لبنان

  • بين شام الأسد وشام الجولاني….!

    كتب د نزيه منصور

    عقب مؤتمر الطائف في سنة ١٩٨٩، تم تكليف الرئيس السوري حافظ الأسد إدارة لبنان وإنهاء وتأديب من يعصي الأوامر، فغادر من عصى ورفض الأوامر، حتى وصل الأمر بميشال عون أن خرج بقوة الجيش السوري ومن معه من الميليشيات المتناحرة، كل ذلك بدعم أميركي وعربي….!

    واليوم تحاول الإدارة الأميركية تكرار المشهد بوضع سيناريو على قاعدة اتفاق الطائف منقح، وجعل لبنان محافظة سورية تحت لواء الجولاني وصحبه، وإعادته إلى أصله التاريخي قبل اتفاقية سايكس بيكو حتى ما عُرف بمتصرفية جبل لبنان ستلتحق بإمارة الجولاني. اللافت أن المطبلين والمزمرين من أتباع الأميركان صمٌ بكمٌ لا يسمعون ولا يتكلمون…!

    ينهض مما تقدم، أن التهديد والتهويل الأميركي بضم لبنان إلى سوريا في حال لم يلبِ وينفذ الأوامر الأميركية والتخلي عن أوراق القوة التي هزمت الكيان الصهيوني خلال العقود الماضية وطردت القوات المتعددة الجنسيات في ليلة ليس فيها ضوءاً للقمر، قد نسيت أو تناست ما حلّ في الماضي والحاضر من خلال إصابة العدو في أقصى مدنه تل أبيب وحيفا وغيرها، وأن المستقبل سيشهد أن العدوان إلى زوال…!

    وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

    ١- لماذا هذا الصمت الأعمى من قبل أصحاب السيادة وحاملي راية الأرز؟

    ٢- هل تخضع الحكومة اللبنانية للإملاءات الأميركية وتعيد لبنان إلى سبعينات وثمانينات القرن الماضي ؟

    ٣- هل يتوحد اللبنانيون بمختلف فئاتهم ويواجهون التهديدات الأميركية بضم بلدهم إلى إمارة الجولاني؟

    ٤- هل تتخلى المقا.ومة عن دماء الشهد.اء إرضاء للعدو؟

    د. نزيه منصور

  • الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي 2025 بين جدولة الانسحاب وتغيير خرائط النفوذ.

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    في خضم التحولات الإقليمية المتسارعة التي أعقبت الحرب بين إسرائيل وإيران، برز مجددًا ملف الوجود الأميركي في العراق إلى الواجهة، مدفوعًا بتوازنات دقيقة بين الداخل العراقي، وضغوط إيرانية متزايدة، إشتبكت مع مصالح أميركية لا تزال ترى في العراق ساحة أساسية لاحتواء الخصوم وتثبيت نفوذها في الشرق الأوسط.

    الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد جاءَت في هذا السياق، مُحاوِلةً ترميم العلاقة بينهما، وتحديد ملامح المرحلة المقبلة، وخاصة فيما يخص جدولة الانسحاب الأميركي من الأراضي العراقية,ترتكز العلاقات بينهما منذ 2008 على “اتفاقية الإطار الاستراتيجي”،التي تنظم التعاون في المجالات الأمنية، الاقتصادية، والثقافية.لكن بعد انسحاب القوات القتالية الأميركية في 2011، ثم عودتها لمحاربة داعش في 2014، تغيرت معادلة الوجود العسكري الأميركي لتصبح أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد اغتيال الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس عام 2020. لأنَّ الحكومة العراقية، منذ أل 2022، تتعرض لضغوط من قوى سياسية عراقيه والفصائل المجاهدة تطالب بإخراج الأميركيين من بلاد الرافدين، فيما تسعى أطراف أخرى داخل الدولة للحفاظ على التنسيق مع واشنطن كجزء من توازن إقليمي ضروري بالنسبة لها. لذلك فإن أبرز الاتفاقات في الجولة الأخيرة هذا العام (2025) تركزت على جدولة انسحاب القوات القتالية الأميركيه حيث تم الاتفاق على جدولة تدريجية لإنسحابهم دون تحديد موعد نهائي صارم، الولايات المتحدة تؤكد أن انسحابها “مشروط بالتطورات الميدانية” واستمرار تهديد داعش كحُجَة للبقاء في العراق الذي وافق على بقاء بعض العناصر كمستشارين ومدربين،وتوسيع التعاون غير العسكري المتفق عليه بين البلدين كدعم مشاريع الطاقة الكهربائية والغاز التي تهدف لفك الارتباط التدريجي عن استيراد الطاقة من إيران،والتزام الجانب الأمريكي بمساعدة بغداد في مكافحة الفساد، والإصلاح المالي، وتعزيز الحوكمة،ودعم سيادة العراق.

