لبنان

  • سوريا: زوبعة الإرهاب بفنجان الاستعمار ودور تركيا

    د محمد هزيمة

    كاتب سياسي وباحث استراتيجي

    مرة جديدة يكشف الارهاب عن نفسه ليفضح هوية مشغيلية في سوريا ويميط اللثام عن وجه تركيا الحقيقي وتماهي رئيسها مع أطماع الغرب وشراكته مع إسرائيل للسيطرة على المنطقة ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد بمعايير أميركيه تمهد لانطلاقة “خط الحرير لربط الشرق بالغرب” فيه كيان اسرائيل قلب العالم مركز تصدير الطاقة وبوابه التجارة الدولية دور تتحكم فيه تل أبيب بالعالم كله قوة اقتصادية عظمى بتأثير ونفوذ يكمل الاطباق الأميركي على الاقتصاد العالمي يقطع الطريق على الصين يهمش دور الغار الروسي مستعيضا عنه بحقول البحر المتوسط ويحاصر إيران غرب آسيا تمهيدا لتقويضها من الداخل وبذلك تحكم امريكا سيطرتها على العالم كله من شعوب وامم لعقود من الزمن وتتحكم بمصاير الاوطان وسياستها

    هي استراتجية أميركية لمشروع كبير عملت عليه الإدارات المتعاقبة مهدت له سياسيا عسكريا وإعلاميا واعدت العدة مهية ظروف نجاحه لتثبيت قوتها وتعزيز نفوذها واحتاج منها اللعب بأنظمة وقلب حكوماتها مع توسعها بنشر قواعد عسكرية، وتعزيز قواها البحرية بأساطيل تجوب المياه بحار ومحيطات وسيف عقوبات اقتصادية ومقصلة حروب أمنية بجبهات تستعر لعصابات جندتها عصا انقلاب على دول شتتها انهكت جيوشها كل ذلك ضمن خطة عميقة لمركز القرار الحقيقي والحكومة الخفية التي ترسم مصلحة أميركا العليا بنفوذ اللوبي الصهيوني وتاثير شركات النفط ومصانع الأسلحة وإدارة المصارف وامبروطريات الإعلام ضمن استراتيجية تتجاوز الإدارة وشخص الرئيس وهوية الحزب الحاكم، تقوم على سياسة المصالح الأميركية وقدرة تامين خطوط إمداد عسكري بدعم مستمر يتجاوز القوانين ولأنظمة ويضرب بعرض الحائط قرارات تعترض مصالح واشنطن السياسية يحضر فيها حق النقض المكرس في مجلس الأمن “الفينو” لدولة دائمة العضوية صاحبة حق الموافقة والرفض لم تبخل به يوما في دعم إدارة التوحش والجريمة طالما تخدم مشروعها تجلى اخرها منذ اسابيع مع العدو الإسرائيلي بدعم استمرار حربه الاجرامية لزرع مجازره في غزة ولبنان وصولا إلى سوريا اليمن وإيران وتهديد السلم العالمي بحرب إبادة لم يسبق لها مثيل في عصرنا ، بالوقت الذي تدعي واشنطن إدارة البيت الابيض انها تحمل مبادرة سلام وترعي هدنة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي نجحت فيها على جبهة لبنان واتفقذت اسرائيل من نفق معركة خاسرة، وعلى هامش اعلان السير بالهدنة أطلق رىيس حكومة تل ابيب نتنياهو العنان لتهديد سوريا مهددا سوريا محذرا رئيسها من الاستمرار بموقفه الداعم لقضية فلسطين ونصرة شعبها، ولم يكن تهديده عبث بل كلمة سر حركت الجماعات الإرهابية والمجموعات التكفيرية التي تمولها تركيا في شمال سوريا على توقيت أردوغان وفق مصالحه السياسية ، بعدما أوفد مدير استخباراته إلى بلاد العم سام لتهنئة الرئيس المنتخب دونالد ترامب واضعا تركيا بلسان أردوغان بخدمة ترامب عارضا تحريك جبهة الشمال في سوريا زاعما أن ذلك يسهم في زعزعة سوريا ونظامها ويوصل إلى فرض تغيير عليها بما يتماشى مع سياسة ترامب ترتيب شرق المتوسط والتفرغ لمواجهة كبرى مع الصين ، معركة صعبة قد تغير ملامح العالم كله، الذي وصل مرحلة اقرب إلى الاصطدام الكبير الذي تخشاه أميركا نفسها ولا يريده ترامب الذي يدخل البيت الأبيض بظروف تغيرت كليا وربما تكون التسويات سيدة المرحلة فالرئيس يصل الى البيت الأبيض بأولية اقتصادية تعهد فيها :

    ـ لجم ارتفاع الأسعار الاستهلاكية

    ـ العمل لخفض فاتورة الطاقة

    ـ الانسحاب من حرب اوكرانيا

    وهذا يفرض على ترامب سياسة خاصة تفرمل الاندفاعة الأميركية بحروب والتورط فيها، اولا للتخفيف عن دافع الضرائب الأميركية ووقف استنزاف الخزينة وتخفيف العجز باكبر اقتصاد عالمي

    ثانيا هذا بحد ذاته يحتم تهدئة الجبهات وترتيب واقع أميركا بعد دخول باب المندب جزء من المعركة ابتعد منه الأميركي تحت تأثير ضربات القوات المسلحة اليمنية وصنف خسارة استراتيجية لامريكا وكبرى اسرائيل

