سورية

  • هل سنذهب لمرحلة الانزلاق لحرب مفتوحة ..!!؟

    قراءات في مستقبل الايام لابد منها خاصة حين ‏يربط الاسرائيليون وفق إعلامهم ما بين جلسة ‎الخميس القادم التفاوضية حول وقف النار في غزة ورد كل من إيران وحزب الله ..!!، بعض الأوساط الإعلامية الإسرائيلية تتحدث عن إمكانية وقفها او ربما تأجيلها حال حصول رد من إيران ..!! ..هذا يؤكد أن أصل الدعوة للتفاوض هو محاولة لتفادي الرد أو تأجيله أو التقليل من حجمه ..، وهذا يؤكد على أن التفاوض قد يكون جزءا من مناورة ..!!، لكن عموما ..، إيران وحزب الله وصنعاء يعون تماما ما يجري ..!! .حتما وبكل تأكيد لن تتراجع ايران عن هجومها المنتظر رغم البيان الخماسي الأمريكي الأوروبي المتزامن مع تحريك حاملات الطائرات والغواصات النووية ..، لأنها تعلم أنها ستفقد هيبتها على صعيد الشارع العربي والإسلامي معا إن لم ترد ..!!؟ والدليل على ما نقرأ في ردها القوي الرادع على هذا البيان ..!!؟، أما لماذا يسعى بشتى المحاولات نتنياهو لحرب عالمية فورية وهو يعلم أنها المستحيل ما لم يكون هناك صرخة جنون حينها فقط سينجح ..، ولكن مع زوال الكيان الصهيوني كاملا من الوجود تكون التداعيات ..!!؟ هل ستـنزلـق الأمور إلـى الحرب الشاملة ..!!؟هي الساعات التي لن تطول أكثر من أيام قليلة، حيث رجّح خبراء الكيان الصهيوني المحتل في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أن يستهدف رد حزب الله ومحور المقاومة مجموعة واسعة من القواعد العسكرية الجوية والاستخبارية الإسرائيلية ..!!، ومصانع أسلحة في شمال فلسطين المحتلة وتل أبيب إضافة الى مراكز عسكرية رسمية ربما وزارة الحرب الإسرائيلية ..!!، بالتوازي مع سعي حزب الله لتحييد المدنيين الإسرائيليين لسببين : الأول كي لا تستخدمها “إسرائيل” في استعطاف الرأي العام العالمي والأميركي خصوصاً .. .الثاني كي لا تشكل ذريعة لتوسيع عدوانها على لبنان، ولفتوا الى أن الرد قد يكون قبل انطلاق جولة المفاوضات في 17 آب وقد يكون بعده، فالأمر خاضع لعدة حسابات ومعطيات .. .واستبعد الخبراء انزلاق الأمور الى الحرب الشاملة لأسباب عدة أهمها انشغال الأميركيين في الانتخابات الرئاسية، وعدم جهوزية الجيش الإسرائيلي لخوض جبهات عدة ولفترة طويلة في ظل غرقه في مستنقع غزة .لكن الخبراء توقعوا جولة تصعيد وضربات أمنية متقابلة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة ومحور المقاومة من جهة أخرى .فإلى أين ستنزلق الأمور في قادم الأيام ..!!؟ .حول البيان الثلاثي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار ..، رحلة خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة السنوار لجولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان، وفي هذا السياق وافقت الحركة على مقترح الوسطاء في 6 مايو/أيار 2024م ورحبت بإعلان الرئيس بايدن 31/5/2024م وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص 2735، وهو ما قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق شعبنا، واستمر بالتأكيد على موقفه بأنه غير جاد بوقف دائم لإطلاق النار، وكانت ممارساته العدوانية بحق شعبنا دليلاً عملياً على ذلك .ورغم أن الجميع يدرك حقيقة نوايا ومواقف الاحتلال ورئيس حكومته، إلا أن الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير بتاريخ 2/7/2024م، وواجهه العدو بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، حيث ذهب للتصعيد في عدوانه على شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً لاغتيال رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله ..، في تأكيد لنواياه باستمرار العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مستمرا بحراره الإبادة وآخرها مجزرة مدرسة التابعين في ١٠ اب ٢٠٢٤..، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من المدنيين وجرح ما يزيد على 250 منهم .من منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا الفلسطيني ومصالحه، فإن المقاومة الفلسطينية تطالب الوسطاء إن كانوا أصحاب قرار حقيقي وليسوا ادوات والعاب ..!!، بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على المقاومة الفلسطينية ممثلة بالقائد السنوار والذي وافق عليه بتاريخ 2/7/2024م، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا .‏يا أمة العروبة والإسلام أين أنتم ..!!؟؟لقد دخلنا اليوم تاريخ الشهر الحادي عشر لاقتراف الكيان الصهيوني الغاصب المحتل حرب الإبادة من خلال ممارساته لتطهير عرقي وإبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني في غزة ..،مجازر متتالية لا تتوقف في كل يوم ..، في محاولة الكيان الصهيوني اليائسة لطرد 2.3 مليون ⁧‫فلسطيني‬⁩ من ⁧‫غزة‬⁩ ومعبر رفح‬⁩ والعمل على تدميره وتسويته بالأرض في محاولة الاحتلال إلى طمس وقتل القضية ⁦‪‬⁩الفلسطينية، وهي السياسة التي لن ترى النور .قلناها منذ الأيام الأولى لتشرين الأول الماضي بعد بدء معركة طوفان الأقصى ..!! ماذا أنتم فاعلون ..!!؟ عاشق الوطن

