• إلى أين نحنُ ذاهبون وماذا عن غدٍ..؟

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    إلى أين نحنُ ذاهبون وماذا عن غداً؟

    إسرائيل بدأت بالتراجع وصهاينة الداخل اللبناني يُعززون مواقعهم لإستمرار الهجوم على المقاومة،

    إشارات صهيونية تَشي بقُرب نهاية العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني،

    ضباط صهاينة كِبار بدأوا يُصرِحون بأن 90٪ من الأهداف تحققت! ولا نعرف ما هي هذه الأهداف التي حققوها هل دفعوا المقاومة 90٪ إلى الخلف من ما كانوا يريدون؟ وهل أعادوا 90٪ من مستوطني الشمال إلى منازلهم؟ وهل إستعادوا أسراهم من غزة؟ أسئِلَة بديهية حول طروحات القادة العسكريين في جيش الإجرام الصهيوني نسألُها ونريد أجوبَة صريحة عليها،

    أم أنها مبررات وقف الحرب بعدما فشلوا في تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض يريدون أن يَمنُوا بهِ أنفسهُم أمام الناس وإقناع ذاتهم أنهم فعلاً انتصروا،

    أيها السادة لا شك أن إسرائيل دمرتَ غزة ولبنان وقتلت وأصابت عشرات الآلآف، لكنها لم تنتصر لأنها لم تحقق أي هدف من أهدافها التي أعلنت عنها، والمقاومة بقيت ثابتة على أرض لبنان وقامت وتقوم بواجبها حيال ما يجري من إعتداءآت ضد القُرى الآمنة والمدنيين،

    إذاً الحكومة الإسرائيلية تبحث عن مخرج لورطتها في لبنان في ظل تطوير المقاومة الإسلامية برنامج عملياتها العسكرية على الجبهة وإدخال منظومات صواريخ ضخمة إلى مسرح القتال لا تفقه التفاهم ولا الحوار، حزب الله بدوره لا يرفض وقف إطلاق النار لأنه لا يقبل بورقة هوكشتاين الإستسلاميةَ وهيَ بصدد تطوير عملها العسكري ضد العدو ما دام مُصراً على عناده ولم يتنازل عن مطالبه،

    لبنان لم يعد يمتلك ما يخسره والمعركة أصبحت حرب إستنزاف للعدو والإدارتين الأميركيتين الحالية والقادمة تتسابقان لقطف وقف إطلاق النار وكأن أمر موت الناس ودمارهم وتشريدهم لعبه بأيديهم،

    أيضاً واشنطن نصَّبَت نفسها وسيط في هذه الحرب وراعي سلام! كيف لهذا أن يكون وهي التي ولدَت كما وُلِدَ الكيان الغاصب مولود لقيط على أرض الغير وهل يحق لِمَن احتل ألأرض الأميركية وسلخ جلود أصحابها وسكانها الأصليين أن يكون راعي سلام؟ هل يحق لمَن قصف هيروشيما وناكازاكي بالسلاح النووي في أكبر إبادة جماعية في التاريخ أن يكون راعي سلام؟ هل يحق لِمَن قتل الشعب الفيتنامي بالفوسفور الأبيض ونهب خيراته أن يكون راعي سلام، وماذا نقول عن احتلال افغانستان والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية وبنما وغيرهم مِما عانوا ويعانون من الإحتلالات الأميركية والعقوبات والحصار،

    أما فلسطين حكايةً أُخرىَ تعادل كل ما إرتكبه الأميركيين منذ ولادة كيانهم المسخ وفرض كيان شبيه بهم على أرضها،

    بالمختصر أميركا مجرم وشريك للصهاينة بكل جرائمهم ولا تُقبَل وساطتها لذلك إما رضوخ من إسرائيل امام صمود المقاومة في فلسطين ولبنان وإما الحرب ستبقى مستمرة فهم لديهم بعد ما يخسرونه،

    إسرائيل سقطت

  • الضاحية… وطنٌ يبكيه القلب في غربته”

    د. بتول عرندس

    “أنا امرأة ضاعت مني الشوارع التي أحببتها، كل شارع فيها كان لي ملاذًا وملجأ. في طفولتي، كنت أتسلق درجات الطفولة في برج البراجنة، أركض ضاحكة في أزقة حارتنا، حيث لا ينتهي الطريق إلا بالعودة لأهلي، لأمي التي تنتظرني على باب البيت بعيون مليئة بالحب والدعاء.

    كبرت، وأصبح كل شارعٍ له صدى خطوات أطفالي. كل صباح، أرافقهم إلى المدرسة بفرحٍ طفولي، كأنني أحلم أن أزرع لهم ذكريات جميلة في هذه الأرض المباركة. وفي رمضان، كنا نخرج معًا في ليل الضاحية الصامت، نسير سويًا نحو شارع السيد هادي نصر الله، حيث نتناول المناقيش ونتسحر على ضوء القمر.

    لا أنسى عاشوراء، حين كانت المضائف تنصب، والشباب يركضون بخدمة الحسين، يرفعون الرايات بأيديهم الطاهرة وعيونهم تتطلع إلى كربلاء. كنت أرى فيهم طيف أبي عبد الله، وكأنها كانت آخر خدمة لهم قبل أن يرتقوا شهداء إلى ربهم. تركوا لي وللضاحية ذكرى عطرة لا تمحى.

    وها أنا اليوم، نازحة، أقف على عتبات الذكرى، أبحث عن وطني في خيالات وأطياف الماضي. تمرّني شوارع الضاحية في المنام، تبكيني، وتحتويني. كأنني أعيش داخل حلمٍ يضيع مني كلما أفقت.

    أعود لأكتب عنهم، عن حياتي التي كانت هنا، أكتب بحبرٍ ممزوجٍ بالدموع والأمل بأن أعود يومًا، لأجد ذكرياتي تنتظرني في كل زاوية.

