سورية

  • التاريخ يكتبه الأقوياء والحق لاينتصر إلا بالقوة

    كتب سعيد فارس السعيد :

    دول وقوى محور المقاومة تمتلك كل مقومات الصمود والنصر ولكنها وللأسف لا تمتلك وسائل إعلام للتأثير بأوساط الرأي العام الامريكي والأوروبي أو وسائل إعلام قوية ومؤثرة باوساط الرأي العام العالمي .

    فالحق له صوت يجب ان يسمعه الجميع .

    وللصمود والتضحيات لهما صوت يجب ان يسمع بها الجميع .

    والنصر له صوت وحقيقة يجب ان يسمع صوت النصر ويشاهد حقيقة النصر كل الناس ..

    ولكن وللأسف فإن دول وقوى محور المقاومة لا تمتلك وسائل إعلام مؤثرة بأوساط الرأي العام العربي والاسلامي .

    ولاتعرف كيف تدعم و ترعى الأصوات الحرة الشريفة الشجاعة التي تقف معها وتدافع عنها عبر منابر التأثير بالرأي العام ..

    بعيدا عن العصبيات الدينية والطائفية الضيقة التي تستغلهاقوى الشر والعدوان .

    حيث لم يشهد التاريخ مثيلا للجرائم التي قام بها الكيان الإسرائيلي في فلسطين ولبنان واليمن .

    ولم يشهد التاريخ ان شعبا يقتل وتذبح نسائه واطفاله وتدمر بيوته ومدنه وبلداته وقراه ويتم تدمير كل وسائل اسعافه ونجدته وتقف الامة كما يقف العالم كله عاجزا عن الدفاع عنه او على الاقل عاجز عن منع ابادته وتهديم مدنه وبلداته ودياره ..

    كل ذلك في ظل قتل رجال الصحافة والاعلام ، ومنع وسائل الإعلام من متابعة ونشر حقيقة ما يحدث .

    وبظل تدمير ابنية واحياء سكنية فوق رؤوس السكان من المدنيين والنساء والاطفال .

    لذلك ومن اجل الحاضر والمستقبل وللتاريخ يجب ان تعرف شعوب الامة وشعوب العالم الوجه الحقيقي لليهود الصهاينة والوجه الحقيقي للولايات المتحدة الامريكية والاوروبية

    كما من واجبات ومسؤوليات الأمم المتحدة ومجلس الامن وجامعة الدول العربية وكل وسائل الإعلام العالمية والعربية والاسلامية في العالم .

    ومن واجبات ومسؤوليات دول وقوى محور المقاومة أولا أن يفتشوا عن آلية وعن طرق واساليب لمنع تزييف وطمس وتشويه الحقائق من أجل أن يجعلوا العالم أجمع يشاهد بالصوت والصورة وبالتوثيق الحي والمباشر

    كيف أن مدنا وبلدات وقرى في فلسطين

    وغزة كما في لبنان والجنوب اللبناني تم تدميرها بشكل كامل وكيف قامت القوى الصهيوأمريكية الغربية التي تدعي الانسانية وحقوق الانسان متمثلة بكيان العدو الإسرائيلي بقتل النساء والاطفال وتدمير المستشفيات والمدارس وفرض الحصار على ملايين البشر الذين تم نهجيرهم من المدن والبلدات والقرى المدمرة بشكل كامل وجعلها رمادا على الأرض في فلسطين ولبنان

    اضافة الى اعادة بث مباشر وتوثيق حي للجرائم والابادات الجماعية بحق المدنيين والنساء والاطفال وكيف قام الكيان الاسرائيلي العنصري الفاشي بتدمير كل المستشفيات وكل البنى الخدمية التحتية ودور العبادة لكل تلك المدن والبلدات والقرى في فلسطين وفي لبنان .

  • هل عجزت الأمم المتحدة عن حماية منظماتها؟

    بقلم:د. حسن أحمد حسن

     

     

     

    لا تتوقف تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وداعميه عند عشرات آلاف الشهداء الذين صودرت حيواتهم وقتلوا بكل وحشية أمام بصر العالم وسمعه، وكذلك الأمر فيما يتعلق بمئة ألف جريح وغالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والطواقم الصحية والإعلامية، إضافة إلى تدمير كل مظاهر الحياة في قطاع غزة وتحويله إلى جغرافيا غير قابلة للسكن والعيش، فأكثر من 80% من أبنيته ومرافقه العامة تمت تسويتها بالأرض، وكل ما يتعلق بالبنية التحتية الخدمية غدت خارج الخدمة والصلاحية، وهذا يشكل صفعة لكل ما له صلة بالإنسانية والقيم والأعراف التي تحكم سياسات الدول والكيانات عبر التاريخ، ومن حق المتابع العادي وكل من لديه أدنى إحساس أن يسأل الغرب المنافق: أين قيم الحرية والديمقراطية التي تتشدقون بها، والتي كانت حصان طروادة لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة لغزو دول مستقلة وتغيير أنظمة حكم بالقوة بذريعة حماية حقوق المرأة والطفل والبيئة والديمقراطية والحريات الشخصية؟ من حق أي متابع أن يصرخ ملء الفيه في وجه من ما يزال لديهم بقية من ضمير ـــ هذا إن بقي أحد منهم ـــ كيف تنفذ جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ولا يمور العالم بكليته لوقف شلالات الدم التي تزداد غزارة على مدار الساعة؟ أين ما يسمى مجتمع دولي والأمم المتحدة يتم نحر منظماتها التابعة لها بشكل مباشر، في الوقت الذي تقتصر بها ردود الأفعال على بعض الإدانات والاستنكار والشجب والبيانات الخجولة المخجلة؟ وإذا كان الدم الفلسطيني لا يعني شيئاً لبلاد العم سام، أليس من أولى واجبات الأمم المتحدة أن تتحرك ولو بخجل وتردد وتوجس لحماية المنظمات التابعة لها على أقل تقدير؟

    بالأمس تمت المصادقة في القراءة النهائية في الكنيست الإسرائيلي على حظر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا ــ UNRWA)‏ من العمل في الأراضي الفلسطينية، وهي وكالة تتبع للأمم المتحدة مباشرة، وليست فلسطينية ولا طارئة وحديثة المولد والنشأة، بل هي وكالة غوث وتنمية بشرية أسست بموجب قرار الجمعية العامة رقم “302” الصادر بتاريخ: 8/12/ 1949 لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وبدأت الأونروا عملياتها يوم الأول من أيار 1950، حيث أنيطت بها مهام هيئة الإغاثة التي تم تأسيسها من قبل، وتسلّمت سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي اليوم الرئة الوحيدة المتبقية ليتنفس من بقي من الفلسطينيين بعض أوكسجين الحياة، لكن هذا الأمر لا ينسجم والغطرسة الصهيونية المنفلتة من كل عقال، فكان القرار الوقح والمعبر عن حقيقة النزعة الإجرامية المتوحشة لدى حكام تل أبيب بحظر عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإذا كان العالم اليوم يقف مكتوف الأيدي أمام هكذا إجرام وعدوانية وتوحش، ويكتفي بالتزام الصمت، أولا يقدم على اتخاذ أية خطوة إجرائية لإنقاذ ماء وجه الأمم المتحدة فأي غدٍ ينتظر البشرية جمعاء؟

    قد يكون من المفيد التذكير هنا بأنه سبق اتخاذ هذا القرار الإجرامي مجموعة من الخطوات التي اعتمدتها تل أبيب بغض طرف أمريكي متعمد، حيث أعلنت الأونروا بتاريخ 18/3/2024 أن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للمدير العام للوكالة فيليب لازاريني بدخول قطاع غزة، واقتصر الموقف الأمريكي عند الإعلان على لسان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأنه: يجب على “إسرائيل” أن تسمح لمفوَّض الوكالة بالدخول إلى القطاع، في حين تجرأ مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على الإشارة إلى أهمية دور الأونروا، وأنه لا يمكن الاستغناء عنه باعتبارها شريان الحياة للمدنيين المحاصرين في قطاع غزة كما توفر الدعم الضروري للفلسطينيين في المنطقة بأكملها، وفي 17/4/2024 أقدمت القوات الإسرائيلية على احتجاز موظفي الوكالة فعبرت الخارجية الأميركية عن قلقها العميق إزاء سوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون التابعون للأمم المتحدة، وسرعان ما تعاملت حكومة نتنياهو مع المتفق عليه مع واشنطن، فطالبت المجتمع الدولي بحل الوكالة الأممية بذريعة أن عدداً كبيراً من موظفي الوكالة تورطوا في الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول من العام الماضي، وبتاريخ 26/4/2024 قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة: “إن محققي المنظمة الذين ينظرون في اتهامات إسرائيلية لموظفي الأونروا بالمشاركة في هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر، أغلقوا ملف القضية بسبب عدم تقديم إسرائيل أية أدلة على ذلك”، وفي التاسع من أيار من هذا العام أعلن فيليب لازاريني” إغلاق مقر الوكالة في القدس الشرقية بعد إضرام إسرائيليين النار في محيطه مرتين خلال أسبوع، وقد أوقفت /16/ دولة تمويلها بسبب مزاعم إسرائيلية وصفت الوكالة بأنها “منظمة إرهابية” ولاحقاً عاد بعضها للتمويل، حيث تم توقيع /118/ دولة بتاريخ 12/7/2024م. على التزام مشترك بدعم وتعزيز الدعم المالي والسياسي للأونروا.لا شك أن الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وبخاصة داخل قطاع غزة وإسناد الظهر الإسرائيلي إلى القوة الأمريكية قد شجع نتنياهو وحكومته للإيغال أكثر في حرب الإبادة الممنهجة، وتحت سحب الدخان الذي تنشره واشنطن عن ثمة آمال تعقد على اجتماعات في قطر للتوصل إلى اتفاق لإطلاق النار أصدر الكنيست الصهيوني مساء يوم الاثنين 28/10/2024 قراراً يمنع أنشطة “الأونروا” في جميع المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية

    .