    البيانات الرسمية التي صدرت أكدت التزام واشنطن بوحدة وسلامة الأراضي العراقية. ولم يتم التطرق مباشرة إلى “الحشد الشعبي”، ولكن جرى التأكيد على “حصر السلاح بيد الدولة”. في إستمرار الإصرار الأميركي إعتبار قوات الحشد الشعبي ميليشيا وليست قوة عسكرية عراقيه رسمية لكونها موالية للعتبة الحسينيه!.أجَلَت واشنطن النقاش في نقاط الخلاف الأساسيه مع بغداد ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الفصائل المسلحة التي تعتبرها أميركا مرتبطة بإيران.وتعتبرها أنها تشكل “تهديدًا مباشرًا لمصالحها ولأمن شركائها”، بينما بغداد ترى أن الحل يجب أن يكون “عراقيًا داخليًا”. ولا دخل لأحد من خارج العراق فيه، كما تسعى بغداد لمعرفة مدة الوجود الأميركي شرق الفرات في سوريا كَون الأمر يعنيها مباشرةً،وواشنطن لا تزال ترى في وجودها في العراق بوابة للحفاظ على نفوذها في شرقي سوريا، وبغداد لا تريد توريط العراق في النزاعات الإقليمية المتعلقة بسوريا أو إيران. وللأسف أن البعض داخل الحكومة العراقية يسعى باستمرار لبقاء شراكة محدودة مع الأميركيين أي إبقاء موطئ قدم لهم في العراق للحفاظ على الدعم الأميركي الدائم دون استفزاز إيران، الأمر الذي ستستغله واشنطن لتواصل الحضور العسكري المحدود لها، مع تحوّل مهمتها إلى التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي، لكن بقاء قوات أميركية في العراق تحت أي عنوان أو شعار سيؤدي إلى تصاعد المواجهة بين الفصائل الجهادية العراقيه والقوات الأميركية،هو للضغط على الحكومة العراقية لإخراجهم جميعاً.

    هذا السيناريو إن حصل قد يعيد الأمور إلى ما قبل سنة 2020 من توتر وانفجار سياسي وأمني كبيرين في العراق،

    إيران بدورها تعتبر أي شراكة أميركية طويلة الأمد مع العراق تهديدًا استراتيجيًا لها،قد تدفعها للضغط على الفصائل للضغط على الحكومة لتحجيم الوجود الأميركي،وتعتبر طهران أن استمرار الوجود الأميركي في العراق يعني بقاء خطوط الإمداد مفتوحة لقوات “قسد” شرق الفرات، مما يُعقّد خطط إيران وروسيا للسيطرة الكاملة على الشمال الشرقي السوري.

