لبنان

  • بلينكون ٩٠% أنجز…….!

    كتب نزيه منصور

    صرح ناظر الخارجية الاميركية بلينكون بأن وقف إطلاق النار بين غزة والكيان المؤقت قد قطع مرحلة

    بلغت ٩٠% ولم يبق الا القليل اي ١٠%وان النقاط قيد المعالجة وذكر بعض النقاط المنجزة ؛

    ١- انسحاب قوات العدو من القطاع

    ٢- عودة السكان الى قراهم ومدنهم

    ٣- الإفراج عن ما يزيد عن ٨٠٠ من المعتقلين الفلسطينيين وعدد من الأسرى الصهاينة

    ٤- ترميم وتأهيل البنى التحتية

    ٥- إعادة اعمار ما تهدّم ….

    وفي ذات الوقت يصرح نتن ياهو انه يريد القضاء على حماس وتحرير الرهائن وعدم الانسحاب من المعابر

    بين القطاع ومصر وبذلك ينفي كل ما صرح به ناظر الخارجية الاميركية بلينكون وكأننا أمام فريقين متناقضين كل منهما في جبهة معادلة للاخرى

    والجميع يعلم أنهما فريق واحد ووجهان لعملة واحدة والكيان المؤقت هو قاعدة إرهابية اميركية بامتياز تتزعمها عصابات صهيونية

    اتت من ١١٢ دولة وثمانين قومية واعراق مختلفة ترتكب المجازر منذ

    وعد بلفور المشؤوم بحق شعوب المنطقة عامة والشعب الفلسطيني خاصة.

    أمام هذا المشهد والذي مضى عليه أحد عشر شهر وشلالات الدم الفلسطيني تروي أرض غزة والاميركي يواصل الدعم للكيان وفي ذات الوقت يتحدث عن القانون الدولي ….

    ثبت عمليا ان واشنطن تكذب وتراوغ تاركة العدو يمارس إرهابه.

    وبناء على ما تقدم تثار تساؤلات عديدة منها :

    ١-‘هل ماصرح به بلينكون جدي وعملي او أنه بعث مناخًا إيجابيًا وترك العدو كما هو عليه ؟

    ٢- هل ال ١٠% الغير منجزة تطيح ب ٩٠% المعلن عنها ؟

    ٣- لماذا نتن ياهو يتجاهل ما اعلنه الأميركي؟

    ٤- هل تتوقف المجازر الصهيونية خدمة للاستحقاق الأميركي الانتخابي ولمصلحة حزب الحمار؟

  • السلاح الأخطر على «إسرائيل»: الديموغرافيا الفلسطينية!

    ‬ د. عدنان منصور*

    في مقدمة المواضيع الاستراتيجية التي تعلّق عليها «إسرائيل» أهمية وجودية بالغة، مسألة التعداد اليهودي في فلسطين، وتكثيف الهجرة اليهودية إليها، بغية تقوية وتعزيز الكيان بالإمكانات البشرية، والاقتصادية والعسكرية، ليتجاوز بشكل كبير في ما بعد الديموغرافيا الفلسطينية داخل الكيان المحتلّ.

    لقد ظلّ هدف «إسرائيل» في هذا الشأن محصوراً، لكون زيادة التعداد اليهودي في فلسطين التاريخية، والعالم بقي متواضعاً ومحدوداً نتيجة أسباب عديدة أبرزها: تحديد النسل، والزيجات المختلطة بين اليهود وغيرهم، ولجوء العديد منهم الى التنصّر والاندماج كلياً في المجتمعات الجديدة، ورفع سن الزواج، وأيضاً الخلل بين معدل الولادات والوفيات الذي استمرّ الى ما بعد الحرب العالمية الثانية بقليل، لتعود ظاهرة الانكماش السكاني اليهودي بعد أواخر السبعينيات من القرن الماضي، مما ساهم بشكل كبير في تناقص أعداد اليهود في العالم.

    الإحصاءات الرسمية «الاسرائيلية» تشير الى أنّ تعداد اليهود في العالم كله بما فيه «إسرائيل» بلغ 14 مليوناً عام 1970، وفي عام 1982 بلغ 13.988.600

    مليوناً، وعام 1992 بلغ 13.963.800 مليوناً و14 مليون يهودي عام 2000.

    وفقاً لتقرير الوكالة اليهودية، وصل عدد اليهود في العالم عام 2022 إلى 15.300.000 مليون نسمة، منهم 7 ملايين ومئة ألف يهودي داخل فلسطين. وهذا يعني انّ التعداد اليهودي في العالم زاد على مدى 52 سنة مليوناً ومئة ألف يهودي، أيّ بمعدل عشرين ألف يهودي في العام الواحد.