    في حين دخل دور اسرائيل داىرة البحث نتيجة واقعها الجديد بعد فشلها في الحرب،

    وهذا وضع منطقة الشرق الأوسط تحت المجهر وسط جبهات ملتهبة عرض نفسه التركي بديلا عن القوات الأميركية في سوريا يضمن مصالحها الاستراتيجية وهذا يتكامل مع سعي اردوغان التوسع على حساب الجوار العربي وإمساك اوراق داخلية لمرحلة لاحقة أمام خشية زعيم الإخوان المسلمين من ادارة ترامب لأزمات العالم والدخول في تسوية مع روسيا تجنب التصعيد، وبذلك يقضي على اخر طموحات أردوغان واحلام الامبروطورية ويكون ادى اخر رقصاته على حبال التناقضات السياسية، والتوجس من هاجس الدعم الاميركي لاكراد سوريا في الشمال بمشروع يتعتبره خطراً وجوديا على تركيا ومستقبلها يهدد أمنها الاستراتيجي الذي بدات تظهرت عليه علامات ضعف بزمن تحولات كبرى تنهى أحادية القطب واسقطت تفوق إسرائيل وأسطورة جيشها والخشية أن يسري على تركيا الدور ، بالوقت الذي تتغير فيه التوازنات السياسية والعسكرية ويستعد العالم لخارطة جديدة تستشعر فيه حكومات بعدم استقرار وخشية على مستقبلها وتعمل لجمع اوراق،الا انها تعثرت عند أردوغان بعد رفض الرئيس السوري بشار الاسد لقاء قمة تجمعه برئيس دولة تحتل جزء من أراضي سوريا رغم تدخلات روسية ووساطة إيرانية وآخرها سعودية على هامش القمة العربية الإسلامية، لم يقبل بها الرئيس بشار الأسد

    قبل انسحاب تركيا من الأراضي السورية التي تحتلها والاعتراف بوحدة الأراضي السورية وانهاء ملف السوريين النازحين الى تركيا

    هذه الشروط برغم احقيتها وقفت سدا بوجه مشروع أردوغان وطموحاته الاستعمارية دفعته لتحريك الإرهابيين متقاطعا مع نتنياهو ورغبة أميركية بهدف ارباك الساحة السورية والضغط على المقاومة اللبنانية في معركة كبيرة لتغيير هوية المنطقة بما فيهم سوريا ولبنان

  • ما هيَ معايير الهزيمة والنصر الحقيقيين؟

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    خَسِرنا أَم إنهزمنا أَم إنتصرنا؟

    ما هيَ معايير الهزيمة والنصر الحقيقيين؟

    كلمات يختلطُ فيها عند أحدهم الشَك وعند الآخرين باليقين، وأسئِلَة عن جَدوَىَ هذه الحرب وأجوِبَة لم تقنع البعض،

    في الحقيقة أننا إنتصرنا نصراً مؤزراً ولن ننهزِم ولَم نستسلِم، رغم خسائرنا الكبيرة جداً لا بَل الضخمة، لأن خسارة سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله تساوي الكثير الكثير ولا نستطيع ألنكران،

    إيضاً فقدان السيد هاشم وجُل قادتنا لكن هذا ليسَ معياراً لا للنصر لإسرائيل ولا للهزيمة بالنسبة للمقاومة،

    الهزيمة هي أن تنهزم فعلياً في الحرب وتستلم ونحن لم ننهزم ولم نستسلم وكنا أصحاب الصاروخ الأخير والطلقه الأخيرة على جبهة القتال،

    ثانياً،، نحنُ كنا نقاتل بمفردنا كمجموعات وعناقيد أعتىَ وأقوىَ جيش نظامي في المنطقة،

    ثالثاً،، نحن أوقفنا عجلة دوران الدبابات الصهيونية نحو جنوبنا وأراضينا وأحرقنا العشرات منها حتى أننا بَدَونا أننا أوقفنا الزمَن في ذاكَ المكان،

    رابعاً،، لَم يشهد من قبل إن قُصِفَ الكيان برُمَّته كما قصفته المقاومة وعطلت الحياة فيه، والذي شهدته مُدُن هذا الكيان المسخ واللقيط هو سابقة لم تشهدها من قبل في ظل عدة حروب مع العرب وبقيت مدنهم طيلة 77 عام بألف خير،

    المقاومة أخرجت مئات الآف المستوطنين من بلداتهم، دمرت إقتصاد الكيان بأمِهِ وأبيه، أخرجت رؤوس الأموال من الكيان، حرب المقاومة أفلست أكثر من 65000 شركة في الكيان وأخرجت ما يزيد عن 40000 شركة الى الخارج،

    لبنان انتصر، الوحدة الإسلامية إنتصرت، الجنوب الذي لم يُدنَس بالإحتلال من جديد إنتصر، بقاء حزب الله بكامل قوته نصر، عدم رفع الراية البيضاء نصر،

    إسرائيل التي لم تحقق أي إنجاز إنهزمت، صحيح هي تُعربد صحيح هي تخرق الإتفاق منذ اللحظة الأولى ضمن إتفاقيتها السرية مع واشنطن ولكنها غير قادرة على رسم معادلة بهذا الوضع،

    المعادلة سترسمها المقاومة بعد تثبيت وقف إطلاق النار والإنسحاب من البساتين وأطراف القرى التي دخلوها، اليوم الكرة بيد الجيش اللبناني وقوات اليونيفل إن ضبطوا الأمور كان الله حق بيننا وإن إستمروا في التمادي فإن الحرب ستعود بصدق ستعود

  • سورية عامود السماء يستدعيها الزمن لمهمة الريادة

    ميخائيل عوض

    ساعات ثقيلة مرت على سورية ومحبيها على اثر مفاجأة الانسحاب المنظم للجيش من حلب وتركها للعصابات الارهابية.