    أما فيما يخص لبنان فإن أي تقليص لنفوذ إيران في العراق وسوريا سيؤثر بالضرورة على حزب الله، سواء ماليًا أو لوجستيًا، وفي المقابل أي مواجهة عسكرية قد تحصل في العراق مع الأميركيين ستُستخدم ذريعة لواشنطن لتوتير جبهة الجنوب اللبناني، الأوضاع في المنطقه معقدة جداً ومتداخله بشكل كبير تحتاج الى جهود مكثفه مع التلويح بالعصا لواشنطن لكي تُخلي العراق من تواجدها العسكري واستعادة زمام المبادرة كخطوة أساسيه لإستعادة سوريا، لذلك إن الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد ليس مجرد تفاهم ثنائي، بل يُعبر عن توازنات إقليمية معقّدة، تتقاطع فيها ملفات النفوذ الإيراني، وأمن الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والمصالح الجيوسياسية الأميركية وما ستؤول إليه الأمور لاحقًا، رهن بما إذا كان العراق قادرًا على فرض رؤيته السيادية، أم سيبقى ساحة مفتوحة لتجاذبات إقليمية لا تنتهي.

     

     

  • كرم عاشوراء …!

     

    لم تكن حادثة كربلاء مجرد حدث تاريخي تسقط بمرور الزمن، أسوة بغيرها من الأحداث العالمية والحروب والثورات، تقتصر آثارها وتداعياتها في التاريخ والجغرافيا، وعلى قاعدة عفا الله عما مضى….!

    وها هي بعد ألف وثلاثمئة سنة تفعل فعلها، وتخرّج القادة الحسينيين والمجا.هدين العباسيين والزينبيات الفاطميات، وتكتب التاريخ بالأرواح والدماء، وتطفئ الظمأ، وتفترش المضائف على حب محمد وآل محمد وتقرباً لله تعالى، وتذرف الدموع مجبولة بالحزن ومتوجة بالعزة والكرامة….!

    ولنا في لبنان المثل الحي المتواضع في التضحية والفداء والمجالس الحسينية المنتشرة ضمن بيئة أهل البيت، حيث تعقد المجالس من كل الأعمار في كل بلدة وقرية وحي من أحياء المدن، بل في كل بيت رافعة شعارات كلنا علي الأكبر، كلنا العباس، كلنا حبيب، كلنا الحر، كلنا إلى آخر اللائحة، ثلاثة وسبعون شه.يداً يرددون قول الحسين بن علي (ع): بين السلة والذلة هيهات منا الذلة…!

    ينهض مما تقدم، أن أمة قائدها التاريخي الحسين بن علي (ع) لا تبالي إن وقعت على الموت أم وقع الموت عليها، وقد حسمت أمرها في ذكرى العاشر حول ما قيل ويقال من تهديدات وتهويل وتخويف على المعتدي ومن خلفه الانسحاب والافراج عن الأسرى وإعادة الإعمار، عندئد لكل حدث حديث، وهم مع تحصين البلد بكل الوسائل ومع تأدية الدولة لواحباتها والتعاون معها في كل المجالات…!

    وعليه تثار أسئلة عدة منها:

    ١- هل يفهم القريب والبعيد هذه الرسائل الواضحة والصريحة؟

    ٢- هل يتضامن الجميع في موقف واحد وموحد بالرد على المبعوث الاميركي؟

    ٣- هل يمكن الرهان على الوعود الأميركية؟

    ٤- هل تكشف الأيام القادمة الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟

    د. نزيه منصور

  • نتنياهو يحاول الفرار من الحرب مع إيران تحت غطاء كثيف من التصريحات الترامبيه الكاذبة

    كتب اسماعيل النجار

     

    نتنياهو يحاول الفرار من الحرب مع إيران تحت غطاء كثيف من التصريحات الترامبيه الكاذبة.

    وطهران ترد برشقات صاروخيه مُدمِرَة على صحراء النقب وبئر السبع..

    هي القوة الحيدرية الجبارة التي قصمت ظهر العدو الصهيوني وأدَّبت أسياده الأميركيين. فبعد العدوان على طهران قامت الأخيرة بواجب الدفاع عن نفسها ضمن إطار القوانين الدولية التي تسمح لها بممارسة هذا الحق دفاعاً عن شعبها وبلادها. دفعَ العدو ثمناً باهظاً في هذه المعركة عن بُعد إذ دمرت إيران مطاراته العسكريه ووزارة دفاعه وكراكز استخباراته كافه وميناء حيفا ومراكز الأبحاث وثكنات عسكرية وأصاب الكيان شلل كبير وبدأت الهجرة العكسيه لشعب يحمل جنسيتين وولائه كاذب للكيان في سابقه غير منظورة رغم الإقفال التام على المعابر وصدور قرار منع سفر أي مواطن للخارج والخسائر الإقتصادية ترتفع لتتجاوز مئات المليارات من الدولارات في أكبر عملية جمود إقتصادي منذ تأسيس الكيان.