    ..

    د. سليم الخراط

  • أبعاد زيارة وفد روسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية

    كتب د محمد نادر العمري

    تقدير موقف حول أبعاد زيارة وفد روسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية

    زيارة وفد روسي رفيع المستوى لطهران بقيادة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، يحمل أكثر من دلالة في هذا التوقيت، فقد تتضمن الزيارة لعب دور الوساطة الروسية لتخفيف درجة الاحتقان على مستوى المنطقة مقابل حصول إيران ومحور المقاومة على ضمانات لوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار الاقتصادي عن إيران وانسحاب أميركي قريب من المنطقة واحتمالية عودة التفاوض حول الملف النووي، أو قد تحمل هذه الزيارة في طياتها تنسيق مشترك في حال تصاعد وتيرة الصراع على مستوى المنطقة، نتيجة الحاجة والضرورة التي تفرضها المصالحة المشتركة والمواقف المتقاربة وتداخل التواجد والتوزع العسكري ولاسيما في سورية.

    في كلا الحالتين اعتقد إن هذه الزيارة بعد جملة الضغوط والعروض الدبلوماسية التي قدمت لطهران، قد تشكل الزيارة الأخيرة قبل الرد الإيراني، بعد خيبة الأمل التي عاد بها وزير الخارجية الأردني اثر زيارة هي الاولى لوزير خارجية أردني للعاصمة طهران منذ قرابة ٢٠عام.

    التنسيق الروسي الإيراني يعد من الأمور الهامة على مستوى النطاق الإقليمي لعدة أمور:

    _مكانة روسيا على مستوى النسق الدولي والحاجة الإيرانية لاصطفاف الفيتو الروسي لصالحها في حال سارعت الدول الغربية لتبني قرار داخل مجلس الامن لإدانة إيران أو فرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها.

    _من الممكن إن تساعد روسيا الجانب الإيراني في المعلومات الاستخباراتية وتزويدها بصور الأقمار الصناعية في حال استغلت تل أبيب الرد الإيراني وجرت المنطقة والغرب لحرب ضد إيران.