    حملات اعلامية منسقة ومشغولة سيطرت على الاعلام بينما كالعادة الاعلام السوري واعلام المحور بطيء وبليد الاداء.

    الناعقون والمستعجلون انتصارا لنتنياهو ولشرقه الاوسط والساعون لإخراجه من هزائمه وهزائم دولته في الحرب الوجودي مع محور المقاومة وجبهاته التي توحدت في غزة ولبنان وتصاعد احتمالات انهيار كيانه هللوا كثيرا واطلقوا العنان لتهويماتهم واوهامهم.

    الواقع اصدق انباء من الفبركات والاكاذيب.

    تراجعت الحماسة لإسقاط سورية ودب التعقل وبدأت الانباء تتقاطر عن وقف زحف المعارضة وتلقيها ضربات قاصمة.

    تتفق الانباء على ان الجيش امسك بالزمام وبدا التصدي ويحشد لحملة عاصفة لن تتوقف قبل الاطاحة بمناطق سيطرة الارهابين واستعادت ادلب وتصفية الوجود الاحتلالي التركي.

    في تفسير ما جرى كلام عن مخطط متقن وعن سبق تصور بإخلاء حلب لاستدراج الارهابين وتبرير الحملة لتصفيتهم ولإحراج اردوغان وكشف موقعه وموقفه الحقيقي حليفا لنتنياهو وعاملا تحت امرته فقد استجاب واطلق الارهابين في ذات توقيت وقف النار في لبنان وكاستجابة فورية لإعلان نتنياهو ان هدفه سورية وايران.

    وكلام اخر اختصره فارس الشهابي بتغريده مفادها انهم تركونا وتخلوا عنا للمرة الثانية وكانوا تركوا حلب وشعبها في المعاناة وتحت سيطرة الفاسدين والابتزازين وان حالة بيع وشراء وانهيار اصابت القوات المكلفة بحماية حلب وتامين اريافها.

    الامر وقع والواقع ومعطياته تفعل تحت هول الجاري فاستنهض الجيش والشعب قواه وامن حماه ونظم خط الدفاع ويقال عن اعادة تكليف اللواء سهيل الحسن بقيادة الحملة لتطهير حلب وادلب فاللواء سهيل الحسن قاد حملات تطهير حلب وتدمر ودير الزور وارياف حماه على رأي فرقة النصر الجوالة فرقة النمر وقاد حملة نوعية غير مسبوقة في الحروب والجيوش وحرر بخمسة اشهر ١٨٤٠٠ كيلو متر وقاتل رجاله في ظروف شبه مستحيلة ولم يخسروا معركة واحدة وكان الرئيس امر بجعل فرقته فرقة خاصة تحت مسمى فرقة ٢٥ مهام خاصة وتأمنت من الروس وتشكلت كاهم الفرق ونموذج يحتذى في الحروب وتشكيلات جيوش القرن الواحد والعشرين وللقائد سهيل حظوة وتكريم استثنائي عند القيادة الروسية والرئيس بوتين شخصيا وهو الوحيد الذي اعطاه بوتين التمرة على السلاح الجو فصائي الروسي اثناء معركة تحرير دير الزور.

    ثم نقل الى قيادة الوحدات الخاصة التي ترهلت كثيرا ولقرار النقل مهمة اعدادها واعادتها وجعلها مثيلا للفرقة ٢٥ اعترافا بقدراته ومكانته قائدا عسكريا استثنائيا وقد بدا الرجل من فوره.

    سقوط حلب استدعى من القيادة اعادة تسميته بحسب التسريبات لقيادة حملة التحرير الثانية والمعلومات ان رجاله في قمحانه هم من امن حماه وريفها واوقفوا هجوم المعارضة وقمحانه للعلم بلدة سنية وفيها الاف الرجال الموالين للجيش والدولة وكانوا ابطال الدفاع عن حماه والتحرير الاول واساس فرقة النصر الجوالة فرقة النمر.

    وفي الواقع ان المعارضة الارهابية ارتكبت خطا قاتل يستعجل حتفها. فأكدت انها مجرد اداة واستطالة ارهابية في خدمة مخططات اسرائيل وامريكا وهذا يحرقها ويعزلها شعبيا واجتماعيا والاهم انها بادرت في زمن الاختلال الفاضح في ميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية للحرب العالمية الجارية في سورية وفي الصراع العربي الاسرائيلي ولهذا سقطت التخيلات والاوهام ولم يجد الارهابيون انصارا او قوى دعم واسناد في المناطق التي اجتاحوها ولا في المدن والحواضر والمحافظات الاخرى على عكس ما كان في اعوام المحنة الأولى ولم يجدوا دعما عربيا واسلاميا وعالميا كما كانت الامور سابقا. وسيجدون انفسهم عراة ولن يساندهم او يمولهم احد وستتخلى عنهم تركيا ويغدر اردوغان بهم. فالزمن ليس زمن اوهامه العثمانية ولا زمن سيطرة الاخواني والوهابية والسلفية.

    الامر المرجح ان يدفنوا في حلب وادلب وعاصفة النصر الجوالة بقيادة القائد العسكري الاستثنائي سهيل الحسن صانع انتصارات سورية والذي لا يقبل صفه الا صفة جندي الاسد تأكيدا لولائه للرئيس  والجيش.