    لقد أثبت صاروخ خيبر الإيراني أنه أصيل ومتجذر في التاريخ لدرجة أن الردع الإيراني أرعب أميركا والعالم.

    فبعد الضربة الأميركية الهزليه التي قام بها ترامب لمفاعل فوردو ونطنز ليتخلص من الضغوطات الصهيونيه عليه كان لا بُد من وضع سيناريو إعلامي يؤمن هروب نتنياهو من الحرب ووقف إطلاق النار.من هنا انطلقت حملة ترامب الإعلامية الكاذبه هذه الليله بأن تل أبيب وطهران توصلآ إلى اتفاق بوقف إطلاق النار ومن داخل الكيان بدأ المهرِّج إيدي كوهين بإطلاق شائعات عن اشتباكات في شوارع طهران بين الشعب والنظام. بسرعة البرق واجهت إيران الدعايه الإميركية الكاذبه بإطلاق رشقات صاروخيه كبيرة باتجاه صحراء النقب وبئر السبع تأكيداً للمؤكد بأن ايران هي التي توقع الصفحه الأخيره في خاتمة الكتاب المفتوح ولكن لم يؤن الأوان بعد.

    الأميركيين يبحثون عن مخرج لكلام ترامب بأن إيران دولة عظيمه ولديها صواريخ دمرت إسرائيل ولا أحد يستطيع هزيمتها فصدر تصريح من أحد مسؤولي البيت الأبيض وإسرائيل بنفس التوقيت ليقولآ بأن الرئيس الأميركي تفوه بتلك الكلمات وهو بحالة سُكر شديد!.

    إيران بدورها وحفظاً لماء وجهها وسيادتها قامت بالرد على على العدوان الأميركي وبدأت تتفحص نوايا واشنطن إذا كان لديها نوايا عدوانيه بالرد وإشعال حرب شاملة ضدها لتبني على الشيء مقتضاه. وحتى الآن لم يصدر عن واشنطن سوى تصريح يتيم يقول أن الضربات لم تسفر عن ضحايا ولذلك لا حاجة لأميركا لكي ترُد.

    إن كل الشائعات التي يطلقها العدو حول وقف إطلاق نار بين إيران والكيان ليست سوى فقاعات هواء تهدف التشويش على انتصار إيران في الحرب الدائره  واقتراب موعد حسمها عسكرياً لصالحها. فَ طهران ترفض الخروج بنديه مع نتنياهو وان تسمح بأن تُكتب له حياة سياسية جديدة في الكيان الغاصب. ولن تسمح بتمرير وقف لإطلاق النار من دون توقيع أميركا على دفتر شروطها الذي يشمل لبنان وسوريا وغزة والعراق واليمن كونها فرصه تاريخية للجمهورية الإسلاميه لن تتعوَّض ولن تُفَوِّتها طهران مهما كان الثمن.وإلا فإن خروج إيران من هذه الحرب بدون هذا الإتفاق يعني نهاية حركات المقاومة في بلاد الشام وانتصار إسرائيل سياسياً وأمنياً.

    وطهران تحتاج إلى اسبوع أو أكثر لتبلوِر وجهَة نظرها أمام أميركا وإسرائيل لإنتزاع توقيعاتهم قبل فوات الأوان لأن العدو الصهيوني لا يحتمل ضربات مؤلمه كالذي تحصل لإسبوعين قادمين.

     

    بيروت في..  24/6/2025

  • إيران غيّرت المعادلة… الحرب الاستراتيجية ما بين الأهداف المعلنة والأهداف الخفية

     

    حسين مرتضى

     

     

    ما قبل العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يختلف عن ما بعد هذا العدوان، خاصة أنّ قواعد الاشتباك قد تبدّلت ومعادلات جديدة قد فرضت.