    يا ضاحيةَ الحبِّ والماضي وأسراري

    يا نبضَ روحي وذكرايَ وأوطاري

    رحلتُ عنكِ وقلبي فيكِ مغتربٌ

    يبكي حنينًا ودمعُ الشوقِ أنهاري

    كلُّ الزوايا بكتني حينَ فارقتها

    وكلُّ دربٍ عليّ الدهرُ قد جارِ

    في كلِّ شارعِ ذكرياتٌ أعيشُ بها

    وموطنُ الحبِّ في قلبي وأنظاري

    كم من شهيدٍ خطى في دربِكِ ارتحلوا

    لكنّ روحَهمُ في الأرضِ آثاري

    يا ضاحيتي، إنْ طالَ البعدُ عنكِ فلا

    تنسى بأنَّكِ للروحِ العزاءُ الجارِ

  • هل تتحمل أمريكا مساندة إسرائيل إلى الأبد

    كَتَبَ إسماعيل النجار

    الكيان الصهيوني تصدَّعَ بشكلٍ كبير وأصبح آيِلاً للسقوط، وأميركا غير قادرة على إيجاد حَل للصراع الدائم بينه وبين مِحوَر المقاومة وذلك لعدم وجود نقاط إلتقاء ونقاط الإلتقاء مستحيلة،
    المسألة لَم تَعُد مسألة خلاف بين دولتين من الممكن جمعهم حول طاولة مستديرة ويتم حَل الخلافات بينهما، القضية أكبر من ذلك بكثير لأنها قضية شعب ولغة ودين وتاريخ وأُمَّة، وأكثر ما يُعقِد المشهد أن المسألة تحولت إلى صراع وجودي بين أُمَّتَين ولم تَعُد مسألة خلاف فلسطيني إسرائيلي كما حولتها الولايات المتحدة الأميركية وصَورتها للرأي العام العالمي وسَوَّقَ لها الإعلام الغربي الذي سارَت في رُكَبُه أغلبية وسائل إعلام الأنظمة العربية،
    الفجوة كبيرة بين الطرفين، من الناحية الإسلامية فلسطين عربية تاريخياً وحاضنة لجميع الأديان وكل ما فيها يتحدث عنها لغتها موقعها الجغرافي وتاريخها وآثارها،
    والصهيونية تعتبرها أرض الميعاد لهم فلم يكتفوا بإحتلال فلسطين وحرمان شعبها من هويتهم ووطنهم لا بَل وصل بهم الأمر إلى حَد إعلان حدود دولتهم الكبرىَ من الفرات إلى النيل الأمر الذي أدخل خطراً أكبر على الكيان لأن إعلان دولة صهيونية من الفرات إلى النيل تضم مكة والمدينة هو ضرب من الجنون قامَ به المنظرين في دولة بَني صهيون لأنه يَمُسَّ بأهم مركزين للعبادة لدى المسلمين هُمآ قبر النبي الأكرم والكعبة المُشَرَّفة، ولم يكتفي الحاخامات والساسة الصهاينة بفلسطين التاريخية التي قرَّر العربان التخلي عنها لصالح اليهود، لكنهم بدأوا بالبحث عن آثار أقدام أجدادهم أينما وطَئَت وفي أي مكان عاشوا ودُفِنوا فيه فاعتبروه أرض أجدادهم وهآ هم اليوم يقولون أن جنوب لبنان هو أرض يهودية بدأوا بالمطالبة بإحتلالهِ وطرد سكانهِ منهُ وبناء المستوطنات عليه،
    طمِعَ الساسة الصهاينة كثيراً وإزداد إجرامهم بحق الشعوب من حولهم وأصبَح هذا الإجرام وظيفة وعمل دائم مستمر لا ينقطع وازداد التمادي بالإعتداءآت العسكرية على دول الجوار فحَوَّل المعركة من فلسطينية صهيونية إلى عربية صهيونية والآن أصبحت معركة إسلامية وجودية دخلت على خطها إيران الشيعية التي من الصعب أن تقبل بالحوار حول فلسطين أو المساومة عليها أو القبول ببقاء الكيان،
    الأنظمة العربية إستسلمت لأمريكا مقابل إمتيازات البقاء في السلطة وعلى العرش وتلقي الحماية من واشنطن لكن المشكلة بقيت قائمة بين بعض مكونات الشعب الفلسطيني الذي رفض إستسلام أوسلو والتطبيع وانتفض على الواقع مدعوماً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي نقل المعركة الى مكوِن لبناني أساسي ألآ وهو الطائفة الشيعية التي تُعتبَر من كُبرى الطوائف اللبنانية وأقواها على الإطلاق،
    شكَلَت إيران طوقاً خطراً حول إسرائيل من الداخل الفلسطيني ومن لبنان ومن العراق وسوريا واليمن، فأصبحت الحروب بينهم وبين الكيان مُدمِرَة وخطرة لدرجة تهديد السلمين الإقليمي والدولي ورفع حرارة صفيح المنطقة لدرجة مخيفه جداً،
    اليوم تشن إسرائيل حرباً على غزة ولبنان ودخلت الحرب شهرها الثالث عشر ولم تُحقق إسرائيل فيها اي نصر حاسم رغم ما ألحقت بقطاع غزة من دمار وضحايا وجوع وحصار،
    أيضاً على الجبهة اللبنانية لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي تقدم ومُنِيَت بخسائر كبيرة جداً وتكلفتها باهظه بالأرواح والعتاد تتكتم الأوساط السياسية والعسكرية على 90٪ منها ناهيك عن إنهيار الصناعه والتجارة وهروب رؤوس الأموال،
    إسرائيل تهشَمَت من الداخل وتمزقت وإعادة اللُحمَة بين مكونات المجتمع الصهيوني أصبحَ صعب للغاية، حيث بلغَ الإنقسام الأفقي والعامودي داخل المجتمعين المدني والسياسي الصهيونيين حداً خطيراً لا يُبشرُ بإعادة اللُحمَة او الإستمرار على العيش في البلاد في ظل حروب مستمرة وخوف دائم الأمر الذي لم يعتَد عليه المستوطن اليهودي من قبل لأن قادتهم لطالما اقنعوهم بأن جيشهم لا يُقهَر ولا يُهزَم ودائما ما كان يخوض حروباً خاطفة وسريعه في المحيط على أراضي الغير ويعود منتصراً،
    اليوم إختلف الأمر بوجود منظمات راديكالية إسلامية مدعومة من دولة إسلامية منظمات لا تعرف الهوان ولا الإستسلام وترفع شعار هيهات مِنَّا الذِلَّة؟
    يبقى السؤال في ظل هذا التباين واتساع الفجوة وتقلص حجم سيطرة واشنطن والأنظمة الغربية على الوضع وفي ظل تراخي قبضة الأمن لدى بعض الدول المُطَبِعه هل تتحمل أمريكا مساندة إسرائيل إلى الأبد ام ستتخلى عنها إذا ازدادت التكلفه المادية والعسكرية والمعنوية عليها وأصبخت فوق طاقتها وأكبر من مردود بقاء إسرائيل كحليف لها؟ في ظل إصرار قوى قوية تحيط بها وتنتشر على كامل جغرافيا المنطقة العربية تمسك بالممرات المائية وتهدد الملاحة الدولية وترفض التراجع أو الخضوع او التنازل،،،
    أخيراً مَن سينتصر؟
    حتماً إسرائيل سقطت،