    قلنا في بداية احداث سورية وقد انحسرت الدولة وسيطر الارهابيون على ٨٥% منها سورية عامود السماء يهتز ولا يقع. وقلنا ان ايران وروسبا ستقاتلان فيها كأنما يقاتلان على اسوار موسكو وطهران.

    واليوم نقول؛ سورية عامود السماء ويستدعيها الزمن والجغرافية والحاجات لتكون القوة الرائدة في عربها لإتمام مهمة تجديد وعصرنة مشروعهم القومي ولعودتهم للتاريخ والجغرافية قوة مؤثرة تحت شمس الامم في زمن ولادة العالم الجديد الذي طال مخاضه في سورية ومعها ويأبى ان يولد الا في ساحل الشام والزوايا الذهبية الثلاث لصناعة مستقبل الانسانية بيروت وبغداد والقدس بيسان ودوما قاعدته الثابتة سورية.

  • واشنطن وتل أبيب وأنقرَة تبرُز خيبتهم في سوريا بعدما إنهزموا في لبنان

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    هيَ كلمة لَم تحتاج الفصائل الإرهابية الموالية لإسرائيل وتركيا غيرها حتى إنطلقت خارج مواقعها في ريفَي إدلب وحلب، كلمة سِر بينهم قالها لهم نتنياهو في خطاب وقف إطلاق النار بين كيانه وبين المقاومة الإسلامية في لبنان،

    (أحذر الأسد من اللعب بالنار)

    أمر عسكري على صفر تلقفته المجموعات الإرهابية المرتزقة واندفعت بإتجاه بعض القرى الرخوة مع تحريك بعض الخلايا النائمة داخلها وداخل بعض أحياء مدينة حلب،

    الخبر لم يكُن عادياً أبداً على أطراف محور المقاومة إذ اتصل رئيس الوزراء العراقي بالرئيس الأسد وأعلن وقوف بلاده إلى جانب سوريا، الإتصال توازَىَ مع تحرك عشرة الآف مقاتل من العراق بإتجاه سوريا الحبيبة، وكذا بدأت بالتحرك وحدات من الحرس الثوري الإيراني من داخل إيران، كما تحركت قوات لحزب الله من لبنان لتعزيز مواقعها في الداخل السوري،

    الطيران الحربي السوري والروسي بدأوا بالقيام بواجباتهم على طول خطوط التقدم للعناصر الإرهابية وشتَّتَت شملهم بعد قصفهم بعنف وقوة حتى باتت أعداد المتبخرين بعمليات القصف الجوي من الإرهابيبن أكثر من القتلى المعروفين بحمدالله،

    ما هي أهداف تركيا وإسرائيل من تحريك جبهة إدلب بهذا الوقت بالذات؟

    أولاً،، نعترف بأن أردوغان غدر بروسيا وإيران للمرة العاشرة وتبيَّنَت مواقفه إتجاه غزة بأنها كاذبة بدليل إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع الإرهابيين قصفها الطيران الروسي فقضى فيها ضباط أميركيين وأتراك وصهاينة في مدينة إدلب، والهدف من العملية إستعادة حلب وقطع طريق أم 5 والزحف باتجاه حما وحمص لقطع طريق إمداد بغداد دمشق والضغط على الرئيس الأسد مجدداً لكي يقطع علاقاته بحزب الله وإيران ويتم إخراجهم من سوريا تمهيداً للإستفراد بها وإسقاطها مستقبلاً،

    الذين خططوا لهذه العملية مجانين مفلسين لأن الذي لا يعرف مَن هو بشار الأسد وكيف تربَّىَ وعلى ماذا نشأ؟ ممكن له أن يقوم بما قام به أردوغان ونتنياهو،

    لكن مَن يعرف هذا الرجل لا يُقدِم على مثل هذه الحماقة أبداً، لأن الرئيس بشار الاسد يفاوض ولا يساوم يقاتل ولا يستسلم يهادن ولكنه لا يشيح بنظره عن حقوق سوريا،

    إذاً معركة خاسرة تخوضها أنقرة مع تل أبيب وسوريا خط أحمر بالنسبة للجميع لذلك لن تسقط رايتها،

     

    إسرائيل وأنقرة إنهزموا،

     

  • مقا.ومة وإمارة….!

    كتب د. نزيه منصور

    اتخذت حركة حماس من الدوحة، عاصمة إمارة قطر، مرجعيتها بعد أن غادرت دمشق  عاصمة الجمهورية العربية، التي تعتبر الدولة الوحيدة المواجِهة والتي لم توقّع مع العدو أي اتفاقية، وأحد أركان محور المقا.ومة الأساسي، والتي احتضنت كل الفصائل الفلسطينية الرافضة لاتفاقية أوسلو، وسبب هجرتها هو انحيازها إلى جانب ما عُرف بالمعارضة، واختلط الحابل بالنابل، وتحوّلت بمعظمها إلى منظمات إرهابية عاثت بالبلاد والعباد الدمار والقتل والفساد، وما زالت تداعياتها على الشعب السوري قتلاً وخراباً…!

    بعد مرور اثني عشرة سنة على مغادرة دمشق والإقامة في الدوحة، وفي ظل حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإلغاء حما.س والقضاء عليها وفشل المفاوضات التي كانت تتناوب الدوحة والقاهرة على إدارتها على مدى إحدى عشر شهراً دون الوصول إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان رغم الدمار والتهجير والشهدا.ء والجرحى الذين تجاوز عددهم مئة وخمسين ألف..!