    مخطئ من يظنّ بأنّ هدف العدوان هو الملف النووي لأنه رغم كلّ الاستهدافات فإنّ المواد المخصبة من اليورانيوم لا تزال موجودة بكميات كافية والمنشآت النووية الإيرانية بقيَت سليمة دون أيّ ضرَر يُذكر، وعلى الرغم من اغتيال عدد من العلماء إلا أنّ الأبحاث موجودة وهناك من يستطيع استكمال ما تمّ إنجازه، وبالتالي فإنّ الملف النووي لم يتضرّر لدرجة أن يتمّ إيقافه أو أنّ هناك حاجة لوقت طويل لإعادة ترميم ما استهدفته الحرب.

    عسكرياً وعلى الرغم من تنفيذ العدو الصهيوني لسلسلة اغتيالات طالت عدد من القيادات العسكرية الإيرانية، إلا أنّ القيادة الإيرانية امتصّت الهجوم وقامت بترميم المراكز القيادية من خلال بُدلاء لهم، وهؤلاء لديهم من الخبرة ما يكفي للحفاظ على توازن العمليات، وكان هذا التوازن واضحاً من خلال بدء عملية الوعد الصادق 3، والتي تمّ إطلاقها بشكل تصاعدي يُحاكي الواقع الميداني بشكل دقيق ابتداءاً من عمليات إطلاق الصواريخ البالستية مروراً بتنفيذ عمليات مركبة يتمّ فيها إطلاق أسراب المُسيّرات بالتزامن مع إطلاق الصواريخ البالستية علماً أنّ طهران تمتلك العديد من الوسائل القتالية التي لم يتمّ استخدامها حتى الآن.

    إنّ الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال لا تحتمل الحروب الطويلة وقد اعتاد الكيان المحتلّ على تنفيذ حروب خاطفة تحقق أهدافاً استراتيجية أما اليوم فإنّ الحرب أصبحت مفتوحة وضمن آليات مدروسة.

    أما على الصعيد السياسي الدولي فإنّ الإدارة الأميركية لا ترغب حتى الآن في التخلي عن مصالحها في المنطقة والدخول بالحرب بشكل مباشر، فيما هناك العديد من الدول التي تؤيد حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن نفسها خاصة أنّ العدوان يستهدف المدنيين والمرافق العامة.

    ستبقى مختلف الاحتمالات واردة، كذلك الأمر بالنسبة لردود الأفعال، لكنه من المؤكد بأنّ القيادة والشعب في إيران لن يقبلوا بتقديم أيّ تنازلات، وبالتالي سيكون التفاوض إنْ وُجد من منطق القوة وليس من منطق الضعف.

  • لمصلحة من وقف إطلاق النار….؟

     

    مضى أربعة أيام على العدوان الأميركي- الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، والتي يحاول ترامب التملص منها فيطرح نفسه وسيطاً ويدعو إلى وقف إطلاق النار والجلوس على الطاولة وإقامة السلام بين الحق والباطل بصفته قاضياً عادلاً ونزيهاً…!

    وتعزف عواصم الغرب معزوفة وقف إطلاق ومعارضة حصول إيران على سلاح نووي، وهي تعلم علم اليقين أنها لم ولن تفكر في ذلك، وإلا لحصلت عليه مع توفر الإمكانيات العلمية والتقنية والمادية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد رغم تشكيك منظمة الطاقة الذرية والتي تخضع للإملاءات الأميركية…!

    تحاول الإدارة الأميركية وقف إطلاق النار وفقاً لشروطها على قاعدة أن ايران خسرت الحرب، وعليه أن تقبل وتوافق على ما رفضته طيلة السنوات المنصرمة، ولكن ما لم توافق قبل الحرب لا يمكن أن تقبله تحت النار…!