    _ التواجد الروسي الإيراني المشترك في سورية، والخشية الروسية من استغلال الرد الإيراني من قبل واشنطن لإعادة تموضعها في المنطقة ولاسيما العراق وسورية، وإعادة استثمار الإرهاب والكيانات العسكرية التي تدعمها واشنطن لاستهداف حلفاء إيران في المنطقة وخاصة الجيشين السوري والعراقي، مما سيدفع القوات الروسية للتدخل.

    _قد يكون لدى الوفد الروسي معطيات ومعلومات عن نية الغرب وإسرائيل والأطلسي في قيام الحرس الثوري بالرد من إيران أو الحزب من جنوب لبنان، لشن عدوان واسع على إيران، ولاسيما إن روسيا هي اول من كانت قد حذرت حول احتمال التصعيد في المنطقة أثناء لقاء العمل التي جمعت الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين في ٢٥ من شهر تموز الماضي.

    الوضع في المنطقة أخطر بكثير مما يعتقده الكثيرون، فالجغرافية السياسية والمواقف المتناقضة والمصالح المتناحرة، تجعلها قنبلة موقوتة، لذلك روسيا التي تخوض معركة حماية أمنها القومي في أوكرانيا، لن تضغط على إيران لوقف الرد أو تحجيمه، ولكن في ذات الوقت لاتريد منح الإسرائيلي فرصة حصول هذا الرد للعبث في الخارجة الإقليمية عبر جر المنطقة و الأطلسي لتصعيد غير مسبوق، وربما العودة لخطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس ودعوته لإنشاء تحالف غربي وإقليمي جديد ضد إيران هو خير دليل على ذلك.

    محمد نادر العمري

    كاتب وباحث في العلاقات الدولية

  • خطوط حمراء وخطوط نار

    حسن أحمد حسن

    منذ الإعلان عن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو بتاريخ 24/7/2024 وعقد قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين والمعالم الأساسية للصورة الإقليمية تتوضح بشكل متدرج ومتدحرج يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من الجمل القليلة التي تم نشرها من حديث السيدين الرئيسين إلا أنها كافية لإدراك أن متغيرات دراماتيكية في طريقها للظهور والتبلور، فالمقطع الذي نشره الكرملين تضمن قول بوتين للأسد: “أنا مهتم للغاية برأيك بشأن كيفية تطوّر الوضع في المنطقة ككل… لسوء الحظ، هناك ميل نحو التصعيد، ويمكننا أن نرى ذلك… وهذا ينطبق بصورة مباشرة على سورية”.

    وعلى الرغم من الجمل القليلة المتضمنة التي تم نشرها من حديث السيدين الرئيسين إلا أن توقيت الزيارة، وربط ما تم نشره وتداوله بالتطورات المتسارعة، يشير إلى أن لدى روسيا معطيات جديدة وخطيرة بآن معًا، وأن الوضع في المنطقة يتّجه نحو المزيد من التعقيد وتشابك المدخلات التي قد تتمخض عنها تحديات وأخطار يجب الاستعداد لمواجهتها ومناقشة احتمالات تداعياتها، وكيفية التعامل المشترك إزاءها بين الرئيسين، وليس لدى أي مستوى آخر. وعلى أرض الواقع شهدت المنطقة جملة من التطورات الخطيرة إلى درجة إمكانية الاشتعال في أية لحظة، ومن السذاجة بمكان التوهم أن ما حدث وصل إلى محطته الأخيرة، أو قبل الأخيرة طالما لم يتم الرد حتّى الآن من قبل إيران وحزب الله، وبقية أطراف المقاومة، فكسر الخطوط الحمراء يعني تلقائيًا الانتقال إلى خطوط أكثر خطورة، ومقابل كلّ خط أحمر يُكْسَر أكثر من خط نار كامن واشتعاله حتمي، لكن وفق توقيت المقاومة، وليس وفق توقيت من أعمى التيه والكبر بصائرهم وأبصارهم بآن معًا، فحق فيهم قوله تعالى في سورة المرسلات ــ الآية 46: (كلوا وتمتعوا قليلًا إنكم مجرمون).