    هكذا يتحدى كيان الاحتلال الشرعية الدولية وقراراتها، ويضرب عرض الحائط بجميع ما قد يصدر من إدانات وبيانات شجب واستنكار لم تفلح حتى اللحظة في إيقاظ الضمير الإنساني، ويخشى أن تكون الغيبوبة الطويلة التي أدخل فيها قد تسببت في موتٍ لم يتم الإعلان عنه بعد… فهل من متعظ؟

  • جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تصدر بياناً صحفياً

    *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تبارك للأخوة في قيادة وكوادر حزب الله وقوى المقاومة في لبنان والمنطقة انتخاب الشيخ القائد الكبير نعيم قاسم أميناً عاماُ للحزب*.

    في هذه اللحظات التاريخية وعلى نهج ومسيرة الشهيد القائد العظيم المجاهد سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، شهيد قافلة الشهداء على طريق القدس, يأتي انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله في هذه المرحلة التي هي من أدق المراحل التي تمر بها المنطقة، وفي أوج الصراع مع العدو الصهيوني، وفي ظل البطولات التي يخوضها كوادر الحزب في الميدان، وبما بساهم في تعزيز دور الحزب في المواجهة الكبيرة في الجنوب اللبناني والتي لقنت جيش الإحتلال دروساً لن ينساها بعد أن كبده الخسائر الكبيرة في المعارك التي يخوضها مجاهدي المقاومة، وفي ظل المعارك البطولية التي تخوضها المقاومة في فلسطين والمنطقة، في ظل أصعب الظروف بعد معركة طوفان الأقصى التي أذلّت جيش الإحتلال وكسرت هيبته وغطرسته.

    إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطني ونحن نبارك للشيخ المجاهد الكبير نعيم قاسم بهذه المسؤولية العظيمة في هذه اللحظات التاريخية، نتمنى من المولى عز وجل أن يحفظه ويرعاه ويعينه على هذه المسؤولية الكبيرة ، مؤكدين ثقة شعبنا العالية وثقة فصائل المقاومة بقدراته وإلتزامه بالمبادئ والقيم والرسالة التي سار عليها الشهيد الكبير سماحة السيد حسن نصرالله، شهيد الوعد الصادق على طريق القدس وقائد المقاومة في المنطقة.

    الإعلام المركزي

    29.10.2024

  • واقع الحدود في الأمم المتحدة وأفاقها ..طروحات ونظرة لحقيقة الواقع والحلول ..!!

