ العباسِ، يا رمزَ العطاءْ

    فيكِ السخاءُ تجلّى والوفاءْ

    لبنانُ جاءَكِ هاربًا من جرحهِ

    فكنتِ الملاذَ له والدواءْ

    في أرضِكِ الطاهرةِ وجدوا الأمانَ

    وروحَ الكرمِ تفيضُ كالضياءْ

    أنرتِ الدروبَ لكلِّ زائرٍ

    وحملتِ في كفوفِكِ أسمى النداءْ

    يا كربلاءَ العزِّ، يا منارةَ النُّبلِ

    تروي العطاشَ بحبٍّ وصفاءْ

    فيكِ ارتوتْ قلوبٌ بعد عطشٍ

    وتجدَّدَتْ فيها معاني الإخاءْ

    أنتِ الحصنُ حينَ تشتدُّ النوائبُ

    وبلسمُ الجراحِ وشمسُ الرجاءْ

  • الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور ”محمد شمص” للوفاق:*الرعب بالرعب.. محور المقاومة لا ينكسر

    تحول استشهاد السيد حسن نصر الله إلى حرارة في قلوب المجاهدين يشعل ثورةً وبركاناً لمزيد من الصمود والمقاومة وتحقيق الإنتصارات
    أكد الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) في مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصرالله والشهيد العميد في حرس الثورة الإسلامية «عباس نيلفروشان» ومن رافقهما من الشهداء في خطابه على أحقية الشعبين الفلسطيني واللبناني في الدفاع عن أرضهما واعتبر أن العدو الجبان الخبيث عندما فشل في توجيه ضربة مؤثرة للبنية المتماسكة لحزب الله والمقاومة لجأ إلى سياسة الإغتيالات والتدمير، معلناً أن الرد الإيراني على العدو الصهيوني كان قانونياً ومشروعاً، وكان بارزاً ما قاله عن سماحة السيد حسن نصر الله بأنه أخي ومحبوبي ودرة لبنان الساطعة، منوهاً إلى أنه كان طوال 30 عامًا على رأس مسيرة شاقة من الكفاح، وبتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة بصبر وتحمّل وأبرز قوته أمام عدوه. وقد صُنّف هذا الخطاب بأنه تاريخي لأنه جاء لتأكيد الموقف بعد الضربة التاريخية على الكيان الغاصب نصرة لفلسطين، والتي قال عنها القائد إنها واجب بالدرجة الأولى، وشرعية وقانونية، وخدمة للمنطقة بأجمعها ولكل الإنسانية. كما جاءت لتؤكد أن استشهاد رجل مثل السيد نصرالله من أجل فلسطين هو حدث تاريخي، ذلك أنه في التاريخ الحديث لم يحصل أن توحدت الساحات لدى الأمة كما اليوم، حيث اختلطت الدماء سيلًا لتكسر الحدود المصطنعة بين الدول العربية والإسلامية، من أجل القضية العربية والإسلامية الأولى. وفي هذا السياق وفي قراءة لخطاب الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)حاورت صحيفة الوفاق مدير موقع الخنادق والدكتور في الجامعة اللبنانية محمد شمص، وفيما يلي نصّه:

    *اغتيال قادة المقاومة لم يضعف المقاومة بل زادها قوةً وبأساً*
    اغتيال سماحة السيد الشهيد القائد حسن نصرالله لا شك أنه خسارة كبيرة للبنان ولمحور المقاومة والأمتين العربية والإسلامية، وفق الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد شمص إذ يعتبر أنه:” لا يعد هذا الأمر إنجازاً للعدو الصهيوني لأن الإغتيالات لم تضعف ولا مرة حركات المقاومة، استشهد السيد عباس الموسوي والقائد عماد مغنية والشهداء الشيخ أحمد ياسين ويحيى عياش وغيرهم من القياديين في حركات المقاومة، لكن المقاومة اشتد عودها وأصبحت أقوى من السابق، وكذلك في بدايات الثورة الإسلامية استشهد كبار قادة الثورة الشهيد بهشتي والشهيد باهنر والشهيد رجائي لكن الثورة الإسلامية استمرت وأصبحت أقوى، لهذا لا يُعد تكتيك الاحتلال الصهيوني باغتيال قيادات في المقاومة السياسية والعسكرية إنجازاً له ولن يؤثر في مسار حركة المقاومة، كما أن حزب الله لديه قدرة مرنة على إدارة شؤونه وبنيته العسكرية القوية وقد استطاع ملء الفراغات بشكلٍ سريع ومناسب وهذا الأمر يتجلى في الميدان وفي المواجهة العسكرية الدائرة اليوم على الحدود وفي كافة الجبهات، وهذا ما أثبتته المواجهات في الأيام الثلاثة الماضية منذ بدء جيش الاحتلال إعلان نيته اجتياح لبنان او غزوه أو توغله برياً مهما كانت التسمية، فمن الواضح أن المقاومة أثبتت تفوقها في الميدان العسكري في مواجهة التفوق العسكري الجوي الصهيوني الحربي، فها هو العدو الصهيوني عاجزٌ منذ ثلاثة أيام عن الدخول ولو لأمتار إلى داخل الأراضي اللبنانية وهو الآن يفكر بتوسيع العملية العسكرية البرية في أكثر من جبهة وأكثر من مكان علّه يستطيع أن يحقق خرقاً لدخول الأراضي اللبنانية، هذا أولاً يدل على أن البنية العسكرية للمقاومة لم تتأثر، بعد عدوان البايجر واستهداف قياديين عسكريين وبعد اغتيال سماحة السيد حسن نصرالله وهو دليل عن القيادة الحكيمة والسيطرة والإرادة القوية، كذلك دليل على أن القدرة القتالية والقدرات العسكرية والقتالية للمقاومة لم تُمس رغم القصف الصهيوني المستمر منذ أيام ، مخازن الأسلحة والمنشآت العسكرية وراجمات الصواريخ كما يدعي، والواقع يثبت كذبه فما تزال القدرة كبيرة وغالبية قدرات حزب الله كما هي لم تتضرر كما قال الشيخ نعيم قاسم بل ارتفعت القدرة القتالية للمقاومين لا سيّما بعد اغتيال السيد نصر الله إذ أضيف عامل جديد وهو الثأر لدماء السيد نصرالله فضلا ًعن الروح القتالية والروح المعنوية المرتفعة لدى المقاتلين الذين تدربوا سنوات على مثل هذه اللحظة للالتحام المباشر مع جيش الاحتلال واكتسبوا خبرات كبيرة عبر المعارك التي خاضوها حتى أن جنود الاحتلال يقولون أننا نقاتل أشباحاً في جنوب لبنان”.

    *شهادة السيد حسن نصرالله أشعلت الثورة في قلوب المجاهدين*

    يؤكد الدكتور شمص بأن: “استشهاد السيد حسن نصرالله قائد المقاومة لا شك أن له تأثيراته على المنطقة وليس فقط على الحزب، في البداية كان له تأثير معنوي كبير على بيئة المقاومة ولكن هذا الفقد تحول إلى حرارة في قلوب المجاهدين يشعل ثورةً وبركاناً لمزيد من الصمود والمقاومة وتحقيق الإنتصارات، ثانياً هناك اليوم رغبة عند المقاومة وجمهورها بالإستمرار بهذا النهج وبتنفيذ وصايا السيد نصرالله وتوجيهاته فهذا ترك أثراً إيجابياً من جهة لكنه خسارة كبيرة من جهة ثانية، وهو كان يتمنى أن يموت شهيداً لا أن يموت على فراشه، بطبيعة الحال شهادة السيد نصر الله خلطت الأوراق للعدو الصهيوني الذي قام بعملية تصعيد كبيرة عبر الاغتيالات، يقابلها تصعيد كبير لمحور المقاومة على مستوى الجبهات كلها لبنان وسوريا والعراق والجمهورية الإسلامية التي دخلت على خط المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني عبر الهجوم الصاروخي التاريخي المدمر غير المسبوق لضرب تل أبيب والقواعد العسكرية في مناطق مختلفة في الكيان الصهيوني”.

