السنة: 2024

  • آية الله نوري همداني: رسالة قائد الثورة بثّت روحا جديدة في دعم الشعب الفلسطيني

    قال مرجع التقليد الشيعي سماحة آية الله حسين نوري همداني: رسالة قائد الثورة بثت روحا جديدة لدى شباب امريكا واوروبا في موضوع نصرة الشعب الفلسطيني، وعلى النخب والمثقفين الاهتمام بهذه الرسالة اكثر.

    ووجه آية الله نوري همداني رسالة إلى المؤتمر الثامن لحقوق الإنسان الأمريكية من وجهة نظر قائد الثورة، قال فيها:  «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ وَالنَّصَارَی أَوْلِیَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ» /(سورة المائدة، الآية 51)، هذه الآية الشريفة بشكل عام توضح بوضوح سياسة المسلمين والجالية الإسلامية مع أمريكا و”إسرائيل”، وهما رمز لقسم من اليهود والنصارى ومظهر من مظاهر الظلم والقهر للإنسانية، ولكن في هذا الظرف الحساس وبعد أكثر من 9 أشهر من الهجمات الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني المسلم، تعاني فلسطين وغزة من القهر. ولم تقم بعض الدول الإسلامية بإعادة النظر في علاقاتها مع أمريكا التي تدعم إسرائيل فحسب، بل قامت بإرسال الإمدادات والتسهيلات إلى الكيان الصهيوني بدلاً من مساعدة شعب غزة!

    وأضاف: إن العالم يشهد إبادة جماعية لشعب غزة المظلوم، حيث مات آلاف الأطفال الأبرياء ظلما، واستشهد أكثر من أربعين ألف شخص من أهل غزة المنكوبين، وأصيب أكثر من مائة ألف شخص ومعاق وحوالي 2 مليون شخص في عداد النزوح. لا ماء للشرب ولا طعام، والمساعدات الدولية توزع بشكل بسيط تحت سيطرة الصهاينة وبإشرافهم.

    واختتم آية الله همداني بالقول: أين الضمير الإنساني؟! الحمد لله لقد أصبح محبو الحرية والرأي العام العالمي على علم بفظائع وجرائم أمريكا وإسرائيل في فلسطين، واليوم أصبحت أهم المراكز العلمية والجامعات الأوروبية وأمريكا مسرحا للمظاهرات دعماً للفلسطينيين وإدانة لجرائم الصهاينة.

  • تطور هام في جبهة دونيتسك

    عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية .

    في تطور مفاجيء اندفعت الوحدات الروسية باتجاه حي نوفي ( новыи ) في مدينة تشاسوف يار ( часов яр ) الذي يحاذي خط السكة الحديدية القادم من مدينة كراماتورسك ( краматорск ) .

    – يمكن اعتبار هذا التقدم بمثابة تطور نوعي في العمليات لما تمتلكه المدينة من اهمية استراتيجية كونها احد اهم التقاطعات في جبهة دونيتسك .

    – من المتوقع تفعيل العمليات من الاتجاه الجنوبي بعد تحرير اكثر من بلدة تعتبر هامش المناورة الاساسي للمدينة من الجهتين الجنوبية والغربية لهذا اعتقد ان تطويق المدينة سيشكل اولوية في عمل الوحدات الروسية وعدم الدخول في معارك شوارع مكلفة .

    – المهمة الاساسية الان للوحدات الروسية هي تثبيت القوات في حي نوفي والسيطرة عليه والبدء بمناوشة القوات الاوكرانية على اطراف المدينة وداخلها لاستكمال عمليات التطويق وهو التدبير الاهم في هذه المرحلة .

  • فضل الله:لا تتوقفوا عن طلب العلم والمقاومة قادرة على ردع العدو

    رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل التخرج الذي أقامته ثانوية الكوثر لطلاب الشهادة المتوسطة في ملعب الثانوية وبحضور مديرة الثانوية الحاجة رنا قبيسي، فضيلة الشيخ فؤاد خريس ، فضيلة الشيخ محسن رمال والهيئتين التعليمية والادارية والاهالي والخريجين.

    استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم فالنشيد الوطني اللبناني ثم قدم الطلاب عدد من الفقرات تلاه كلمة مديرة الثانوية الحاجة رنا قبيسي ثم القى العلامة فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن سعادته واعتزازه لوجوده في هذا الحفل بين هذه الكوكبة من الطلاب والطالبات الاعزاء الذين زرعوا الابتسامة على وجوهنا بمستقبل واعد لهذا الوطن.

    وأضاف سماحته: نحن اليوم اجتمعنا لنكرم معا قيمة العطاء والعلم الذي لا نريده نجاحا فحسب بل تفوقا وابداعا وتميزا على مختلف المستويات، فهذه المؤسسات منذ وجدت تحمل رسالة القيم التي من خلالها نستطيع أن نبني الحياة على العدل والحرية والمساواة والكفاءة.

    وتابع سماحته: رسالتنا دوما الانفتاح لبناء هذا الوطن ومد جسور التواصل مع الاخرين ونسعى للحوار الجاد والواقعي المنتج لا حوار الديكور والمجاملات الحوار الذي يعمل على ازالة الهواجس التي يسعى المفتنون لاصطناعها بين ابناء هذا الوطن من خلال سياسة التخويف وشد العصب وطرح مشاريع الفدرلة والتقسيم.

    تابع: همنا ان يكون وطننا حرا عزيزا مستقلا غير مرتهن لهذا المحور أو ذاك تحكمه العدالة والمساواة لا ان يكون على هامش الأمم وساحة للاخرين يتلاعبون بمقدراته ويرسمون الخطط للسيطرة على واقعنا مشيرا إلى ان رسالة هذه المؤسسات كانت وستبقى ان تربي جيلا يملك كل مقومات المعرفة والثقافة والاخلاق والانسانية جيلا رساليا متسلحا بالعلم والوعي ويكون امينا على تحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن وقادرا على مواجهة كل الضغوط والتحديات.

    وأكد سماحته ان المرجع فضل الله رسم لنا معالم هذا الطريق ونحن جميعا نتابع السير عليه

    فبهذه العناوين نستطيع ان نبني وطنا لجميع ابنائه ومجتمعا متماسكا يحفظ كل مواقع القوة فيه التي تجعله قادرا على مواجهة ما يخطط له العدو الصهيوني إلى ذلك فإن كل هذه التهديدات التي يطلقها هذا العدو إنما هي من باب التهويل والحرب النفسية فهو يعرف جيدا القدرات التي تمتلكها المقاومة والتي تجعله يرتدع عن اي مغامرة قد يقدم عليها.

    وتوجه سماحته إلى الطلاب قائلا: انتم مدعاة فخر واعتزازنا بما تحملونه من قيم أخلاقية وإيمانية وإنسانية ووعي وتفوق فاتنم كنتم ثمار هذا التعاون بين الأهل والثانوية مقدرا الجهود التي اثمرت هذا التميز مشيرا إلى ان مسيرة العلم طويلة ولا تتوقف لذلك لا تهدروا اوقاتكم بل استفيدوا من كل وسائل العلم والمعرفة بما يصقل شخصيتكم ولا تسمحوا لاحد ان يحرفكم عن متابعة هذا الطريق لبناء مستقبل واعد لانهم يريدون لكم ان تسقطوا في الشهوات والملذات حتى يسهل عليهم السيطرة على عقولكم ومقدراتكم فالرهان دوما يبقى عليكم لبناء وطن نموذجي.