    ولتوضيح هذا الأمر أتوقف عند بعض النقاط المهمّة التي قد تساعد على تفكيك الصورة المعقّدة التي أفضت إليها العدوانية الأميركية ـــ “الإسرائيلية” المنفلتة ـــ حتّى الآن ـــ من كلّ عقال، ومنها:

    • كل ما تم الترويج له من احتفاء أميركي بخطاب نتنياهو في الكونغرس، والتصفيق الحاد والمتواصل طيلة فترة الخطاب، هو رسالة للداخل “الإسرائيلي” والأميركي بالدرجة الأولى قبل أن يكون رسالة إلى أي طرف آخر، فالداخل “الإسرائيلي” منقسم جراء عجز حكومة نتنياهو عن تحقيق أي من الأهداف التي تم الإعلان عنها منذ 7/10/2023. وتداعيات ذلك تشكّل خطرًا وجوديًا على الكيان، وهذا ما اعترف به المسؤولون “الإسرائيليون” بمن في ذلك نتنياهو نفسه. وهذا التبني الأميركي لرئيس وزراء الكيان المجرم رسالة طمأنة للتجمع الاستيطاني للتقليل من القلق والهياج والتوتّر، ولملمة الوضع الداخلي المتشظي، والاستعداد للأصعب والأشد خطورة، وما تغيير لهجة صقور المعارضة الداخلية “الإسرائيلية” إلا الشاهد الأبلغ على صحة هذا القول، ويؤكد ذلك التصريحات الأخيرة التي نشرتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية للواء الاحتياط اسحق بريك وقوله: “الكراهية التي تشتعل في “إسرائيل”، والتي تتعمق مع استمرار الحرب بين اليمين واليسار، وبين المتدينين والعلمانيين، وبين العرب واليهود، كلّ ذلك يفكك الدولة من الداخل”.

    الأمر ذاته يمكن سحبه على الداخل الأميركي الذي شهد تظاهرات عارمة في عدد من المدن والجامعات ضدّ الإجرام “الإسرائيلي” المستهتر بكلّ القيم والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية المرعية، فجاء الاستعراض الصهيوني في الكونغرس ليوصل رسالة للأميركيين بمضمون يقول: كلّ تحرك جديد لإدانة حكومة نتنياهو عبثي ولا طائل منه، فتصفيق الكونغرس تأكيد على تبني واشنطن لكل السياسات والإجراءات المعتمدة “إسرائيليًا”، أي إن واشنطن شريكة في ذلك بتفويض من الكونغرس بمجلسيه: الشيوخ والنواب.

    • حرص نتنياهو على اللقاء مع أهم مفاصل صنع السياسة الأميركية، فهو لم يكتف بتصفيق الكونغرس بل التقى ترامب أيضًا، وشكره على “اتفاقيات أبراهام”، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بسيادة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان، واغتيال قاسم سليماني، وإنهاء الاتفاق النووي السيئ مع إيران. والسؤال المشروع هنا: لماذا استذكر نتنياهو اغتيال الشهيد قاسم سليماني بعد أربع سنوات على العملية؟ وهل في هذا إشارة إلى اغتيالات قادمة يساعد بتنفيذها الديمقراطيون كما فعل الجمهوريون؟ والتساؤل الآخر الذي لا يقل أهمية ماذا يعني تعهد ترامب بمكافحة انتشار معاداة السامية ــ على حد توصيفه ــ في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتهديده بأنه إذا لم يفز بالانتخابات، فستكون هناك حروب واسعة النطاق في الشرق الأوسط وربما حتّى حرب عالمية ثالثة؟. ومن المعروف أن خلافات ترامب مع ما يسمّى الحكومة العميقة أدت إلى إقصاء ترامب ووصول بايدن إلى البيت الأبيض، فهل استقرأ أعضاء تلك الحكومة أخطار تهديد ترامب، واتّخذوا القرار بإشعال منطقة الشرق الأوسط من الآن بما ينسجم مع جنون نتنياهو الذي يبقى أقل خطرًا على أميركا من حماقة ترامب؟. تساؤل وإن بدا غريبًا بعض الشيء، لكن وضعه على طاولة التحليل والتشريح قد يكون مفيدًا.