    اعتبر الدكتور شمص بأن خطاب الإمام السيد علي الخامنئي(حفظه الله) كان مهماً وحساساً في لحظة حساسة واستراتيجية تمر فيها المنطقة ودول محور المقاومة، وأكد سماحته على مجموعة نقاط مهمة على رأسها أن إيران لن تتخلى عن حزب الله وعن المقاومة،على عكس كل الشائعات التي أثيرت وتُثار عبر الجيوش الإلكترونية العربية والصهيونية والأوروبية التي تدعي بأن إيران تخلت عن حزب الله أو تخلت عن الشهيد السيد نصرالله، أكدت ايران مجدداً أنها داعم لحزب الله وأن حزب الله وحماس لا يمكن هزيمتهما، فضلاً عن وصفه سماحة السيد نصرالله في مراسم التأبين بأنه أخي وعزيزي ومفخرتي وأنه درة لبنان، ومحبوبيته تجاوزت الحدود إلى المنطقة والدول العربية والإسلامية، وأكد على أحقية قضية المقاومة وأننا في جبهة الحق ضد جبهة الباطل وأن طوفان الاقصى كانت عملية ضرورية وشرعية وأن دفاع اللبنانيين عن غزة دفاع مشروع وضروري وطلب من اللبنانيين بعدم الاستماع لكل الإنتقادات التي تقول لماذا تساعدون غزة ، هذا الموقف صاحبه كلام حاسم للإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) بأن إيران سترد على أي عدوان صهيوني لكنها لن تتسرع وفي نفس الوقت لن تتأخر في الرد.”

    *المقاومة أعادت العدو الصهيوني 70 سنة الى الوراء*

    يلفت الدكتور شمص إلى تأكيد السيد القائد على أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية أرجعت العدو الصهيوني 70 سنة الى الوراء، فكان العدو الصهيوني يشرع دائماً بشن عملياته العدوانية على البلاد العربية، وكانت جميع هذه العمليات العسكرية تجري خارج الكيان، ولكن لأول مرة اختلف الوضع في هذه المعركة وانتقلت المعركة ومجرياتها على الارض المغتصبة وطفق العدو الصهيوني يتلقى الصواريخ والهجمات من عدة جبهات فيما يشبه طوق من النار، فضلاً عن جبهة داخلية مفككة في داخل هذا الكيان المؤقت، وبالتالي تغيرت المعادلات وأضحى العدو الصهيوني يتلقى الضربات الموجعة والمؤلمة، وهو يحاول التعويض عن انهزامه هذا بقصف المدنيين وتدمير البنى التحتية في لبنان وفلسطين”.

    *اللعب مع ايران بالنار غير مسموح*

    يعتقد الدكتور شمص بأن الهجوم الصاروخي الإيراني رداً على اغتيال السيد نصرالله والشهيد إسماعيل هنية وانتهاك السيادة الإيرانية والشهيد نيلوفروشان وشهداء غزة ، كان له ارتدادات استثنائية على مستوى المنطقة والعالم، وأثبت للعالم كله عملياً أن إيران قادرة على اخضاع العدو الصهيوني الذي ظهر أمام الراي العام أنه ضعيف غير قادر يلتمس الدعم الأمريكي والغربي لمواجهة إيران وأنه غير قادر وحده على مواجهة الجمهورية الإسلامية، لا شك أن هذه العملية كانت رادعة بنسبة كبيرة واصبح الصهيوني يفكر ألف مرة قبل ان يعتدي على ايران وبالتالي نحن اليوم أمام تصعيد صهيوني وقد تم لجم نتنياهو بنسبة عالية لكن نتنياهو يشبه القادة النازيين عبر التاريخ هتلر وغيرهم قد يفعل اي شيء، لكن حرس الثورة الإسلامية والجيش الإيراني جاهزان لتلقينه درساً آخر، أما عن التأثير الجيوستراتيجي للرد الإيراني فقد اظهر ان ايران دولة اقليمية لديها اليد الطولى لا تخضع ولا تركع ولا تستسلم وهي رسالة للامريكيين بأنه عليكم ان تلجموا هذا الكلب المسعور الصهيوني وأن تفهموا بأن اللعب في النار مع ايران غير مسموح وايران مستعدة لكل السيناريوهات بما فيها الحرب الشاملة”.

    طوفان الأقصى أصابت العدو الصهيوني بمقتل

    لا شك أن عملية “طوفان الأقصى” والتي تحل ذكراها الاولى بعد عدة أيام كانت مؤلمة للاحتلال وكانت تداعياتها كبيرة وسيبقى يتردد صداها في الداخل الصهيوني تاركاً أثراً كبيراً وفاعلاً في تفكيك البنية الاجتماعية في هذا الكيان وكذلك الحال الخلافات السياسية والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الكيان الصهيوني حالياً. يعتبرها الدكتور شمص بأنها كانت عملية ناجحة موفقة أصابت العدو الصهيوني بمقتل حيث انهارت العقيدة الأمنية الصهيونية التي تقوم على أساس الإنذار المبكر ثم التدخل والحسم لحماية المستوطنين، لكن هذه العملية ضربت هذه الأسس، فلم يتوفر الإنذار المبكر ولا التدخل السريع ولا توفرت حماية المستوطنين ولا تحققت عودة الأمن والاستقرار في غلاف غزة”.

    ويختم الدكتور شمص حديثه بالقول :” لقد كانت عملية “طوفان الأقصى” ضرورية لإخراج القضية الفلسطينية من سباتها بعد أن تم التعتيم عليها وكادت أن تُنسى فتم إحياؤها من جديد خاصةً في ظل عمليه التطبيع واتفاقيات آبراهام التي كانت تنطلق بسرعة في المنطقة، ومن نتائجها خروج شعب غزة من السجن الكبير الذي فرض عليهم عبر الحصار المفروض على القطاع، وبطبيعة الحال العملية كانت ردة فعل طبيعية على 76 سنة من القهر والاحتلال لفلسطين المحتلة”.