    فجأة تصدّر نشرات الأخبار خبر مفاده:

    ١- الطلب من قيادة حما.س مغادرة قطر

    ٢- تعليق مشاركتها في الوساطة بين العدو والحركة بسبب عدم تعاونهما في الوصول إلى وقف إطلاق النار….!

    يتبن مما تقدم، أن الحركة قد ارتكبت خطأ استراتيجياً منذ سنة ٢٠١٢ وخروجها من دمشق ورهانها على سقوط النظام السوري ولجوئها الى قطر كونها تلتقي مع شيخ الإمارة عقائدياً ومن ثم الشيخ الابن….!

    مع العلم أن الإمارة والمقا.ومة خطان متوازيان لا يلتقيان سياسياً وعملياً إذ لكل منهما أهداف ومبادئ تتعارض مع الآخر، فقطر تحتضن أكبر قاعدة اميركية وهي السباقة من دول مجلس تعاون الخليج بالتطبيع مع العدو…!

    أما حما.س فتقاتل ضد هذا العدو ومن خلفه واشنطن من أجل تحرير فلسطين…!

    وعليه تكون قد كررت الخطأ مرتين، رهانها على تغيير النظام السوري واعتمادها على إمارة قطر، ومن الطبيعي أن تصل إلى هذه النتيجة بل من البديهيات على قاعدة: من يأكل من خبز السلطان يضرب بسيفه…!

    تنهض من مسار الأحداث تساؤلات عدة منها:

    ١- لماذا قررت الدوحة طرد الحركة؟

    ٢- إلى أين ستذهب وعلى من تراهن مجدداً؟

    ٣- هل هناك قرار أميركي بالقضاء عليها وشطبها من المعادلة؟

    ٤- هل أخطأت حركة حما.س وتعود إلى دمشق أم إلى تركيا؟

    د. نزيه منصور

  • إلى أين نحنُ ذاهبون وماذا عن غدٍ..؟

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    إلى أين نحنُ ذاهبون وماذا عن غداً؟

    إسرائيل بدأت بالتراجع وصهاينة الداخل اللبناني يُعززون مواقعهم لإستمرار الهجوم على المقاومة،

    إشارات صهيونية تَشي بقُرب نهاية العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني،

    ضباط صهاينة كِبار بدأوا يُصرِحون بأن 90٪ من الأهداف تحققت! ولا نعرف ما هي هذه الأهداف التي حققوها هل دفعوا المقاومة 90٪ إلى الخلف من ما كانوا يريدون؟ وهل أعادوا 90٪ من مستوطني الشمال إلى منازلهم؟ وهل إستعادوا أسراهم من غزة؟ أسئِلَة بديهية حول طروحات القادة العسكريين في جيش الإجرام الصهيوني نسألُها ونريد أجوبَة صريحة عليها،

    أم أنها مبررات وقف الحرب بعدما فشلوا في تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض يريدون أن يَمنُوا بهِ أنفسهُم أمام الناس وإقناع ذاتهم أنهم فعلاً انتصروا،

    أيها السادة لا شك أن إسرائيل دمرتَ غزة ولبنان وقتلت وأصابت عشرات الآلآف، لكنها لم تنتصر لأنها لم تحقق أي هدف من أهدافها التي أعلنت عنها، والمقاومة بقيت ثابتة على أرض لبنان وقامت وتقوم بواجبها حيال ما يجري من إعتداءآت ضد القُرى الآمنة والمدنيين،

    إذاً الحكومة الإسرائيلية تبحث عن مخرج لورطتها في لبنان في ظل تطوير المقاومة الإسلامية برنامج عملياتها العسكرية على الجبهة وإدخال منظومات صواريخ ضخمة إلى مسرح القتال لا تفقه التفاهم ولا الحوار، حزب الله بدوره لا يرفض وقف إطلاق النار لأنه لا يقبل بورقة هوكشتاين الإستسلاميةَ وهيَ بصدد تطوير عملها العسكري ضد العدو ما دام مُصراً على عناده ولم يتنازل عن مطالبه،

    لبنان لم يعد يمتلك ما يخسره والمعركة أصبحت حرب إستنزاف للعدو والإدارتين الأميركيتين الحالية والقادمة تتسابقان لقطف وقف إطلاق النار وكأن أمر موت الناس ودمارهم وتشريدهم لعبه بأيديهم،

    أيضاً واشنطن نصَّبَت نفسها وسيط في هذه الحرب وراعي سلام! كيف لهذا أن يكون وهي التي ولدَت كما وُلِدَ الكيان الغاصب مولود لقيط على أرض الغير وهل يحق لِمَن احتل ألأرض الأميركية وسلخ جلود أصحابها وسكانها الأصليين أن يكون راعي سلام؟ هل يحق لمَن قصف هيروشيما وناكازاكي بالسلاح النووي في أكبر إبادة جماعية في التاريخ أن يكون راعي سلام؟ هل يحق لِمَن قتل الشعب الفيتنامي بالفوسفور الأبيض ونهب خيراته أن يكون راعي سلام، وماذا نقول عن احتلال افغانستان والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية وبنما وغيرهم مِما عانوا ويعانون من الإحتلالات الأميركية والعقوبات والحصار،

    أما فلسطين حكايةً أُخرىَ تعادل كل ما إرتكبه الأميركيين منذ ولادة كيانهم المسخ وفرض كيان شبيه بهم على أرضها،

    بالمختصر أميركا مجرم وشريك للصهاينة بكل جرائمهم ولا تُقبَل وساطتها لذلك إما رضوخ من إسرائيل امام صمود المقاومة في فلسطين ولبنان وإما الحرب ستبقى مستمرة فهم لديهم بعد ما يخسرونه،

    إسرائيل سقطت

  • الضاحية… وطنٌ يبكيه القلب في غربته”

    د. بتول عرندس

    “أنا امرأة ضاعت مني الشوارع التي أحببتها، كل شارع فيها كان لي ملاذًا وملجأ. في طفولتي، كنت أتسلق درجات الطفولة في برج البراجنة، أركض ضاحكة في أزقة حارتنا، حيث لا ينتهي الطريق إلا بالعودة لأهلي، لأمي التي تنتظرني على باب البيت بعيون مليئة بالحب والدعاء.