    إنّ التحدي الأكبر للديموغرافيا اليهودية يأتي من جانب الديموغرافيا الفلسطينية بشكل كبير. إذ أنه رغم موجات الهجرة اليهودية السنوية التي تتدفق الى كيان الاحتلال منذ عام 1948 وقبله، نجد أنّ معدل النمو السكاني للفلسطينيين يتجاوز %3، حيث يبلغ عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخيّة بما فيها غزة والضفة الغربية وفقاً لبيان الجهاز المركزي الفلسطيني 7 ملايين و300 ألف شخص، أيّ ما يزيد عن عدد اليهود في فلسطين التاريخية، و7 ملايين و300 ألف في الدياسبورا.

    في حين يحتلّ اليهود %85 من المساحة الكلية لفلسطين.

    أمام التعداد اليهودي الهزيل في العالم، وتراجع النمو السكاني السنوي لليهود، تلجأ «إسرائيل» ومعها الحاخامون الى إيجاد صيغة تخفف من القيود والشروط الدينية التي تتيح لغير اليهود الذين يستحوذون على بعض الشروط اليهودية، لاعتناق الديانة اليهودية، واعتبارهم في ما بعد، يهوداً خالصين، بعد «تطهيرهم» بطقوس معيّنة، يجتهد فيها الحاخامون لإضفاء الصفة اليهودية عليهم، ليكونوا في ما بعد في خدمة الاستيطان اليهودي. هذا ما جرى مع الفلاشا في اثيوبيا، ومع جماعة قبيلة اللامبا Lembaفي زمبابوي، وجماعة المانيبور القاطنين بين شمال الهند وميانمار.

    على الرغم مما يشوب يهودية هؤلاء من علامات استفهام، وتحفظ على عرقهم «النقي»، فإنّ هذا لم يمنع «إسرائيل» من العمل على تهجيرهم إليها تحت ستار اليهودية السياسية، وأياً كانت الالتباسات، وشكوك الحاخامات بمعتقداتهم وبيهوديتهم، فهم في نظر الصهيونية السياسية أصحاب هوية يهودية، بعد أن زعموا أنهم يعودون في أصولهم الى سبط منشه، مما يحتم عودتهم الى «أرض الميعاد»، لتعزيز الاستيطان فيها. هذا ما كشفته يوماً مسؤولة لجنة الهجرة والاستيعاب في الكنيست الإسرائيلي كوليت افيتال، بقولها: «إنّ الغاية من جلب يهود مانيبور، ليس من أجل إنقاذهم، لكن من أجل توطينهم وإسكانهم في التجمعات الاستيطانية الواقعة وراء الخط الأخضر».

    إنّ مواجهة التحدي الديموغرافي مسألة حيوية، واستراتيجية، وأمنية، وجودية بالنسبة لكيان الاحتلال. «إسرائيل» ستأخذ بها أكثر فأكثر، وإنْ جاء «تهويد» المجموعات الخارجية، مخالفاً لمفهوم الهوية اليهودية، ومعايير الحاخامين المتشدّدين الأرثوذكس لليهودية وأصولها، وتغاضي هؤلاء عن الشروط الصارمة التي يجب أن تتوفر في اليهودي، وإنْ أدّى التغاضي الى تناقض بين اليهودي «الأصيل» واليهودي المستجدّ أو «المفبرك» على يد الصهيونية السياسية، أو الى المزيد من الصراع بين يهود شرقيين ويهود غربيين.

    إنّ إدخال مفاهيم دينية جديدة لاكتساب اليهودية، تراه «إسرائيل» مخرجاً لمأزق ديموغرافي خطير، تعاني منه في الوقت الحاضر، والتي ستجد نفسها عاماً بعد عام بحاجة ماسة الى أيدٍ عاملة، وإلى «مهاجرين» جدد، يهوّدهم الحاخامون، كي تعزز من خلالهم قوّتها العسكرية، وأمن المستوطنين فيها.

    قلق وهاجس «إسرائيل» كبير من المدّ البشري الفلسطيني، الذي يزداد بسرعة مع الأيام، وتكبر معه مقوّماته الاقتصادية والعلمية، والثقافية، والعسكرية، مما سيضع استمرارية الدولة العبرية وكيانها العنصري على طريق المجهول.