  • روح تشرين التحرير وتجدد الإرادة واليقين


    بقلم: د. حسن أحمد حسن
    بطاقة معايدة بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لحرب تشرين التحريرية
    أيه تشرين التحرير كم أنت غال وعزيز على قلوب جميع الأنقياء من أبناء الوطن والأمة… إيه تشرين البطولة والإرادة كم أنت مُتَجَذّرٌ في شرايين عشاق الضياء وأصحاب الهمم الذين حذفوا من قاموس تعاملهم الحياتي كل معاني الخوف والتردد والذلة والانكسار، وانطلقوا في السادس من تشرين الأول عام 1973 صواعق وأعاصير تبدد ثقافة الهزيمة وجلد الذات، وتفتح العقول قبل العيون على أفق لا متناهٍ من الآمال المشروعة القابلة للتبلور حقائق وشواهد تؤكد أن نور الشمس لا يحجب بغرابيل اليائسين المحبطين، ولا بأضاليل القتلة المجرمين وجحافل طوابيرهم الخامسة والسادسة و.. و … الخ.
    أفئدة الجيل الذي عاش أيام ملحمة الإرادة التشرينية ستبقى تخفق بمشاعر العزة والكبرياء، وهم يشنفون آذانهم بأنغام قدسية يسترجعون بها وقع تراتيل صوت العظيمة فيروز في أغنية “خبطة قدمكم عالأرض هدارة”… فكل عام وأنتم بخير يا أبناء الجيش العربي السوري البطل حصن الوطن وسيفه وترسه ودرعه المنيع… كل عام وأنتم بخير يا أبناء أبطال تشرين التحرير وأحفادهم الميامين الذين حملوا الأمانة وأدوا الرسالة خير أداء فجددوا روح تشرين وبطولاته بوقفة شماء جديدة بقيادة السيد الرئيس المفدى بشار الأسد، وأثبتوا بحق أنكم خير خلف لخير سلف، فعلى امتداد أكثر من ثلاث عشرة سنة من عمر أقذر حرب عرفتها البشرية كنتم الفداء لسوريتنا الحبيبة في مواجهة جحافل الإرهاب التكفيري ورعاته وداعميه، وأثبتم للعالم كله أنكم أمل الأمة والعين الساهرة على أمن الوطن والمواطنين، وها هي سورية اليوم بفضل الدماء الزكية الطاهرة التي افتدت الوطن تستعيد عافيتها، وتتابع السفينة إبحارها نحو شاطئ الأمن والسلامة والانتصار بقيادة الأسد البشار حماه العزيز الجبار.
    مع إطلالة ذكرى تشرين التحرير 1973 يطيب لي القول إنها لم تعد ذكرى بل تحولت إلى ذاكرة وبصمة وطنية يعتز بها أبناء أولئك الأبطال الذين نفضوا غبار الذلة والهزيمة وانطلقوا يروّضون المستحيل، ويزلزلون الأرض تحت أقدام الاحتلال الإسرائيلي البغيض وكل من يشد من أزره، ففي تشرين التحرير انتصر المقاتل العربي على ثقافة الهزيمة وجلد الذات واستبدل ذلك كله باستعادة زمام المبادرة واتخاذ القرار.. انطلقت الجحافل على الجبهتين السورية والمصرية وتم تجاوز خط آلون وعبور القناة في ملحمة عسكرية كان مقدراً لها أن تغير خارطة المنطقة لولا…. ولا أريد أن أضيف بعد لولا ما يقلل من ألق تشرين التحرير الملحمة العربية الأنصع في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي المزروع عنوة في قلب الأمة لمنع التقاء مشرقها بمغربها، ولحماية مصالح قوى الشر والتسلط والهيمنة الساعية لبسط النفوذ والسيطرة على العالم كله باستخدام حق القوة وشريعة الغاب، وهيهات لدعاة الظلامية الجديدة أن يفلحوا في محاصرة النور والضياء مهما امتلكوا من أدوات القتل والفتك والإبادة.
    ستبقى بطولات جنودنا الشجعان في حرب تشرين التحريرية، ومعركة تحرير مرصد جبل الشيخ مفخرة تعلم الأجيال معاني التضحية والبطولة والفداء، وستبقى جغرافيا الجولان الحبيب شاهدة على أشرس المعارك للدبابات ولبقية صنوف الأسلحة، وكيف وصلت طلائع القوات المقتحمة إلى مشارف بحيرة طبريا، وحتى بعد توقف القتال على الجبهة المصرية وتحول الجهد الرئيسي كله للعدو باتجاه الجبهة السورية تابع أبطال الجيش العربي السوري خوض أشرس المعارك وأكثرها تعقيداً على الرغم من الجسر الجوي الذي لم ينقطع على مدار الساعة بين واشنطن وتل أبيب، وسطر أبطال قواتنا المسلحة الباسلة أروع البطولات وأكثر الملاحم القتالية غنى بالدروس والتجارب، وأثبتوا أن المقاتل العربي كرار غير فرار، ومقبل غير مدبر وقادر على خوض أعنف المعارك وأكثرها خطورة، وأنه الأكفأ باستثمار أحدث الأسلحة بمهارة عالية أرغمت “غولدا مائير” رئيسة وزراء الكيان آنذاك على الصراخ: “يا إله إسرائيل نجنا من مدفعية السوريين” ولكن هيهات هيهات فقد استمرت المدفعية السورية تصب حممها على القوات المعادية على امتداد اثنين وثمانين يوماً في حرب الاستنزاف التي أطاحت بمقولة “الجيش الذي لا يقهر” وتبين أنه يُقْهَرُ ويُذَّلُ ويُهْزَمُ عندما تتوفر الإرادة لدى قيادة استراتيجية استطاعت في غضون أقل من ثلاث سنوات أن تعيد بناء الجيش وتسليحه وتجهيزه واتخاذ القرار بشن حرب التحرير وما أعقبها من حرب استنزاف أرغمت العدو على التسليم بتحرير جيب القنيطرة حيث ارتفع علم الجمهورية العربية السورية في سماء القنيطرة المحررة في الساس والعشرين من حزيران عام 1974 بيد القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه.
    سورية اليوم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وعلى الرغم من مفرزات الحرب المستمرة في مواجهة الإرهاب التكفيري منذ آذار 2011م. ها هي تثبت للعالم كله أنها قلب العروبة النابض بكل مقومات العزة والسيادة والكرامة، وأن استقرار المنطقة وأمنها مشروط ان باستقرار سورية وأمنها أولاً وأخيراً.
    تغمد الله بواسع رحمته قائد تشرين التحرير القائد المؤسس حافظ الأسد وأرواح جميع شهدائنا الأبرار الذين جددوا ألق تشرين التحرير ومعانيه ودلالاته..
    مرة ثانية كل عام وأنتم بخير يا رجال قواتنا المسلحة الباسلة، وكل عام ووطننا الحبيب سورية الأسد بألف خير شعباً وجيشاً وقائداً مفدى.
    دمشق في 6/10/2024م.