    قراءات جمعت الواقع والحقيقة وإمكانية الحلول وتوفرها ما بين ما ورد في رقعة الشطرنج ولعبة الأمم لبريجينسكي علينا اولا ان نعلم أين نحن في هذا العالم وقانون التوازنات الفاشلة ..!! .الأمم المتحدة لا تعمل إلا من خلال قواعد وأليات تخفيف الأذى والضرر ليس أكثر فهي تخدم مصالح القوى العظمى ..!!، وذلك بمتابعة تخفيف الضرر من الدول الكبرى على الدول الصغرى، ما يبرر لها سياسات البطش التي تعتمدها ..!!؟؟،بكلمات ثلاثة قانون حياة البشرية اختصره ” هو بس ” والكلمات تقول : الاقوى يسحق الأضعف ..!!؟؟صحيح أن الميثاق الأممي ديمقراطي، ولكن يوجد هناك حق النقض ” الفيتو ” ..!!؟، لذلك كانت القنبلتبن التي تم القاؤهما على هيىروشيما وناكازاكي في اليابان تحدد وتقول : إن الولايات المتحدة هي وحدها حق النقد ” الفيتو ” وهي القاعدة والاساس لكل القرارات الدولية والاممية ..!!؟؟لذا فمجلس الأمن وقراراته التي لا تنفذ هي من تداعيات هذه الأمم المتحدة ومجلس نفاقها العاهر الذي لا يحترم الضعيف والدول وأنظمتها تعلم ذلك، فضمن الميثاق الأممي العالمي يوجد مجلس اركان ..!!، المفروض أن يكون مجلس أركان عالمي مشترك ما بين الدول لدرء الضرر عن الدول الضعيفة ما أمكن ..، لكنه وللأسف لم يفعل يوما إلا بما يناسب من يملكون حق ” الفيتو ” .. .وتبقى وجهة نظر وحق في تخيل الأمم المتحدة وما يمكن أن تؤول إليه في حدود وآفاق قادرة على تحقيقها ضمن آلية معادلة عملها عالميا ..!!؟؟الأمم المتحدة ليست إلا مؤسسة دولية صنعت فقط لتخفف الضرر على البشرية من شعوب وأنظمة العالم ليس أكثر ..، لكن القوى الصاعدة اليوم ضمن المتغيرات الجديدة هي من تمثل الآفاق الممكن الوصول إليها ..، فلا يوجد نظام خائن في العالم ..!!؟؟، لكن توجد أنظمة تحكم وفق شرعية وشروط القوى الكبرى، لكن يوجد أنظمة متمردة في العالم لا تقبل مظلة الأمم المتحدة وآلية تعاملها مع الشعوب في العالم من خلال هيمنة وسيطرة الدول العظمى والمتسلط بينها حقيقة وواقع هي الولايات المتحدة المسببة للاضطرابات والأحداث والحروبوالاضرار المتنوعة في العالم ..، فالولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم هي الأقوى في ظل اختلال التوازنات العالمية التي تحاول قراءة مستقبل القادم لهذا العالم في فرض معادلة التوازنات في حكم شعوب الأرض وأنظمتها الحاكمة ..!!؟؟نحن نعلم أن ” ١٤٩ ” دولة المفروض انها صاحبة قرار في الأمم المتحدة ..!!، لكنها في حقيقة الواقع ليست سوى دمى تنفذ أوامر القوى العظمى الخارجة منتصرة من حرب كونية هي الحرب العالمية الثانية وهي وحدها من لها حق القرار والإقرار ضمن اتفاقية ” يالطا ” التي وزعت النفوذ والمصالح عالميا ما بين المنتصرين ..!!، لكن اليوم في ظل اختلال التوازنات أصبحت قوة واحدة تسيطر وتفرض هيمنتها على العالم وتمثل شرطي العالم أجمع، وهي الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها .. .ما يتم اليوم ومن خلال احصائيه رصدت عدد المرات التي استخدمت فيها الولايات المتحده الامريكيه حق النقد ” الفيتو ” في مجلس الامن تذكر الدراسه انها استخدمت هذا الحق 114 مره حتى نهايه عام 2023 منها 80 مره لمنع إدانة اسرائيل و 34 مره ضد قوانين تساند حقوق الفلسطينيين، واصبح يبدو واضحا حجم الدعم الامريكي العسكري المقدم لدوله الاحتلال الصهيوني تاريخيا والذي ازداد فتره الحرب على قطاع غزه اذ تلتزم الولايات المتحده بتقديم دعم عسكري سنوي بقيمه ٣،٨ مليار دولار بناء على مذكره تفاهم موقعة بين الطرفين منذ عام 2016 ولمده 10 سنوات واشارت تقارير قدمت الولايات المتحده منذ عام 1948وحتى نهايه عام 2023 بنحو 124 مليار دولار, ومن الجدير ذكره في هذا السياق ان المانيا هي ثاني اكبر مصدر للسلاح الى الكيان الصهيوني بعد الولايات المتحده الامريكيه ..!!??ما يثبت حقيقة وواقعا ..!!، أنها سياسة القوة التي تفرض ولم يكن أحد يعلم بها من شعوب العالم ..!!؟، إلا .. الأنظمة الحاكمة لهذه الشعوب في هذا العالم ..، التي توافق على استلام العروش تحت شتى المسميات والسلطات الممنوحة لها مقابل المطلوب منها وما يفرض عليها تنفيذه ..!!؟؟لذلك ومن خلال ما حصل ويحصل منذ قرون قريبة ومنذ مطلع القرن التاسع عشر تحديدا وحتى هذا اليوم ممكن أن نكون قد بدأنا نفهم أن العرب والمسلمين تحديدا هم الهدف اولا واخيرا لهذه القوى العظمى ..!!، ذلك لأنهم أقل البشرية مكانة ..، بل هم العبيد مكانة في حقيقة هذا العالم ..، وقضاياهم خاسرة بالمطلق بإجماع القوى الحاكمة لهذا العالم .لذلك ما كان مجلس الأمن الدولي إلا مجلس للنفاق العالمي ..!!، فالمسيطر والحاكم للعالم حقيقة هو أميركا بأذرع قوتها التي تحكم وتسيطر على هذا العالم اقتصاديا وعسكريا وإعلاميا وبشكل خاص على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي يمثل نفاق القرارات التي تفرض في محاولة تخفيف ما يمكن من الأذى على الشعوب وأنظمتها الحاكمة إبقاء على التوازنات العالمية ليس أكثر ..!!؟فما هو حال الأمم المتحدة في حدود آفاقها المنتظر تحقيقها ..!!؟؟واصبحنا نعلم أن دورها كمنظمة دولية ليس إلا لتخفف الضرر على شعوب الأرض وأنظمتها الحاكمة التي تتمرد ليس أكثر ..!! .القوى الصاعدة ضمن المتغيرات الجديدة تمثل الآفاق الممكن الوصول إليها ..لا يوجد نظام خائن في العالم لكن يوجد أنظمة متمردة لا تقبل مظلة الأمم المتحدة وآلية تعاملها مع الشعوب في العالم من خلال هيمنة وسيطرة الدول العظمى والمتسلط بينها الولايات المتحدة المسببة للاضطرابات والأحداث في العالم ..‏يا أمة العروبة والإسلام أين أنتم أيها الغافلون عن مصيركم القادم في ما يخطط من أميركا واحتلال العالم وزرع الحروب والفتن وحروب الإبادة قتلا وأمراض مصطنعة بيولوجيا ..!!؟؟لقد دخلنا اليوم تاريخ الشهر الحادي عشر لاقتراف الكيان الصهيوني الغاصب المحتل الأداة ورأي حربة في صناعة وتنفيذ حرب الإبادة من خلال ممارساته لتطهير عرقي وإبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني في غزة ..،مجازر متتالية لا تتوقف في كل يوم ..، في محاولة الكيان الصهيوني اليائسة لطرد 2.3 مليون ⁧‫فلسطيني‬⁩ من ⁧‫غزة‬⁩ ومعبر رفح‬⁩ والعمل على تدميره وتسويته بالأرض في محاولة الاحتلال إلى طمس وقتل القضية ⁦‪‬⁩الفلسطينية، وهي السياسة التي لن ترى النور .قلناها منذ الأيام الأولى لتشرين الأول الماضي بعد بدء معركة طوفان الأقصى ..!! ماذا أنتم فاعلون ..!!؟ عاشق الوطن ..د. سليم الخراطدمشق اليوم الخميس ٢٤ تشرين الاول ٢٠٢٤. واقع الحدود في الأمم المتحدة وأفاقها ..طروحات ونظرة لحقيقة الواقع والحلول ..!!قراءات جمعت الواقع والحقيقة وإمكانية الحلول وتوفرها ما بين ما ورد في رقعة الشطرنج ولعبة الأمم لبريجينسكي علينا اولا ان نعلم أين نحن في هذا العالم وقانون التوازنات الفاشلة ..!! .الأمم المتحدة لا تعمل إلا من خلال قواعد وأليات تخفيف الأذى والضرر ليس أكثر فهي تخدم مصالح القوى العظمى ..!!، وذلك بمتابعة تخفيف الضرر من الدول الكبرى على الدول الصغرى، ما يبرر لها سياسات البطش التي تعتمدها ..!!؟؟،بكلمات ثلاثة قانون حياة البشرية اختصره ” هو بس ” والكلمات تقول : الاقوى يسحق الأضعف ..!!؟؟صحيح أن الميثاق الأممي ديمقراطي، ولكن يوجد هناك حق النقض ” الفيتو ” ..!!؟، لذلك كانت القنبلتبن التي تم القاؤهما على هيىروشيما وناكازاكي في اليابان تحدد وتقول : إن الولايات المتحدة هي وحدها حق النقد ” الفيتو ” وهي القاعدة والاساس لكل القرارات الدولية والاممية ..!!؟؟لذا فمجلس الأمن وقراراته التي لا تنفذ هي من تداعيات هذه الأمم المتحدة ومجلس نفاقها العاهر الذي لا يحترم الضعيف والدول وأنظمتها تعلم ذلك، فضمن الميثاق الأممي العالمي يوجد مجلس اركان ..!!، المفروض أن يكون مجلس أركان عالمي مشترك ما بين الدول لدرء الضرر عن الدول الضعيفة ما أمكن ..، لكنه وللأسف لم يفعل يوما إلا بما يناسب من يملكون حق ” الفيتو ” .. .وتبقى وجهة نظر وحق في تخيل الأمم المتحدة وما يمكن أن تؤول إليه في حدود وآفاق قادرة على تحقيقها ضمن آلية معادلة عملها عالميا ..!!؟؟الأمم المتحدة ليست إلا مؤسسة دولية صنعت فقط لتخفف الضرر على البشرية من شعوب وأنظمة العالم ليس أكثر ..، لكن القوى الصاعدة اليوم ضمن المتغيرات الجديدة هي من تمثل الآفاق الممكن الوصول إليها ..، فلا يوجد نظام خائن في العالم ..!!؟؟، لكن توجد أنظمة تحكم وفق شرعية وشروط القوى الكبرى، لكن يوجد أنظمة متمردة في العالم لا تقبل مظلة الأمم المتحدة وآلية تعاملها مع الشعوب في العالم من خلال هيمنة وسيطرة الدول العظمى والمتسلط بينها حقيقة وواقع هي الولايات المتحدة المسببة للاضطرابات والأحداث والحروبوالاضرار المتنوعة في العالم ..، فالولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم هي الأقوى في ظل اختلال التوازنات العالمية التي تحاول قراءة مستقبل القادم لهذا العالم في فرض معادلة التوازنات في حكم شعوب الأرض وأنظمتها الحاكمة ..!!؟؟نحن نعلم أن ” ١٤٩ ” دولة المفروض انها صاحبة قرار في الأمم المتحدة ..!!، لكنها في حقيقة الواقع ليست سوى دمى تنفذ أوامر القوى العظمى الخارجة منتصرة من حرب كونية هي الحرب العالمية الثانية وهي وحدها من لها حق القرار والإقرار ضمن اتفاقية ” يالطا ” التي وزعت النفوذ والمصالح عالميا ما بين المنتصرين ..!!، لكن اليوم في ظل اختلال التوازنات أصبحت قوة واحدة تسيطر وتفرض هيمنتها على العالم وتمثل شرطي العالم أجمع، وهي الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها .. .ما يتم اليوم ومن خلال احصائيه رصدت عدد المرات التي استخدمت فيها الولايات المتحده الامريكيه حق النقد ” الفيتو ” في مجلس الامن تذكر الدراسه انها استخدمت هذا الحق 114 مره حتى نهايه عام 2023 منها 80 مره لمنع إدانة اسرائيل و 34 مره ضد قوانين تساند حقوق الفلسطينيين، واصبح يبدو واضحا حجم الدعم الامريكي العسكري المقدم لدوله الاحتلال الصهيوني تاريخيا والذي ازداد فتره الحرب على قطاع غزه اذ تلتزم الولايات المتحده بتقديم دعم عسكري سنوي بقيمه ٣،٨ مليار دولار بناء على مذكره تفاهم موقعة بين الطرفين منذ عام 2016 ولمده 10 سنوات واشارت تقارير قدمت الولايات المتحده منذ عام 1948وحتى نهايه عام 2023 بنحو 124 مليار دولار, ومن الجدير ذكره في هذا السياق ان المانيا هي ثاني اكبر مصدر للسلاح الى الكيان الصهيوني بعد الولايات المتحده الامريكيه ..!!??ما يثبت حقيقة وواقعا ..!!، أنها سياسة القوة التي تفرض ولم يكن أحد يعلم بها من شعوب العالم ..!!؟، إلا .. الأنظمة الحاكمة لهذه الشعوب في هذا العالم ..، التي توافق على استلام العروش تحت شتى المسميات والسلطات الممنوحة لها مقابل المطلوب منها وما يفرض عليها تنفيذه ..!!؟؟لذلك ومن خلال ما حصل ويحصل منذ قرون قريبة ومنذ مطلع القرن التاسع عشر تحديدا وحتى هذا اليوم ممكن أن نكون قد بدأنا نفهم أن العرب والمسلمين تحديدا هم الهدف اولا واخيرا لهذه القوى العظمى ..!!، ذلك لأنهم أقل البشرية مكانة ..، بل هم العبيد مكانة في حقيقة هذا العالم ..، وقضاياهم خاسرة بالمطلق بإجماع القوى الحاكمة لهذا العالم .لذلك ما كان مجلس الأمن الدولي إلا مجلس للنفاق العالمي ..!!، فالمسيطر والحاكم للعالم حقيقة هو أميركا بأذرع قوتها التي تحكم وتسيطر على هذا العالم اقتصاديا وعسكريا وإعلاميا وبشكل خاص على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي يمثل نفاق القرارات التي تفرض في محاولة تخفيف ما يمكن من الأذى على الشعوب وأنظمتها الحاكمة إبقاء على التوازنات العالمية ليس أكثر ..!!؟فما هو حال الأمم المتحدة في حدود آفاقها المنتظر تحقيقها ..!!؟؟واصبحنا نعلم أن دورها كمنظمة دولية ليس إلا لتخفف الضرر على شعوب الأرض وأنظمتها الحاكمة التي تتمرد ليس أكثر ..!! .القوى الصاعدة ضمن المتغيرات الجديدة تمثل الآفاق الممكن الوصول إليها ..لا يوجد نظام خائن في العالم لكن يوجد أنظمة متمردة لا تقبل مظلة الأمم المتحدة وآلية تعاملها مع الشعوب في العالم من خلال هيمنة وسيطرة الدول العظمى والمتسلط بينها الولايات المتحدة المسببة للاضطرابات والأحداث في العالم ..‏يا أمة العروبة والإسلام أين أنتم أيها الغافلون عن مصيركم القادم في ما يخطط من أميركا واحتلال العالم وزرع الحروب والفتن وحروب الإبادة قتلا وأمراض مصطنعة بيولوجيا ..!!؟؟لقد دخلنا اليوم تاريخ الشهر الحادي عشر لاقتراف الكيان الصهيوني الغاصب المحتل الأداة ورأي حربة في صناعة وتنفيذ حرب الإبادة من خلال ممارساته لتطهير عرقي وإبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني في غزة ..،مجازر متتالية لا تتوقف في كل يوم ..، في محاولة الكيان الصهيوني اليائسة لطرد 2.3 مليون ⁧‫فلسطيني‬⁩ من ⁧‫غزة‬⁩ ومعبر رفح‬⁩ والعمل على تدميره وتسويته بالأرض في محاولة الاحتلال إلى طمس وقتل القضية ⁦‪‬⁩الفلسطينية، وهي السياسة التي لن ترى النور .قلناها منذ الأيام الأولى لتشرين الأول الماضي بعد بدء معركة طوفان الأقصى ..!! ماذا أنتم فاعلون ..!!؟ عاشق الوطن .