  • ترامب الثاني وليس الجمهوري؟.امريكا في زمن التغير واعادة الهيكلة

    ميخائيل عوض

    حقق ترامب الثاني وليس الحزب الجمهوري انتصارا ساحقا في الانتخابات الامريكية فقبض بيد من حديد على الادارة بمستوياتها المختلفة؛ اكثرية شعبية في الصناديق ومجلس الشيوخ والنواب والمحكمة العليا والبيت الابيض.

    نادرا ان حققت جماعة او حزب بانتخابات واحدة كل هذه الانجازات وهي بكل الاحوال اشارة قوية دالة على ان السيستم الامريكي المعتادة فيه الدولة العميقة ان توزع الادارات وتحكم من خلف الستارة قد انهار تماما وفقدت السيطرة والتحكم بعد ان انقسمت واحتربت بين لوبي العولمة بواجهته الحزب الديمقراطي والظاهرة الترامبية التي تقود لوبي العولمة.

    يعزز هذه المؤشرات ان ترامب اصلا جاء في ٢٠١٦ من خارج النص والسياق متمردا على السيستم عنيد مكافح لا يستسلم.

    ترامب الثاني وليس الاول ولا الحزب الجمهوري الذي انتصر.

    الجمهوري حزب تقليدي بليد ورتيب قبل جلاوزته ان يكون واجهة للدولة العميقة تستخدمه بالتناوب مع الديمقراطي عبر تغير بالوجوه .

    ترامب الاول جاء ساذجا فردا اخترق بأعجوبة السيستم فأوقعته الدولة العميقة في ولايته الاولى في سلسلة طويلة من المعارك استنزفته ومنعته من تحقيق مشروعاته وتامرت عليه واسقطته في الانتخابات وحرمته من الثانية وفي كل ثانية يكون الرئيس طليق اليد متحرر غير ابه بلا فرصة لولاية ثالثه .

    ترامب الاول تحول جذريا واكتسب خبرة وتجارب واتقن الاعيب السياسة ومناوراتها ونجح في الاستيلاء على الحزب الجمهوري واول ما فعله اخضاعه واعادة هيكلته وتصفية الكهول والمترددين والبيروقراطين ونفخ فيه روح الكفاح والشباب والقتال فامن لمشروعه قوة حاملة وقبيلة مقاتلة مكنته من انتاج نصر نوعي ومفاجئ.

    فالانتصار هو لترامب الثاني الظاهرة المتعارضة مع السيستم واحزابه وحراكه السياسي.

    ترامب الثاني يدخل البيت الابيض محاربا شرسا والادارة له وطوع يده وله معاونون واذرع وقد بدا من فوره بإعداد الادارة التنفيذية والمطواعة له وموظفين موالين. كل يعرف ما يجب عليه فعله على عكس ادارته الاولى التي كانت ارتجالية وتجريبيه.

    ترامب الثاني لديه رؤية وبرنامج وعناوين لإعادة هيكلة السيستم تمهيدا لإعادة انتاج امريكا مختلفة ويعرف بان زمنه ٤سنوات فلن يفرط بساعة واحدة وسيبدأ عهده حازما اسد مجروح له ثار عند السيستم والدولة العميقة وخاصة لوبي العولمة وبيروقراطية البنتاغونوالوكالات وشركات صناعة السلاح والحروب.

    هم ترامب الثاني امريكا وحربه مع خصومه الاعداء ومهمته الاولى تصفية الحساب وتصفيتهم كمقدمة وشرط شارط لتمكنه من امريكا واعادة صياغتها.

    وفي خدمة مهمته الاولى والمركزية سيضع برنامجه بتدمير العولمة وادواتها ووقف الحروب فورا وسحب القواعد الامريكية ووقف تمويل المغامرات العسكرية فقراره ان امربكا لن تكزن سرطي العالم ولا حام ومدافع بالمجان.

    عن ترامب الثاني وهيكلة امريكا والعالم ما بعد الترامبية نستمر في البحث والكتابة وندعو للتفاعل والاهم للتفكير من خارج الصندوق والا يفوت المتحجرين الزمن ويجري على جثث تنظيراتهم وافكارهم العتيقة وربما على جثثهم.

    زمن ترامب الثاني هو زمن التغيرات الكبرى وولادة العالم الجديد.

  • العميد عنتر ومجلس الأمن الدولي

    كتب  عدنان أحمد الجنيد

    • لكل فعل رد فعل، مضاد في الاتجاه، موازٍ في الحجم والتأثير، وعندما يضج مجلس الأمن (الصهيوني) من أعمالك، تتأكد أنها بلغت من الجهد والجهاد ما أثار ردة الفعل الدولية، فكسرت الحصار الجغرافي، واخترقت الحدود والآفاق، حتى آلمت ظهورَ أعدائك، وكأنك تجلدهم بالسياط ليلَ نهار.. وهذا بالضبط ما عملته أنشطة رئيس (الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي)، العميد (حميد عنتر)، وبياناتُه ومقالاتُه.