  • عين على الاحداث

    بقلم_الخبير عباس الزيدي

    اولا_ المبادرة
    رسائل تحذيرية وصلت من الجمهوربة الاسلامية الى أسرائيل وراعيتها واشنطن وربما أطراف اخرى
    احداها من الميدان عبر الرشقة الصاروخية الاخيرة ( الوعد الصادق 2)
    والثانية حملها الرئيس الايراني الى قطر
    ربما تخرج عما قريب على شكل مبادرة قطرية لوقف اطلاق النار •
    سبقها اجتماع لميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية والسيد نبيه بري مع وليد جنبلاط
    وليلة امس وصل وزير الخارجية الايراتي الى بيروت •
    فهل تنجح المبادرة لوقف إطلاق النار …؟؟؟ ولكم منا مابين السطور
    1_استشعرت واشنطن بالخطر على الكيان وعلى مصالحها وقواعدها في المنطقة
    2_ان واشنطن لديها القناعة التامةان الجيش الصهيوني المهزوم ليس له القدرة على مواجهة حزب الله وان عملية الالتحام يعني انهيار الجيش والكيان
    3_ ان قدرات محور المقاومة كبيرة يضاف لها الخيارات واوراق الضغط التي من شأنها طرد امريكا من غرب اسيا واحراجها امام اوربا ولعل اخطر الاوراق هي الطاقة
    4_ لايمكن لواشنطن او من يدعم اسرائيل ان يتوارى عن الانظار بالتورط في دعم الكيان الصهيوني او الدفاع عنه في المرحلة القادمة وبالتالي على تلك الأطراف تحمل ردود الأفعال المزلزلة
    ثانيا_ شكل الرد الاسرائيلي المتوقع على ايران
    1_ في حال ذهاب الاطراف نحو المبادرة القطرية فان الرد الاسرائيلي سيكون مبعثرا ليشمل اليمن وايران وسوريا والعراق وايران لغرض حفظ ماء وجه الكيان
    2_ في حال تعنت النتن ياهو فسوف يوسع الكيان من دائرةاهدافه على ايران و بلدان المحور
    3_ سيعقب ذلك رد ايراني مزلزل على الكيان وبالتالي الذهاب الى حرب اقليمية تفتح الباب نحو حرب عالمية يكون فيها الخاسر الاكبر كل من امريكا والكيان بلحاظ الحشد العالمي والتصعيد النووي المتبادل
    رابعا_ الاشكاليات
    1_ لايمكن الوثوق بالمطلق بالشيطان الامريكي وان ماخسره محور المقاومة قبل ايام ليس بالقليل والسبب معروف ولن يلدغ محور المقاومة من جحر مرتين
    2_ التوحش الدموي للمستذئب النتن ياهو غير مسيطر عليه
    3_ اهداف الكيان الصهيوني والسقف العالي لشروطه سواء في تطبيق القرار 1701 بحيث يشمل جميع دول الطوق العربية ولايختص بلبنان فقط اضافة الى ضم الضفة الغربية ونسيان غزة ونزح سلاح حزب الله واقصاء حماس شروط من المستحيل الموافقة عليها
    4_ امريكا لاتنحاز فقط للكيان بل هي الكيان وهي اصل المشروع والعدوان
    5_ ان التضحيات التي قدمها المحور سيما استشهاد قادته وحتى هذه اللحظة لم نستوفي من الكيان الغادر ثمن هذه الدماء الطاهرة
    6_ منذ انطلاق طوفان الاقصى كان سماحة السيد الشهيد نصر الله يؤكد ان القرار لاهل الميدان ويقصد انذاك حماس وغزة فكيف يكون الحال مع الاخوة في حزب الله وهم حتى هذه اللحظة لم تسنح لهم الفرصة لكي يشفوا غليلنا من اسرائيل قبل قلوبهم
    ● الخلاصة
    من الصعب التكهن بتمرير المبادرة القطرية لوقف إطلاق النار علما ان الاصعب الاتفاق على هدنة مؤقتة رغم حاجة جنيع الاطراف لها وربما يصار لذلك تحت ضغط الانتخابات لتعود امريكا على العلن لشن عدوان بقيادتها على محور المقاومة
    خامسا_ في الميدان
    1_ محاولات بائسة للجيش الصهيوني لتحقيق موطئ قدم في اي موقع
    2_ فشل محاولات العدو لفصل القطاعات وقوات حزب الله والالتفاف من البقاع على الليطاني
    3_ خسائر كبيرة تعرض لها جيش العدو عبر ضربات حيدرية من الرضوان واخوانه اثبتت رباطة جاش المقاومة اللبنانية واستعدادها القتالي وجهوزيتها العالية واستعادتها لزمام المبادرة
    سادسا_ المطلوب من الجبهة اللبنانية
    1_ تعزيز قوات الاسناد التي تستهدف خطوط دعم وموصلات واستاد العدو الخلفية في ساحات الاشتباك على الحدود
    2_ مضاعفة الضربات الصاروخية وتوسيع دائرة النار كما ونوعا ومناطقبا في هذه المرحلة
    3_ استهداف البحرية الاسرائيلية لاستنزافها وقطع الطريق عليها لمنعها من تقديم الاسناد للقوات البرية او المشاركة في انزال بحري مباغث
    سابعا_ الخيار الاخير
    في حال استمر النتن ياهو على عناده وذهب نحو التصعيد فالاولى لمحور المقاومة القيام بالتالي
    1_ الجمهورية الاسلامية
    ● توجيه ضربة قاصمة لكل القواعد الجوية الصهيونية تخرجها عن الخدمة مع استهداف البنى التحتية للعدو والتحضير للرد المقابل والاستعداد لحرب اقليمية يقع ضمن اهدافها كل القواعد والمصالح الامريكية في الشرق الاوسط
    2_ محور المقاومة
    ● استكمال مراحل استهداف قلب الكيان والتركيز على حيفا ويافا وبحرية وموانئ الكيان ومطارانه
    واستخدام كافة اوراق الضغط على المصالح وطرق النقل البحرية في المنطقة وتهديد مصادر وتصدير الطاقة الى اوربا ورفع شعار النفط مقابل السلام
    3_ الاخوة في حزب الله
    ● عدم الاكتفاء بالدفاع الثابت بل الاندفاع نحو الجليل في قفزة مباغتة وتحرير بعض الاراضي ويقع تحت ذلك تحييد الكثير من وسائط المعركة للعدو قوات كانت او اسلحة
    ●من الضروري فتح جبهات اخرى ولعل اهمها الجبهة السورية نحو الجولان والاندفاع السريع نحو الجليل والالتقاء مع قوات المقاومة اللبنانية المندفعة ايضا بمحورين شمال الجليل و الثاني الانعطاف غربا بانجاه الحافة الامامية لبحيرة طبريا و تحرير الجليل واصبعه كمرحلة اولى لعمليات التحرير
    ● استخدام كافة اوراق الضغط الممكنة وغير الممكنة وجميع وسائل استراتيجية الدفاع على العدو الصهيوامريكي السياسية والامنية و العسكريةوالاقتصادية•
    هي سويعات وتنكشف جميع الخيارات والسيناريوهات
    فانتظروا _ اني معكم من المقاومين

  • حذار من إعادة كي الوعي المجتمعي!