    • استنادًا إلى ما ورد في الفقرة السابقة، وتذكيرًا بالتطورات الخطيرة التي أشار إليها الرئيس بوتين، واتّخاذها منحى تصاعديًا في الشرق الأوسط تتضح خطورة حادثة الصاروخ الذي أصاب ملعبًا رياضيًا في مجدل شمس، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجراح في الوقت الذي كان نتنياهو ما يزال في واشنطن، وسرعان ما تتهم “تل أبيب” حزب الله الذي نفى بشكل قاطع أية علاقة له بذلك، لكن الإدارة الأميركية وعلى لسان وزير خارجيتها، وقبل القيام بأي إجراء، وبدون أي دليل تبنت الرواية “الإسرائيلية”، وأكدت حق “تل أبيب” في الرد على جريمة تؤكد كلّ القرائن الدالة على أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤول عنها، ومع ذلك يصمُّ البيت الأسود أذنيه، ويصرح بمناصرته للكيان المؤقت، والتمسك بالدفاع عنه بعد الإقدام على اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر (السيد محسن) في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت، وبعدها بساعات اغتيال السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وبين الجريمتين تقوم القوات الأميركية بقصف قوات الحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر جنوب غرب بغداد، إضافة إلى جريمة الكيان الصهيوني قبل أيام بقصف مطار الحديدة في اليمن، واجتماع كلّ ذلك يؤكد أن واشنطن لا تقل رغبة عن “تل أبيب” بإشعال المنطقة، بغضّ النظر عما يتم ترويجه إعلاميًا، وليس باستطاعة نتنياهو وحكومته الإقدام على مثل هذه الجرائم إلا برضا أميركي وموافقة صريحة ومشاركة في التنفيذ، ولذلك تحركت البوارج والمدمرات وحاملات الطائرات والأساطيل إلى المياه الإقليمية، مع تأكيدات علنية من الإدارة الأميركية بحتمية تدخلها كشريك مع حكومة نتنياهو في أي رد على عدوانية “تل أبيب” التي تجاوزت أكثر الخطوط الحمراء خطورة، في حين كانت السمة العامة التي صبغت أداء جميع أطراف محور المقاومة التماسك الذاتي وضبط الأقوال والسلوكيات بما ينسجم والتوازن المعروف عن المقاومة، وقدرتها على التعامل مع التحديات بما ينسجم ويخدم استراتيجية المقاومة بعيدًا عن تأثيرات الغضب الآني، والعمل بحكمة ومسؤولية للرد الجدي والمسؤول وفق ظروف الميدان، وهذا ما شدد عليه سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه في تشييع الشهيد القائد فؤاد شكر (السيد محسن) بقوله: “الميدان هو الذي يعرف ظروفه وفرصه، ونحن نبحث عن ‏ردٍ حقيقي، وليس ‏عن ردٍ شكلي، كما يُحاول البعض أن يُفلسف الأمور، بل نحن نبحث ‏عن ردٍ حقيقي وعن فرصٍ حقيقية، ‏وعن ردٍ مدروس جدًا…”.