    لقد كان دافيد بن غوريون متنبّهاً مسبقاً الى الحالة الديموغرافية العربية والإسرائيلية. لذلك حذر بقوة عندما قال: «إنّ كلّ أمّ يهودية لا تنجب على الأقلّ أربعة أطفال في صحة جيدة، تتخلّى عن واجبها تجاه الأمة» (اليهودية).

    لم تعد «إسرائيل» تنظر الى الرقم الفلسطيني بمجرد عدد، وإنما تنظر اليه كعامل قوة على مختلف الصعد، وبالذات على الصعيد العسكريّ المقاوم لها ولاحتلالها. لذلك ترى في حربها اليوم على غزة والضفة الغربية، على أنها حرب وجود، تريد منها اختزال الفلسطينيين، واقتلاعهم من أرضهم بأيّ شكل كان، إذ أنه في مفهوم القادة الصهاينة من هرتزل مروراً بوايزمن وبن غوريون، واسحق بن زفي، وزئيف جابوتنسكي، وصولاً الى مجرم الحرب نتنياهو، لا بدّ من ترحيل الفلسطينيين، على اعتبار انّ فلسطين، كما زعم في يومياته عام 1940 يوسف وايتز مدير دائرة الاستيطان في الصندوق القومي اليهودي، ورئيس لجنة الترحيل الرسمية، «يجب أن يكون واضحاً بيننا، ان لا مجال لكلا الشعبين في هذا البلد، ولا «تطور» سيقرّبنا من هدف أن نكون شعباً مستقلاً في هذا البلد الصغير. وبعد ترحيل العرب، سيكون البلد مفتوحاً لنا على مصراعيه… شراء الأراضي لن يأتي بدولة… السبيل الوحيد هو ترحيل العرب من هنا الى دول مجاورة».

    مجرمو الحرب في تل أبيب ينفذون اليوم الإبادة الجماعية تمهيداً للترحيل، لكن مَن سيُرحِّل مَن؟!

    إنها الديموغرافيا الفلسطينية التي ستحسم الأمر في نهاية المطاف، ولن تكون في صالح الطارئين القادمين من خلف القارات والبحار. لذلك تخوض «إسرائيل» حربها العبثية اليوم بكلّ إجرامها ومجازرها، والتي تعتبرها حرباً وجودية ومصيرية للكيان المؤقت، سيما أنها تشهد حالياً هجرة عكسية يهودية من فلسطين الى الخارج.

    نتنياهو سيستمر بالذهاب بعيداً في إجرامه حتى النهاية، وعلى المقاومات في المنطقة أن تتأهّب للحرب المصيرية الحاسمة! إنها فعلاً معركة مصير ووجود للفلسطينيين، وشعوب المشرق، ولا مجال أمامهم سوى المقاومة، والاستمرار بها، مهما كانت التضحيات، إذا ما أرادوا الحفاظ على أرضهم ووجودهم وحياتهم…

    وسيحافظون…

    *وزير الخارجية والمغتربين الأسبق

    زر الذهاب إلى الأعلى

  • سلامة والقضاء……!

    كتب نزيه منصور

    شغل رياض سلامة حاكمية مصرف لبنان على مدى ثلاثة عقود، ونال جوائز عديدة ومُنح ألقاب لم يسبقه عليها ممن سبقه، ولا أعتقد أن أحداً سيشغل هذا الموقع والألقاب، حيث أصبح الحاكم الفعلي مالياً واقتصادياً ومحصناً من طبقة باعت واشترت وعممت الفساد، حتى أن أحد أركان السلطة دافع عنه عندما اشتدت الحملة وطالبت باستقالته، فصرح: لا يمكن التخلي عن جنرال في الحرب. واليوم يصرح بعد احتجازه احترازياً: نحترم قرارات القضاء..!

    وقد سبق وأن شُنّت حملة على مدعي جبل لبنان التي حاولت احضاره، واتهمت بالبلطجة وأحيلت إلى التفتيش ورفعت يدها عن الدعاوى المقدمة ضد سلامة، والتي داهمت شخصياً بمؤازرة من أمن الدولة منزله…!

    كما رفعت عليه دعاوى أمام القضاء الأجنبي، حيث صدرت بحقه مذكرة توقيف ألمانية ولاحقاً تم استردادها، وهو ملاحق أمام دول غربية عدة منها لوكسمبوغ وفرنسا، وصدرت بحقه مذكرات ملاحقة أمام الإنتربول الدولي…!