    د. حسن أحمد حسن*

    لأنها الحرب يجب توقُّع السيّئ والأسوأ والأكثر سوءاً، ولأنها الحرب المركبة والأكثر قذارة وخطورة لا يجوز استبعاد أي سيناريو مهما كانت نسبة احتمال حدوثه متدنية، ولأن العدو الذي نواجهه ليس عدواً عادياً ولا ضعيفاً يدرك المقاومون أهمية التمسك بالهوية المقاومة والاستعداد لدفع الضريبة مهما ارتفعت، انطلاقاً من القناعة بأن أكثر ما أزعج فراعنة العصر الحديث وطواغيته أن المقاومة بكل مكوّناتها قيادة وجسداً قتالياً وبيئة حاضنة أثبتت بالبراهين الدامغة أنها متواصلة الأضلاع متكاملة الأهداف، والجميع يدرك خطورة المرحلة، ومصمّم على أداء دوره مهما كانت الضريبة عالية والتكلفة باهظة، فالحرب لا تخاض بالأمنيات، ولا تدور رحاها بالتنظير من المكاتب الوثيرة المكيفة، وشتان بين مَن يرابطون على الثغور وأصابعهم على الزناد ليلاً ونهاراً، وبين مَن يستمتعون وهم يتشدقون بالتنظير وإعطاء النصائح وتوجيه الانتقادات أو إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك من أطراف محور المقاومة الذي أثبت أنه بتكامل أدوار مكوناته قادر على الصمود والإنجاز، والصمود ليس فقط في وجه التوحش الإسرائيلي الخارج على كل القيم والقوانين المرعية السماوية والأرضية، بل يشارك هذا الكيان اللقيط في كل جرائمه ومجازره ونزعة القتل وسفك الدماء المتأصلة لدى كل الحلف الشيطاني الدائر في فلك واشنطن بدءاً بالغرب الأوربي الأطلسي وليس انتهاء ببعض الدول الإقليمية الفاعلة، بل وبعض الدول العربية. ومن المهم والضروري رؤية هذا الواقع كما هو بحقيقته المرة لكي نستطيع التعامل مع التحديات الكبرى والحيلولة دون تحولها إلى مخاطر وتهديدات. وهذا ما ينجزه محور المقاومة بغض النظر عن كثرة اللغط واللغو والخلط المشبوه والمتعمّد للمفاهيم والمصطلحات لإعادة كي الوعي العالمي من جديد، ولعل هذا أحد أهم أهداف التصعيد العدواني الجديد الذي يستهدف البشرية جمعاء، وليس محور المقاومة فقط، وقد يكون من المفيد الإشارة إلى بعض الأفكار العامة التي تساعد على توضيح الصورة ورؤيتها من مختلف جوانبها، ومنها:
    *منذ الموجة الأولى لملحمة طوفان الأقصى وإلى ما قبل المجزرتين الإسرائيليتين بتفجير أجهزة البيجر وبعض أجهزة اللاسلكي في لبنان استطاع الأداء المتقن لأطراف محور المقاومة أن يعيد إنتاج سردية جديدة مقنعة لفهم حقيقة الصراع المزمن في المنطقة، وهذا يعني نسف السردية الصهيو ـــ أمريكية التي سادت وسيطرت على العقول طيلة العقود الماضية.
    *السردية المقنعة التي قدمتها المقاومة بدماء قادتها ومقاتليها وأطفالها ونسائها وشيوخها وكل مكوناتها تركت ارتداداتها على الرأي العام العالمي، وهذا يفسر خروج المظاهرات بالآلاف في العديد من المدن والعواصم الأميركية والأوروبية الأطلسية، وكذلك في الجامعات، مع أن قطاع التعليم العالي واحد من ثلاثة قطاعات كانت على الدوام في صلب اهتمامات الصهيونية العالمية: الإعلام ـــ المصارف وحركة رؤوس الأموال ـــ التعليم العالي، وهذا ما أثار الرعب لدى ما يسمى الدولة العميقة، أو حكومة الظل العالمية، فاستنفرت كل الإمكانات لإجهاض نتائج بلسمة الوعي المجتمعي العام ودخوله مرحلة النقاهة والتعافي، ومحاولة الإجهاز على تلك النتائج الأولية قبل أن تتبلور أكثر فأكثر.
    *جرس الإنذار الذي تم قرعه بعنف واستمرارية جراء بلسمة المناطق التي طالها كي الوعي المجتمعي على المستويات المختلفة: الدولية والإقليمية والمحلية، دفع مفاصل صنع القرار لبدء مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التصعيد والتوحش، بل والإيغال في الإجرام لفرملة إعادة ضبط بوصلة الرأي العام العالمي، وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً قبل السابع من تشرين الأول 2023م.
    *الجريمتان الرهيبتان اللتان ارتكبتهما واشنطن – تل أبيب بتفجير أجهزة شائعة الاستعمال في الأوساط المدنية “البيجر وبعض أجهزة اللاسلكي” من المفترض أن تقودا إلى نتائج معاكسة لما يحصل منذ ذلك التاريخ. فمثل هذا النوع غير المسبوق من الإجرام لا يستثني من أخطاره وشروره وكوارثه وويلاته دولة ولا شعباً في المعمورة كلها، ومع ذلك يبدو أن الفكر الإبليسي المعرش في أقبية الاستخبارات المتعددة الخادمة للتوحش النيوليبرالي قد اتخذ القرار المتضمن: (إعادة كي الوعي المجتمعي العالمي بالخوف والرعب والإيغال في القتل والإجرام) وهذا ما تجسد بالغارات الوحشية المتكررة التي استهدفت المناطق السكنية في العديد من القرى والبلدات والمدن اللبنانية ومن ضمنها بيروت والضاحية الجنوبية على وجه التحديد.
    *لضمان فرض الترهيب والترويع تمت تسوية عدة مبانٍ سكنية بالأرض بغض النظر عن حجم الأضرار والخسائر التي ستطال المدنيين، وقبل أن يستفيق العالم بعامة ومحور المقاومة بخاصة من هول الصدمة كان سفر نتنياهو إلى واشنطن والبدء بتنفيذ قرار متخذ مسبقاً باغتيال سماحة السيد حسن نصر الله، مع العرض أن الحديث عن أن نتنياهو اتخذ القرار وهو في واشنطن جزء من الحرب على كي الوعي لتصدير صورة مفادها: واشنطن مع تل أبيب في أي قرار تتخذه مهما كانت النتائج، وهذا يؤكد أن واشنطن شريكة فعلية وأساسية في كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها تل أبيب بشكل متعمد، وعن سابق إصرار وترصد.
    *الرسالة الأخرى التي أصر المحور الصهيو ـــ أميركي على إيصالها للعالم كانت بالمستوى غير المسبوق من الإجرام والتوحش، والتنفيذ بطائرات أميركية سواء أكانت “إف35” أو أي نوع آخر من الطائرات الحربية الأميركية الصنع، وكذلك القنابل والصواريخ المستخدمة سواء أكانت من القنابل الارتجاجية من زنة ألفي رطل أم غيرها من الأسلحة ذات الطاقة التدميرية الهائلة، وهذا يعني أن أصحاب نظرية المليار الذهبي غير معنيين بحياة بقية البشر إلا كعبيد وخدم، ومن لا يقبل بذلك مصيره الموت الحتمي عاجلاً لا آجلاً.
    *يتم التركيز هذه الأيام على التهويل باجتياح بري لجنوب لبنان أو على اتجاه آخر، والتسويق إلى أنه تم إعداد كل ما يلزم لتنفيذ ذلك، بالتزامن مع تصريحات رسمية أميركية تتضمن قرار إدارة بايدن بإرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى المنطقة لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومشاركته في كل ما يطلبه، بالإضافة إلى الإعلان عن توجه مدمرات وحاملات طائرات فرنسية وغير فرنسية إلى المنطقة، والتركيز على عقم أي تفكير لمقاومة فرض إرادة حكومة نتنياهو وإدارة بايدن على المنطقة بحق القوة وشريعة الغاب، وعلى المغامرين برفض ذلك انتظار المصير المحتوم بالقتل والإبادة أمام بصر العالم العاجز عن كبح جموح الوحشية الإسرائيلية المحصنة بكل ما لدى واشنطن من عوامل قوة وتأثير ونفوذ إقليمي ودولي.
    *التركيز على انقسامات متوهمة يعيشها أطراف محور المقاومة، والتشديد على تخلي هذه الدولة أو تلك عن دعم خيار المقاومة، وتجييش جحافل من الطابور الخامس والسادس لبث التفرقة والانقسام والتشظي، وتحميل قادة محور المقاومة المسؤولية عن كل خراب وتدمير، وعن كل ما قد تسفر عنه الحرب الشاملة التي يهولون بها، ويخوضون فصولها من دون الإعلان عن حقيقة اشتعالها، مع العرض أن المنطقة برمتها في أتون هذه الحرب، وليست وشيكة الوقوع بها، فقصف أكثر من عاصمة عربية بآن معاً وبشكل متزامن ومتكامل يؤكد أننا في خضم الحرب، ولسنا على مقربة منها، والغاية محصورة في إعادة كي الوعي المجتمعي لضمن الاستمرار بتنفيذ الإبادة الجماعية في ظل صمت دولي مطبق.