    كبرت، وأصبح كل شارعٍ له صدى خطوات أطفالي. كل صباح، أرافقهم إلى المدرسة بفرحٍ طفولي، كأنني أحلم أن أزرع لهم ذكريات جميلة في هذه الأرض المباركة. وفي رمضان، كنا نخرج معًا في ليل الضاحية الصامت، نسير سويًا نحو شارع السيد هادي نصر الله، حيث نتناول المناقيش ونتسحر على ضوء القمر.

    لا أنسى عاشوراء، حين كانت المضائف تنصب، والشباب يركضون بخدمة الحسين، يرفعون الرايات بأيديهم الطاهرة وعيونهم تتطلع إلى كربلاء. كنت أرى فيهم طيف أبي عبد الله، وكأنها كانت آخر خدمة لهم قبل أن يرتقوا شهداء إلى ربهم. تركوا لي وللضاحية ذكرى عطرة لا تمحى.

    وها أنا اليوم، نازحة، أقف على عتبات الذكرى، أبحث عن وطني في خيالات وأطياف الماضي. تمرّني شوارع الضاحية في المنام، تبكيني، وتحتويني. كأنني أعيش داخل حلمٍ يضيع مني كلما أفقت.

    أعود لأكتب عنهم، عن حياتي التي كانت هنا، أكتب بحبرٍ ممزوجٍ بالدموع والأمل بأن أعود يومًا، لأجد ذكرياتي تنتظرني في كل زاوية.