    • لكل من يسأل عن الرد ونوعيته وماهيته وتاريخه فالجواب واضح وصريح ومؤكد من قادة محور المقاومة: سماحة السيد القائد علي الخامنئي دام ظله الوارف، وسماحة السيد حسن نصر الله وعبد الملك بدر الدين الحوثي حفظهما ربّ العالمين، ومن يتوهم أن التهويل الصهيو ـــ أميركي، ودبلوماسية البوارج الحربية يخيفان المقاومة فعليه أن يعيد حساباته، ومن يحاول الاصطياد في الماء العكر، ويروج لقدرات خارقة لدى محور المقاومة تفوق القدرات الأميركية والأطلسية و”الإسرائيلية” مجتمعة، ويستسهل اتّخاذ قرار حرب شاملة فجهود أولئك لا تساوي شروى نقير، ومحور المقاومة لا يغريه ثناء ومديح، ولا يغير من خططه وقراراته ذم وقدح، وقبل هذا وذاك من يحب الظهور وتسويق الذات على أنه مقرب من مفاصل اتّخاذ القرار المقاوم ويتحدث بتواريخ وأهداف وخطط معتمدة، أو قد تُعتمد، فأولئك يسيئون لأنفسهم قبل إساءتهم إلى غيرهم، فمثل هذه العناوين الأساسية التي يتوقف عليها حاضر المنطقة ومستقبلها لا يمكن أن يطلع عليها إلا قلة قليلة في دائرة اتّخاذ القرار العسكري، فمن يعرف لا يتكلم، ومن يتكلم لا يعرف.

    • باختصار شديد وتكثيف متعمد يمكن القول: الثابت الوحيد في الأمر أن الرد آتٍ ومؤلم أكثر مما يتوقع أكثر المتشائمين في الطرف المعادي، وهذا ليس تنبؤًا ولا تحليلًا ولا تقديرًا شخصيًا بل يقين يستند إلى تصريحات قادة جبهة المقاومة، وهؤلاء السادة إن قالوا صدقوا وفعلوا، وإن وعدوا وفوا، ومن يتابع ما ينشره الإعلام “الإسرائيلي” يدرك مدى التوّتر والقلق والخوف والهلع الذي يعمّ الكيان مستوطنين وعسكريين وقادة ومسؤولين في مختلف مفاصل المسؤولية، ومجرد حشر الكيان بكلّ مكوناته قي وضع كهذا يعتبر موضوعيًّا جزءًا من الرد والعقاب، فالرد حتمي، لكن توقيته، وشكله، ومسارح عملياته وشدته والأهداف التي سيطالها الانتقام، وكلّ ما يتعلق بأية تفاصيل أخرى يبقى قراره لدى قادة جبهة المقاومة، ورهن إشارتهم، وليس وفق توقيت العدوّ ولا وفق السيناريوهات التي يظنها الأصعب والأقسى، فالأقسى والأخطر مرهون بالميدان وحده، وبكيفية الرد على رد المقاومة على الاعتداءات والجرائم “الإسرائيلية” المرتكبة على مدار الساعة، وهذا لا يعني إسقاط الجانب الآخر من أية حرب محتملة، وهو المتعلّق بقدرة واشنطن و”تل أبيب” ومن معهما على التدمير الكبير الذي سيطال الجميع، لكن طاقة محور المقاومة على التحمل والتكيف مع أسوأ وضع قد تفرزه تداعيات الصراع تبلغ عشرات أضعاف ما لدى الأعداء، وهذه بحد ذاتها من أهم عوامل القوّة الذاتية غير القابلة للمصادرة لا اليوم ولا غدًا ولا ما بعد ذلك.

    خلاصة:

    الوضع القائم أكثر من خطير، والأفق مفتوح على كلّ الاحتمالات، ومن استطاع أن يجنب المنطقة أسوأ كارثة بافتعال حروب وقطيعة سنية ــ شيعية قادر اليوم على أن يحصن ما تم إنجازه، ويحرم الأعداء من إمكانية ترميم الردع، وما افتقدوه من هيبة وسطوة نفوذ لم تعد مضمونة حتّى لدى أكثر الأتباع انقيادًا للإرادة الصهيو ــ أميركية، وقد تكون إمكانية تفادي حرب شاملة ما تزال قائمة، لكنّها مرهونة بإيقاف الحرب على غزّة، وأي كلام آخر يبقى ضمن حِقَن التخدير الموضعي التي تؤجل مؤقتًا الألم الذي ما إن ينتهي مفعول المادّة المخدرة حتّى يعود أشد مما كان عليه، ولا أظن أن لدى واشنطن و”تل أبيب” ما يكفي لتخدير كلّ من يهمهم أمره إلى أمد طويل.