    وتوجه بالشكر إلى الاهل الكرام الذين تحملوا الاعباء الكثيرة من اجل تعليم اولادهم حيث حرصوا على ايصالهم إلى شاطى الامان من خلال غرس بذور الايمان والمحبة والحوار والانفتاح مشيرا إلى اننا حرصنا على ان لا نرفع الاقساط ولكن بسسب الظروف الضاغطة والصعبة ومن اجل الحفاظ على الطاقات والكفاءا ت الموجودة لدينا والحفاظ على مستوى جودة التعليم كانت هناك زيادات مع مراعاة كل الظروف فهذه المؤسسات لا تعتمد على دولة او جهة .

    وفي الختام شكر سماحته مديرة الثانوية والمعلمين والمعلمات والادرايين على ما يبذلونه من اجل تربية وبناء جيل رسالة واع ومتميز فانتم استضفتم تلاميذ مؤسساتنا الذين هجروا من الجنوب بسسب الاعتداءات الصهيونية وكنتم عنوانا للجهاد من خلال حرصكم على تعليمهم وتميزهم لان معركتنا مع هذا العدو على مختلف المستويات حتى يخرج منها الوطن منتصرا عزيزا حرا.

  • المواجهة الكبرىالافق والاسباب والنتائج

    بقلم_الخبير عباس الزيدي

    اولا_البعدالغيبي _اللطف الالهى و التسليم لامره  تبارك وتعالى
    1_ قوله تعالى يمحوا الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
    2_ يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
    ثانيا_للحقيقة والتاريخ علينا ان نتفق وننطلق من ثوابت بقناعة راسخة حول مايلي ..
    1_أن طوفان الاقصى قرار غزاوي صرف للجناح العسكري لحماس لم يشترك في هذا القرار غيرها
    2_ شكل الطوفان مفاجئة للعدو والصديق  والحليف حتى على مستوى أعضاء محور المقاومة
    3_ لو لم ينطلق طوفان  الاقصى بهذا الشكل الذي هز وارعب الكيان ومؤسساته الامنية والعسكرية لكانت المبادئة والمفاجئة لاحقا  من قبل العدو تحت اي ذريعة
    4_ان طوفان الاقصى  كشف الكثير من المخططات واسقط الكثير من المشاريع المتفق عليها في الغرف والدهاليز المظلمة
    5_بالاضافة الى  مبدأ وحدة الساحات فان الموقف الشرعي والاخلاقي للمساندة واجب الوجوب امام الابادة والإجرام الصهيوامريكي يضاف لهاحسابات اخرى اثبتت لاحقا بعد انطلاق الطوفان صوابية قرار المساندة
    6_ يبدوا أن المقاومةفي غزة لهااسبابهاومعلوماتها الاستخباريةالخاصةالتي جعلت من وثبتها بالشكل والمضمون الذي كانت عليه كذلك معرفتها المسبقةحول ردة فعل العدو وحجم اجرامه بل حتى على مستوى سقفها الزمني البعيد ولا ابالغ ربما المعرفة بنتائجها النهائية  لذلك هي تتحرك باطمئنان وثقة لعديدمقاتليها ومحاورها وخزينها الاستراتيجي رغم ايامهاالطويلة في ظل حصار لسنوات  وحرصها منذ اللحظة الاولى لامتلاكها لاكبر عدد من الاسرى ومعارك الاشباح عبر الانفاق وخطط الاتصالات وأمنها  الوقائي …الخ
    اذن كل تقديراتها حتى هذه اللحظة صحيحة ولازالت تحتفظ بالمفاجئات
    7_من الثوابت ايضا ان النفاق المفضوح يكشف  ان كل من واشنطن والكيان لايوجد بينهما اختلاف جوهري حول المشاريع والاهداف بقدر ماهناك اختلاف بسيط ربما على مستوى الاسلوب او التوقيتات والامر ذاته ينطبق  على الإدارة الامريكية  بين بايدن او ترامب
    ثالثا_ في الاسباب •
    بالنسبة للعدو ومنذ اللحظة الاولى  وكيفية تناوله الحدث اعلاميا بدآ واضحا ان هذه المعركة سيكون سقفها الزمني كبير وان حجم الإجرام اكبر فيه العديد من الرسائل تتعدى جغرافية غزة ومحيطها _بمعنى ان العدو الصهيوامريكي ومايمارسه من نفاق متبادل وسيناريو متفق عليه لديه من الاسباب القوية التي تدفعه ان تكون المعركة بالشكل التي هي عليه الان وهي ذاتها( الاسباب) التي دعتنا نجزم بان المقاومة في غزة لو لم تقوم بطوفانها لكان العدو هو من قام بذلك  ومن تلك الاسباب مايلي
    1_ان الولايات المتحدة الامريكية وبعد الحرب في اوكرانيا ارادت ان تحاصر كل التواجد الروسي والصيني وتغلق المنطقة  لصالحها
    2_ واشنطن حريصة كل الحرص على ان تستهلك  الجميع  بما فيهاحلفائها الغربيين لتبقى هي القوة الوحيدة على راس العالم
    3_افشالها لكل المشاريع الاقتصاديةالعالميةسواء _ الحزام والطريق او الشمال والجنوب ومن ثم تطلق مشروعها الاقتصادي ليكون الاول او الوحيد
    4_رغبتها بالسيطرة  التامة على كل موارد الطاقة في المنطقة من نفط وغاز لغرض تطويق المصالح الصينية و محاصرتها اقتصاديا وكذلك روسيا  سيما بعد حظر  غاز روسيا(علما ان المخابرات الامريكية  هي التي فجرت خط السيل الشمالي  ) مع  استنزافها عسكريا وضمان التابعية الدائمة لاوربا واذلالها  وحاجة الاخيرة للطاقة
    5_تحالفاتهاعلى مستوى الهادي والاطلسي وبحر الصين خارج إطار الناتو مع تواجدها في غرب اسيا والقرن الافريقي للسيطرة على المحيط الهندي هدف واضح للسيطرة على كل ممرات النقل البحري والتجارة العالمية
    6_ضمان امن اسرائيل وانخراطها مع دول المنطقة وجعل الاخيرة يقودها الكيان وبالتالي تنفيذ كل المشاريع ومنها صفقة القرن وتوابعها المقرفةالدينية و الأخلاقية
    7_ان ماتقدم  لا يتحقق  الا من خلال القضاء على محورالمقاومة الصلب و عمقه الاستراتيجي  المتمثل بجمهورية ايران الاسلامية لذلك ومن هنا ياتي تاكيدنا لولا طوفان الاقصى لكان العدو الصهيوامريكي هو من شن العدوان
    8_امريكا تعاني من تراجع كبير تسليحي وتقني في ميزان القوى لذلك تحاول تكرار تجربتها في الحرب  العالمية الثانية وانهاك جميع حلفائهاو اعدائها  من خلال _ الجميع يضرب الحميع _ تورط اوربا لمحاربة روسيا وتورط بريطانيا لتحارب الصين لتتربع هي على راس النظام العالمي بكلفة غير باهظة
    رابعا_ الاستنتاجات
    1_ طوفان الاقصى كشف عن مشاريع الهيمنة والخبث الامريكي على مستوى استراتيجي خطير
    2_لو لم يكن طوفان الاقصى لكان بديله طوفان صهيوامريكي يبداء من المنطقة  وينتهي بالعالم
    خامسا_ افق هذه المعركة…..!!!!؟؟؟؟؟
    لايمكن التكهن بافق هذه المعركة ( انه الطوفان ) نظرا  للتالي
    1_التداخل والتشابك الخطير والكبير  لجميع الملفات المحلية و الاقليمية والعالمية  وعلى جميع المستويات السياسيةوالاقتصادية والعسكرية والامنية والاجتماعية والعقائدية
    2_تداعياتها خطيرة فهي من المؤكد  اقليمية تفتح الباب على مصراعيه لحرب عالمية ثالثة
    3_عالميتها توفر مقدمات للانتقال من استخدام الاسلحة التقليدية الى أسلحة نووية
    سادسا_نتائجها
    معظم نتائج هذه المعركة  نشرت في 22ديسمبر 2022في صحيفة المسيرة اليمنية  الغراء بواقع 24حلقة ضمن بحث متكامل تحت عنوان فرضيات معارك المحيطات والبحارالمقبلة
    واجمالا فان النظام العالمي الجديد اصبح واقع حال وان كثير من القوانين والعلاقات الدولية في إطار  الامم المتحدة سوف تتغير وربما ستختفي بعض الدولات والوجودات الطارئة عن الخارطة وسينتهي عهد الارهاب والهيمنة الامريكيةو كل ذلك يسير كمقدمات لنشر العدل الالهي
    اما بخصوص معركتنا كمحور مقاومة مع الاستكبار والصهيونية العالمية  …..
    1_مع حسن ظننا  وتوكلنا على الله وثقتنا بقادتنا مراجعنا وابنائنا المجاهدين بالنصر المبين نؤكد اننا كمجاهدين بمنزلة عمال  لله نقوم بتكليفنا فان انتصرنا فذلك من الله وان تاخر النصر  علينا فتلك مشيئة الله والاهم اننا ننجز ماعلينا ولم نتقاعس عن القتال
    2_ لقد بدات ساعة النهاية من داخل الكيان حيث هجرةالمستوطنين ورؤس الاموال
    3_ طرد الاحتلال  الامريكي من عموم غرب اسيا
    4_ عودة الاخوة الفلسطينين والسوريين وتحرير الاراضي العربية  المغتصبة
    5_ مقعد مضمون لمحور المقاومة  في نظام عالمي جديد
    6_العدو سيخسر  ولكن الخاسر الاكبر هم المطبعين والعملاء والمرجفين الاراذل
    فانتظروا _ اني معكم من المنتظرين
    أنا شيعي
    اذن انا مقاوم