    .

    د. سليم الخراط

  • الحرب الصهيوأمريكية على إيران وقوى محور المقاومة قد بدأت ..!

    كتب / سعيدفارس السعيد :

    فكماإيماننا بأن الله ينصر من ينصره،فإننا لمنتصرون .

    بالساعات والأيام المقبلة فإننا بالمنطقة أمام مواجهات واسعة وبكل الساحات والجبهات ..

    فالولايات المتحدة الأمريكية وكل شركائها، والكيان الاسرائيلي وكل أدواته قد قرروا القيام بعدوان واسع على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ،

    هؤلاء سيواجهون قوة الله ، وكل قوات رجال الله في ايران وفي كل دول وقوى محور المقاومة وستنقلب الطاولة على الجميع ، لأنه وبعدما اعلنت امريكا وعلى لسان رئيسها بايدن بأنه أخد علما بتوقيت الرد الإسرائيلي ويعلم بكل الاهداف التي ستضربها “اسرائيل” .

    فإن امريكا تعلن بشكل واضح وصريح مشاركتها بالعدوان .

    لذلك ستكون كل المواقع والمصالح الامريكية وكل مواقع الكيان الاسرائيلي ومن يشاركهما بالعدوان تحت مرمى ضربات قوى المقاومة في المنطقة .

    وستكون المفاجآت من كل الجبهات مذهلة بقدر ماستكون موجعة ومؤلمة ومدمرة .

    نعم نحن نسير باتجاه تغيير المنطقة ..

    فالتدمير والابادات الجماعية والاجرام الذي تقوم به أمريكا والكيان الاسرائيلي لم يشهد التاريخ مثيلا له .

    وقوى المقاومة تدافع عن شرف وكرامة ومستقبل الأمة جمعاء وتقدم التضحيات بالمال والأرواح فداء لمقدسات الانسانية ولكل شعوب الأمة .

    لذلك سيكون كل المستوطنين بالكيان الاسرائيلي يوميا بالملاجئ ..

    وسيرحل من يرحل ..

    وستكون يافا وحيفا يوميا وبشكل دائم باهتمامات المقاومة الوطنية اللبنانية .

    وباهتمامات كل قوى المقاومة في فلسطين واليمن والعراق .

    وسيتفكك الكيان وتنهار دولته العنصرية الفاشية قريبا جدا.

  • دعم حزب الله لغزة ومواجهة إسرائيل: لماذا يصب في مصلحة لبنان؟

    سمير باكير-

    في الفترة الأخيرة، واجه حزب الله اتهامات وانتقادات متزايدة بشأن دعمه للشعب الفلسطيني في غزة وتورطه في الصراع العسكري ضد إسرائيل، خاصة مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان. يرى البعض أن حزب الله كان عليه تجنب الانخراط في هذا الصراع، لكن الواقع يشير إلى أن حزب الله قام بالدفاع عن أراضٍ لبنانية محتلة، مثل مزارع شبعا، وهي مناطق لبنانية معترف بها دوليًا كجزء من سيادة لبنان وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي. في هذا السياق، سنستعرض عدة نقاط تظهر أن دعم حزب الله لغزة والمواجهة مع إسرائيل ليست فقط خطوة صحيحة، بل هي في مصلحة لبنان الوطنية.

    حماية السيادة اللبنانية والأمن الوطني

    منذ عقود، يشكل الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا ومناطق أخرى تهديدًا مباشرًا لسيادة لبنان واستقراره. حزب الله باعتباره حركة مقاومة وطنية، تحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان من هذا الاحتلال ومنع إسرائيل من استغلال أي ثغرات لاستمرار توسعها. استهداف حزب الله لمواقع إسرائيلية في هذه المناطق هو رد مشروع على انتهاكات الاحتلال، وتأكيد على حق لبنان في الدفاع عن أراضيه. إن التغاضي عن هذه الاعتداءات كان سيؤدي إلى تشجيع إسرائيل على المزيد من التجاوزات، وقد يُضعف موقف لبنان أمام المجتمع الدولي.

    الحفاظ على توازن القوى الإقليمي

    إسرائيل، بدعمها العسكري والتقني المتفوق، كانت تسعى إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية في غزة عبر حربها المتواصلة. استراتيجية حزب الله المبنية على “وحدة الساحات” لعبت دورًا كبيرًا في منع إسرائيل من تركيز قوتها العسكرية في غزة فقط. بتوسيع دائرة الصراع إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، أجبرت المقاومة اللبنانية إسرائيل على توزيع قواتها العسكرية في عدة جبهات، مما قلل الضغط على غزة وأجبر الاحتلال على التعامل بحذر مع مختلف الساحات. هذا التوازن في العمليات العسكرية يحافظ على استقرار المنطقة ويمنع إسرائيل من فرض شروطها بالقوة.

    ضمان الأمن الاستراتيجي للبنان على المدى البعيد

    مواجهة حزب الله للاعتداءات الإسرائيلية لا تقتصر فقط على الرد على الهجمات المباشرة، بل تهدف إلى حماية الأمن الاستراتيجي للبنان في المستقبل. التوغل الإسرائيلي في المناطق الحدودية كان سيشكل تهديدًا دائمًا للبنان، خاصة في ظل سعي إسرائيل للسيطرة على مناطق استراتيجية مثل مزارع شبعا. رد حزب الله العسكري يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها التوسعية ويؤكد على ضرورة الالتزام بالحدود المعترف بها دوليًا. هذا يضمن للبنان استقرارًا أمنيًا على المدى الطويل ويمنع الاحتلال من استغلال أي نقاط ضعف لتحقيق مصالحه.

    تعزيز صورة المقاومة ودورها في المنطقة

    منذ نشأته، كان حزب الله يحمل قضية فلسطين كجزء من نضاله الوطني والإقليمي. دعم الحزب لغزة هو تأكيد على التزامه بمبادئ المقاومة، التي لا تقتصر على حماية الأراضي اللبنانية فحسب، بل تشمل الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. هذا الدعم يعزز مكانة حزب الله ليس فقط في لبنان، بل أيضًا في العالم العربي والإسلامي. الجماهير العربية التي تتابع الأحداث في غزة ترى في حزب الله شريكًا رئيسيًا في دعم القضية الفلسطينية، ما يزيد من شعبيته ويعزز من دوره الإقليمي. هذا التضامن يمنح لبنان قوة إضافية ويجعل من المقاومة جزءًا لا يتجزأ من الحراك الشعبي العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي.

    حزب الله كدرع دفاعي للبنان

    الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان أظهرت مرة أخرى أن إسرائيل مستمرة في تهديد استقرار لبنان، وأنها قد تستغل أي فرصة للتصعيد. حزب الله أثبت مجددًا أنه يشكل الدرع الواقي للبنان من هذه التهديدات. التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني في حماية الحدود الشمالية يُظهر أن المقاومة جزء أساسي من منظومة الدفاع الوطني. بدون هذا الدور الفاعل، قد يجد لبنان نفسه معرضًا لمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية التي قد تهدد استقراره الداخلي. حزب الله بتصديه لهذه الاعتداءات يحمي لبنان من أي تصعيد واسع ويضمن استقرار الأوضاع على الحدود.

    التوازن بين دعم فلسطين والمصالح الوطنية اللبنانية

    دعم حزب الله لغزة لم يأتِ على حساب مصلحة لبنان، بل كان جزءًا من رؤية استراتيجية تستند إلى إضعاف العدو الإسرائيلي الذي يشكل تهديدًا مشتركًا للبنان وفلسطين. إضعاف إسرائيل في غزة وفي الجبهة الشمالية يصب في مصلحة لبنان ويحد من قدرة إسرائيل على شن هجمات جديدة. علاوة على ذلك، حزب الله يراعي دائمًا الحساسيات الداخلية في لبنان ويأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد. كل خطوة قام بها الحزب كانت مدروسة لضمان حماية لبنان دون التورط في صراعات قد تضر بالمصالح الوطنية.

  • روائيٌّ مُشتَبِكٌ برُتبةِ شهيد يُنادي: هيّا يا حسن!