    نعم لقد تجاوزت “تل أبيب” الخطوط الحمراء وكسرت قواعد الاشتباك، وعلى من يقامر بوجوده ووجود المنطقة بفعلته النكراء تلك أن يتيقن أنه سيجد نفسه أمام خطوط نار مقابل كلّ خط أحمر تم تجاوزه، وكما قال سماحة السيد نصر الله: “على العدوّ ومَن خلف العدوّ أن ينتظر ‏ردنا الآتي حتمًا إن شاء الله، لا ‏نقاش في هذا ولا جدل، وبيننا وبينكم الأيام والليالي ‏والميدان”.

  • ثمن العربدة قد ذهب بغير رجعة

    كتب سليم الخراط

    هل الضربات المتتالية في بيروت وعلى الحشد الشعبي في العراق والاغتيال للشهيد اسماعيل هنية في إيران هي من ضمن صفقة في الكواليس السياسية لجعل نتنياهو بطل قومي للكيان الصهيوني المحتل لإنهاء حرب غزة ..

    هل في قادم الأيام سنشهد نتائج هذا العمل القذر ترجمة عملية للصفقة المطلوب تنفيذها في غزة لأن جنون نتنياهو سيدفع الكيان الصهيوني نحو الهاوية وتوريط أميركا والناتو في حرب واسعة في المنطقة قد تتدحرج لحرب كبرى .. .

    اذا كان لابد من حرب محدودة ستكون في الأيام القادمة ما بين محور المقاومة والكيان الصهيوني المحتل والقادم هو من سيتكلم عن الحقيقة حتى لا يقولها البعض كما يريد ..إلا .. إن خرجت الأمور عن السيطرة الدولية في حرب التوازنات والمصالح لتكون بحجم رد لن يتوقف، وسيكون حتى إنهاء وجود كامل الكيان الصهيوني المحتل، وهو المتوقع في سياسة محور المقاومة وتضامن الشعوب العربية والإسلامية ..!! .

    إن تاريخ حماس نضال ومقاومة وطنية فلسطينية مؤمنة بعقيدة التحرير بدأت مع استشهاد الشيخ أحمد ياسين وصولا إلى الشهيد الرنتيسي إلى الشهيد اسماعيل ابو شنب الذين كانو مع الوحدة الوطنية الفلسطينية الممكن تحقيقها بالمطلق . !!، وصولا إلى خالد مشعل المتطرف والذي يعتبر ضد تكامل الوحدة الوطنية بين الفصائل ممثلا لمشروع الدولة الإخوانية الإمارة والخلافة في غزة والعريش ..!!، وهو يمثل دحلان آخر ..!!، يعمل في خدمة الكيان الصهيوني المحتل والقادم لحكم غزة ..!!، وقد أثبت غدره وخيانته في سورية ..، وصولا اليوم إلى الشهيد اسماعيل هنية الشخصية الوطنية المعتدلة التي أعادت الحركة لسياسة التوازنات والتفاهمات مع الفصائل بالقدر الممكن تحقيقه والذي دفع الثمن غاليا من أبنائه وأحفاده واليوم يتوج نهاية رحلة حياته بشهادته .. .