    إن إصرار الإدارة الأميركية على ذلك، يؤكد أنها تورطت في حرب راهنت فيها على إسقاط النظام من خلال العملاء والخونة والخروقات في الداخل الإيراني كما فعلت في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها في مختلف القارات والدول والحكومات، فتاريخ الولايات المتحدة يغص بإشعال الفتن والأزمات…!

    خمسة عقود متواصلة وطهران تواجه وتُفشل كل محاولات تغيير النظام الذي لم يتبع ولم يركع ولم يسجد الا لله سبحانه وتعالى ولا يستقوي الا بقدراته الذاتية وحضانة شعبه المؤمن والذي يرضى بالتضحية في سبيل الله ولا يبالي بالموت، فهو يتخذ من واقعة كربلاء واستشهاد الامام الحسين بن علي وأولاده واصحابه عليهم السلام نموذجاً ومنارة يُحتذى بها….!

    ينهض مما تقدم، أن وقف إطلاق وفقاً للوقائع والمعطيات في الميدان ليس لمصلحة الشعب الإيراني ولا لنظامه المتمثل بولاية الفقيه، الذي يشكل نموذجاً غير مسبوق في تاريخ الأمم حيث أصبح محط أنظار العالم في تشكل عالم جديد والحد من هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على المجتمع الدولي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وقانونياً….!

    وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:

    ١- لمصلحة من وقف إطلاق النار ؟

    ٢- هل تتجرع طهران السم كما حصل في الحرب العراقية الإيرانية بعد ثماني سنوات والآن بضعة أيام؟

    ٣- لماذا تصر واشنطن على وقف إطلاق النار ؟

    ٤- هل تخشى إدارة ترامب من تورطها المباشر من استمرار الحرب واشباع شهية نتن ياهو؟

    د. نزيه منصور

  • دقت ساعة الصفر…!

     

    أنجز الشعب الإيراني جمهورية إسلامية تعتمد القرآن مرجعاً في صياغة دستور غير مسبوق، وبنت عليه جميع التشريعات على اختلافها من قوانين ومراسيم وقرارات وانتهجت نهجاً علوياً إمامياً في السلوك والممارسة، ورسخت ولاية الفقيه في النقض والفسخ في المواقف والقرارات الاستراتيجية ووضعت تحرير فلسطين هدفاً واجب تحقيقه حيث دعمت حركات جها.دية في الإقليم، وعليه كان المحور ووحدة الساحات، وواجهت الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة التي شرعت القوانين وفرضت حصاراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً على إيران، ورغم ذلك، رفضت رفع الراية البيضاء، مع تقدم طهران على كل الصعد ولاسيما في مجال الطاقة النووية السلمية….!

    مع فجر يوم الجمعة الموافق في ١٣ حزيران ٢٠٢٥، شنّ الكيان الصهيوني عدواناً إرهابياً بثلاثمئة غارة حربية أصابت قادة ومدنيين بدعم أميركي، وجاء ذلك على لسان ترامب وقرينه نتن ياهو، مما أثار ذعراً في الإقليم والعالم، فصدرت بيانات الإدانة من هنا وهناك وخاصة من مجموعة مجلس التعاون في الخليج. وتفرغت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لمتابعة الحدث وشغلت الشاشات والاذاعات بالمحللين والخبراء وقراء الفناجين وكل يفسر ويحدد الرابح والخاسر وفقاً لما يشتهي ويريد منهم بأجر ومنهم تطوع حباً، والبعض الآخر كُرهاً، حتى وصل الأمر بالبعض إلى حسم الحرب على قاعدة: الضربة لمن سبق…!

    ولنا من العبر في التاريخ ما يدحض ذلك، والأقرب قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ومساحته ٢٦٥ كلم مربع، حتى تاريخه عجز العدو عن حسم المعركة..!