    وفجأة حضر إلى النيابة العامة التمييزية وسئل هل يرغب بالتحقيق مع وكيله فرفض حضور الوكيل. وبعد ساعتين قرر مدعي عام التمييز احتجازه احتجازاً احتياطياً ولمدة زمنية محدودة لأن مذكرات التوقيف تصدر عن قاضي التحقيق الذي له حق إصدار مذكرة التوقيف أو تركه بموجب سند إقامة أو تركه حراً…!

    وبالتالي، علينا الانتظار قبل التهليل والتكبير لمعرفة حقيقة الأمر، وفي أي اتجاه تجري الأمور  لأننا في بلد العجائب والغرائب…!

    وعليه تطرح تساؤلات عديدة منها:

    ١- لماذا تم احتجازه الآن وتم تركه مرات عديدة وهو يسرح ويمرح؟

    ٢- لماذا رفض حضور وكيله ومثل طوعاً من دون إحضار؟

    ٣- ما قيل ويقال أنه مطلوب للانتربول بموجب مذكرات توقيف وهذا الأمر يمنع تسليم مواطن لأي دولة أجنبية؟

    ٣- هل هناك سيناريو لاقفال هذا الملف وعفا الله عما مضى؟

    ٤- هل هناك نية لفتح ملفات الفساد على مصراعيها ويفضح سلامة المستور؟

    د. نزيه منصور

  • علي فيصل: أولويتنا الوطنية توحيد الحالة الفلسطينية وتأطيرها في مقاومة شاملة لمواجهة مشاريع الإبادة لشعبنا وحقوقه الوطنية

    أكد الرفيق علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن حرب التهجير والضم في إطار مخطط حسم الصراع ينتقل للمرحلة الدموية الشاملة عبر اجتياح الضفة وتحويلها لمسرح للقتل الجماعي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس في سياق مشروع دولة اسرائيل الكبرى, وعلى القيادة الفلسطينية الرسمية الارتقاء لمستوى الحالة الشعبية الناهضة وتوفير الغطاء السياسي للانتفاضة الشاملة في الضفة وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي ومخرجات إعلان بكين في أولوية الانعقاد الفوري للإطار القيادي الموحد والمؤقت وتشكيل حكومة وفاق وطني تقطع الطريق على المشاريع الاسرائيلية الأمريكية.

    جاء ذلك خلال مقابلات له على قناة المنار, المسيرة,الساحات, وعلى وكالة أنباء روسيا ومواقع وصحف عربية ودولية أكد خلالها أيضاً على النقاط التالية:-

    – تعيين دولة الاحتلال حاكماً عسكرياً في قطاع غزة يهدف لإدامة الاحتلال وتقسيم القطاع لمناطق عسكرية وتحويله لحزام أمني, بعد عجزه عن تحقيق أي من أهداف حربه,ونؤكد على رفض أي مسار تفاوضي لايفضي إلى وقف العدوان وفك الحصار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع وإدخال المساعدات ومستلزمات الحياة, وعودة النازحين وإعادة الإعمار وإنجاز صفقة تبادل عادلة ومنصفة.

    – بادرت الجبهة الديمقراطية منذ بداية العدوان لإطلاق العديد من المبادرات لاستعادة الوحدة الداخلية وإنهاء الانقسام, في إطار استراتيجية كفاحية تضم الجميع بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني, لتتكامل وحدة الشعب والمقاومة في الميدان بوحدة سياسية بالعنوان تصون التضحيات وتراكم بالإنجازات الوطنية.

    – نتوجه بالتحية لكافة الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية, وللمقاومة الإسلامية في لبنان في ردها الرادع, وللمقاومة اليمنية والعراقية ولصمود سوريا ولدعم إيران ولجبهة الأحرار في العالم والجبهة القانونية الدولية المعاقبة اسرائيل وطردها من الاسرة الدولية وملاحقة قادتها باعتبارهم مجرمي حرب.

    – الشعب الفلسطيني ومقاومته يدفعان بالدم فاتورة العجز العربي وخذلان أنظمته وتواطؤ بعضها, نجدد الدعوة لقطع كافة أشكال العلاقة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي وطرد سفرائها وتعزيز كافة أشكال المقاطعة دعماً لصمود شعبنا ومقاومته واحتراماً لدماء الشهداء.

    – ندعو القيادة الرسمية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية إلى حماية شعبنا وتوفير مقومات الصمود وتشكيل لجان الدفاع عن المدن والمخيمات والقرى في مواجهة هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال ومشاريع الضم والتهجير.