    يا ضاحيةَ الحبِّ والماضي وأسراري

    يا نبضَ روحي وذكرايَ وأوطاري

    رحلتُ عنكِ وقلبي فيكِ مغتربٌ

    يبكي حنينًا ودمعُ الشوقِ أنهاري

    كلُّ الزوايا بكتني حينَ فارقتها

    وكلُّ دربٍ عليّ الدهرُ قد جارِ

    في كلِّ شارعِ ذكرياتٌ أعيشُ بها

    وموطنُ الحبِّ في قلبي وأنظاري

    كم من شهيدٍ خطى في دربِكِ ارتحلوا

    لكنّ روحَهمُ في الأرضِ آثاري

    يا ضاحيتي، إنْ طالَ البعدُ عنكِ فلا

    تنسى بأنَّكِ للروحِ العزاءُ الجارِ

  • هل تتحمل أمريكا مساندة إسرائيل إلى الأبد

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    الكيان الصهيوني تصدَّعَ بشكلٍ كبير وأصبح آيِلاً للسقوط، وأميركا غير قادرة على إيجاد حَل للصراع الدائم بينه وبين مِحوَر المقاومة وذلك لعدم وجود نقاط إلتقاء ونقاط الإلتقاء مستحيلة،
    المسألة لَم تَعُد مسألة خلاف بين دولتين من الممكن جمعهم حول طاولة مستديرة ويتم حَل الخلافات بينهما، القضية أكبر من ذلك بكثير لأنها قضية شعب ولغة ودين وتاريخ وأُمَّة، وأكثر ما يُعقِد المشهد أن المسألة تحولت إلى صراع وجودي بين أُمَّتَين ولم تَعُد مسألة خلاف فلسطيني إسرائيلي كما حولتها الولايات المتحدة الأميركية وصَورتها للرأي العام العالمي وسَوَّقَ لها الإعلام الغربي الذي سارَت في رُكَبُه أغلبية وسائل إعلام الأنظمة العربية،
    الفجوة كبيرة بين الطرفين، من الناحية الإسلامية فلسطين عربية تاريخياً وحاضنة لجميع الأديان وكل ما فيها يتحدث عنها لغتها موقعها الجغرافي وتاريخها وآثارها،
    والصهيونية تعتبرها أرض الميعاد لهم فلم يكتفوا بإحتلال فلسطين وحرمان شعبها من هويتهم ووطنهم لا بَل وصل بهم الأمر إلى حَد إعلان حدود دولتهم الكبرىَ من الفرات إلى النيل الأمر الذي أدخل خطراً أكبر على الكيان لأن إعلان دولة صهيونية من الفرات إلى النيل تضم مكة والمدينة هو ضرب من الجنون قامَ به المنظرين في دولة بَني صهيون لأنه يَمُسَّ بأهم مركزين للعبادة لدى المسلمين هُمآ قبر النبي الأكرم والكعبة المُشَرَّفة، ولم يكتفي الحاخامات والساسة الصهاينة بفلسطين التاريخية التي قرَّر العربان التخلي عنها لصالح اليهود، لكنهم بدأوا بالبحث عن آثار أقدام أجدادهم أينما وطَئَت وفي أي مكان عاشوا ودُفِنوا فيه فاعتبروه أرض أجدادهم وهآ هم اليوم يقولون أن جنوب لبنان هو أرض يهودية بدأوا بالمطالبة بإحتلالهِ وطرد سكانهِ منهُ وبناء المستوطنات عليه،
    طمِعَ الساسة الصهاينة كثيراً وإزداد إجرامهم بحق الشعوب من حولهم وأصبَح هذا الإجرام وظيفة وعمل دائم مستمر لا ينقطع وازداد التمادي بالإعتداءآت العسكرية على دول الجوار فحَوَّل المعركة من فلسطينية صهيونية إلى عربية صهيونية والآن أصبحت معركة إسلامية وجودية دخلت على خطها إيران الشيعية التي من الصعب أن تقبل بالحوار حول فلسطين أو المساومة عليها أو القبول ببقاء الكيان،
    الأنظمة العربية إستسلمت لأمريكا مقابل إمتيازات البقاء في السلطة وعلى العرش وتلقي الحماية من واشنطن لكن المشكلة بقيت قائمة بين بعض مكونات الشعب الفلسطيني الذي رفض إستسلام أوسلو والتطبيع وانتفض على الواقع مدعوماً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي نقل المعركة الى مكوِن لبناني أساسي ألآ وهو الطائفة الشيعية التي تُعتبَر من كُبرى الطوائف اللبنانية وأقواها على الإطلاق،
    شكَلَت إيران طوقاً خطراً حول إسرائيل من الداخل الفلسطيني ومن لبنان ومن العراق وسوريا واليمن، فأصبحت الحروب بينهم وبين الكيان مُدمِرَة وخطرة لدرجة تهديد السلمين الإقليمي والدولي ورفع حرارة صفيح المنطقة لدرجة مخيفه جداً،
    اليوم تشن إسرائيل حرباً على غزة ولبنان ودخلت الحرب شهرها الثالث عشر ولم تُحقق إسرائيل فيها اي نصر حاسم رغم ما ألحقت بقطاع غزة من دمار وضحايا وجوع وحصار،
    أيضاً على الجبهة اللبنانية لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي تقدم ومُنِيَت بخسائر كبيرة جداً وتكلفتها باهظه بالأرواح والعتاد تتكتم الأوساط السياسية والعسكرية على 90٪ منها ناهيك عن إنهيار الصناعه والتجارة وهروب رؤوس الأموال،
    إسرائيل تهشَمَت من الداخل وتمزقت وإعادة اللُحمَة بين مكونات المجتمع الصهيوني أصبحَ صعب للغاية، حيث بلغَ الإنقسام الأفقي والعامودي داخل المجتمعين المدني والسياسي الصهيونيين حداً خطيراً لا يُبشرُ بإعادة اللُحمَة او الإستمرار على العيش في البلاد في ظل حروب مستمرة وخوف دائم الأمر الذي لم يعتَد عليه المستوطن اليهودي من قبل لأن قادتهم لطالما اقنعوهم بأن جيشهم لا يُقهَر ولا يُهزَم ودائما ما كان يخوض حروباً خاطفة وسريعه في المحيط على أراضي الغير ويعود منتصراً،
    اليوم إختلف الأمر بوجود منظمات راديكالية إسلامية مدعومة من دولة إسلامية منظمات لا تعرف الهوان ولا الإستسلام وترفع شعار هيهات مِنَّا الذِلَّة؟
    يبقى السؤال في ظل هذا التباين واتساع الفجوة وتقلص حجم سيطرة واشنطن والأنظمة الغربية على الوضع وفي ظل تراخي قبضة الأمن لدى بعض الدول المُطَبِعه هل تتحمل أمريكا مساندة إسرائيل إلى الأبد ام ستتخلى عنها إذا ازدادت التكلفه المادية والعسكرية والمعنوية عليها وأصبخت فوق طاقتها وأكبر من مردود بقاء إسرائيل كحليف لها؟ في ظل إصرار قوى قوية تحيط بها وتنتشر على كامل جغرافيا المنطقة العربية تمسك بالممرات المائية وتهدد الملاحة الدولية وترفض التراجع أو الخضوع او التنازل،،،
    أخيراً مَن سينتصر؟
    حتماً إسرائيل سقطت،

  • ترامب الثاني وليس الجمهوري؟.امريكا في زمن التغير واعادة الهيكلة

    ميخائيل عوض

    حقق ترامب الثاني وليس الحزب الجمهوري انتصارا ساحقا في الانتخابات الامريكية فقبض بيد من حديد على الادارة بمستوياتها المختلفة؛ اكثرية شعبية في الصناديق ومجلس الشيوخ والنواب والمحكمة العليا والبيت الابيض.

    نادرا ان حققت جماعة او حزب بانتخابات واحدة كل هذه الانجازات وهي بكل الاحوال اشارة قوية دالة على ان السيستم الامريكي المعتادة فيه الدولة العميقة ان توزع الادارات وتحكم من خلف الستارة قد انهار تماما وفقدت السيطرة والتحكم بعد ان انقسمت واحتربت بين لوبي العولمة بواجهته الحزب الديمقراطي والظاهرة الترامبية التي تقود لوبي العولمة.

    يعزز هذه المؤشرات ان ترامب اصلا جاء في ٢٠١٦ من خارج النص والسياق متمردا على السيستم عنيد مكافح لا يستسلم.

    ترامب الثاني وليس الاول ولا الحزب الجمهوري الذي انتصر.

    الجمهوري حزب تقليدي بليد ورتيب قبل جلاوزته ان يكون واجهة للدولة العميقة تستخدمه بالتناوب مع الديمقراطي عبر تغير بالوجوه .