    د. محمّد الحوراني

    لـمّـا كانتْ رُؤوسُ الذُّلِّ والعَمالَةِ والتَّواطُؤ في غيرِ دولةٍ عربيّةٍ وإسلاميّة، ترفعُ كؤوسَ المَهانةِ والصَّغَار ببَيْعِها القضيّةَ الفلسطينيّةَ وبتآمُرِها على المُقاوِمينَ في فلسطينَ ولُبنانَ وسوريّة واليمن وغيرها من دُوَلِ المُقاوَمةِ والمُمانَعةِ والرَّفْضِ لحربِ الإبادَةِ التي تُمارَسُ بحقِّ أهلِنا في فلسطينَ ولُبنان، كانَ المُقاوِمُ القائدُ والمُثقّفُ المُشْتَبِكُ يحيى السنوار يُلقِّنُ الإنسانيّةَ جمعاءَ دَرْساً في أخلاقِ المُثقَّفِ المُقاوِمِ والقائدِ المُلتزمِ بقضيّتِهِ والحريصِ على خوضِ المعركةِ، جَنْباً إلى جنبٍ معَ المُقاوِمينَ من أبناءِ أُمّتِه، ذلكَ أنّ هذا المُثقَّفَ المُقاوِمَ كانَ يُؤمِنُ إيماناً مُطلَقاً بضرورةِ اقتلاعِ الشَّوكِ من جُذورِهِ ليتمكّنَ القَرَنْفُلُ من الحياةِ، وتتمكّنَ الحياةُ من التَّطيُّبِ بعِطْرِهِ والتَّباهي بفِعالِهِ النِّضاليّةِ ومُقاوَمتِهِ القابضةِ على جمرِ الحقِّ والحقيقة.ولم تكُنْ تلويحةُ (أبو إبراهيم) بسِلاحِهِ ذاتَ يومٍ إلّا إشارةً إلى خوضِ المعركةِ، حتّى نهايتِها، معَ العَدُوِّ الصهيونيّ، وهو الذي عرفَ عن قُربٍ هذا المُحتلَّ الغاشمَ منذُ البداياتِ الأولى لاحتلالِهِ فلسطينَ وتَنْكِيلِهِ بأهْلِها، وُصولاً إلى حربِ الإبادةِ التي يَشنُّها على هذا الشَّعْبِ الأبيِّ المُقاومِ منذُ أكثرَ من عامٍ عَقِبَ ملحمةِ “طُوفان الأقصى” التي خَطَّطَ لها، ونَفَّذَها، ليُثْبِتَ أنَّ إرادةَ المُقاوِمِ أقوى من أيِّ إرادَةٍ، إيماناً منهُ بقُدرَةِ المُقاوَمةِ على إذْلالِ العَدُوِّ، وتحقيقِ النَّصْرِ، واستعادةِ ما احتُلَّ من أرضٍ، وما اغتُصِبَ من حقوق، ولأنَّهُ كانَ الأكثرَ التزاماً بقناعاتِهِ ومبادئِهِ الراسخةِ رُسوخَ الحقِّ، فإنّهُ أصرَّ على خوضِ المعركةِ بنَفْسِهِ، تماماً كما يَخُوضُها القادَةُ الكِبارُ ممَّنْ يَرسُمونَ طريقَ الخَلاصِ والتَّحرُّرِ لأبناءِ أُمَّتِهمْ.ولأنّهُ كانَ القائدَ الإنسانَ، والمُقاتِلَ المُلتزمَ بأخلاقيّاتِ الحُروبِ وبثوابتِ العقيدة، لم يُحِطْ نَفْسَهُ بمجموعةٍ من الأسْرى الصَّهاينةِ دُروعاً بشريّةً يُمكِنُ أنْ تُنقِذَهُ من قَدَرِهِ المحتوم، بل خاضَ المعركةَ ضدَّ المُجْرِمينَ بنَفْسِهِ معَ ثُلّةٍ من المُقاوِمينَ الصَّادِقينَ، إيماناً منهم بأنَّ القائدَ الحقيقيَّ هو مَنْ يكونُ في قلبِ المعركةِ وفي طليعةِ الصُّفوفِ المُلْتَحِمَةِ معَ العَدُوِّ، ولهذا لم تَكُنِ المواقعُ والمناصبُ قادرةً على تَغْييرِه، بل كانَ الأقدرَ على تغييرِ صُورةِ القائدِ القابعِ في بُرْجِهِ العاجيِّ، انتظاراً لتحقيقِ النَّصْرِ على أيدي المُقاوِمينَ الشُّرَفاءِ من أبناءِ أُمَّتِه، وهو الذي كانَ يَعِي تماماً أبعادَ أنْ يرتقيَ القادَةُ شُهداءَ في مَعارِكِهمْ، تجسيداً لقناعاتِهمْ ومَبادِئِهِمُ المُتجذِّرَةِ، تماماً كما هِيَ حالُ عشَراتِ القادَةِ الذينَ ارْتَقَوا في أثناءِ مئةِ عامٍ تقريباً من عُمُرِ الصِّراعِ معَ العَدُوِّ الصهيونيّ، وهو الصِّراعُ الذي شَهِدَ تَحوُّلاتٍ كثيرةً في سَيْرِ المعاركِ وتطوُّرِ أدواتِ القتالِ وتَطْوِيرِها بعدَ كُلِّ مرحلةٍ من مراحلِ اسْتِشْهادِ القادَةِ الكِبار.نعم، لقد أرادَ القائدُ الشّهيدُ يحيى السّنوار أن يُعلِّمَ العالمَ دَرْساً مُختَلِفاً في البُطولةِ والفِداءِ والمُنازَلة، كيفَ لا، وهو الذي شرّحَ العَدُوَّ الصهيونيَّ في روايتِهِ الأثيرة “الشّوكُ والقَرَنْفُل”، ووقفَ على بشاعَةِ جرائمِهِ بحقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ الأعزلِ إلّا مِنْ إرادتِهِ ومُقاوَمتِهِ ويقينِهِ بالنَّصْر؟!ولعلَّ القائدَ الشَّهيدَ كانَ يُدرِكُ بعُمْقِ بصيرتِهِ ودقّةِ بَصَرِهِ أنّهُ قابَ قوسَينِ أو أدنى من الشَّهادةِ، يقيناً منهُ بأنّها شمسُ الرَّبيعِ التي ستأخُذُ مكانَها، لتُزِيلَ آثارَ الشُّرورِ عن فلسطينَ، كُلِّ فلسطين، تماماً كما كانَ والدُهُ، رَحِمَهُ اللهُ، يَضَعُ البُندقيّةَ على يدَيهِ، ويتحدّثُ معَهُ بكلامٍ لم يَكُنْ قادراً حِينَئِذٍ على فَهْمِهِ، لأنّهُ كانَ في نُعومَةِ أظْفارِهِ وفي مُقْتَبَلِ عُمُرِه، أمّا اليوم فإنَّ القائدَ الشَّهيدَ أصبحَ الأقدرَ على معرفةِ تفاصيلِ ما كانَ يَحدُثُ معَهُ في طُفولَتِهِ وأبعادِهِ، تماماً كما أصبحَ الأعْرَفَ بحقيقةِ المُحتلِّ الصهيونيِّ، ولهذا غدا مَدْرَسةً في التضحيةِ والنِّضالِ والمُقاوَمة، واستطاعَ أنْ يستنشقَ الهواءَ الطبيعيَّ المُعمَّدَ برائحةِ البارودِ وغُبارِ البُيوتِ المُهدَّمَةِ مِنْ حَولِه، إيماناً منهُ بأنّها رائحةُ النَّصْرِ والخَلاصِ لشَعْبِهِ وأُمّتِه، تماماً كما هيَ حالُ أشِقّائِهِ مِنَ القادَةِ الشُّهداءِ والمُقاوِمينَ في فلسطينَ ولُبنانَ وسُوريةَ واليمنِ والعراقِ وإيرانَ والعالَمِ كُلِّه.في روايةِ الأمَلِ الأثيرة “الشَّوكُ والقَرَنْفُل” يَسْرُدُ الرِّوائيُّ الشّهيدُ يحيى السّنوار كيفَ تَعامَلَ المُقاوِمُونَ معَ المُجْرِم (رحبعام زئيفي) في يومٍ من الأيّام، كأنّهُ أرادَ أنْ يقولَ للعالَمِ بأسْرِهِ إنَّ مصيرَ المُجْرِمِ (نتنياهو) سيَكُونُ مثلَ مصيرِ ذلكَ المُجرِمِ الذي شَغلَ سابقاً موقعَ رئيس الحكومة لمُكافَحةِ ما أسْمَوهُ الإرهابَ الفلسطينيَّ، قبلَ أن يَصرُخَ القائدُ الشّهيدُ بأعلى صوتِهِ في نهايةِ روايتِه: “لن نتنازلَ، لن نتنازل، بل يجبُ علينا أن نُواصِلَ الإعدادَ والاسْتِعْداد. هيّا، يا حسنُ، هيّا!”.كأنّهُ يدعو أبناءَ المُقاوَمةِ في لُبنانَ إلى مزيدٍ من الثَّباتِ والتَّلاحُمِ والتَّماهي معَ أشِقّائِهِمْ في فلسطينَ، تَمسُّكاً بمبادئِ المُقاوَمةِ وأمينِها العامِّ الشّهيدِ حسن نصر الله، تماماً كما يدعو أبناءَ فلسطينَ إلى مزيدٍ من الوَحْدَةِ وتَغْلِيبِ مصلحةِ فلسطينَ والأُمّةِ على سِواها من المَصالحِ الدَّنِيئَة. حِينَئِذٍ يستطيعُ إبراهيمُ أنْ يبتسمَ مُلَوِّحاً بسِلاحِهِ، قائلاً: “وماذا يُمكِنُهُمْ أنْ يَفْعَلُوا أكثرَ ممّا فَعَلُوا مِنِ اغْتِيالاتٍ واجتياحاتٍ وقَتْلٍ ودَمار”.لكَ المَجْدُ يا أيُّها القائدُ المِقْدامُ المُؤسِّسُ للمَجْدِ، وأنتَ تُقارِعُ المُحتلَّ الغاصبَ في شوارعِ غزّةَ وأزِقَّتِها وفُتحاتِ أعْيُنِ الأنفاقِ التي أذْهَلَتِ العالمَ.لكَ الخُلودُ، وأنتَ المُمْتَشِقُ سِلاحَكَ، حتّى الرَّمَقِ الأخيرِ، دِفاعاً عن أرْضِكَ وشَعْبِكَ وأُمَّتِك، وسيَعْلَمُ قادةُ العَدُوِّ أنَّ دِماءَكَ الطَّاهرةَ ستَنْهَمِرُ على رُؤوسِهِمْ حِمَماً وقذائِفَ نَصْرٍ تُنْهي كِيانَهُمُ المُحتلَّ، تماماً كما فَعَلَتْ قذائفُ “الياسين 105″ في جباليا، و”الزواري” في خان يونس، و”المقادمة” في السّماءِ المُحتلَّةِ فوقَ “تلّ أبيب” في أثناءِ معركةِ الطُّوفانِ وما قَبْلَها وما بَعْدَها، التي زَعَمَ المُحتلُّ مِراراً أنّهُ تَخلَّصَ منها، وسيكونُ “حسن ٢٤” و”السّنوار ٢٤” التَّحوُّلَ الأهمَّ في تاريخِ الصِّراعِ معَ العَدُوِّ الصهيونيِّ وبِدايةَ النِّهايةِ لوُجودِهِ في المنطقةِ مهما طالتِ الأيّامُ، واشْتَدّتِ المِحَن.اليوم، يا أيُّها الصّالحُ، يا (أبو إبراهيم)، ستَنْدَفِعُ جماهيرُ المُقاوَمةِ لِتَنْهَلَ من خِصَالِكَ الطّيّبةِ، تماماً كما تَدافَعَتِ الجماهيرُ في يومٍ من الأيّامِ حولَ سيّارةِ إبراهيم الصّالح، التي قَصَفَتْها طائرةُ (الأباتشي)، وستَحْتَضِنُ الأجيالُ المُقاوِمةُ فِكْرَكَ ونَهْجَكَ ومَبادِئَ القادَةِ الخُلَّصِ مِنْ أبناءِ الأُمّةِ كما احتضنت أشْلاءَ إبراهيم الصالح في “الشَّوك والقَرَنْفُل”، وستبقى أبصارُنا شاخِصَةً إلى “مريم” لتُعْطِيَنا البُنْدُقِيّاتِ، ونَرْفَعَها فوقَ رُؤوسِنا، إيذاناً بمرحلةٍ ستكونُ الأقسى والأصعبَ على المُحتلِّ الصهيونيِّ وخططِهِ للتَّخلُّصِ مِنْ هذا النَّهْجِ المُقاوِم، وسنُعْلِنُها بأعلى الصَّوتِ: “هيّا يا حسن! هيّا يا يحيى! هيّا يا أيُّها الشُّهداءُ، فقد رَبِحَ البَيْع”.