    استناداً إلى ما تقدم ، وإلى الكثير مما لا يتسع المجال لذكره الآن، قد يكون من المفيد التذكير الدائم بمسؤولية النخب الفكرية والسياسية والإعلامية والمجتمعية وأهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به لقطع الطريق على محاولات إعادة كي الوعي المجتمعي، وهذا أمر على غاية من الأهمية، فقوة المحور المعادي لا يعني ضعف المحور المقاوم أبداً، ولدى أطراف المقاومة ما يكفيها للدفاع عن حقها في الحياة، ويثبت لأصحاب الرؤوس الحامية أن التكلفة التي تنتظرهم أكبر بكثير عما يتصورونه ويحلو لهم تعميمه، وبغض النظر عن الظروف الأكثر من ضاغطة، فإن الفشل الحتمي هو ما ينتظر أي هجوم أو اقتحام بري إسرائيلي سواء أكان شكلياً أم عميقاً، ومهما امتلك الأعداء من طاقة تدميرية مخزنة في الترسانة الصاروخية والتفوق الجوي وأسلحة الدمار الشامل، فمن يحسم أرض المعركة هو العنصر البشري، أي المشاة وليس أي عنصر آخر، وقد لا يطول الانتظار ليرى العالم بعينه قبل أن يسمع بأذنه نتائج أي توغل بري إذا أقدمت حكومة نتنياهو على حماقة كهذه، وعلى من يريد تخويف المقاومة وبيئتها الحاضنة أن يضع بالحسبان أن التصريحات الأميركية بإرسال آلاف الجنود يعني مسبقاً الثقة بعجز جيش الكيان عن تنفيذ تهديداته، وهذا يشكل المقدمة الموضوعية المتضمنة اعترافاً مسبقاً بحتمية الهزيمة والفشل الذي ينتظر أي توغل بري، وعلى أي جبهة من الجبهات التي يتم تسخينها والتهديد باشتعالها لضمان إعادة كي الوعي المجتمعي العالمي، والتسليم بأن أميركا قدر لا يمكن مواجهته، فيما يبرهن أداء المحور المقاوم على أن المواجهة ممكنة، وبالإمكان والمستطاع إلحاق الهزيمة بمن يريد السيطرة على البشرية، وبيننا وبين أعداء الله والحق والإنسانية الأيام والليالي والميدان.

    *باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية

  • تفكيك وزوال الكيان الاسرائيلي هو في مصلحة الجميع

    كتب سعيد فارس السعيد :

    ٢/ ١٠/ ٢٠٢٤

    اذا استمرت امربكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا وايطاليا وكندا ودول الخليج بهكذا خبث وبكل هذا العدوان وفرض الهيمنة والاستكبار لقهر الشعوب ونهب وسرقة ثرواتها وتستمر بدعم الكيان الاسرائيلي العنصري الفاشي المجرم ،واغتصاب الحق والحقوق للشعب الفلسطيني والعدوان على دول وشعوب المنطقة ستستمر المقاومة بالمنطقة وستنتصر دول وقوى محور المقاومة وستفقد تلك الدول الحليفة للكيان كل وجودها ومصالحها بالمنطقة .

    مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن ومهما طال الزمن .

    وقوى المقاومة سوف تتوسع شعبيا يوما بعد يوم مهما كانت المعارك طويلة وكلما قدمت التضحيات ستتوسع لتشمل كل المنطقة وستعيد المقاومة رسم الخارطة السياسية والجغرافية للمنطقة ..

    وسيزول الكيان الاسرائيلي ودولته العدوانية العنصرية

    وسيزداد عداء شعوب المنطقة لأمريكا وللغرب وتعمل لضرب كل المصالح الامريكية والغربية بالمنطقة ..

    __لذلك فإن أمن واستقرار المنطقة لايتم إلا بتفكيك الكيان الاسرائيلي ودولته العنصرية وابقاء يهود ماقبل ١٩٤٧ في فلسطين وترحيل وعودة باقي اليهود الى البلدان التي كانوا فيها .

    واقامة دولة فلسطينية من العرب واليهود بنظام برلماني

    فيتولى البرلمان مسؤولية انتخاب رئيس الدولة والكتل النيابية تسمي رئيس الحكومة .

    برعاية الامم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية وبالتنسيق والدعم الكامل من دول وقوى محور المقاومة .

    هكذا يكون الجميع رابح .

    (العرب واليهود ..)

    وهكذا مصالح الجميع مضمونة.

    (إيران وامريكا ،والصين وبريطانيا وفرنسة وروسيا ).

    وهكذا تصبح المنطقة مركزا للمصالح المشتركة لجميع الشعوب والامم .