    ترامب الاول جاء ساذجا فردا اخترق بأعجوبة السيستم فأوقعته الدولة العميقة في ولايته الاولى في سلسلة طويلة من المعارك استنزفته ومنعته من تحقيق مشروعاته وتامرت عليه واسقطته في الانتخابات وحرمته من الثانية وفي كل ثانية يكون الرئيس طليق اليد متحرر غير ابه بلا فرصة لولاية ثالثه .

    ترامب الاول تحول جذريا واكتسب خبرة وتجارب واتقن الاعيب السياسة ومناوراتها ونجح في الاستيلاء على الحزب الجمهوري واول ما فعله اخضاعه واعادة هيكلته وتصفية الكهول والمترددين والبيروقراطين ونفخ فيه روح الكفاح والشباب والقتال فامن لمشروعه قوة حاملة وقبيلة مقاتلة مكنته من انتاج نصر نوعي ومفاجئ.

    فالانتصار هو لترامب الثاني الظاهرة المتعارضة مع السيستم واحزابه وحراكه السياسي.

    ترامب الثاني يدخل البيت الابيض محاربا شرسا والادارة له وطوع يده وله معاونون واذرع وقد بدا من فوره بإعداد الادارة التنفيذية والمطواعة له وموظفين موالين. كل يعرف ما يجب عليه فعله على عكس ادارته الاولى التي كانت ارتجالية وتجريبيه.

    ترامب الثاني لديه رؤية وبرنامج وعناوين لإعادة هيكلة السيستم تمهيدا لإعادة انتاج امريكا مختلفة ويعرف بان زمنه ٤سنوات فلن يفرط بساعة واحدة وسيبدأ عهده حازما اسد مجروح له ثار عند السيستم والدولة العميقة وخاصة لوبي العولمة وبيروقراطية البنتاغونوالوكالات وشركات صناعة السلاح والحروب.

    هم ترامب الثاني امريكا وحربه مع خصومه الاعداء ومهمته الاولى تصفية الحساب وتصفيتهم كمقدمة وشرط شارط لتمكنه من امريكا واعادة صياغتها.

    وفي خدمة مهمته الاولى والمركزية سيضع برنامجه بتدمير العولمة وادواتها ووقف الحروب فورا وسحب القواعد الامريكية ووقف تمويل المغامرات العسكرية فقراره ان امربكا لن تكزن سرطي العالم ولا حام ومدافع بالمجان.

    عن ترامب الثاني وهيكلة امريكا والعالم ما بعد الترامبية نستمر في البحث والكتابة وندعو للتفاعل والاهم للتفكير من خارج الصندوق والا يفوت المتحجرين الزمن ويجري على جثث تنظيراتهم وافكارهم العتيقة وربما على جثثهم.

    زمن ترامب الثاني هو زمن التغيرات الكبرى وولادة العالم الجديد.

  • أول الانهيار إقالة غالانت…!

    كتب د نزيه منصور

    في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، نفذت الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاقية أوسلو هجوماً على غلاف غزة متجاوزة كل التحصينات والتقنيات العالية والكاميرات وأجهزة الرقابة، وأسرت المئات وقتلت العديد من المرتزقة الصهاينة وهزت الكيان على مساحة فلسطين المحتلة. على أثرها، شنّ العدو عدواناً بربرياً همجياً مستخدماً أحدث الأسلحة والذكاء الاصطناعي وبحضور الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي والمستشار الألماني الذين وقفوا إلى جانب الكيان لتخصيص المزيد من المساعدات له..!

    ترك طوفان الأقصى تداعيات على الكيان، وخاصة على الحكومة وباقي المؤسسات الأمنية، وحاول نتن ياهو إقالة وزير الحرب غالانت. وعلى الأثر، تحرك الشارع ضد نتن ياهو للحؤول دون الإقالة، فرضخ وأصبح الخلاف ناراً تحت الرماد، وتفاقم الخلاف حول استمرار الحرب وخدمة الحريديم وإجراء تسوية بموضوع الأسرى وطفح الكيل بينهما. وفي ليلة ليس فيها ضوء قمر، عزل نتن ياهو غالانت وعيّن خلفاً له والحبل على الجرار، وعاد الشارع إلى سابق عهده وبرزت كل التناقضات على مصراعيها…!

    تشكل إقالة وزير الحرب خطوة على طريق الألف ميل، التي تنذر ببدء انهيار الكيان المؤقت، والتي تبشر به إحدى المعتقدات اليهودية بانتهاء الكيان مع العقد الثامن من عمره. وها هي الوقائع تتراكم من طوفان الأقصى وجرائم الابادة الجماعية وتدمير الحجر وقتل البشر في قطاع غزة وفي لبنان، وارتكاب المزيد من المجازر. كما يواجه مقا.ومة بطولية تلحق به المزيد من تدمير آلته العسكرية وقتل عصابته، وتجعله يتقهقر مع كل يوم، وترسم بالدم طريق النصر المؤزر وتلحق الهزيمة به وما النصر إلا من عند الله…!

    وبناءً عليه، تنهض من مسار طوفان الأقصى والعدوان والمقا.ومة تساؤلات عديدة منها:

    ١- هل يعتبر تفكك حكومة العدو خطوة على طريق تفكك الكيان في المدى الزمني المنظور؟

    ٢- هل تسارع الإدارة الأميركية المنتخبة إلى إنقاذ الكيان أم تذهب إلى تسوية تحفظ مصالحها؟

    ٣- هل تبرز منظمات غير معروفة لضرب المصالح الغربية الأميركية؟

    ٤- هل ترفع وحدة الساحات والمحور الرايات البيضاء؟

    د. نزيه منصور

زر الذهاب إلى الأعلى