    ينهض مما تقدم، أن ايران أصيبت بضربات مؤلمة ذهب ضحيتها قادة كبار من العسكريين والعلماء وتدمير وقتل مدنيين وبكل أعصاب باردة ملأت الشغور وخاطبت العالم أنها لن تتراجع عن أهدافها وأن الرد آتٍ عاجلاً وليس آجلاً، وأن الزمن لم ينتهِ ويضع ايران أمام فرصة تاريخية في تنفيذ أهدافها تجاه العدو الذي يحلم بإقامة شرق أوسط جديد بزعامة الصهاينة. وطهران أمام خيارين لا ثالث لهما:

    ١- رفع الراية البيضاء والاستسلام لواشنطن وبلطجيتها

    ٢- المواجهة وإفشال مشروع الشرق الأوسط الصهيوني وتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية

    وبذلك تكون ساعة الصفر قد دقت والبوصلة اولاً وأخيراً فلسطين ….

    وعليه تثار أسئلة عدة منها:

    ١- هل تتجه المنطقة إلى حرب مفتوحة تحدد مستقبل الإقليم؟

    ٢- هل العدوان الصهيوني على الجمهورية الاسلامية هو فرصة تاريخية يمهد لانتهاء الكيان؟

    ٣- هل تحقق طهران ما سبق وأعلنت عنه بقرب انتهاء الكيان على أيدي المؤمنين؟

    ٤- ما هو موقف أنظمة التطبيع وموقف شعوبها تجاه ما يحدث؟

    د. نزيه منصور

  • زيلنسكي يحمّل واشنطن الهزيمة…!

     

    خرج فولوديمير زيلنسكي عن صمته وصرح بالفم الملآن عن الهزيمة التي تتجه إليها أوكرانيا بسبب الولايات المتحدة، واتهم إدارة ترامب التي حوّلت عشرين ألف صاروخ مضاد للمسيّرات، سبق ووافقت عليها إدارة بايدن إلى الشرق الأوسط، والمقصود بذلك الكيان المؤقت، كي لا يظن المتابع أنه غير المقصود، كون الشرق الأوسط تعبير مطاط وواسع يشمل دول عديدة، وأضاف أن الهزيمة ستحل بكييف إذا لم تواصل الولايات المتحدة الأميركية شحن الأسلحة على اختلافها إلى أوكرانيا….!

    يؤكد الرئيس الأوكراني أن المحرض والممول والمسلح والمورِّط في هذه الحرب العبثية بين أخوة الأمس الروس والأوكران هو أميركا، وما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم في التاريخ والجغرافيا والعرق والدين، ولكن فرّقتهم سياسة التفريق والتفتيت الأميركي والذي يعتمد قاعدة: فتت واقتل…!

    بدلاً من القاعدة المشهورة عند بريطانيا: فرّق تسُد…!

    ينهض مما تقدم، أن زيلنسكي يعلن بكل صراحة ووضوح أن هذا الاقتتال خلفه واشنطن، وأن أية هزيمة تلحق بأوكرانيا وهي في مراحلها الأخيرة سببها الأول والأخير هي صاحبة القرار في الحرب والسلم، وأي تسوية ستحصل على يد القابلة الولادة واشنطن، وبالتالي يحاول تبرئة نفسه وحكومته من دماء شعبه…!

    وعليه تثار أسئلة عدة منها:

    ١- لماذا يحمّل زيلنسكي واشنطن سبب هزيمته؟

    ٢- ما هي أهداف واشنطن الاستراتيجية في هذه الحرب؟

    ٣- من هم ضحايا هذه الحرب؟

    ٤- لماذا تورطت أوروبا في الحرب؟

    د. نزيه منصور

  • حين تصمت البنادق… وتتكلم العقول: نصر استخباري يُربك إسرائيل

     

    في زمن تتشابك فيه التكنولوجيا بالحرب، وتختلط فيه المعارك الميدانية بجبهات الظل، لم تعد الانتصارات تُقاس فقط بما يُنجز بالسلاح، بل بما يُكتشف ويُحبط قبل أن يرى النور. ولعل ما شهدته الأسابيع الماضية يؤكد أن ساحة الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة لم تعد تُدار فقط بالصواريخ، بل بالعقول التي تقرأ، وتخترق، وتكشف.

    اختراق في اليمن: تفكيك شبكة أمريكية – إسرائيلية.