  • إمبراطورية فاجرة ودولة متوحشة وغيبوبة مجتمع دولي!

    كتب ‬ د. عدنان منصور

    بعد اتخاذ مجرم الحرب قراره قبل عام، وإعطائه الأوامر للجيش «الإسرائيلي» للقيام بحرب إبادة جماعية، وتدمير شامل في قطاع غزة ولبنان، وارتكاب المجازر الهمجية ضدّ المدنيين، لم يشهد العالم مثيلاً لها، يصعب الحديث بعد اليوم عن دور المجتمع الدولي الوهم، وقيَمه، ومبادئه الإنسانية، ولا عن صدقية ونزاهة، وأخلاقية دول كبرى تحمل زيفاً ونفاقاً لواء الحرية والعدل وحقوق الإنسان.
    مجتمع دولي ليس أكثر من شاهد زور على أحداث العالم وحروبه، تتحكم به بعض الدول المستبدّة، يقودها قادة متطرّفون، عنصريون، مجرمون، مشبَعون بالحقد والكراهية والعنصرية حيال الشعوب المقهورة، المتطلعة الى الحرية والعدل والسلام والاستقلال الحقيقي.
    مجتمع دولي لا حول ولا قوة ولا قرار له، لم يستطع أن يوقف العدوان «الإسرائيلي» المتمادي، لأنّ الإمبراطورية الفاجرة، ورئيسها «الصهيوني» كما يحلو له الوصف، والعنصري الحقود، يدعم دولة الإرهاب «الإسرائيلية»، وآلة القتل دون ضوابط واكتراث بالمجتمع الدولي، وميثاق الأمم المتحدة!
    دولة عظمى تدّعي نفاقاً وبخبث مقيت في كلّ مناسبة، حرصها الشديد، ودفاعها عن الحرية وحقوق الإنسان، فيما تمارس على الأرض أحط وأقذر السياسات التعسّفية في العالم.
    دولة ترفض كلّ ما يصدر عن محكمة العدل الدوليّة، لجهة العدوان «الإسرائيلي» المتواصل، وتعارض توصيات محكمة الجنايات الدولية، ولا تتردّد من استخدام حقّ النقض ضدّ أيّ مشروع قرار أممي يهدف الى وقف دائم لإطلاق النار، متجاهلة كلياً أفظع الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها أحط وأقذر جيش إرهابي في العالم، لا مثيل له في همجيته ووحشيته، وإجرامه.
    مجتمع دولي متمثل بالأمم المتحدة وبمجلس الأمن، تقوده وتهيمن عليه، وتتحكم بسياساته وقراراته، إمبراطورية عظمى مستبدّة، ما أتاح لـ «إسرائيل»رفض ما تشاء من مشاريع قراراته المتعلقة بالفلسطينيين، وقضيّتهم الإنسانية العادلة، طالما أنّ هذه القرارات لا تخدم مصالحها ومصالح حلفائها، ولا تلبّي أهدافها السياسية والاستراتيجية، حتى ولو كانت مشاريع القرارات هذه، إنسانيّة، تصبّ في خدمة المجتمع الدولي وشعوبه أمناً وسلاماً واستقراراً.
    كم هو فضفاض ومثير للجدل، الحديث عن مجتمع دولي يعاني من الإحباط والفشل والعجز، والغيبوبة، جراء هيمنة وتعسّف دولة عظمى، وتدخّلها السافر في شؤونه، وانحياز رئيسها الفاضح، الفاقد للحسّ والضمير الإنساني والأخلاقي، والقيَم والمبادئ الشريفة، لوقوفه الظالم دون وجه حقّ الى جانب دولة العدوان.
    مجتمع دوليّ معوق، مشلول، لا يؤمَل منه خيرٌ عند الاستحقاق، لأنّ القرصان الأميركي باستكباره وعلوّه، وعنجهيته، يعطل أيّ قرار يهدف الى إخماد الحروب التي يشعلها، والفوضى التي يثيرها، ويضع حداً لقوى الإرهاب التي يديرها ويموّلها ويسلّحها ويوجّهها.
    بعد ضمور المجتمع الدولي، وعجزه عما يتوجّب عليه القيام به داخل مجلس الأمن، نجد بعض الدول التي تتمتع بحقّ النقض (الفيتو) كالولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، تدور في فلك واحد، يجمعها عامل مشترك: السيطرة على الدول، وإجهاض دورها الوطني المستقلّ، والإصرار على نهب واستغلال ثرواتها، وحصارها اقتصادياً ومالياً، وتفجير الأزمات، والاضطرابات فيها، وتأجيج النزاعات القومية، والدينية، والطائفية، وإشعال الحروب الأهليّة فيها، كي يبقى المجتمع الدولي مكبّلاً في يد مجلس الأمن، تفعل من خلاله إمبراطورية القهر ما تشاء ضدّ كلّ دولة معارضة لها، لا تسير في فلكها، أو تنحرف عن مدارها.
    هذا هو المجتمع الدولي الذي يتغنّى به الضعفاء في العالم، والذي يرون فيه الأمل، والحقّ والعدل والسلام، فإذا بالمجتمع الدولي يرى نفسه سجيناً، مكبّلاً، مقيّداً بيد الإمبراطورية المتوحشة التي لا تعرف من المبادئ الشريفة، وحقوق الإنسان، سوى شعارات براقة، مزيّفة، مُشبَعة بالعنصرية والنفاق والخداع والتضليل. شعارات يذكرنا بها رئيسها في كلّ مناسبة، وهو الذي يدعم بلا حياء، ولا خجل، ويدافع بكلّ وقاحة عن ممارسات دولة الإرهاب ويعطيها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها، دون أن يحرّكه ضميره الغائب، ولو للحظة واحدة ويتساءل في نفسه: كيف يمكن لرئيس الولايات المتحدة الدفاع عن دولة مثل «إسرائيل» تحتلّ أرض شعب يقاوم الاحتلال، ثم يدّعي أنه من حقها الدفاع عن نفسها؟!
    لا نعرف وفق أيّ قانون دولي، وشريعة ومنطق يُعطي الرئيس الأميركي الحقّ لدولة احتلال، أن «تدافع عن نفسها» ضدّ أصحاب أرض يقاومونها من أجل تحريرها؟!
    أيّ ضمير إنساني هو ضمير الرئيس الأميركي الذي يشاهد مجازر «إسرائيل» البربرية التي لم يشهد العالم مثيلها، فيما مندوب «إسرائيل» في مجلس الأمن داني دانون يقوم بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة مهيناً المجتمع الدولي كله، ويظلّ الرئيس الأميركي جامداً، صامتاً كصمت «أبو الهول».
    لقد عجز المجتمع الدولي عن التحرّك، فيما العالم يرى يومياً المجازر المهولة بحق المدنيين في لبنان وغزة، وحرب الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقي التي ينفذها جيش الاحتلال «الإسرائيلي» على الأرض.
    لم يقف الرئيس الأميركي موقف الرجال الشرفاء، ليعمل على وقف العدوان، ويردع مجرم الحرب في تل أبيب، المتمرّد على قرار مجلس الأمن الأخير، القاضي بوقف إطلاق النار، بل أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو كي يُمعن في عدوانه الهمجي المتواصل.
    إنه منطق القرصان الأميركي، ونهج الإمبراطورية المستبدة التي تدير بموجبه المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية، لتطلّ بعد ذلك، وتملي علينا بكلّ وقاحة ما يتوجب علينا أن نفعله لجهة الالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الإنسان!
    إنها الولايات المتحدة بمجتمعها الدولي، ومنظماته الأممية، وبمجلس أمنها، وبتسلطها وسيطرتها على الدول والشعوب، تريد أن تقنعنا زوراً وبهتاناً أنها دولة راعية لحقوق الإنسان، والعدل والسلام، فيما هي تعمل على تشييع المجتمع الدولي إلى مثواه الأخير…!
    لن تقوم قيامة للمجتمع الدولي، ولن يستعيد دوره الإنساني، إلا بعد أن تتخلى الإمبراطورية المستبدة عن عنصريتها، وانحيازها، وتسلّطها، وعبثها بالقيَم والمبادئ الإنسانية، والقوانين الدولية! فهل سيتخلّى اليانكي الأميركي عن سياسة الانحياز، والقهر والاستبداد، وسجله الأسود حافل بأقذر السياسات التي اتّبعها حيال شعوب العالم الرافضة للهيمنة والاستعباد والاستغلال!؟