    بيروت ١-٩-٢٠٢٤

  • رسالة النبي محمد: بين بناء الإسلام وتأسيس قيم الإنسانية

    د. بتول عرندس

    منذ اللحظة التي أشرقت فيها أنوار الإسلام على الجزيرة العربية، جسد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم شخصية فريدة أحدثت تغييرًا جذريًا في الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للبشرية. حملت رسالة الإسلام التي أتى بها الرسول مبادئ راسخة ضد التعصب والفرقة، وسعت إلى إرساء قيم العدل والمساواة بين الناس، بغض النظر عن أعراقهم أو ألوانهم أو معتقداتهم.

    **رسالة الإسلام ضد التعصب والتفرقة**

    كان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قائدًا حكيمًا وحاملًا لرسالة تدعو إلى التوحيد؛ ليس فقط توحيد الله، بل أيضًا توحيد البشرية تحت راية العدالة والمحبة. لم تكن رسالة الإسلام موجهة لجماعة معينة أو شعب محدد، بل كانت رسالة عالمية تهدف إلى تحرير الإنسان من عبودية الجهل والخرافات والتعصب. حارب الرسول كل أشكال التعصب والفرقة، ودعا إلى التآخي والمحبة بين الناس.

    **موقف النبي من المرأة: رفع للمكانة الإنسانية وتكريم للمرأة**

    قبل الإسلام، كانت المرأة تُعتبر كيانًا أدنى، وتتعرض للاضطهاد والإهانة في المجتمع الجاهلي، وصولًا إلى حد وأد البنات خوفًا من العار أو الفقر. جاء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليعلن وبصوت عالٍ أن المرأة شريك في الحياة، تستحق التكريم والاحترام. فقد كرّمها الله بفاطمة الزهراء، كوثر من نهر الجنة، لتكون خير مثال للأم والأخت والابنة. واختار زوجته خديجة بنت خويلد عليها السلام ، ليس لجمالها أو ثرائها، بل لأخلاقها ودينها، لتكون أول من آمن برسالته وسانده في أصعب المواقف.

    **دور النبي التربوي: مدرسة الرحمة والعطف على الأيتام والمستضعفين**

    كان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم معلمًا ورحمة للعالمين، وكان ينتهج نهجًا تربويًا عظيمًا يركز على العطف والرحمة، خاصة تجاه الأيتام والمستضعفين. كان يأمر بكفالة اليتيم، ويشدد على حقوقهم وكرامتهم، مبينًا أن من يكفل يتيمًا يكون رفيقه في الجنة.

    وقد ربى أحفاده الحسن والحسين وزينب عليهم السلام ليكونوا نموذجًا للأجيال على مر الزمان. كانوا مدرسة تربوية تحمل قيم العدالة والشجاعة والرحمة، وتسعى لترسيخ مفاهيم الأخلاق والفضيلة في المجتمع.

    **أين نحن من نهج النبي اليوم؟**

    اليوم، ونحن نعيش في عالم مليء بالتحديات والانقسامات، نجد أنفسنا في حاجة ماسة للعودة إلى نهج النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لنستلهم منه قيم الرحمة والعدالة والمساواة. أين علماؤنا وأصحاب المناصب من هذه القيم التي شدد عليها الرسول؟ هل نعمل بجد لرفع الظلم عن المستضعفين، ونقف إلى جانب الأيتام كما أوصانا النبي؟ إن الطريق لتحقيق النهضة والتقدم في مجتمعاتنا يبدأ بإحياء تعاليم الرسول واتباع خطاه في بناء مجتمع تسوده القيم الإنسانية النبيلة.

    بهذا النهج، يمكننا أن نجد السبيل نحو بناء مجتمع يرتكز على العدل والمساواة، يعلي من قيمة الإنسان، ويعمل على إرساء دعائم السلام والمحبة بين كل أفراده. النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان وما زال رمزًا للأخلاق والفضيلة، وهو النموذج الذي يجب أن نسير على خطاه لتحقيق مجتمع أفضل.

  • عقدة الكيان المؤقت…..!

    بعد تحقيق باكورة هزائم العدو وتحطيم أسطورة (الجيش الذي لايقهر) على أيدي وأرجل، وبأنفاس وإيمان وتضحيات، وبفكر وإرادة ثلة آمنوا بربهم واتخذوا القرآنَ الكريم دستورًا ومرجعًا في كل صغيرة وكبيرة وتوكلوا على الله رافعين شعار  الآية الكريمة: ألا إن حز.ب الله هم الغالبون، تحقق وعد الله بالنصر، ومن ينصر الله ينصره، فكان الخامس والعشرون من أيار عام ٢٠٠٠، وتحرّرت المنطقة المحتلة أو ما يُعرف بالشريط الحدودي وخرج آخر إرهابي صهيوني يجر الخيبة والهزيمة  بذيله…..!