    • بالأمس القريب، قدم فريق خبراء مجلس الأمن تقريراً مفصلاً، مكوناً من 541 صفحة، بخصوص اليمن، وفي سياقه تم سرد مقال العميد (حميد عبدالقادر عنتر) مستشار رئاسة الوزراء، رئيس الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي، الذي صرح به لقناة (مهر) الإيرانية.. مبدياً انزعاجه من محتوى التصريح الذي يؤكد فيه (عنتر) على وجود غرفة عمليات مشتركة لدول محور المقاومة، وهو الأمر الذي أدلى به لأول مرة سماحة السيد (عبدالملك بدرالدين الحوثي) قائد الثورة اليمنية، في إحدى خطاباته، وأكده المشير الركن (مهدي المشاط) رئيس الجمهورية.

    • الأمر الذي بلغ بمجلس الأمن (الصهيوني)، غاية الانزعاج، هو ما أدلى به العميد (عنتر) من أن الضربات اليمنية ستستمر حتى زوال الكيان، ولعل الكلمتين الأخيرتين (زوال الكيان) هما ما أخرج (مجلس الأمن) من وقاره المُتَصَنَّع، وجعله يظهر بحقيقته المادية المجرّدة، من أنه مجلس صهيوني محض، وأنه مجرد محفل ماسوني آخر، يرتدي زياً لم يعد يلائمه في هذه المرحلة من المواجهة، فبدى -رغم أنفه- بوجهه الحقيقي، بعد أن غسل عنفوانُ المحور ما على وجهه من مساحيق تجميل، وكشط ذلك القناع الذي لم يقنع الصادقين من أمتنا، عبر عقود من الزمن، أنه بالفعل (مجلس للأمن الدولي)، فلطالما أنّت شعوبٌ، وقُهرت إراداتُها، ولم يفعل ذلك المجلس ما يوازي مُسَمّاه الزائف، إلا فيما يخدم الأمريكَ وحلفاءَهُم.

    • أخيراً: أهنئ العميد (عنتر)، على نجاح أعماله الدؤوبة، وجهاده المؤثر بجلود الأعداء.. وأدعوه إلى أخذ الحيطة والحذر، فقد بات في بؤرة عدسة استهداف أعداء الأمن، والحريات، والحقوق، والعدالة الدولية، الذين يسمون مجلسهم بـ (مجلس الأمن الدولي).

    *رئيس ملتقى التصوف الإسلامي-اليمن.

    عضو رابطة علماء اليمن.

  • الإفراط في استخدام القوة والطاقة التدميرية يراكم العجز

    ‬ د. حسن أحمد حسن

    لم يعُد المتابع العادي بحاجة إلى بذل الكثير من الجهود وإعمال التفكير العميق لفهم حقيقة الملامح العامة لما تشهده المنطقة من أحداث وتطوّرات مفتوحة على المجهول، فالتداعيات التي تبلورت منذ انطلاق الموجة الأولى من ملحمة طوفان الأقصى وحتى اليوم تؤكد أن الحرب الدائرة على جغرافية العديد من أقطاب محور المقاومة إنما هي حرب أميركيّة بامتياز، وقد أسندت مهمة التنفيذ المباشر للكيان السرطاني الذي تطابقت مصالحه بزعامة نتنياهو مع مصالح المشرفين على مطبخ السياسة الأميركية المهيمنة وعلى غالبية مفاصل صنع القرار الدوليّ، وقد ساءهم أن يروا المحور المقاوم مصمّماً على رفض الخضوع والإذعان لما يمليه فراعنة العصر، ومستعداً للدفاع عن المصالح الوطنية العليا لجميع أطرافه بغضّ النظر عن اليقين بحتميّة التكلفة الباهظة والفاتورة الكبيرة المطلوب دفعها عاجلاً أم آجلاً، في حين أن غالبية دول العالم منذ بداية الألفية الجديدة تحاشت جنون القوة الأميركية المتوحشة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م. وتسابقت لتبنّي كل ما يصدُر عن حكومة الظل في الدولة العميقة، في حين بقيت دول قليلة بما في ذلك بعض الدول العظمى تتعامل بحذر شديد مع نزعة الاستكبار الأميركية، وتسعى جاهدة لتجنّب إغضاب بلاد العم سام التي سوّقت نفسها على أنها قدر لا طاقة لأحد بمواجهته ولا الوقوف أمام الرأس القاطر لعرباته المتخمة بأدوات القتل والدمار ونشر الرعب والموت في كل اتجاه، لكن أطراف محور المقاومة لم تلتزم بهذه الخلاصات، ورأت أنه من غير المبرّر التسليم المسبق بانتصار العدو، وأنّ الخوف من تكلفة عدم الخضوع والإذعان لا يلغي الأخطار التراكميّة اللاحقة، ولا يمنح من يتبنّون خيار الصمت والمراعاة والالتصاق بالحائط صكّ براءة يُعفيهم من العقاب في أي لحظة يخطر فيها ببال أحد القتلة من أصحاب نظرية الإفراط في استخدام القوة العسكرية والطاقة التدميرية لضمان تدجين من يرفض الإقامة داخل الحظيرة الصهيو ــ أميركية، ومع تطور الأحداث وتداعياتها التي أخذت شكلاً دراماتيكياً بعد ملحمة طوفان الأقصى تبيّن لكلّ من يريد رؤية الحقيقة أنّ فاتورة إغضاب الأميركي ثقيلة على الحمل، لكن مهما ارتفعت تبقى أقلّ بكثير من فاتورة إرضائه، لأن الطغمة المسؤولة عن رسم آفاق الاستراتيجية الأميركية لا تقبل وجود الشركاء ولا الخلفاء، بل الأتباع ومنفّذي ما يتمّ اتخاذه من قرارات من دون مناقشة ولا تفكير بمضامين ما يتمّ اعتماده في شتى الجوانب، وبالتالي هي مفتوحة على المجهول المتضمّن إمكانية الطلب من الأتباع توقيع أوامر إعدام سياسيّة بحق كياناتهم. وفي تلك الحالة لن يكون بإمكان أولئك إلا هزّ الرأس والتوقيع بكلّ حب ورضا. وهنا تظهر أخطار وتهديدات الطامة الكبرى المؤجلة إلى أن يحين وقتها وتنضج البيئة الاستراتيجية المطلوب تهيئتها للفصل ما قبل الأخير من مشروع إحكام السيطرة على العالم انطلاقاً من البوابة الشرق أوسطية، وكي لا يبقى الكلام نظرياً يمكن للمتابع العادي استحضار أي لقاء يجمع مسؤولين أميركيين مع أي من أنظمة التطبيع التي قطعت أشواطاً على هذه الطريق، أو تلك التي في طريقها إلى التطبيع، لكنها متخوّفة من النتائج الحتميّة لأسباب عدّة منها الموضوعيّ ومنها الذاتيّ، ولن يتطلب فهم الحقيقة المزيد من الجهد لاكتشاف أنّ السلوك الأميركيّ العمليّ يتضمّن تجسيداً فعلياً لمضامين الخطاب العنصري الصهيوني الذي يصنّف مَن لا يذعنون لتوحش حكام تل أبيب بأنهم أدنى من البشر «حيوانات بهيئة بشر»، ومن يرتضي لنفسه وشعبه أن يكون بين الحيوانات التي سخرها إله «بني إسرائيل» وفق المنطق التوراتي والتلمودي المشوّه فهذا شأنه، وبإمكانه أن يسعى لتسويقه كما يشاء، لكن لا يحق له أن يفكّر عن غيره، ولا أن يستنكر على من يتبنون نهج المقاومة أي قرار متعلق بمختلف جوانب حياتهم الشخصية والعامة، كما لا يحقّ لمن راقت له عربة التطبيع، واستطاب التمتع بالتربيت على كتفه من قتلة الأطفال وناحري الإنسانية أن يهاجم من له قناعات مختلفة ومتناقضة، وهي تستند إلى معطيات الواقع القائم، ليس في هذه المرحلة من التاريخ فحسب، بل عبر تاريخ البشرية على امتداده الطويل. وقد يكون من المفيد والمهم هنا الإشارة إلى بعض الأفكار المتعلقة بالواقع الحالي الذي تعيشه المنطقة والاستعصاء المزمن والمتفاقم لصراع مركب وعميق وجذري، ولا تبدو في الأفق حتى الآن أيّ قرائن تفيد بالاقتراب من خط النهاية، ويمكن الاكتفاء بذكر بعض النقاط والأفكار لتوضيح الصورة، ومنها:

    *أي حديث عن موعد الاقتراب للتوصّل إلى اتفاق أو تفاهمات أو رؤى تقدّمها واشنطن ومَن معها لإخراج المنطقة من فوهة البركان المشتعل لا يعدو أن يكون ذراً للرماد في العيون بهدف منح آلة القتل والتدمير والإبادة الصهيونيّة المزيد من الوقت، والفرصة تلو الأخرى لإتمام الإبادة الجماعية الممنهجة والمستمرّة منذ الساعات الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى في 7/10/2023م.

    *عقم التعويل على إرادة مجتمع دوليّ وشرعية دولية وصحوة ضمير إنساني عالمي لسبب بسيط وجوهري، وهو أنّ هذه المصطلحات وما شابههما شكل بلا مضمون، فالمضمون مصادر ومرهون لتنفيذ مخرجات دورة القرار الأميركي.

    *إمكانية الاستجابة الرسمية لأدنى متطلبات الضمير العربي والإسلامي هي في حدودها الدنيا، وكل الأنظمة المطبّعة ليست صاحبة قرار، ولن تكون الأنظمة الراغبة بالتطبيع أفضل حالاً، ومن هنا تصبح مهاجمة تلك الأنظمة أقرب إلى العبثية، لأن التهجّم وإطلاق النعوت السلبيّة يزيد الطين بلة، ولا يغيّر الواقع الذي يحكم تلك الدول ويتحكم بها بما يخدم تنفيذ الأجندة الصهيونية، وقد تكون الجدوى الممكنة أضعاف ما هي عليه إذا تمّ استبعاد لغة التهجّم ورفض تقليد المنطق الأميركي: (كلّ من ليس معنا هو ضدنا).

    *الدمار الكبير والخسائر الكارثية التي لحقت بأطراف محور المقاومة، لا يعنيان أن الكيان الاستيطاني الإسرائيلي ومن معه بوضع مريح، ولا تنفي الآثار الأكثر كارثية على المشروع الصهيو ــ أميركي بغض النظر عن حجم الخسائر التي تكبّدها العدو، وهي كبيرة، وإنْ تمّ التستر عليها وإخفاء ما يمكن إخفاؤه منها، فضلاً عن أن تداعياتها الحتميّة تدخل في التصنيف الاستراتيجي الذي يصعب تعويضه، في حين أنّ بإمكان محور المقاومة الترميم والتعويض وبزمن قياسيّ عن كلّ ما خلفته نزعة القتل والإبادة الصهيونية المدعومة أميركياً وأطلسياً، والفرق أشبه ما يكون بين الجراح وإنْ كانت عميقة وبين الكسور التي تصيب العمود الفقريّ والجمجمة.