    *وزير الخارجية والمغتربين الأسبق

  • القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن وتعتبره خدمة للعدو الصهيوني، وتحذر من تداعياته في المنطقة

    أدانت القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية العدوان الأميركي – البريطاني المجرم على اليمن واعتبرته خدمة للعدو الصهيوني وتصعيداً خطيراً واعتداء صارخاً على سيادة اليمن وشعبه العزيز والشجاع الذي يقوم بواجبه القومي والإسلامي دعما وإسنادا لشعبنا الفلسطيني واللبناني في مواجهة حرب الإبادة وعمليات القتل والتدمير والإجرام التي يقوم بها جيش الإحتلال الصهيوني في غزة والضفة ولبنان وضد شعوب المنطقة بدعم كبير من أمريكي وبريطانيا والدول الغربية.

    وجاء في البيان الصادر عن القيادة المركزية للتحالف بدمشق: إن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والدول الغربية الداعمة للإحتلال هم الأعداء الحقيقيون لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وهم شركاء لدولة الإحتلال الصهيوني، في العدوان والجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان والشعب اليمني الشقيق وشعوب المنطقة ، وهي التي شاركت في الحرب الإجرامية على شعب اليمن الشقيق ، وتستمر اليوم في العدوان وإرتكاب الجرائم والمجازر في المنطقة.

    إن فصائل المقاومة الفلسطينية وهي تدين هذا العدوان الإجرامي على شعب اليمن العزيز، تعتبر هذا العدوان عدوان ضد قوى محور المقامة والأمتين العربية والإسلامية ، وتتحمل أمريكا وبريطانيا المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير الذي سيكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على مصالحهما ووجودهما في المنطقة.