    تحولت المنطقة من قرى وبلدات ومدن شبه مهجورة إلى مناطق تنعم بالأمن والنمو والتطور على كل الصعد بإمكانيات ذاتية غصت بأهلها، وبالمقابل تراجعت المستعمرات في فلسطين المحتلة وبدت مهجورة واختفى الجيش الذي لا يقهر بعد أن كان يسرح ويمرح من دون حسيب او رقيب.. !

    في تموز ٢٠٠٦ حاول العدو إعادة الاعتبار لعصاباته، وإذ بالخيبة في البر والبحر، وتكررت الهزيمة، فعاد جبل عامل أكثر همةً واندفاعًا ورغبةً أكثر من أي وقت مضى مستعيدًا الحياة والإعمار والتشبث بأرض الأجداد رغم الخراب والدمار، بل وتضاعفت عودة الأهل مع الكثيرين من الأنساب والأصهار من خارج الأهالي الأصليين. شُيّدت القصور وزُرِعت البساتين على السهول والتلال، عجّت المدارس بطلابها وانتشرت المؤسسات التجارية على طول الحدود المحاذية لفلسطين المحتلة يقصدها الغادي والبادي حيث الحدائق والشاليهات والمطاعم والمنشآت السياحية…!

    أثار النمو والتطور الحاصلان في أقل من عقدين غريزة العدو الذي يعاني التراجع على كل الصعد الأمني، الاجتماعي، العمراني، الزراعي والسياحي، مولّدًا عقدًا لدى عصابات صهيون أو ما يعرف بقياداتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، علمًا أن الكيان المؤقت هو مجرد ثكنة عصابات أتت من ١١٢ دولة بلغات متعددة وقوميات مختلفة تجاوزت الثمانين منها….!

    كما ولّد هذا المشهد الإنمائي المحصن بقدرات عسكرية غير مسبوقة، عقدةً للعدو ودفعه لاقتناص الفرص الإقليمية والدولية وللتطبيع مع أتباع واشنطن عبر إحاكة المؤامرات وبذر الفتن وتحريك ضعاف النفوس من الإعلاميين  والسياسيين والأبواق المأجورة مع كل حدث وآخرها تفجير مرفأ بيروت وقس على ذلك…!

    وتمهيداً لأهدافه الاستراتيجية، استغل طوفان الأقصى ورفع سقف أهدافه بدعم أميركي- تطبيعي فشطب فلسطين من المعادلة بدءاً بغزة حتى التفرغ للبنان مع حملة إعلامية وسياسية وتهديدات بإعادته إلى القرون الوسطى، وتناغم معه أصحاب السوابق من الداخل والخارج، لكن الرياح لم تجرِ كما تشتهي سفن الكابينت…!

    وعليه تنهض مما تقدم عدة تساؤلات منها:

    ١- هل يقدر من فشل في غزة المحاصرة ذات المساحة الصغيرة أن يحقق أهدافه في لبنان؟

    ٢- هل يمكن للعدو أن يرتكب حماقة الاجتياح، وأبطال لبنان يسطرون على مدى إحدى عشرة شهراً، مع كل يوم أهدافاً عسكرية في عمق الكيان وبقدرات متواضعة لا تتجاوز ٥% مما يملكون؟

    ٣- هل يستفيد البعض من تاريخهم الأسود مع الكيان ويتنحّون جانباً، أم ينتظرون على ضفة النهر؟

    ٤- الصراع قائم بين الحق والباطل لمن الغلبة للحق أم للباطل؟

    د. نزيه منصور

  • الأمين والرد……!