    ما أنجزه المقاومون في مختلف جبهات القتال على الصعيد الميدانيّ المباشر يفوق كلّ تصوّر. وهذا كافٍ للثقة واليقين بأنّ النتيجة النهائيّة لمسرح العمليات الميدانية لن تكون إلا لصالح أصحاب الأرض والحق، ووفق مشيئة جنود الله على الأرض والتكامل الإبداعي بين الوحدات القتالية التنفيذية وبين مفاصل دورة اتخاذ القرار، وهذا أيضاً كفيل بتأجيل الرؤى والاقتراحات والانتقادات التي يقدّمها هذا الشخص أو ذاك، وإنْ كانت الخلفية نقية وترتكز إلى الرغبة المشروعة والجامحة بكسر قرن الشيطان الأكبر وتابعيه في أقصر وقت، فكسر ذاك القرن أمر تتقنه دوائر اتخاذ القرار المقاوم بالحسابات الدقيقة التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية، وليس بإطلاق العنان للرغبات والعواطف التي يمكن تنظيم ظهورها بطريقة أكثر جدوى ومردوديّة.

    *ارتفاع سقوف الأهداف العدوانيّة التي أعلنتها تل أبيب وتبنّتها واشنطن، والعجز عن بلوغها لا يبرّر التوحّش والإجرام الذي لم تشهد له البشرية مثيلاً، ومع ذلك وعلى الرغم من كل ما حدث أو قد يحدث من المهم التذكير بأنّ الحرب مكاسرة إرادات، وإرادة عشاق نهج المقاومة أقوى وأصلب وأمنع وعصيّة على الكسر، وليس الوضع كذلك لدى قتلة الأنبياء والأطفال وسفك الدماء، ولم يشهد التاريخ البشريّ انتصاراً نهائياً لإرادة الإجرام على إرادة رفضه وتقويض روافعه، وإنْ كسب المجرمون بعض الجولات المؤلمة، لكن اللوحة تتبدّل وبتسارع أكبر مما قد يبدو للمتابع العادي، والآتي من الأيام والليالي ونتائج الميدان كفيلة بتوضيح الصورة أكثر فأكثر…

    *باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية

  • أول الانهيار إقالة غالانت…!

    كتب د نزيه منصور

    في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، نفذت الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاقية أوسلو هجوماً على غلاف غزة متجاوزة كل التحصينات والتقنيات العالية والكاميرات وأجهزة الرقابة، وأسرت المئات وقتلت العديد من المرتزقة الصهاينة وهزت الكيان على مساحة فلسطين المحتلة. على أثرها، شنّ العدو عدواناً بربرياً همجياً مستخدماً أحدث الأسلحة والذكاء الاصطناعي وبحضور الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي والمستشار الألماني الذين وقفوا إلى جانب الكيان لتخصيص المزيد من المساعدات له..!

    ترك طوفان الأقصى تداعيات على الكيان، وخاصة على الحكومة وباقي المؤسسات الأمنية، وحاول نتن ياهو إقالة وزير الحرب غالانت. وعلى الأثر، تحرك الشارع ضد نتن ياهو للحؤول دون الإقالة، فرضخ وأصبح الخلاف ناراً تحت الرماد، وتفاقم الخلاف حول استمرار الحرب وخدمة الحريديم وإجراء تسوية بموضوع الأسرى وطفح الكيل بينهما. وفي ليلة ليس فيها ضوء قمر، عزل نتن ياهو غالانت وعيّن خلفاً له والحبل على الجرار، وعاد الشارع إلى سابق عهده وبرزت كل التناقضات على مصراعيها…!

    تشكل إقالة وزير الحرب خطوة على طريق الألف ميل، التي تنذر ببدء انهيار الكيان المؤقت، والتي تبشر به إحدى المعتقدات اليهودية بانتهاء الكيان مع العقد الثامن من عمره. وها هي الوقائع تتراكم من طوفان الأقصى وجرائم الابادة الجماعية وتدمير الحجر وقتل البشر في قطاع غزة وفي لبنان، وارتكاب المزيد من المجازر. كما يواجه مقا.ومة بطولية تلحق به المزيد من تدمير آلته العسكرية وقتل عصابته، وتجعله يتقهقر مع كل يوم، وترسم بالدم طريق النصر المؤزر وتلحق الهزيمة به وما النصر إلا من عند الله…!

    وبناءً عليه، تنهض من مسار طوفان الأقصى والعدوان والمقا.ومة تساؤلات عديدة منها:

    ١- هل يعتبر تفكك حكومة العدو خطوة على طريق تفكك الكيان في المدى الزمني المنظور؟

    ٢- هل تسارع الإدارة الأميركية المنتخبة إلى إنقاذ الكيان أم تذهب إلى تسوية تحفظ مصالحها؟

    ٣- هل تبرز منظمات غير معروفة لضرب المصالح الغربية الأميركية؟

    ٤- هل ترفع وحدة الساحات والمحور الرايات البيضاء؟

    د. نزيه منصور

  • وفد من هيئه التنسيق في لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية يزور وزير البيئة

    زار وفد من هيئه التنسيق في لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية رئيس الهيئة الوطنية لادارة الكوارث معالي وزير البيئة ناصر ياسين في السرايا الحكومي، حيث عرض مع معاليه الجهود المبذولة من الهيئة ومختلف المؤسسات الوطنية المعنيه بمساعدة النازحين من اهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع.

    الوفد اطلع من الوزير على المشاكل التي تعترض عمل الهيئة واهمها قلة الموارد المتاحة والقصور الناتج عن الوضع الاقتصادي الصعب، وأكد على ان الهيئة تسعى جاهدة لتوفير الاحتياجات الاساسية للنازحين من المساعدات التي تاتي من الخارج، وانها تتابع ادارة هذا الملف بكل جدية وصولا الى تغطية كافة المناطق وايصال المساعدات الى الجميع.

    من جهته، شكر الوفد للوزير جهوده وشفافيته في التعامل مع ملف النازحين مؤكدا على ضرورة العمل لتوفير كل الامكانيات المتاحة لخدمة اهلنا في مختلف مناطق النزوح واكد على أهمية قيام الاجهزة الأمنية بواجباتها في حفظ الامن ومنع محاولات المغرضين من افتعال المشاكل كما اكد على وضع امكانات لقاء الاحزاب بخدمة هيئه اداره الكوارث واستعداده للقيام بكل ما هو مطلوب منه لتحصين السلم الاهلي.