  • التطبيع من السرّية إلى العلن

    سمير باكير – لم تكُن مقالة أخطر أعداء الأمم عناصر من داخلها، سوى حكمة نابعة من بصيرة عارف ومطّلع بشأن هؤلاء العملاء، والأضرار التي يمكن أن يحدثوها من خلال عمالتهم التي يقدّمونها إلى الأعداء، ويأتي جهل عامة الشعوب بالمصالح والمفاسد، وما يجب أن يفعلوه وما لا يجب، عوامل من شأنها إرباك سياسات حكوماتها، أو في غالب الحالات، قبول منطق التعايش معها في عموم سياستها ولو كانت في غير صالح تلك الدول، كالتطبيع مع إسرائيل، وإطلاق دابّته على جميع التعاملات السياسيّة والإقتصادية والثقافية والفنية والرياضية.
    لم يكن التطبيع حالة طارئة بين الدول العربية والإسلامية، فقد سارعت إليه تركيا بعد ايران الشاهنشاهية، إلى الإعتراف بدولة إسرائيل، وهي بتلك الوضعية الغير قانونية، مغتصبة لجزء من أرض فلسطين وليس كل فلسطين، لكنّ ذلك لم يمنعها المحافظة على العلاقة كاملة معها، تلك العلاقة السيئة الذّكر، تخلّصت منها ايران بعد ثورتها الإسلامية بقيادة الإمام الخميني سنة 1979، ونجح بهمّة شعبه في أسقاط نظام الشاه بهلوي العميل – ليس فقط لإسرائيل بل لأمريكا والغرب أيضا – لكنّه بعد انتصار الثورة، وأوّل عمل سياسي قام به قائد إيران، الأمر بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من طهران وإغلاق سفارتها، وتسليمها بعد ذلك إلى منظمة التحرير الفلسطينية باسم سفارة فلسطين، وهو تحوّل راديكالي عنيف، كانت له نتائج إيجابية على الملف الفلسطيني.
    هذا من ناحية التطبيع العلني والمباشر قديما، وكان متزامنا مع قيام إسرئيل، أما التطبيع السرّي والمخفيّ عن الشعوب، فقد كان معلوما لدى النخب المثقفة لتلك الشعوب، التي استطاعت أن تكشف بعض ما كان محاطا بسرّية، أمكن لها من خلال اطلاعها الواسع، إزاحة لثام السرّية عنها، ومرّت على عامة الشعوب في كنف الهدوء والقبول التّام، فلم تنتبه إليها مع تلك الإحاطة.
    فعلى سبيل المثال علاقات بورقيبة بإسرائيل كانت قديمة، حتى قيل أنّ اصوله يهودية، سرعان ما ظهرت ميولاته من خلال مواقفه من القضية الفلسطينية، ولم تكن مبادرته إلى الإعتراف بإسرائيل، من خلال رسالة بعث بها إلى الرئيس المصري عبد الناصر، بتاريخ: 28/4/1965 رفض الأخير فتحها، وفي المقابل رحّب بها الرئيس الإسرائيلي (ليفي أشكولLevi Eshkol)، وبسبب تلك الرسالة اندلعت مظاهرات عنيفة في القاهرة، حاول فيها الطلبة المتظاهرون من تونس وشمال افريقيا وفلسطين، اقتحام السفارة التونسية، للتعبير عن غضبهم واستيائهم من تلك المبادرة، لكن قوات الأمن منعتهم من ذلك وقامت بتفريقهم، المؤشر اللافت الذي أبداه بورقيبة تعيينات وزارية ظهرت منذ بداية الإستقلال الداخلي حيث وقع تعيين (ألبير بسيسAlbert Bessis) سنة 1955 و(أندريه باروشAndré Baruch) في مناصب حكومية سنة 1956.
    أما في الغرب، فلم يكن دور الملك (محمد الخامس) و(الحسن الثاني) أقلّ من بورقيبة، هؤلاء العملاء استغلوا بساطة شعوبهم وتصديقهم بألحان أقولهم المزيفة فسكتوا على ما قاموا به من تعاطف مع اليهود، وكان الصحفي المصري (محمد حسنين هيكل) قد أكّد على الدور الكبير الذي قام به الملك (الحسن الثاني) في التمهيد لاتفاقية كامب دافيد سنة 1978، و دورٌ آخر لا يقلّ أهمّية في توقيع اتفاقية (أوسلو) للسلام لعام 1993، وشاع عن الملك (الحسن الثاني) قوله: (عندما يغادر يهودي مغربي بلده نخسر مُقيما، ولكننا نربح سفيراً)، وتبيّن من خلال هذه المقالة، أن السلطة المغربية تحتفظ بعلاقات جيّدة، مع جاليتها اليهودية من أصل مغربي داخل إسرائيل، علاقات متداخلة من القمّة إلى القاعدة.
    ولم تكن جهود الوريث للعرش المغربي (محمد السادس) بأقلّ من أبيه وجده، فقد أذِن سنة 2010 بمباشرة ترميم المعابد والمقابر ومواقع التراث اليهودي، ووافق على إعادة كثير من المُسمّيات لشوارع وأزقة لأحياء يهودية، قد تمّ استبدالها بعد الاستقلال، تعبيرا منه على تعاطف كبير نحو اليهود، شخصيات وتاريخ، هذه الاعمال لم تكن لتحصل لولا وجود علاقات متينة بين الأسرة الملكية المغربية واليهود، وكان للمهرجانات المغربية نصيب في استضافة فنانين من إسرائيل، للمشاركة فيها.

  • أسطورة المقاومة ومحورها ..!!

    كتب سليم الخراط

    قراءة في أسطورة المارد العربي الذي قد صبوا عليه 83 طناً من متفجرات حقدهم وكأنهم يغتالون جبلاً من الثبات والإيمان ولكنه ارتقى حياً إلى الله رغم انف الشامتين فقد كان ملاكا وسيبقى ابدا عنوان المقاومة في كل معانيها في زمن الغدر والخيانة والعهر العربي والأسلامي ..  ، لا تسقطنا ضربة والثبات موقفنا ..، حيث لا يختلف اثنان أننا أمام تحول كبير في المعركة الدائرة، وأن العدو سيحاول ألا يسمح للمقاومة بالتقاط الأنفاس وسيعتمد على الأساليب التي جرّبها في غزة وسيواصل استهداف ما تبقى من قيادات مرشحة لاستلام زمام الأمور، وقد أنتقل لاستهداف البيئة المدنية الحاضنة مباشرة ليجعل حياة الناس مستحيلة ويفرض عليهم اللجوء من مكان لآخر، وسنشهد مجازر متنقلة في الأماكن المزدحمة بالنازحين وكل أماكن الاحرار ممن تبقى من حرا ما زال من عرب الذل والعهر، لذا فإن إدارة المعركة تتطلب عملاً استثنائياً مع البيئة الحاضنة لتدعيم مقومات الصمود المادي والمعنوي لديها، فنحن اليوم للأسف، أمام حالة انهارت معها قواعد الاشتباك المعهودة، كما ان العدو يتعلم من تجاربه ويطور أساليبه وهو يخوض حربه بلا سقوف .

    المطلوب اليوم افشال ما يسعى العدو لتحقيقه عبر قطف ثمرة نجاحه في العمليات الأمنية التي نفذها ويبدأ ذلك، وبصورة شديدة الالحاح، بدراسة الثغرات التي أدت إلى هذا الخلل الأمني الخطير (تقنياً واستخباراتيا) .

    لذلك يتعين الانتقال للمزيد من السرية في تحركات القادة ولو ادى ذلك للتضحية ببعض التقنيات التي من شأنها تسهيل إنجاز المهام التي يتعين ما أمكن لتحقيقها بذل جهود جماعية، كل من موقعه، لتعويض غياب السيد الشهيد، لما لغيابه من أثر عميق ولما كان يمثله حضوره من رمزية وحالة إلهام معنوية كبرى في مجتمع المقاومة، وحالة مُهابة ومؤثرة لدى مجتمع العدو .. .

    يتعين الأخذ في الاعتبار امكان قيام العدو بعمل بري، ولو محدود لإطفاء عقدة حرب العام 2006، وعقدة بيت العنكبوت التي وسمهم بها السيد الشهيد اثر الانسحاب من لبنان عام 2000، ولعل الأفضل التواضع في بعض التحليلات والتوقعات كي لا نعطي الناس آمالاً كبيرة مصطنعة ثم نصيبهم بالخيبة، لكن دون ان يعني ذلك بث روح الهزيمة عندهم .

    يجب عدم الاعتماد على نظرية الحرب الإقليمية الشاملة كمخرج، حيث يبدو ان ايران تسعى لتجنب ذلك وتحاول تجنب الدخول بالمعركة بحجج واهية، وفي الواقع هذا هو حالها، لأكثر من سبب تكشّف بعد اغتيال هنية وبعد دخول حزب الله المعركة، أهمها الخلل الأمني والاستخباراتي المبني على تقنيات يسبقنا الغرب فيها، ونحن نظن بإيران ان تخوض حرباً غير متكافئة، لأننا نحتاجها ظهيراً اوحد فلو كُسرت لا سمح الله فلن يبقى ملجأ لأي حركة تحرر في المنطقة .

    للأسف بيئة العدو بامكانها احتمال المزيد من الضربات والبقاء في الملاجئ لفترة طويلة طالما ان نتنياهو يريهم إنجازات ميدانية،

    وسيصعب على المقاومة إنهاء الحرب بصورة مشرفة ان لم يفهم العدو انه مضطر لذلك، وسيتوافد المبعوثون الدوليون لفرض شروط العدو التي لن تقف عند حد، ما ان تظهر اي بادرة تراجع لدى المقاومة، لا سيما فيما يتعلق بفصل الساحتين غزة ولبنان، علماً ان عدم الفصل صار بمثابة وصية للسيد الشهيد لا ينبغي التفريط بها ..!! .

    لذلك فإن خيار استمرار الحرب لا مفر منه، مع ما فيه من خسائر وتضحيات جسام، لأن العدو المنتشي بضرباته المؤلمة قد ركز اليوم بين السلة والذلة ..

    ولأن مدرسة الحسين (ع) تأبى علينا الذلة، فلا يبقى سوى خيار السلة، وهو طريق ذات الشوكة الذي لا يخوضه إلا الصابرون المحتسبون، وهذا ما يتعين اليوم ان نعاهد شهيدنا الكبير عليه ..

    (( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ .. ))

    ” صدق الله العلي العظيم ” .

    القادم مقاومة أن شاء الله ابشر يا سيد المقاومة فما تركتم الا اسيادا للمقاومة ..

    عهد سننتصر وسننتصر .. وبالشهادة سننتصر .. بوركت يا سيد المقاومة وجعل الله طريقكم بوصلة النصر والتحرير .. .

    صحح يا تاريخ ..!!، قضية فلسطين العادلة قضية أمة وشعوب العروبة والإسلام وليست قضية أنظمة تسلطت وتحكم هذه الشعوب بجيوشها وأجهزة أمنها خدمة مجانية لمحور الشر مقابل بقائها على عروشها حاكمة متسلطة على شعوبها ..

    الأسطورة التي هزت الكيان الصهيوني المحتل وارعدته خوفا من مواقفه وجرأته واقلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها وعطلت كل مشاريعهم في المنطقة والشرق الأوسط وفي فلسطين خاصة ..

    إننا في زمن الانذال والمنافقين .. زمن أنظمة العهر العربي والإسلامي ..!!، الفاسدون الفاسدون الفاسدون ..، خونة الاوطان والشعوب وهم كلهم مرتزقة ومجرمين ..، هم دواعش الداخل والخارج، هم في معظمهم أصحاب المصالح أثرياء اليوم أمراء وتجار الازمات اليوم على حساب الأوطان وشعوبها وثرواتها الوطنية ومواردها ..!!؟؟

    فحال الفاسدين في مجتمعنا يقتلون ويعزلون ويحاربون كل شريف كي ﻻيكون شاهدا على فسادهم ..!!؟؟

    النظام العالمي يسعى إلى إنهاء ما بنته واسسته بريطانيا وفرنسا في المنطقة كلها وليس بمكان دون آخر ليبقى الارتقاء لما تفرضه الولايات المتحدة الاميركية من فرضها لسياسات الخنوع والذل والعار بالقوة والترهيب تاركة لربيبتها اسرائيل الحرية في افتعال الأحداث في المنطقة بحجة الدفاع عن النفس كأداة تفرض وجودها بما تملكه وتمد به من العتاد والسلاح والتكنولوجيا لتكون في خدمتها .. .

    لو وقع هجوم إرهابي جماعي مثل الذي نفذته إسرائيل في لبنان في أي دولة غربية، لكنا رأينا زعماء الغرب ومعهم الانذال المنافقين من عرب التطبيع يسيرون متشابكي الأذرع في شوارع باريس، ولقامت وسائل الإعلام الغربية بتغطية الحدث بلا توقف وبدموع، ولظل علم المملكة المتحدة في وضع نصف السارية لأسابيع، ولقامت القوات الجوية الأميركية بقصف مرتكبي الهجوم والعديد من الدول الأخرى إلى جانبها ممن تعلمون ..!! .

    إن استشهاد القائد الأسطورة وسيد المقاومة الوطني والقومي العربي والإسلامي الشهيد الكبير سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله رحمه الله ..

    إنها المقاومة الإسلامية ورأس حربتها حزب الله في لبنان باسنادها ودعمها لعدالة شعبنا العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة وبصمودها المستمر وتصديها للإحتلال الصهيوني ومخططاته، وأن التضحيات الكبيرة والشريفة التي قدمها حزب الله كتبت وتكتب اليوم تاريخاً جديداً ومجيدا للأمة كلها، لقد رسمه سماحة السيد الشهيد الكبير حسن نصرالله رحمه الله وقادتها ومجاهديها في محور المقاومة الذين دفعوا الأثمان الكبيرة والأرواح الطاهرة دعما لفلسطين وشعبها ومقاومته الباسلة ودفاعاً عن لبنان وسيادته الوطنية وكل المنطقة، من أجل حماية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا وأمتنا والمقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الاقصى المبارك، ولمواجهة وإفشال المخططات الصهيونية والأمريكية التي تستهدف كل شعوب ودول المنطقة .. .

    لكن هذا حال الفاسدين في امتنا شركاء في قتل شعوبهم وفي قتل رموز أمتهم وهم من يعزلون ويحاربون كل شريف كي ﻻيكون شاهدا على فسادهم !!؟؟ .

    يا أُختَ بغداد .. للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري قصيدة كانت ..!!، وأقول اليوم : يا أخت دمشق وب ..!!

    اعذرني يا مارد الشعر الوطني القومي العربي وشمسه، فقد تحرأت على قصيدتكم لتكون الصيحة دمشقية سورية ..، وبغداد اليوم لا يؤلمها الم دمشق واعتصار فؤادها ؟.، بدمشق منارة أمة تبقى ما بقيت منارتها مضاءة كتبت مأثرها بمداد حبر دماء أحرارها وشرفائها ..، في زمن الذل والعار والعهر العربي ..، لتبقى عواصم نجوم متلألئة في رحب الواقع والحقيقة اليوم ..، أمة ذهبت في كواليس المذهبية والطائفية ..، تذبح نفسها بنفسها مختلفة على تاريخها الذي كان يوما ..، أمة جهابذة الديانات فيها أهل الفساد أكثر من عقلائها من القابضين على جمر في زمن مظلم وظالم لأمة لابد لها من أن تصحوا ..، وسترحل أنظمة عهرها وقتلتها المجرمة .. لاقول :

    جللٌ مصابُك يا بيروت يبكيــنا

    ياأخت دمشق ما يؤذيك يؤذينا ..

    ماذا أصابك يا بيروت داميــة

    والموت يخطف أهليك وأهلينا ..

    عضّي على الجرح يا دمشق صابرةً

    بيروت تعــــرفُ ما فيها وما فينا ..

    بيروتُ تعرفُ من بالروعِ يفجــعنا

    علم اليقين وكأس الموت يسقينا ..

    نادي بنيكِ وقصّي بين أظهرهـم

    ضفائر الطــهر أو حتى الشرايينا ..

    عضّي على الجرح يادمشق واتعظي

    من أحرق الأرز لن يسقي بساتينا ..!!؟؟

    متى سيصحوا الضمير الوطني والقومي العربي والإسلامي ويواجه ما وصل إليه من انحطاط وازدراء كل أنظمة العهر .. .

    عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..

    عاشق الوطن ..

    د. سليم الخراط

زر الذهاب إلى الأعلى