    كتب نزيه منصور

    بكل شفافية ووضوح، خرج الأمين على الدماء عبر شاشات التلفزة متحدثاً والبسمة تواكب ثغره، وبأعصاب باردة شرح وفصّل عملية الرد على اغتيال القائد شكر، وعلل وأجاب على التساؤلات التي أثيرت وكانت تثار طيلة الأسابيع الفائتة، وتميّزت بما يلي:

    ١- اختيار التوقيت مع ذكرى سبط النبي وأهل بيته (ع) في حادثة الطف التاريخية إذ انتصر الدم على السيف

    ٢- تسمية العملية بالأربعين ودلالتها في الصراع بين الحق والباطل بمثابة هدية إلى شهدا.ء كربلاء

    ٣- البعد الجغرافي داخل فلسطين المحتلة في ضواحي تل أبيب وفرض معادلة ضاحية بيروت مقابل ضاحية تل أبيب

    ٤- هدف عسكري بامتياز تمثّل بقاعدة أمنية مخابراتية ووكر التجسس وصناعة وإنتاج المجازر والاغتيالات

    ٥- دعم ومساندة غزة والضفة سياسياً وأمنياً وعسكرياً وخاصة رسالة إلى المتفاوضين في القاهرة

    ٦- سقوط الرهان على عدم الرد من قبل الأبواق المعادية والأقلام المأجورة، والتي حاولت التوهين ومغازلة العدو في تطلعاته

    ٧- دعوة الأمين القلقين والخائفين من توسعة الحرب للعودة إلى منازلهم

    ٨- تكذيب مزاعم العدو بالهجمة الاستباقية فقد باءت كل غارات العدو بالفشل كون الأهداف خالية من أي وجود لأي مستودعات ومخازن.

    وبذلك تكون المقا.ومة قد أكدت ونفذت ما وعدت، وحققت ما هدفت إليه، وسجلت في تاريخ الصراع أن الحق يحتاج إلى القوة وأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة…!

    وبناءً على ما تقدم تثار تساؤلات عديدة منها:

    ١- هل استوعب العدو هذا الرد وبالتالي سقطت تهديداته بإعادة لبنان إلى القرون الوسطى؟

    ٢- لماذا صرح وزير الحرب الصهيوني بأن الحرب الكبرى مع حزب الله بعيدة؟

    ٣- هل تستمر الأبواق بالتناغم مع العدو ومهاجمة المقا.ومة حصن لبنان الحصين؟

    ٤- لماذا دعا ترامب إلى عدم الذهاب إلى حرب عالمية ثالثة تنطلق من الحدود اللبنانية الفلسطينية؟

    د. نزيه منصور

  • علي فيصل: نبارك للمقاومة هذا الرد الرادع للاحتلال والداعم لصمود شعبنا ومقاومته

    أكد الرفيق علي فيصل، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني, نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن رد حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر هو مؤشر هام على تعاظم دور جبهات الإسناد وتطور إمكانياتها وقدرتها على الردع, وتشكل قاعدة متينة لبناء قواعد اشتباك جديدة, ورسالة واضحة للولايات المتحدة وبوارجها الحربية وجنرالاتها. ودعماً صادقاً بالدم والنار لصمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته, وارتقاءً بالروح المعنوية لدى شعوب المنطقة في التصدي للعدوان الأمريكي الصهيوني ومشاريع الشرق الأوسط والتطبيع وأحلافه العسكرية والأمنية.

    وأكد فيصل على ضرورة تكامل وحدة الشعب ومقاومته في الميدان بوحدة سياسية تصون التضحيات وتراكم بالإنجازات عبر تطبيق قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني وفي مقدمتها قرارات المجلسين الوطني والمركزي, وتنفيذ قرارات إعلان بكين، وعلى رأسها انعقاد اجتماع الإطار القيادي الموحد وتشكيل حكومة وفاق وطني بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، مما يساهم في إفشال سيناريوهات اليوم التالي ومشاريع الضم والحسم والتبديد.

    وتصعيد المقاومة والخروج من دائرة الرهانات على السياسات الأمريكية باعتبارها شريكاً أساسياً للاحتلال,

    كما أكد على رفض أي مسار تفاوضي لايستجيب للمطالب الوطنية المحددة بوقف العدوان وفك الحصار وانسحاب جيش الاحتلال خارج القطاع وعودة النازحين وإعادة الإعمار ودخول كافة المساعدات لشعبنا دون قيد أو شرط وإنجاز صفقة تبادل منصفة.

    وختم فيصل بالتحية للشهداء والأسرى والجرحى ولجبهات الإسناد وجبهة أحرار العالم وجبهة العدالة في المحاكم الدولية والأمم المتحدة وأحرار العالم وضرورة تكامل الجهود لمعاقبة اسرائيل على جرائمها وطردها من المؤسسات الدولية.

  • من السياسة إلى المخابرات……!

    كتب نزيه منصور

    حاول بلينكن ناظر الخارجية الأميركية تمرير اتفاق يمنح الكيان نصراً سياسياً عبر فرض تسوية على حساب الشعب الفلسطيني، متجاهلاً قرار مجلس الأمن الدولي الأميركي الجنسية، أو ما يُعرف باقتراح الرئيس الأميركي، بل منح العدو المزيد من القتل والتدمير والحصار وتعمية الرأي العام من خلال نشر  أخبار التقدم في المباحثات، وإذ به يعود من حيث أتى نتيجة رفض حما.س لطروحاته المسمومة ودعم وحدة الساحات المساندة لغزة…..!

    وفجأة يحضر مدير المخابرات الأميركية (CIA) وليم بيرنز  إلى القاهرة، حتى يشيل الزير من البير لمتابعة المحادثات وإنجاز اتفاق. ومن دون مقدمات، أعلن البيت الأبيض عن تقدم في تحقيق اتفاق وحاول خلق المناخ الإيجابي، وهذا ما اعتاد عليه البيت الأبيض منذ بدء العدوان على قطاع غزة، كما دعا إلى تطبيق القانون الدولي وحقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام. وفي الوقت ذاته يشحن أحدث الأسلحة عبر أسطول جوي وآخر بحري تاركاً المعبر البري لأنظمة التطبيع….!

    يثير المشهد الأميركي الريبة، فهو يمرر الوقت ويستمر في المجازر  بحق الأطفال والنساء والشيوخ ويعسكر المعابر ويمنع الحد الأدنى من المساعدات بهدف استسلام حما.س ورفع الرايات البيضاء وإعلان انتصار نتن ياهو وعصابته وهزيمة المحور وهو بات حلماً لأن الهزيمة تحققت في السابع من أكتوبر أو ما يُعرف بطوفان الأقصى ومساندة  المحور….!

    وعليه تنهض تساؤلات عدة منها:

    ١- هل يحقق بيرنز ما فشل به بلينكن؟

    ٢- هل يريد مسلسل الفيلم الأميركي الطويل تمرير الوقت لمصلحة العدو؟

    ٣- هل تستثمر إدارة بايدن والحزب الديمقراطي العدوان على غزة في الاستحقاق الانتخابي لمصلحة كامالا هاريس؟

    ٤- لماذا تهادن القاهرة تل أبيب فيما يتعلق بالمعابر والتي هي حقوق لها بموجب اتفاقية كامب دايفيد المشؤومة؟

    د. نزيه منصور

  • العدو جن……!

    يحاول نتن ياهو مع عصابته بعد ارتكابهما أفظع الجرائم بحق الإنسانية في هذا العصر كسب المزيد من الجرائم، فأقدم في الساعات الأخيرة على شن غارات جوية امتدت على طول الجبهة الجنوبية وصولاً إلى البقاع الشمالي سببت حرائق وتدمير منشآت مدنية لا علاقة لها بالصراع القائم لا من قريب أو من بعيد….!

    تؤشر  حفلة الجنون إلى مدى الحشرة والمأزق  والضغط الأميركي الذي أجبره على القبول بمقترحات الرئيس الأميركي وأساسها وقف إطلاق النار، مما دفعه إلى توسعة قواعد الاشتباكات عسكرياً وجغرافياً ومدنياً، بغية دفع المقا.ومة إلى الرد والتملص مما وافق عليه من خلال ناظر الخارجية الأميركية بلينكن على مقترحات بايدن…!

    تهدف محاولة الهروب نحو الأمام إلى تسجيل أكبر عدد من النقاط والتدمير والقتل في مرحلة مخاض ولادة اتفاق وقف إطلاق النار وفقاً لقرار مجلس الأمن ذي الأصول الأميركية وببركة بايدن، إذا وافقت حما.س عليه، بالإضافة إلى اتفاق تموز والنقطة العالقة حول معبر فيلادلفيا والذي يعود أمر مرجعيته إلى اتفاقية كامب دايفيد سيئة الذكر، والتي تعطي الحق الحصري للحكومة المصرية بالإشراف عليه، مما يلزم مصر بفرض القانون الدولي مما يجبر العدو على الانسحاب منه…..!

    وبناءً على ما تقدم تطرح تساؤلات عدة منها:

    ١- هل ما يحصل الآن يمثل هبوب العاصفة ما قبل الهدوء؟

    ٢- هل يعود ناظر  الخارجية بلينكن فارغ اليدين؟

    ٣- هل يتحمل الكيان المؤقت استمرار الحرب؟

    ٤- هل تبقى الإدارة الأميركية تتعاطى مع نتن ياهو طفلها المدلل؟

    د. نزيه منصور

زر الذهاب إلى الأعلى