  • سلاح البحرية البريطانية والأسطول الحربي الأميركي يتقهقران أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    مِحوَر المقاومة سيد المواجهات يُقبِل ولا يُدبِر، وحزبُ الله واليَمَن يسيطران سيطرة عسكرية كاملة على جبهات شمال فلسطين والبحرين العربي والأحمر،

    سلاح البحرية البريطانية والأسطول الحربي الأميركي يتقهقران أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية والسفن التجارية التي تنوي الإبحار نحو مرفأ حيفا وأشدود بين حريق وغريق وفار إلى أعلى البحار،

    لم يترك زورق طوفان اليمني أي هدف أميركي أو بريطاني متوجه إلى موانئ فلسطين المحتله إلا ودمره وأشعل النيران فيه، ولأول مرة في تاريخ الحروب تستعمل دولة صواريخ بالستية لقصف أهداف بحرية!،

    اليمن كان فريداً من نوعه بين كافة دوَل العالم التي تمتلك الإمكانيات التسليحية  العسكرية والقدرات الخارقة لمواجهة أقوى قوة بحرية غاشمة في العالم،

    فقصف حاملة الطائرات العملاقه آيزن هاور وأصابتها إصابات مباشرة ألحقت بحمولتها ضرر كبير وأجبرتها على الإنسحاب والتقهقر، كما أصيبت مدمرات ضخمة وكذلك الأمر ينسحب على سلاح البحر الملكي البريطاني الذي مُنِيَ بخسائر فادحة،

    بريطانيا التي كانت تتغنى بقوتها البحرية وأساطيلها الجرارة لم يبقى لديها من أصل 238 قطعه بحرية خلال الحرب العالمية الثانية سوى 60 قطعه أغلبيتها أصبحَت صَدِئَة،

    واشنطن ولندن خسرتا الحرب أمام صنعاء وجنودهم لا ينامون الليل على سطح مياه البحرين الأحمر والعربي وهم يتعرضون للخطر من هدف يمني كل خمس دقائق،

    أما جبهة جنوب لبنان لا زالت مشتعلة لم تنطفئ نارها بعد، ورجال المقاومة يقومون بواجب تأديب الكيان الصهيوني كما يجب، ومعاناة الجنود والضباط الصهاينة لم تنتهي ولن تنتهي إلَّا بعد إلتزام تل أبيب بوقفٍ شامل لإطلاق النار في غزة،

    الصهاينة مَلُّلوا من كثرة إطلاق التهديدات إلى لبنان فاستداروا نحو واشنطن لتقديم العَون العسكري والسياسي لهم،

    ومع ذلك الإدارة الأميركية الحالية منشغلة في الإنتخابات الرئاسية وبنيامين نتنياهو عاجز عن مهاجمة لبنان الذي ينتظر خطأهُ بفارغ الصبر،

    إذاً حالة مكابرة أميركية بريطانية تعيش نرجسيتها بكل أريحية في مقابل نصر يسجله اليمن ورعب يدب في قلوب رجال البحرية الأنغلوساكسونية، لن ينتهي إلَّا بزرع الأمن والأمان في كامل قطاع غزة،

    إسرائيل هذه التي كانت تتغنى بقوتها وتزرع الرعب في نفوس العرب أصبحت اليوم تحت رحمة حزب الله والقوات اليمنيه العراقية والمقاومة الفلسطينية،

    فلن يطول إنتظارنا لإستسلامها،

    إسرائيل سقطت،،

  • ذبيان: بعض الأصوات اللبنانية تتخطى مواقف “الإسرائيلي”.. وبيان الشيخ جربوع يمثل عين العقل

    لفت رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان الى الاميركي يحاول الترويج عن التوصل الى حل على صعيد جبهة جنوب لبنان، بينما موقف المقاومة محسوم وواضح بأن لا تهدئة او وقف لإطلاق النار على جبهة الجنوب بظل إستمرار العدوان على قطاع غزة، وعليه فإن لا قيمة لأي موقف أميركي يتحدث عن تسوية او تهدئة على جبهة الجنوب، ما لم يكن مقروناً بوقف للعدوان في غزة وهذا الشرط ثابت وغير قابل للنقاش، رغم كل محاولات التهويل الأميركي بعدوان إسرائيلي على لبنان في غضون أيام وأسابيع.