    في عملية نوعية، تمكنت أجهزة الاستخبارات اليمنية من تفكيك شبكة تجسس مرتبطة بالاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، متغلغلة في مفاصل الدولة منذ سنوات. ما تم كشفه لم يكن مجرد عمل تجسسي تقليدي، بل مشروع متكامل لاختراق القرار السيادي والسيطرة على مفاصل البنية الإدارية، تحت ستار منظمات وسفارات.

    *غزة: حيث تفشل الآلات وتنجح الحاضنة الشعبية

    رغم تفوقها التقني والاستخباري، عجزت إسرائيل عن اختراق العمق الأمني لحركات المقاومة في غزة. لم تتمكن من الوصول إلى أسرارها، ولا من تحديد أماكن قادتها بدقة، ما أدى إلى فشل في تحقيق إنجاز حاسم، رغم الحرب المفتوحة المستمرة. هذا الفشل لا يُقاس فقط بالنتائج الميدانية، بل بقدرة المقاومة على تحييد أدوات إسرائيل الأكثر تطورًا.

    *المقاومة تهاجم استخبارياً:

    في المقابل، تنفّذ المقاومة اختراقات نوعية عبر أدوات مضادة، من كشف طرق التجنيد الإسرائيلية، إلى تفكيك خلايا تسلل رقمي، وإيقاع المخابرات في فخاخ داخلية. تكتيك العقول هنا لا يقل أثرًا عن نيران المدافع، بل يتقدمها أحيانًا في ترجيح الكفة.

     

    في عالم اليوم، لم تعد الحروب تُحسم فقط بقوة النيران، بل بعمق المعرفة ودقة الرصد وذكاء التوقيت. وما تحقق من إنجازات استخبارية ضد إسرائيل يُعد تحولًا استراتيجيًا، يؤكد أن ميزان الردع لا يُبنى فقط في الميدان، بل في العقول أيضًا.

     

    *”فما خفي من النصر، أحيانًا، أعظم من كل صراخ المعركة.”*

     

    بقلم الدكتور محمد هاني هزيمة كاتب سياسي وخبير استراتيجي مستشار في العلاقات الدولية

  • لا تسخين ولا تبريد والود متبادل…!

     

    اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي والخطابات السياسية وساد الهرج والمرج وتحركت المنصات أن الأمور تتجه نحو أزمة سياسية تفرمل البلد وتعطل المعطل وتطفئ بصيص الأمل بالفرج….!

    وإذ بالوزير الاول نواف سلام ومن على منبر عين التينة يعلن أن لا تسخين ولا تبريد وليس لدينا نشرة جوية ويرحب بالحاج محمد رعد، وأن الود قائم، ويضيف أن بيته والسراي الحكومية مفتوحين لاستقبال الحاج والحزب ساعة يريدون، كما أوضح أن ما نُقل إلى الرئيس بري حكي مش مضبوط وأن ما تحدث به عن السلام مشروط بإقامة دولتين في فلسطين المحتلة وهو ملتزم بالإعمار…!

    ورداً على الود بالود رحب الحاج محمد رعد عبر قناة المنا.ر بالدعوة وأعلن تلبيتها وسيحكي ما فيه مصلحة البلد…!

    ينهض مما تقدم، أن النوايا طيبة من قبل الأفرقاء لكن اللغة العربية حمالة أوجه، كل واحد يفسرها على هواه، ويغلب سوء الظن مخالفين الآية الكريمة: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ. وحتى لا تتكرر هذه الهيصة يقتضي العمل بالآية الكريمة المذكورة أعلاه…!

    وعليه تثار تساؤلات عدة منها:

    ١- لماذا تشتعل الجبهات عند أي تصريح من هنا أو من هناك؟

    ٢- هل سوء الظن هو القاعدة أم حُسنه؟

    ٣- هل ما صرح به الرئيس سلام مجرد كلام؟

    ٤- هل السلام قادم وفقاً للمبادرة العربية    التي دعت إلى إقامة دولتين؟

    د. نزيه منصور

زر الذهاب إلى الأعلى