  • صوت الوطن: العميد حميد عبد القادر عنتر ملامح النضال اليمني

    يمن محمد

    أيام وأعوام كانت الأقسى في تاريخ اليمن، فيها انكشف الغطاء عن كثير من الوجوه المٌقنعة التي خدعتنا لعشرات الأعوام. وفيها أيضًا بزغت لنا أسماء وشخصيات حملت الوطن على عاتقها ونهضت وقاومت وواجهت بكل قوة وعنفوان، منهم من استشهد ومنهم من لا يزال يقود المعركة. وكان من أبرز هذه الشخصيات الوطنية الوفية العميد حميد عبد القادر عنتر، الكاتب والمحلل السياسي صوت الوطن المكافح والمقاوم، من قاد مسيرة الجهاد والصمود، فارس الإعلام الذي قاد معركة الإعلام العظيمة التي تجاهلها الكثير وحملها هو وعدد قليل من رفقته.

    ففي الوقت الذي تسابق فيه عدد من قادة الوطن المنافقين للطعن في قلب اليمن، وقف الأوفياء دروعًا يصدّون عن بلدهم الضربات، وحملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الوطن وجبر جراحه. ورغم قساوة الظروف وتكالب الأعداء الأقربين والبعداء، وبرغم الحصار المفروض والتكتم الإعلامي عن كل ما يجري داخل البلد، وإيقاف عدد من المواقع والقنوات الناطقة باسم الشعب اليمني، خرج من قلب الوطن بطل من رجاله الأوفياء، فكسر القيود بفكرته العميقة وتبنى بذاته القضية وحمل المسؤولية. فبدأ بتأسيس حملة عالمية لفك الحصار عن مطار صنعاء وعن اليمن، من خلال التواصل وجمع عدد من المفكرين والسياسيين والإعلاميين العالميين المناهضين لقوى الاستكبار العالمي، وتفرعت منها عدة أعمال عظيمة تصب جميعها في نصرة المظلومين من أبناء الأمة، فكانت البرامج والمؤتمرات والفعاليات التي تناقش قضايا الأوطان وتصدح بصوت الحق في وجه المتجبرين.

    لقد خط بحروفه أوجاع الوطن وصدح بصوته أمام العالم، فكان هو صوت اليمن: صوت ذلك الطفل وتلك المراه وذاك المسن، صوت الشهيد والجريح والأسير، صوت الأرض بأشجارها وأحجارها، حتى أوصل الصوت وتأسست بفضله العديد من الكيانات والملتقيات والمؤسسات الإعلامية الداعمة لحقوق الشعب اليمني، ووقفت اليوم بكل قوة وحزم وبجهود عظيمة وجبارة في نصرة القضية الفلسطينية واللبنانية. فكانت حروفه رصاصات تصيب قلب كل عدو ينعق مع الباطل ويناصر الظالمين والمجرمين، ومثال ذلك ما قام به مؤخراً فريق الخبراء في مجلس الأمن الدولي من مناقشة لما قاله هذا البطل وإعرابهم عن القلق من تلك الكلمات النارية التي دونها في حواره الأخير مع وكالة “مهر” الدولية من الجمهورية الاسلامية فقد عرفوا حجم هذا القائد وقيمة الكلمات ومدى صحتها وتأثيرها. فقد كانت كلماته سهامًا دقيقة أصابتهم فانزعجوا وقلقوا، ونحن نقول لهم: استمروا في قلقكم وانزعاجكم، فأنتم أمام شعب عظيم وقادة عظماء لا يخيفهم قرارات مجلسكم ولا تصرفات قادتكم وسنواصل النضال حتى الإنتصار.

    أخيرًا، هي رسالة نوجهها أولًا لقيادتنا السياسية وعلى راسهم السيد عبد الملك ابن بدر الدين الحوثي قائد الثورة الذي واجهة قوى الاستكبار بتقديم الدعم والتشجيع لهذا الرمز الوطني المجاهد، والاستفادة من جهوده وأفكاره العظيمة والاستثنائية. كما هي رسالة شكر وعرفان للمستشار العميد حميد عبد القادر عنتر، نقول: أنت رمزٌ للوطنية الخالصة وللنضال والتضحية، فقد جسدت لنا معنى الإرادة القوية التي لا تعرف الضعف أو الانكسار. لقد عايشنا معك اللحظات التاريخية التي سطرت فيها عناوين العزة والشموخ، حيث أظهرت لنا كيف يجب أن يكون الوفاء للوطن.

    جهودك وكلماتك تُدون في كل قلب ولا يُنسى، فكل خطوة اتخذتها كانت دفاعًا عن كرامة الشعب ، وبإخلاصك وعزيمتك، ألهمت الكثيرين، وغرست في قلوبهم حب الوطن وروح المقاومة. إن كلمات الشكر لن توفيك حقك، لكننا نأمل أن تشعر بمدى تقديرنا لما قدمته، ونصبو لأن نستمر جميعاً في السير على درب الشهداء المناضلين من سبقونا الى الله وحتى الانتصار العظيم القريب باذن الله.

    شكرًا لك، يا صوت اليمن ورمز النضال. أدامك الله فخرًا لليمن.

    كذلك الشكر لقيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي والى كافة اعضاء الحملة في الداخل وفي كافة دول العالم والى كل المنتديات السياسية من اليمن ومن دول المحور والى كل النخب السياسية والكتاب والكاتبات الذين سطرو اروع البطولات بجهاد القلم والفكر واستطاعو ان يفندو ويعرو قوى الاستكبار انشاء الله النصر قريب والتمكين

  • فلسطين عربية مهماطال الزمن ولن يحررها إلا اهلها

    كتب سعيد فارس السعيد

    الرأي العام العربي أو الإسلامي أو العالمي يراقب جيدا ولديه ذاكرة..

    فمن أولى واجبات ومسؤوليات قادة دول وقوى محور المقاومة سواء أمام انفسهم أولا ، أو أمام الرأي العام بأن يقوموا بتنفيذ كل ما كانوا يتوعدون به العدو .

    لأنه ومنذ عقود ونحن نسمع بأن زوال الكيان الإسرائيلي بات قريبا جدا ..

    ثم وقبل سنة الى هذه اللحظة ونحن نسمع أصواتا قوية واضحة جدا من مسؤولين سواء في الضاحية الجنوبية اللبنانية أو من طهران قالت وتكرر القول بأنهم يستطيعوا تدمير يافا

    ” تل ابيب ” وتدمير كل المواقع الحيوية والاستراتيجية في حيفا ..

    ومنذ بداية انطلاق عملية طوفان الاقصى اي منذ أكثر من سنة إلى الآن ونحن نسمع بأن اي عدوان على بيروت او طهران ستقوم المقاومة او ايران باستهداف تل ابيب .

    ما أريد ان اقوله ..

    امام كل هذا العدوان الوحشي بشكل يومي بتدمير قرى وبلدان ومدن بشكل كامل فوق رؤوس اصحابها سواء في فلسطين او في لبنان ، وقتل النساء والاطفال وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس وقتل رجال الصحافة والاعلام وتدمير البنى التحتية لكل قطاع غزة وبشكل ممنهج وامام كل هذه الجرائم والابادات الجماعية التي حصلت وتحصل يوميا في فلسطين ولبنان والتي لم يشهد التاريخ مثيلا لها ..

    وامام كل هذه العربدة الصهيوأمريكية اليومية ضد كل دول وعواصم ومدن قوى محور المقاومة ، بشكل يومي ومستمر ..

    وكلما قام الكيان الاسرائيلي بتدمير قرية او بلدة او قام بجريمة جديدة وابادة جماعية نسمع تكرار القول بأن قوى المقاومة وايران سيقومون بتدمير تل ابيب وسيقومون بتدمير حيفا ..؟

    ان الرأي العام العالمي والرأي العام العربي والرأي العام الاسلامي يريد ان تكون الاقوال ترجمة ميدانية للأفعال .

    كما يريد ان تكون الاقوال واضحة بواقعية ملتزمة ومقرونة بالقرار .

    فالمنطقة ليست مسرحا للخطابة أو بلاغة الدعاء أو لقصائد الشعر بالمديح والرثاء ..

    المنطقة كلها الآن تعيش بأقسى واخطر حالات الحروب منذ قرون الى الآن .

    وانظمة دول الأمة العربية وشعوبها كما انظمة دول الأمة الاسلامية وشعوبها تشاهد وتراقب وتكتفي بنظم الاشعار وصياغة البيانات والخطابات ..

    فيما لم يساند ولم يقف مع الشعب العربي الفلسطيني سوى قلة قليلة من العرب الشرفاء في لبنان وسورية واليمن والعراق وقلة قليلة من المسلمين في ايىان وقلة قليلة من المؤمنين بالله وبإنسانية الانسان .

    فكل من تهمه مصالحه ويسعى لأن تكون مصالحه أهم واقدس من مصالح الآخرين ولا يستطيع ان تكون كلماته مقرونة بالأفعال عليه ان يصمت وعليه أن يترك ساحات النضال والكفاح للشعوب المعنية بحقها وحقوقها فهي وحدها تعرف كيف ومتى تسترجع حقها وحقوقها المغتصبة بإمكانياتها الخاصة والذاتية وبدون اية مغامرات تكبدها خسارات كبيرة ..

    كما تعرف جيدا الوقت المناسب لتقديم الدماء والارواح فداء لأوطانها وديارها ومقدساتها ..

    فالشعوب التي لاتهدأ بالمطالبة بحقها وحقوقها وخاصة الشعب العربي الفلسطيني العظيم فإنها حتما وبكل يقين ستحصل على حقها وحقوقها مهما طال الزمن وبأقل خسارات ممكنة ..

    فالديار والأوطان والمقدسات هي لأهلها ولأصحابها مهما طال الزمن ،

    فالحق والحقوق المغتصبة سترجع لأصحابها وفلسطين كل فلسطين عربيةمهما طال الزمن مادام اهلها يناضلون ويكافحون لتحريرها واسترجاعها .

    ولسنا على عجلة من امرنا مادام فينا من يقاوم للصلاة في المسجد الأقصى ..

    ولسنا على عجلة من امرنا ،مادام فينا من يقاوم من اجل الصلاة بكنيسة القيامة ..

    ونعرف جيدا متى وكيف نسترجع ديارنا وأوطاننا ومقدساتنا .

    انطلاقا من كل ذلك ..

    فالوعد الصادق ٣

    ، سيرسم معالم المنطقة لعقود طويلة .

    وبعدما تم الرد الإيراني التاريخي بالوعد الصادق الأول والوعد الصادق ٢ والذي ورغم انه حصل متأخرا لأن الاصلاحيين في ايران وللأسف الشديد قد وقعوا في فخ التضليل والخداع الأمريكي الأوروبي مما زاد في توحش وعربدة الكيان الاسرائيلي وشركائه بالعالم وبالمنطقة .

    فإن( الوعد الصادق ٣ )

    بالرد الايراني المقبل الأكيد بين ليلة وضحاها فإن هذا الرد المتوقع بأية لحظة إما سيزيد من العربدة الإسرائيلية والهيمنة الأمريكية بالمنطقة ،

    أو أن الرد الإيراني القادم سيوقف العدوان الاسرائيلي ويفرض على الكيان وحلفائه وشركائه وادواته قوة الحق والأمن بالمنطقة .

    فالرد الإيراني وقوى المقاومة الآن هم أمام اهم واخطر واصعب منعطف تاريخي .

    ويجب ان يكون الرد موجعا وحازما وقويا ينهي كل طرق واشكال العدوان والتوحش والاجرام والعربدة الصهيوأمريكية ،

    غير ذلك ستكون المنطقة كلها أمام تحولات هامة وخطيرة جدا لعقود طويلة ..

زر الذهاب إلى الأعلى