    واعتبر ذبيان أنه في وقت تبدو فيه التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على لبنان مفهومة لأسباب تتعلق بالجبهة الداخلية ومحاولة التعمية على الهزيمة التي لحقت بجيش العدو في غزة بعد فشله في تحقيق ولو هدف واحد رغم مرور تسعة أشهر على العدوان، الا انه لا يمكن تفسير بعض المواقف والأصوات اللبنانية التي تتخطى مواقف الإسرائيلي نفسه في الحديث عن الحرب والتهويل على اللبنانيين دون وجود أي مبرر لهؤلاء ولمواقفهم، التي لا يمكن إدراجها الا في سياق الحرب النفسية التي تستهدف لبنان، ولعل ما شهدناه من مواقف سياسية بعد تقرير “التلغراف” خير دليل على بعض المواقف اللبنانية، التي ترقى الى مستوى الشراكة مع العدو في حربه النفسية على لبنان والمقاومة.

    من جهة ثانية أشاد ذبيان بالموقف الوطني والعروبي الصادر عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، الشيخ أبو أسامة يوسف جربوع والذي يمثل عين العقل والموقف الصائب في هذا الزمن الصعب الذي تشهده سوريا عموماً والسويداء خصوصاً، وفي ظل ما تشهده من حراك مزعوم لكن بات واضحاً أن هدفه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وربطها بأجندات مشبوهة، وليس حمل لواء المطالب المعيشية خلافاً لما حاول البعض تصوير الأمر قبل أشهر عدة.

    ولفت ذبيان الى أن بعض المواقف التي تصدر من شخصيات ومسؤولين في كيان الإحتلال دعما للحراك المزعوم في السويداء والتحريض ضد الجيش والدولة في سوريا، يؤكد أن الهدف من حراك السويداء إعادة زمن الفوضى بالاعتماد على الاسرائيلي، لكن سوريا اليوم بجيشها وقيادتها باتت أقوى من أن ينال منها بعض المراهنين على سراب، وما عجزت عنه قوى الارهاب المدعومة اميركيا وغربيا على مدى 12 سنة لن تتمكن من تحقيقه مجموعات مغمورة في السويداء، فتاريخ جبل العرب معروف وطائفة الموحدين الدروز جزء لا يتجزأ من تاريخ سوريا وسيادتها واستقلالها.

  • الداوود: ما يجمع السويداء بسوريا الدولة تاريخ من النضال الوطني المشترك والتضحيات بمواجهة الاستعمار والارهاب

    أشاد الأمين العام لحركة النضال اللبناني – العربي فيصل الداوود باللقاء الذي عقد في عين الزمان بمحافظة السويداء وجمع خيرة أبناء المحافظة ومرجعياتها الروحية وفعالياتها الاجتماعية، ونوّه الداوود بالبيان الصادر عن سماحة شيخ العقل أبو أسامة يوسف جربوع الذي يعبّر عن عمق إنتماء أهالي السويداء الى الدولة السورية ومؤسساتها وجيشها الباسل، الذي قدم ولا يزال أكبر التضحيات دفاعا عن وحدة التراب السوري.

    وأكد الداوود أن أهالي السويداء هم أصحاب المواقف الوطنية المشرفة ودفعوا الأثمان الغالية وقدموا خيرة شبابهم دفاعا عن سوريا بكافة محافظاتها، وبالتالي السويداء لن تكون الا سنداً للدولة السورية رغم بعض المظاهر الشاذة، التي لا تعبر عن حقيقة الموقف الوطني والقومي والعروبي لأبناء محافظة السويداء وتحديداً أبناء طائفة الموحدين الدروز، الذين لطالما كانوا حماة للثغور ومدافعين عن عرين أوطانهم.

    وختم الأمين العام لحركة النضال اللبناني – العربي مؤكدا ان ما يجمع السويداء بسوريا الدولة هو تاريخ من النضال الوطني المشترك والتضحيات في مواجهة الاستعمار وصولا الى مواجهة مشروع الارهاب الذي إستهدف سوريا أرضا وشعباً، وعليه فإننا على ثقة بأن أهالي السويداء لا يضيعون البوصلة وهم بأكثريتهم الساحقة يقفون الى جانب دولتهم وجيشهم ومؤسساتهم الوطنية، رغم بعض الأصوات النشاز التي تخرج ولكن لا تأثير فعلي لها على أرض الواقع، وكلنا ثقة بحكمة القيادة السورية التي تكن للسويداء وأهلها كل المحبة والإحترام.

  • في ظلال طوفان الأقصى “85”

    الاعتياد على مشهدية العدوان موت للضمائر وتبلدٌ للمشاعر

     

    بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ليس أمراً اعتيادياً يُسكتُ عنه ولا يُعارض، ولا مشاهد يومية لا تلفت الأنظار ولا تسترعي الانتباه ولا تثير الغضب، ولا هي أنشطة طبيعية للجيش لا تثير الشك ولا الريبة، ولا تخالف القوانين الدولية ولا أعراف الحروب ونُظمها، ولا هي برامج يومية ومهام دورية اعتاد عليها العالم واعتبرها مهام قانونية وأفعالاً مشروعة تجيزها القوانين وتقبل بها الأمم، ولا هي أفعالٌ يستطيع أن يقوم بها جيش الاحتلال بحريةٍ دون مسائلة، ووفق رغباته دون معارضة، وكأنه لا يقتل بشراً، ولا يدمر بلداً، ولا يقضي على حياة شعبٍ.

     

    بل هي جرائم دولية موصوفة، لم يشهد العالم مثلها أو ما يشبهها، لا لجهة نوعية الأسلحة التي تستخدم، أو الصواريخ التي تطلق، أو حجم القنابل وأوزانها، أو قوتها التفجيرية وآثارها التدميرية، وتواصلها واستمرارها، وشمولها واتساعها، ومداها ونطاقها، أو لجهة الأهداف التي تقصف، والمساكن التي تدمر، والمقار الدولية التي تنتهك، والمستشفيات وهيئات الدفاع المدني التي لا تحترم، والصحفيين والإعلاميين والأجانب الذين يعدمون، والمدنيين الذين يقتلون، وعدد الأطفال والنساء الذين يستهدفون، أو مساحة المنطقة الضيقة التي تجري فيها العمليات الحربية، فضلاً عن حصارها وخنقها وتجويع سكانها وتعطيشهم، وحرمانهم من الغذاء والدواء والماء، بما يجعل حياتهم فيها مستحيلة، وبقاءهم فيها متعذراً.

     

    الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم وتعلم بها الشعوب، أن العدو الإسرائيلي يريد كي وعي الشعوب والأمم، وتخذير أذهانهم، وموت ضمائرهم، وكبت أصواتهم، وسلب إرادتهم، ومنع حراكهم، بل وخصي رجولتهم، وتقييد حريتهم، وإجبارهم على تجرع السم برضا، والقبول به بابتسامةٍ ورحابة صدر، ليجعل من عدوانه على الشعب الفلسطيني أمراً طبيعياً، وشيئاً عادياً متقبلاً، وكأنه ليس جريمةً دولية، ولا فعلاً شائناً، ولا عملاً كريهاً، فلا ينبغي استنكاره ولا التنديد به، وكأن ما يقومون به لا يستفز المشاعر، ولا يوخز الضمائر، ولا يثير الأحرار، ولا يفتت القلوب، ولا يفجر الغضب، ولا ينبغي أفعاله أن تحرك المشاعر الإنسانية لدى الشعوب أبداً، وأن تخلق رأياً عاماً شعبياً معارضاً له وناقماً عليه.

     

    مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم 264 يوماً متواليةً، كأشد ما تكون أيام الحرب والقتال، وكأثقل ما تكون اليالي وأصعب الأيام، لم تهدأ خلالها عمليات القصف والغارات الجوية، ولم تتراجع وتيرة القتل الوحشي، ولا أعداد الشهداء من كل الفئات العمرية والجنسين، ولم تتوقف مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن نقل الصورة، وبث الأخبار، وتسليط الأضواء وكشف الحقائق، وفضح ممارسات العدو وبيان جرائمه، من خلال الصور الموثقة والمشاهد المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية، ولا يخجل منها مدعو الحضارة والتمدن والديمقراطية.

     

    إلا أن صمت العالم يزداد، وعجزه يتفاقم، وسلبيته تستمر، وغير مبالاته تخزي، فقد اعتادت عيونهم مشاهد القتل والدمار، وصور المذابح والإبادة، وتأقلمت آذانهم مع الصرخات والآهات، والشكاوى والأنات، وباتت عقولهم تتقبل ما يجري، وتتفهم ما يقوم به جيش العدو، وتراه عملاً طبيعياً لا ينبغي له أن يستفز المشاعر ويحزن النفوس، وكأن الذين يقتلون ليسوا بشراً، وليسوا شعباً يستحق الحياة، وبعضهم أصبح يبرر له جرائمه، ويفسر أمام الرأي العام عملياته، ويدعو المجتمع الدولي لحمايته من ضحاياه، والدفاع عنه أمام من يقتلهم ويدمر بيوتهم، والوقوف معه ضد من يقتلعهم من أرضهم ويطردهم من مناطقهم.

     

    لم تعد الأخبار تصدم المتابعين وتفاجئ المراقبين، أو تغضبهم وتخرجهم عن طورهم، فالصورة تتكرر والخبر لا يتغير، والضحايا هم أنفسهم، والعائلات هي ذاتها، وبات خبر ارتكاب العدو عدداً من المجازر أمراً مألوفاً غير مريعٍ ولا يلفت الأنظار، ولا يعيره أحدٌ اهتمامه، وخبر “مقتل” مئات الفلسطينيين أمراً عادياً طبيعياً، يضاف عددهم إلى أعداد الشهداء السابقين، وإذا نقص العدد يوماً بضع عشراتٍ عن شهداء اليوم السابق، فإن العالم يصفق لجيش الاحتلال، ويتوجه قادة الدول الكبرى بالشكر إلى الحكومة الإسرائيلية، ويشيدون بسياستها المسؤولة التي أدت إلى تقليص عدد الضحايا الفلسطينيين، ويبالغون في شكرها وتمجيد رئيسها إذا سمح بعض الشاحنات التي تحمل ما لا يكفي أحداً من الطعام والشراب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

     

    إنها جريمة تفوق الجريمة، وظلمٌ يتجاوز الظلم، وشراكةٌ في العدوان ولو بالصمت، ومسؤوليةٌ في الجريمة ولو بالعجز، إذا أصبح العالم يرى أن ما يجري في قطاع غزة أمراً يمكن احتماله، أو من الممكن التعامل معه وقبوله، فما يقوم به العدو الصهيوني يفوق الوصف، ويتجاوز الخيال، ولا يقبل به عاقل، ولا يوافق عليه غير قاتل، ولا يصمت عليه غير متآمر، ولا يتأخر عن استنكاره إلا شريكه، ولا يجبن عن صده إلا متخاذل، ولا يعتاد عليه إلا جاهل، ولا يبرر له إلا غِرٌ عاجزٌ.

     

     

  • العجز الأميركي عن إنقاذ الكيان الغريق

    د. حسن أحمد حسن*

    توخّي الدقة في تناول المصطلحات أمرٌ على غاية من الأهميّة. فالمفاهيم العامة تفعل فعلها في رسم محددات طرائق التفكير، وغالباً ما يتمّ تكرار مصطلحات مفتاحية بشكل عفوي لا يأخذ بالحسبان خطورة تكرار استخدام مصطلح واستقراره على أنه من المسلمات التي تؤسس لغيرها من مفاهيم يخلط فيها السمّ بالدسم. والأمثلة كثيرة على ذلك، وأكتفي باستذكار شاهد واحد، فغالباً ما يتمّ تكرار مصطلح الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي، وبغضّ النظر عن حجم هذا الدعم كبيراً كان أم غير محدود أم صغيراً يبقى استخدام مصطلح «الدعم» مساهمة في إخفاء الجانب الأهمّ من الحقيقة، سواء أكان الإخفاء مقصوداً أم عفوياً، فموقف واشنطن من تل أبيب يتجاوز بأشواط موضوع الدعم والتأييد والمساندة، لأنّ واشنطن شريكة في الفعل والجريمة وليست داعمة فقط، بل يمكن القول إذا أردنا أن نكون أكثر دقة في استخدام المصطلحات: إنّ واشنطن هي الشريك الأكبر في الجرائم الإسرائيلية، وبما يفوق فعل المجرم نفسه، لسبب جوهري وواضح، فالكيان النشاز مع الأعراف الدولية وقيم المجتمع الإنساني والقانون الدولي ما كان له أن يكون على ما هو عليه من إجرام وإيغال في العدوانيّة المتوحّشة إلا بالفعل الأميركي المباشر وغير المباشر. ويكفي أنّ واشنطن تشلّ إرادة المجتمع الدولي وتفقده أيّ قدرة على الفعل والتأثير بسطوة الفيتو المرفوع سيفاً مشهراً ومسلطاً على عنق المنظمة الدولية، فكم مرة استخدمت واشنطن الفيتو لحماية تل أبيب في الأشهر التسعة الماضية؟ وكم مرة عطل الموقف الأميركي المعلن انعقاد مجلس الأمن لبحث مشروع قرار مرفوض أميركياً بشكل مسبق؟ وقد يبادر بعض هواة التحليل للقول: لا يجوز تناسي أنّ واشنطن سمحت بصدور قرارين من مجلس الأمن لوقف الحرب على غزة، وإلى أولئك نقول: ما هكذا تورد الأمور، ولا هكذا تقرأ الدلالات، فكلا القرارين الصادرين لا يدينان تل أبيب، ولا يحمّلانها المسؤوليّة عن الجرائم المرتكبة التي توصف بأنها جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب وجرائم إبادة جماعيّة وتهجير قسري ممنهج، وليس هذا فحسب، بل إنّ واشنطن نفسها هي التي سارعت للتصريح بأنّ قرار مجلس الأمن غير ملزم، وهي التي عملت لاحقاً على محاولة إلصاق التهمة بحماس وبقية الفصائل الفلسطينيّة لتحميلها مسؤولية عدم تطبيق القرار، وفي كلتا الحالتين كان واضحاً حرص واشنطن على تجنّب مرجعيّة الفصل السابع للقرارين المذكورين، أيّ إبقاء القرارين من دون فاعلية.