    دمشق: الموافق 17.10.2024م

    المكتب الصحفي

  • من كريات شمونة إلى حيفا والحبل على الجرار


    د. حسن أحمد حسن
    لم يعد التهويل بتوسيع الحرب وامتداد ألسنتها يخيف من تحمّلت أرواحهم كلّ النار واللهب المحرّم دولياً وإنسانياً وأخلاقياً، ولم يعُد تعميم شريعة الغاب والقتل المتعمّد والإبادة الجماعية تمنح القتلة المجرمين مزيداً من المزايا والمكتسبات بعد أن ثبت أنّ الدماء البريئة التي يستمتع القتلة بسفكها تفعل فعل مياه البحر بمستوطني صحارى التيه عبر الأجيال، فكلما شربوا المزيد منها ازدادوا عطشاً وتوحشاً في كلّ تفاصيل حياتهم اليومية القائمة سيرورة وصيرورة على البطش والفتك والإجرام والترويع، والأهمّ من هذا وذاك أنه لم يعُد الإعلان رسمياً عن مشاركة إدارة بايدن بحرب الإبادة الجماعيّة وإحراق ميثاق المنظمة الدولية ونثر بقاياه في ردهات المجمع الصناعيّ العسكري الأميركي يثير التوجّس من زيادة التبني الأميركي لإجرام تل أبيب بعد أن تأكد لكلّ ذي عقل أنّ كلّ ما جرى ويجري إنما هو أجندة أميركية يتمّ تنفيذها بأدوات مختلفة تمثّل حكومة نتنياهو أكثرها بشاعة. فالكيان المتفرعن أعجز وأجبن من أن يُكمل تنفيذ أيّ من جرائمه إلا بمظلة أميركية، ومشاركة مباشرة، بل وقيادة العمليات في المنعطفات الحادة، وجميع أطراف المقاومة على يقين أنّ ارتفاع نشاز صوت النتنياهو بالتهديد والوعيد يمثل استجابة تامة لدوزنة أوتار الغطرسة الأميركيّة المسكونة رعباً من فقدان السيطرة على العالم عبر البوابة الشرق أوسطيّة التي تتبلوَر بهوية مقاومة آمن حَمَلَتُها بحقّهم في الحياة بكرامة، وعملوا على بناء القدرات الذاتية الكفيلة بتمكينهم من الدفاع عن هذا الحق مهما بلغت التضحيات، وهذا يفسّر الاضطراب الأنكلو ساكسوني، ومسارعة الغرب الأطلسي بقضه وقضيضه لحماية كيان الاحتلال، والتكشير عن الأنياب، وتنفيذ حرب الإبادة بأبشع صورها ضدّ كلّ من يرفض الإذعان والعبوديّة لأولئك القتلة المجرمين، وعلى الرغم من ذلك كله لم تتضح معالم أي آمال قابلة للتحقق لدى معسكر الإجرام والمجازر، ويوماً بعد يوم تتبلوَر حقائق جديدة، وتتراكم قناعات موضوعيّة تؤكد أنّ سفينة المنطقة تسير بعكس اتجاه ما تريده الدولة العميقة، وأنّ الطفل المدلل سيبقى طفلاً يتنفس اصطناعياً لأنه يعاني من تشويه خلقي، وهيهات لمخلوق أن يفلح في تحدّي إرادة الخالق مهما امتلك من أدوات قتل وبطش وإبادة.
    الأيام القليلة الماضية كانت متخمة بالأحداث والتطورات الغنية بالمعاني والدلالات التي لا يجوز إغفالها، ولا القفز فوق منتجاتها الأولية التي أكدت أنّ حزب الله نجح في امتصاص الصدمة على الرغم من هولها وشدّتها التي تفوق التصوّر والإمكانيات، واستطاع بكفاءة عالية أن يستوعب الضربات القاتلة التي تلقاها حتى بعد استشهاد أمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وبزمن قياسيّ تيقّن المتابعون المهتمّون أنّ المقاومة استعادت توازنها، وانتقلت إلى مرحلة جديدة عنوانها الوفاء لنهج سيد شهداء المقاومة، وحمل دمائه الطاهرة والمضيّ قدماً لإبقاء الراية التي استشهد وهو يحملها مرفوعة ومصانة، وهذا يعني ترميم الخلل الذي سبّبته الضربات المؤلمة المتتالية، وانتظام أسس التواصل والفاعلية والأداء الميداني المتكامل بين مجموعة القيادة والسيطرة وبين المجموعات القتالية التنفيذية المنتشرة على امتداد خطوط المواجهة، ولعلّ البرهان الأبلغ على صحة هذا الاستنتاج نجاح حزب الله في استهداف معسكر «رغفيم» في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة بعملية نوعيّة مركّبة ما تزال آثارها في طور التنامي والتدرّج في تظهير النتائج بشكل تصاعدي، ومن الضروري الإشارة هنا إلى عدد من الأفكار المتعلقة بما حدث، وما قد تحمله من دلالات وتداعيات، ومنها:
    *استغلال الوضع المتشكّل بعد اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله وعدد من قادة الصف الأول لفرض «الصدمة والترويع» واستكمال متطلبات ذلك بنقل الجهد الرئيس لجيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه جبهة الشمال، والتبجّح بحتميّة القضاء على مقاومة حزب الله، وفرض شرق أوسط جديد وفق الرؤية الصهيو ــ أميركية، ومسارعة الإعلان عن بدء العملية البرية، واستحضار قوات جديدة لاقتحام الحدود والتوغّل في الداخل اللبناني بعد أن تجاوز قوام القوات المكلفة بتنفيذ المهمة خمس فرق عسكريّة، إضافة إلى عدد من الألوية وقوات النخبة في الجيش الإسرائيلي «لواء غولاني ــ لواء المظليين ـــ وحدة إيغوز إلخ…».
    *فشل المحاولات المتكررة لبدء الاقتحام البري، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر نوعيّة في الأرواح والمعدّات، فما أن تظهر مقدمة القوات المكلفة بالاقتحام والتوغل على امتداد الحافة الأمامية لخطوط التماس إلا وتكون نيران المقاومة بانتظارها، وقد تكرّرت عملية تدمير الدبابات بطواقمها وتعثر التقدم، والوقوع في جيوب قتل نجح المقاومون في جرّ القوات المهاجمة إليها في عدة مواقع، كما حدث في مارون الراس وغيرها، ولم تنفع سياسة الأرض المحروقة التي اعتمدها الجيش «الإسرائيلي» في إحراز أيّ تقدم يمكن تسويقه على أنه صورة من صور النصر الميداني المتدحرج، بل جاءت النتائج معاكسة للمطلوب، فعلى امتداد ثلاثة عشر يوماً بقي العنوان الأبرز لنتائج المواجهات اليومية يبرهن على صمود المقاومة وقدرتها على منع أيّ خرق «إسرائيلي».
    *العمل على تغطية الإخفاق والفشل في التوغل البري بزيادة التوحّش في القصف الجوي والصاروخي والبحري لجميع القرى والبلدات التي تشكل البيئة الحاضنة للمقاومة لتحقيق هدفين أساسيين متكاملين:
    1 ـ الضغط على البيئة الحاضنة ودفعها للتخلّي عن احتضان المقاومة، وتحميل قيادتها المسؤولية عن الأضرار والخسائر الجسيمة المترتبة على استخدام الطاقة التدميرية الإسرائيلية بحدودها القصوى.
    2 ـ محاولة خلق شروخ وانقسامات حادة بين مكوّنات الداخل اللبناني المتعددة، بالتزامن مع حملة تصعيد إعلامي مسعور، وخلق واقع مضطرب جراء النزوح الكبير بسبب الإفراط في التدمير الشامل لدفع اللبنانيين إلى اقتتال داخلي يساعد الجيش الإسرائيلي في تحقيق غاياته الشريرة.
    *ارتقاء غالبية المواقف اللبنانية الرسمية والشعبية إلى مستوى المسؤولية، وازدياد التفاف البيئة الحاضنة حول مقاومتها، وتكامل ذلك مع أداء ميداني شبه إعجازي للمقاومين الصامدين في مواجهة خمس فرق عسكرية إسرائيلية مجهّزة بكلّ ما يمكّنها من الاقتحام، لكنها عجزت عن فعل ذلك على الرغم من استمرار تكرار المحاولات وعلى أكثر من اتجاه، وهذا يؤكد أنّ المقاومة كانت تتحضّر لمثل هذه المواجهة منذ اليوم التالي لتوقف القتال في حرب تموز وآب 2006، وهو ما أشار إليه سابقاً سماحة الشهيد القائد حسن نصر الله أكثر من مرة في خطاباته وكلماته.
    *قدرة المقاومة على استعادة زمام المبادرة، وخوض أشرس المعارك الدفاعية والهجومية بآن معاً وفق ظروف المعركة ومقتضيات الميدان، وقد تجلى ذلك بوضوح يوم الأحد 13/10/2024م. حيث نفذ المقاومون /38/ عملية في يوم واحد، ومن ضمنها استهداف مركز التدريب التابع للواء «غولاني» جنوب حيفا، وتكبيد العدو خسائر فادحة إلى درجة أرغمت رئيس الأركان هاليفي على الاعتراف بالحقيقة المرة عندما قال: «نحن في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريب أمر خطير ونتائجه مؤلمة».
    *دلالات نجاح المقاومة في استهداف مركز التأهيل والتدريب في جنوب حيفا لا تقتصر على قتل وإصابة العشرات، بل أكبر بكثير مما قد يخطر على الذهن، فوصول الطائرة المُسيّرة المستخدمة إلى العمق «الإسرائيلي»، وتخطّي كلّ منظومات الدفاع الجوي بعد أن تمّ رصدها بالقرب من مستوطنة نهاريا، وفشل الطائرات الحربية «الإسرائيلية» في إسقاطها، ثم اختفاؤها إلى أن وصلت إلى حيث أريدَ لها أن تصل، وأطلقت صاروخاً باتجاه الهدف ثم الانقضاض والانفجار في قلب القاعة، وهذا يعني نجاح رجال المقاومة في مشاغلة منظومات الدفاع الجوي بصلية من الصواريخ وإطلاق الطائرة المُسيّرة في التوقيت المحدد والمسار المدروس وكلّ ما يتعلق بهذا الأمر يبرهن على أنّ المقاومة الإسلامية تجاوزت تداعيات الضربات المؤلمة التي تلقتها، وانتقلت من واقع الامتصاص والاستيعاب إلى واقع الردّ والفاعلية والتصعيد المتدرّج والمتدحرج بمنهجية تأخذ بالحسبان كلّ الاحتمالات وتبني قرارها على السيناريو الأسوأ الذي يستطيع العدو اعتماده كقرار، والتعامل معه بكفاءة عالية تلزم أصحاب الرؤوس الحامية على تبريدها، أو تحمل تكلفة المكابرة والهروب إلى الأمام، ويبقى الميدان بيضة القبان.
    *انتقال الجهد الرئيس العسكري للعدو إلى الجبهة اللبنانية وزيادة التوحش والعدوانية ضدّ الداخل اللبناني، وقد ردّت عليه المقاومة بتركيز الاستهدافات المتكررة لمدينة حيفا نظراً لأهميّتها الكبرى بوصفها البوابة البحرية الأهمّ للكيان، وفيها العديد من المنشآت المهمة والاستراتيجية، ومن بينها مصانع الأمونيا وغيرها من المنشآت الضخمة الخاصة بمصافي البترول وتخزين المواد البتروكيميائية والنفطية ومحطة توليد الكهرباء والعديد من المنشآت الكبرى الحيوية، وقد عرض الهدهد بشكل تفصيليّ في الحلقتين الأولى والثالثة كلّ تلك المنشآت وغيرها مما يؤلم الكيان كثيراً في حال تمّ استهدافه ما عرضه الهدهد، وهو أمر متوقع جراء التصعيد «الإسرائيلي» المتسارع بلا سقوف، ومن الطبيعيّ أن يقابَل بردود بلا سقوف أيضاً وفاء لما أشار إليه سماحة الشهيد القائد نصر الله رضوان الله عليه.
    *المتابع لوسائل الإعلام «الإسرائيلية» لا يجد صعوبة قي تكوين صورة عن واقع حيفا اليوم وهي في طريقها لتكون مشابهة لكريات شمونة وبقية المستوطنات التي غدت مهجورة، وهذا يعني أنّ تمنيات نتنياهو بإعادة المستوطنين الفارّين من مغتصبات الشمال تبقى محض أوهام وأحلام إلا بشروط المقاومة، وبغير ذلك فأعداد المهجّرين تتضاعف، وقدرة الكيان على التحمّل والتعامل مع التداعيات تقلّ وتنخفض.
    خلاصة:
    رفع سقف التهديدات الإسرائيلية لن يغيّر من الواقع الميداني المتشكل، والحديث عن دخول واشنطن على الخطّ بشكل مباشر وتزويد الكيان بمنظومة «ثاد» للدفاع الجوي المخصص للتعامل مع الأهداف على ارتفاعات عالية يؤكد عجز الكيان عن حماية نفسه، والإخفاق المدوّي في التوغل البرّي في الجنوب اللبناني يعني أنّ ما ينتظره هو المزيد من الإخفاقات والفشل المركب والمتفاقم، وهذا يعني عقم التخويف بالعودة لفرض شرق أوسط جديد وموسع وفق المقياس الصهيو ـــ أميركي، وكأنهم يعيدون تدوير ما ثبت عقمه والعجز عن تنفيذه. فالكيان اليوم بعد مرور سنة ونيّف من انطلاق ملحمة طوفان الأقصى أضعف مما كان عليه عندما تحدثت كونداليزا رايس عن ذاك الشرق الأوسط المطلوب، والمقاومة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه، وكذلك الداخل اللبناني أكثر تأييداً للمقاومة، والأمر ذاته ينسحب على الرأي العام العالمي بعد سقوط السردية «الإسرائيلية» داخلياً وإقليمياً ودولياً، وهذا يعني أنّ التهويل باشتعال المنطقة وإنْ كان احتمالاً ممكناً، إلا أنه في الوقت نفسه جزء من الحرب على الوعي، فليس اليوم كالأمس، ولن يكون الغد كاليوم، وما تستطيعه تل أبيب وواشنطن وتهدّدان به قد تمّ فعله عملياً، لكن ما لدى أطراف محور المقاومة ولمّا يُستخدم بعد كفيل بخلق شرق أوسط جديد أكثر أمناً واستقراراً، وخالياً من التهديدات التي لن تؤدي إلا إلى التسريع في انحسار ما تبقى من هيمنة أميركية واقتراب الكيان أكثر فأكثر من خراب الهيكل الثالث على رؤوس مَن فيه، وإن غداً لناظره قريب…
    *باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى