كتب : مصدق بور
عندما تجد نفسك خاسرا في الميدان ويضيق عليك المنطق والحجة والبرهان وفقدت جميع اوراقك تبقى ورقتك الاخيرة والوحيدة التضليل والاباطيل والدعايات المسمومة لتخفف عن نفسك وطأة الوجع والاحباط وتغذي امانيك الخائبة باحلام وهمية ..
هذه هي حكاية اعداء المقاومة المحبطين امامها وحكاية اعلامهم من فضائيات عربية وعبرية وامريكية وغربية الذين لايتركوا شاردة او واردة لاقل تصريح يصدر من الجانب المقاوم ايرانيا او عربيا لیلبسونه لبوس التضلیل والکذب والبهتان لیخرجوا باستنتاجات والضحك على الذقون .
آخر ابتكارات آلة الكذب هذه :
الاستنفار العسكري الامريكي ارعب ايران واثناها من ردها الانتقامي على اغتيال الشهيد هنية.
عمليتا الوعد الصادق الايرانية والاربعين اللبنانية كانتا فاشلتين ومسرحية يائسة.
طوفان الاقصى خطة ايرانية جاءت بالويلات والدمار للفلسطنيين .
قائد كبير بالحرس الثوري اعترف بان ضربة حزب الله لاسرائيل كانت فاشلة.
ضربات اسرائيل لحزب الله كانت ناجحة وتم من خلالها تصفية العديد من قياديي المقاومة وتدمير منصات صواريخها ونزوح الالاف من الجنوب اللبناني الى مناطق آمنة في عمق هذا البلد .
يوجد شرخ بين اطراف محور المقاومة واصبح حزب الله والحشد الشعبي مستقلا ميدانيا عن ايران بالشكل الذي نسف وحدة الساحات.
اسرائيل تمتلك اليد الطولى في المنطقة وفعالة لما تشاء لاشأن وتأثير للمقاومة على تدهور الوضع الامني والاجتماعي الاسرائيلي..
اطراف المقاومة اذرع ايرانية تنفذ اجندات طهران لتحقيق اهداف تخدم مخطط الزحف الشيعي وتوسيع الامبراطوية الفارسية على حساب الدم الفلسطيني والعربي.
.. الخ من الاباطيل والضحك على الذقون..
هذا التضليل قد لايستحق الرد ودائرة وعي شعوبنا أكبر بكثير منها بمثابة بحر لاتنجسها هذه الافتراءات لكن ما سارد به الان هو لجمهورنا لا أكثر:
اولا – ايران لم ترتدع من الاستنفار العسكري الامريكي ومساحتها لاتتجاوز استعراضا انتخابيا لليانكي.لان ما هو مسلم به ان امريكا والغرب ومعهما اسرائيل لاتجرؤ على خوض نزاع موسع .وما نسمعه دائما من خلال مفاوضاتنا مع الامريكيين غير المباشرة عبر مكتب رعاية مصالحها في طهران السفارة السويسرية والوسطاء العمانيين والقطريين والاوروبيين والامميين هو الترجي من ايران بضبط النفس وعدم توسيع رقعة الصراع وادراك ظروف الولايات المتحدة وطبيعة علاقاتها العضوية باسرائيل .
ثانيا – عمليتا الوعد الصادق الايرانية والاربعين اللبنانية لم تكونا فاشلتين وخلقتها معادلة ردع مع الجانب الاسرائيلي ولو كانتا فاشلتين أو مسرحية يائسة فلماذا كل هذا التوجس من ردات فعل المقاومة والدعوات لخفض التوتر ؟
ثالثا- لم يصرح اي قائد عسكري وسياسي ايراني حتى بكلمة واحدة بما يدل على وجود اعتراف ايراني بفشل ضربة حزب الله لاسرائيل سوى اشارات وتلميحات الى ان ضربة حزب الله ربما لم تكن كافية بالمستوى المطلوب وهناك ضربات اخرى في الطريق وبالطبع ان هذا الكلام يشدد من الضغط النفسي على الجانب الاسرائيلي ونحن نشهد ترجمانا عمليا لذلك من خلال تفاقم الازمات الاجتماعية والسياسية والامنية داخل اسرائيل .
رابعا- تتحدث هذه الدعايات عن نجاعة ضربات اسرائيل لحزب الله وتداعي منصات صواريخها ونزوح الالاف من الجنوب اللبناني الى مناطق آمنة في عمق هذا البلد.في حين انها لاتتحدث عن تداعيات ضربات المقاومة اللبنانية واهمها نزوح اكثر من 200 ألف مستوطن اسرائيلي من شمال فلسطين المحتلة وتوقف الحركة الادارية والصناعية والمطارات والمونئ في الشمال .
خامسا – الحديث عن وجود شرخ بين اطراف محور المقاومة واستقلال حزب الله والحشد الشعبي ميدانيا عن ايران وفرط عقد وحدة الساحات ليس باكثر من اوهام واضغاث احلام فالعلاقة استراتيجية بامتياز بين اركان المحور .اما انهيار وحدة الساحات فالحقيقة هي ان استراتيجية المقاومة في المرحلة الثانية لعمليات المحور قد تغيرت ؛ فبعد عمليتي الوعد الصادق والاربعين انتفت الحاجة الى وحدة الساحات بعد ان ايقنت المقاومة من هزالة وجبن الجانب الاسرائيلي في خوض حرب موسعة واسرائيل لم تعد قوية ومخيفة في نظر المحور ويكفي المواجهة معها واستنزافها من خلال عمليات منفردة .
سادسا – ايران ليس لديها ادرع عربية تحارب بالنيابة عنها ولتحقيق مآربها بل هذه الاطراف التي يسمونها ادرعا هي حلفاء في العقيدة الاسلامية والوطنية يجمعون على نقطة واحدة وهي مساندة القضية الفلسطينية ونصرة غزة والضفة الغربية والقدس وكل بقعة من أرض فلسطين . وان القضية الفلسطينية كانت قائمة قبل ان تقوم الثورة الاسلامية في ايران لا بل ان الثورة الفلسطينية هي أم الثورة الايرانية .وكيف يمكن وصف هذه الاطراف بانها اذرع ايراني وكل واحدة منها تمثل السواد الاعظم في دولها وهي استجابت للاستحقاق الرئيسي للامة في غياب دور للنظام السياسي العربي .ايران لا تحارب بالدم العربي والفلسطيني بل هي من قدمت الدماء والاثمان الباهضة من اجل قضية فلسطين وهي القضية الاولي والمصيرية للامتين العربية والاسلامية .
سابعا – مشروع المقاومة ليس مشروعا طائفيا وشيعيا فايران والمحور تناصران بنفس اسلامي الشعب الفلسطيني وهو من المذهب السني!!
ختاما يكفي كل هذا الضحك على الذقون واذا كانت هناك اذرع في المنطقة فهي اذرع اسرائيل ومنها بعض الاعلام العربي ..