    الأمر الآخر الذي لا يقلّ خطورة هو تبنّي المواقف الإسرائيليّة بحرفيّتها في بقية المنابر الدوليّة، وإلصاق التهم وتوجيه التهديدات مرفوعة السقوف لكلّ مَن ينبس ببنت شفة لإدانة كيان الإجرام والتوحّش، بما في ذلك محكمة العدل الدوليّة ومحكمة الجنايات الدولية، وقس على ذلك. وإذا أضفنا إلى هذا وذاك الوجود الأميركي المباشر في مسارح العمليّات الميدانيّة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً منذ السابع من تشرين الأول 2023 يتضح لكلّ من يودّ معرفة الحقيقة أنّ أميركا شريك كامل، ومن موقع القيادة في الحرب الدائرة على جغرافية غزة وبقية جبهات الإسناد، وعندما يرتفع صراخ نتنياهو أو غيره من المسؤولين الصهاينة بالشكوى والتذمّر من تأخر وصول شحنة ما من الأسلحة والقنابل الأكثر طاقة تدميريّة. فهذا لا يعني أنّ مواقف إدارة بايدن تضغط على حكومة نتنياهو قط، بل هو في أحد أوجهه مسرحية سيئة الإخراج والأداء، فالأفعوان الأميركي لا يؤذي فراخه قط، بل يزيد الغدة السمّية تركيزاً لتكون قاتلة لكلّ من يقترب من تلك الأفعى المستولدة القاتلة في جميع أوضاعها وأحوالها. ولعلّ من المفيد هنا التوقف عند بعض العناوين الأساسية لتوضيح الصورة، ومنها:

    *الكيان اللقيط منذ انتقال رعايته إلى الحضن الأميركي وهو بكليّته قاعدة عسكرية أميركية متقدّمة. وجغرافيّة الكيان لا تكاد تتسع لمخازن إضافية تغصّ بكلّ أنواع أسلحة القتل والفتك والتدمير الشامل والإبادة ماضياً وحاضراً، وما قد يحتاجه الكيان يصله قبل نفاد الموجود والمكدّس في ترسانته التي حدّد حزب الله أهمّ مواقعها، والتي ستتحوّل إلى أهداف مباشرة قابلة للتدمير الحتمي مع خروج الأمور عن السيطرة، وعندها يدرك العالم أنّ جغرافيّة الكيان بكليّتها مستودعات ومخازن، أو مقار ومصانع لتوزيع الموت وفرضه على الجميع، وهذه المرة ليس بإمكان تل أبيب ولا واشنطن أن تحولا دون وصول الموت إلى صناع القتل والإجرام والإبادة.

    *كلّ ما يتمّ تسويقه إعلامياً في خانة، وحقيقة ما يجري في خانة أخرى عسكرياً وسياسياً وحتى تحت عناوين إنسانيّة. والجميع يذكر المسحة الإنسانية الكاذبة التي صبغت الخطاب الأميركي عند الحديث عما أسموه «رصيف بايدن» لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. فماذا كانت النتيجة…؟ ما اتّضح حتى الآن اعتماد الرصيف المشؤوم لضمان تمكين جيش الاحتلال من تنفيذ مجزرة مخيم النصيرات بمشاركة أميركيّة مباشرة، ولا أظنّ الأمر يحتاج إلى تحليل معمّق لمعرفة الهدف منذ لحظة الإعلان عن المشروع. فلماذا تنفق التكاليف الباهظة لإقامة رصيف لإدخال المساعدات، وآلاف الشاحنات متوقفة على الجانب الآخر من رفح، ولا تحتاج إلا لفتح البوابة والدخول إلى غزة؟ لكن ذلك ممنوع بمباركة ومشاركة أميركيتين، وما يؤكد ذلك إقدام الاحتلال «الإسرائيلي» بتدمير منشآت معبر رفح بأسلحة وقذائف أميركية، وفوق هذا وذاك تربيت على أكتاف المجرمين واحتضانهم مع كلّ مجزرة أو جريمة مروعة يقدمون عليها.

    *عندما يعلن رئيسِ هيئةِ الأركانِ الاميركيةِ المشتركةِ الجنرال تشارلز براون العجز عن تكرار الموقف المتقدّم الذي تمّ اتخاذه عندما قرّرت إيران تنفيذ عملية «الوعد الصادق» رداً على الإجرام الإسرائيلي والتوحش الذي استهدف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، حيث تمّ استنفار الجهود الأميركية والأطلسية لاعتراض الصواريخ والمُسيّرات الإيرانية، فهذا لا يعني ترك الكيان لمواجهة قدره، أو التفرّج عليه وهو يصارع وحيداً قبل الجولة الأخيرة من حتمية زواله، بل يعني استجداء الرأي العام المساند لكيان الاحتلال ألا يطالب واشنطن بما يفوق طاقتها. فالجنرال براون ومن سبقه ومن سيأتي بعده يتمنّون ألا يستطيع طائر سنونو أن يحلق فوق الكيان إلا وفق رغبة تل أبيب، لكن الرغبات والأماني شيء والقدرة على تحقيقها شيء آخر، وقد قالها براون بوضوح إنّهم ليسوا قادرينَ على الدفاعِ عن «إسرائيل» في حربٍ شاملةٍ مع حزب الله، وهذا الموقف الرسمي المعلن من أرفع شخصية عسكرية أميركية ليس لفرك أذن تل أبيب على مواقفها، ولا لإخصاء نتنياهو بعد الرفسات المتكررة التي يوجهها وبقية أركان حكومته العنصرية المتشددة حتى إلى وليّ نعمتهم، بل لصعوبةِ صدِّ الصواريخِ التي يُطلقُها حزبُ الله عبرَ الحدود على حدّ قول رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أيّ هناك عجز وليس عدم رغبة في المشاركة، أو تقصير في الدفاع عن استمرار الكيان اللقيط وهو يحتضر.

    خلاصة:

    العجز عن إنقاذ غريق قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة لا يعني تمنّي موته، ولا المشاركة في ذلك، بل يعني المحاولة المشروعة لتجنّب الغرق مع الغريق الذي تزداد خطورة حركاته كلما ضاقت أنفاسه، ولعلّ هذا حال أميركا والكيان الإسرائيلي، فمن يصارع الأمواج لتلافي الغرق لا يستطيع إنقاذ مَن جرفته أمواج الأعاصير إلى لجّ دوامة تبتلع من يدخلها حتى لو كان المسؤول عن أجواء تشكّلها واشتداد حركتها الدائرية التي يصعب التعامل مع تداعياتها، بل يكاد يكون مستحيلاً، ولدى الأميركي اليوم العديد من الدوامات البحرية والبرية القاتلة التي خلفتها العدوانية الأميركية في العديد من بؤر التوتر الساخنة والملتهبة في مسرح العمليات العالمي. ولعلّ هذا ما يلزم الأميركي بالاعتراف سلفاً بالعجز المسبق عن التعامل مع التداعيات، وهذا يدفع للتساؤل: إذا كان ذلك كذلك فلماذا يُصرُّ المجنَّدون الأقزام على التهويل من ويلات جهنّم التي ستفرضها تل أبيب على المنطقة؟ وإذا كان المسؤولون الصهاينة وكبار المحللين والاستراتيجيين يؤكدون على مدار الساعة في الإعلام الرسمي الإسرائيلي أنّ نتنياهو يقود الكيان إلى الانتحار، أو إلى محرقة حتمية في أيّ تصعيد محتمل، فمن حقّ المتابع العادي أن يتساءل: هل مَن يقرعون طبول الحرب، ويعملون على نشر الإشاعات الكاذبة، ومحاولة تعميم التخويف والترويع هم أكثر تصهيناً من الصهاينة أنفسهم؟

    سؤال أظنه مشروعاً ولعلّ قادمات الأيام كفيلة بإرغام جميع الأقزام ومشغليهم على ابتلاع ألسنتهم القذرة عندما يكشف هدهد المقاومة بالميدان عما ينتظر أصحاب الرؤوس الحامية والعنتريات العاجزة عن ستر عورة العجز الأميركي والإسرائيلي المشترك.

    إن غداً لناظره قريب…

    *باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية.

  • الضامن التركي و دوره في النزاع السوري

     

     

     

    سمير باكير – يربط سورية و تركية حدود شائكة و طويلة تزيد عن ٩٤٠كم إضافة لاختلاط بالنسيج الاجتماعي و وجود التركمان في مناطق من الشمال السوري كأرياف حلب و الرقة و مدن عربية في الجنوب التركي كأورفة و ماردين و كلّس و غيرها لكن ما يميز العلاقات بين البلدين منذ خروج الاحتلال العثماني من سورية هو حالة من التوتر و البعد السياسي و لعل أسوأ تلك الفترات ما بعد ثمانينيات القرن الماضي و خصوصاً فترة الرئيسين سليمان دميرال و حافظ الأسد و الاتهامات التي التي كان الأتراك يكيلونها للسوريين بخصوص حزب العمال الكردستاني لكن باعتقال عبد الله أوجلان هدأت الأمور قليلاً و خاصة في السنوات الأخيرة من حكم حافظ الأسد و حدثت ثورة في العلاقات بقدوم حزب العدالة و التنمية و تسنم الرئيس إسماعيل نجدت سيزار للحكم و معه رجال المرحلة و هم عبدالله غل و رجب طيب أردوغان.

    العلاقات السورية التركية في ظل حكومتي بشار الأسد و العدالة و التنمية:

    كان بشار الأسد الرئيس السوري الشاب القادم على إرث حكومة حافظ الأسد و التي تضم مجموعة من المحاربين القدامى المتحفظين على أي تغيير في السياستين الداخلية و الخارجية شجاعاً و منفتحاً فتحدى كل الرؤى السياسية و الأمنية لأجهزته و تقارب مع الأتراك فاتحاً لهم أبواب دمشق على مصراعيها بعلاقات متميزة عنوانها السلام و حسن الجوار و العلاقات السياسية و التجارية البناءة و تنامت العلاقات الثنائية شيئاً فشيئاً حتى أصبحت مثالاً و أنموذجاً لعلاقات حسن الجوار و لكن كان الساسة السوريون يسيرون للامام بحذر و رويّة لكونهم يعلمون السياسة التركية و يعرفونها جيداً و ليسوا مطمئنين للعلاقات الثنائية حتى سقطت هذه الصداقة و انهارت أمام أول امتحان للثقة بين الطرفين بحيث ظهرت الطبيعة الإخوانية للحكومة التركية في بدايات الأحداث السورية عام ٢٠١١م و ذلك من خلال التصريحات التي أطلقها كل من الرئيس رجب طيب أردوغان و وزير خارجيته داود اوغلو و التي تلاها التدخل التركي المباشر في سورية.

    الدور التركي في الصراع السوري:

    دخل الأتراك المعركة ضد الحكومة السورية الشرعية المنتخبة بقوة و ضوح نهاراً جهاراً و ذلك من خلال تدريب المسلحين الأجانب و الإرهابيين من أكثر من ٣٠دولة و زجهم في الساحة السورية التي تغمرها الفوضى و الدماء بحجة دعم ما يسمى “بالثورة” في ظل تيار الربيع العربي الذي تم حرف مساره بفعل اجهزة استخبارات عربية و إقليمية و غربية ليتحول من أمل للشعوب المكبوتة إلى مصيبة تهدد الأمن القومي العربي و الوجود العربي برمته. فتحت تركية الحدود من إدلب غرباً و حتى تل أبيض شرقاً بينما حافظت على حدود جنديرس و عفرين و عين العرب و رأس العين مغلقة بقوة و هي مناطق كردية و كانت حجة الأتراك هو الحالة الإنسانية و اللاجئين المجتمعين على الحدود الجنوبية و أن الجيش السوري على وشك القيام بإبادة جماعية لشعبه و أهله و كانت هذه الرواية مدعومة من المكنات الإعلامية العربية و العالمية بينما تحت ستار دخول اللاجئين من الحدود المفتوحة دخل آلاف الإرهابيين الراديكاليين من تركية بأمر  و تعاون من المخابرات التركية و الوثائق الاستخباراتية تثبت مطلقاً ضلوع المخابرات التركية و جهات أخرى عربية في استقطاب و تدريب و إدخال المسلحين إلى شمال مدينة حلب و انطلاق مجاميع إرهابية كأحرار الشام و جبهة النصرة و الحزب التركستاني و من ثم تنظيم داعش الإرهابي و الأسوأ سمعة في التاريخ المعاصر.  معسكرات جنوب كلس و الريحانية و التي انطلقت منها قوات لواء    التوحيد و اسقطت حلب بيد الإرهابيين و أتت على الصناعة في مدينتها و تم نهب خيرات المدينة و معملها و نقلها للمدن الصناعية في مرسين و هاتاي و غازي عنتاب و غيرها من  خلال وعود و تسهيلات أعطاها الأتراك للتجار السوريين الذين يديرون اليوم معاملهم هناك بعد حصول عدد منهم على الجنسية التركية و بهذا ضربت تركية العصب الإقتصادي لسورية و هو مدينة حلب التي يعرفها العالم كله.

    أما معركة إدلب و دخول الجيش التركي مع مسلحي النصرة بشكل مباشر و اسقاط المدينة لتقع في أيادي الإرهاب و تتحول لإمارة إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي من خلال تصريحات أميرها الجولاني الذي يفعل اليوم بإدلب و أهلها ما يندى له الجبين و بمظلة تركية مباشرة و دعم تركي مطلق من خلال معبر باب الهوى الشريان الأهم بين البلدين و تسويق إمارة إدلب إقليمياً و دعمها المباشر. و أثبتت المعركة معرفة الأتراك بتفاصيل مهمة في الداخل السوري عسكرياً و إجتماعياً و أثبتت الحرب أن فترة التقارب بين البلدين في العقد الأول من القرن الواحد و العشرين كانت خلالها المخابرات التركية ناشطةً بشكل كبير في الأراضي السورية و على معلومات كافية عن الداخل السوري لاسيما المناطق الشمالية السورية.

    دور تركية الضامن الثالث و حامي المعارضة السورية:

    تسير العملية السياسية السورية ببطء و هدوء يعطلها   الأحداث الدولية و الإقليمية بينما يضمن الروس و الإيرانيون و الأتراك سير العملية كل عن حليفه و أصدقائه و ينشط الإيرانيون و الروس في مناطق مختلفة من سورية من خلال قواعد انتشارهم في مناطق ساخنة بالتنسيق مع الحكومة السورية الشرعية دون أي تدخل اجتماعي أو أنشطة مشبوهة رغم نشاط الإيرانيين ثقافياً بشكل ناعم لكنه بالمجمل يحترم قواعد اللعبة و الخطوط الحمراء الحكومية و الديموغرافية السورية التي هناك توجيهات من المرشد الأعلى للثورة بحفظها كما هي دون  الإخلال بالنسيج الإجتماعي السوري. أما الضامن التركي فقد تخطى دوره كضامن للعملية و تحول لمحتلٍ للبلاد بكل وضوح حيث تفرض تركية اليوم وجودها العسكري في شمال سورية و تروّج للغة التركية و ذلك من خلال تغيير أسماء المجموعات المسلحة و الشوارع و المدارس و حتى الحدائق بأسماء تركية كلواء السلطان مراد و سليمان شاه و لواء الفاتح و غيرهم و حديقة الأمة التركية في أعزاز بريف حلب و شوارع بأسماء جنود أتراك في الباب و مارع و الراعي.  الكتابات التركية تغطي جدران المؤسسات و المدارس و المدن و صور أتاتورك و أردوغان تنتشر في مكاتب المسؤولين السوريين في الشمال و لا يكاد يظهر علم الانتداب الفرنسي إلا و بجواره علماً تركياً و المئات من زيارات وزراء الداخلية و الصحة و الخارجية و غيرهم في خرق واضح للقانون الدولي  و السيادة السوري و الأعراف الدبلوماسية و أما الولاة الأتراك فزياراتهم للشمال السوري شبه يومية دون أي خجل أو اعتبار و أما العملة التي يتداولها اليوم الشعب السوري هناك فهي الليرة التركية و الكتابة و نظام المراسلات الوظيفية و الإدارية كلها باللغة التركية و يشترط أي إعلان لتوظيف أي مواطن سوري هناك معرفته بالقراءة و الكتابة باللغة التركية و هي إشارة واضحة لاجبار الشباب لتعلم اللغة التركية من أجل حصولهم على فرصة عمل محترمة و هذه السياسات تؤكد قانونياً و سياسياً أن الوجود التركي في الشمال هو احتلال مطلق بكل المعايير القانونية من خلال فرض اللغة و العلم و العملة و هل بعد هذا دليل؟! فكيف تقبل الحكومة السورية و  الضامنَين الروسي و الإيراني بهذا الدور و هذا خيانة لسورية و لتضحيات شعبها. حاول الأتراك أيضاً السيطرة على العرب هناك و استرضائهم و هم الأكثرية المطلقة في الشمال مع أقليات كردية و تركمانية. فالتركمان هم سادة الموقف و المتحكمين بالتفاصيل الأمنية و العسكرية و الإقتصادية مثل رئيس ما يسمى الحكومة السورية المؤقتة التركماني و رؤساء ألوية المسلحين كفهيم عيسى و غيرهم. أما العرب فقد تعايشوا مع الوجود التركي على مضض و من باب المصالح ليس إلا و بالنسبة للأكراد فقد أطلق التركي العنان للمسلحين لتهجير الكرد من قراهم و مناطقهم و مصادرة أرضهم  و بيوتهم و وصلت بعض التجاوزات للاغتصاب و القتل دون أي تعليق من الجانب التركي.

    الدور التركي في تعطيل التسوية السورية:

    هاجر ملايين السوريين بلدهم إلى تركيا و لبنان و الأردن و أوروبا و يعانون الغربة و العنصرية و سوء المعاملة في بلدان مختلفة لكن العملية السياسية و اللجنة الدستورية لم تحرز أي تقدم بعض سنوات من انطلاقها و لا تزال تركية تعاند و تعطل العمل متمسكةً ببقايا المعارضة كشماعة لتعطيل الحل أو تأخيره على الأقل بينما يعاني السوريون أسوء الظروف من الفقر و الجريمة و انتشار المخدرات في الشمال السوري. آلاف الخيم تفترش الأراضي الجبلية أو الزراعية في الشمال و تفتقر لأدنى مقومات الحياة من مياه و كهرباء و سقف يقيهم حر الصيف و قرّ الشتاء و قد جرفت السيول المئات من الخيام في كل عام لكن دون أي اهتمام من المجتمع الدولي أو الضامن التركي. الآلاف من الأطفال محرومون من التعليم و الصحة و الأمان و انتشار السلاح المنفلت في الشوارع و البيوت و هشاشة المنظومة الأمنية و البنية المؤسساتية و الاقتتال بين الفصائل بين الفينة و الأخرى و الإحباط المطلق الذي دمر الشباب ساعد في انتشار حبوب الكبتاغون و الإتش بوز في الشمال السوري و اعتادها الآلاف من الشباب و الأطفال و النساء في ظل غياب فرص التعليم و العمل و أن الشهادات الدراسية التي يحصل عليها الطلاب هناك لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت به و لا تغني و لا تسمن من جوع. لقد تم تدمير جيل كامل من شباب سورية هناك في الشمال و هو الجيل الذي فتح عينيه على الدنيا في مدنٕ يحكمها الإرهاب و مبر على مجتمع مدمّر و فوضى سلاح و خطف و اغتيالات و سطو و قتل و تشريد و ظلم و نقص في الأموال و الفرص و بطالة مرعبة و انتشارٍ للمخدرات بينما يصور الأتراك الشمال أنه جنة غنَّاء وارفة تحكمها الحرية و الإخاء و العدل و السلام و المحبة و كأنها مدينة أفلاطون الفاضلة بينما يعلم الجميع مدى المشكلات الإجتماعية  و مخاطرها في ظل التغيير الديموغرافي الذي مارسه الأتراك هناك فأي جريمة و أي دور و أي ضمان مارسه الاحتلال التركي في الشمال في تواطؤٍ عربي و صمتٍ غربي.

    أما آن لتركية الدولة الجارة لسورية أن تعي ما فعلته في سورية و شعبها ألم تقامر تركية بأمنها القومي و الداخلي من خلال فتح حدودها، ألم تنعكس اللعبة على الأتراك و على بعد ثلاثين كيلو متراً من جنوب تركية ينشأ كانتون كردي إرهابي يهدد أمن تركية و وحدتها الوطنية و لا ندري ماذا تخبئ الأيام لتركية و الزمان كما يقول السوريون دوّار. فلماذا لا يترك الأتراك سورية لأهلها و شعبها ليتفقوا على دستور و قانون جديد و يقدموه للاستفتاء العام بعيداً عن التدخلات الخارجية و يقرر السويون مصيرهم بأيديهم و يلملموا جراحهم و الزمان كفيل بطي صفحات الماضي بين أبناء الشعب الواحد. 

    طبعاً لا يخفى على أحد ما نسمعه اليوم من وساطة عراقية بين سورية و تركية و لقاءات تركية سورية في الباب و حميميم و بغداد و أنباء عن تقاربٍ بين البلدين لكن على الأسد أن يكون واعياً للخطوة التي يخطوها و هو الذي خطى خطوةً مماثلة في بداية حكمه و طوى صفحة الماضي مع الأتراك فهل يستطيع الأسد الآن طي صفحة ١٣ عاماً من الخيانة و الاحتلال و الدماء التي كان الأتراك عرابوها و قادتها فلا سلام بلا أرض و لا تنازل عن دماء الشهداء و كيف يسامح السوريون تركيا التي غاصت قوائمها في بحر الدماء السورية و لا أظن السوريين يرضَون فهل يرضى الأسد؟!

زر الذهاب إلى الأعلى