    المرحلة القادمة كيف ستكون ..!!؟، حماكم الله ايها المقاومون المرابطون في غزة الثبات من كل فصائل المقاومة التي تمثل شعب فلسطين، وندعوا اليوم أن يحمي الله السنوار والضيف وابو عبيده ووو ..، فأين سيكون بالقادم من الايام مركز ثقل حماس بالقرار بعد هذا الحدث الجلل، هل في داخل غزة فلسطين ام بالخارج، لتبقى بيد خالد مشعل وأبو مرزوق في ظل غياب الابطال الشهداء العاروري والسنوار وهنية .. .

    جيل فلسطين الجديد الذي عايش واقع الاحتلال وحرب الابادات والاغتيالات هو الجيل المقاوم القادم الذي لا ولن يقبل إلا برحيل الاحتلال عن كامل تراب فلسطين .. .

    إنه الجنون بعينه ..

    وهو ما كتبه المحلل الاستراتيجي الإعلامي الاستاذ أحمد رفعت يوسف وهو يقول :

    في يوم واحد، يفتح ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، ومعه الأمريكي، هذه المرة أبواب الجحيم، في ثلاث ميادين مشتبكة معه، تضاف هذه الاعتد.اء.ات إلى الاعتد.اء الذي لايزال ثأره مفتوحا، على ميناء الحد.يد.ة اليمني .

    أما سورية الرقم الصعب فحسابها مفتوح معه، قبل وبعد طوفان الاقصى، ومنذ وعد بلفور وسا.يكس بيكو ولن يغلق، حتى اقتلاع هذا الكيان من الجزء الجنوبي لسورية .

    هذه الاعتد.اء.ات في شكلها وزمانها ومكانها، تفتح تساؤلات كثيرة، فقادة العدو، يدركون معادلة المقا.و.مة، تل أبيب مقابل بيروت، والميناء مقابل الميناء، والمطار مقابل المطار.. وكان يمكن لهم اغتيال هن.ية، في العاصمة القطرية الدوحة، المستباحة من المو.سا.د الإسرائيلي، بأقل قدر من الضجيج، هذا يؤكد، ان الشعور بالخطر الوجودي، وانسداد الآفاق امام اي امل بالخلاص، بات يفرض على قادة ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، التفكير بشكل اخر .. .

    يبدو واضحا ان نتنياهو وحكومته وقادة الكيان الصهيوني المحتل، باتوا يشعرون ان الأمل الوحيد المتبقي، هو في جر الولايات المتحدة الأمريكية للانخراط المباشر في حرب الإبادة معهم على كل الجبهات، رغم مافي هذا الخيار من خطر حقيقي على الوجود الأمريكي في كامل منطقة غرب اسيا، باعتباره غير مضمون النتائج، ويجر الولايات المتحدة إلى مصيدة، تتوق إليها روسيا والصين، إضافة إلى أنه يفتح المجال، أمام انزلاق العالم، نحو مواجهة غير مضمونة النتائج، وهو ما يبدو أن الكيان الصهيو.ني بات يسعى اليه، بوضع العالم امام معادلة تقول “امن العالم مقابل أمن إسرائيل” ..!!؟ .

    انها عقيدة شمشوم، التي تقول “بهدم الهيكل على الجميع” على مبدأ “عليي وعلى أعدائي” ويبدو ان قادة الكيان، باتو مقتنعين انها خلاصهم الوحيد، لكن مشكلتهم مع هذا الخيار الجنوني أنه يعني موت كيانهم ..، وبداية حياة أمن وسلام ونهضه لكل دول وشعوب المنطقة .. .

    اسمع ايها العربي الحر اسرائيل ليست أوكرانيا، واذا فكر الكيان الصهيوني في حرب واسعه تأكد تماما بأننا سوف نصلي بالأقصى وسوف تندحر أسرا ئيل وتنتهي ..!!، وخاصة أن أمريكا لن تسمح لها في مثل هذه الحروب والمغامرة في هذا الوقت، خاصة وأن

    معظم الكيان الصهيوني المحتل الموجودين في اسرائيل عباره عن مرتزقة، اما اليهود فاغلبهم عادوا إلى أميريكا، ونتنياهو والذي كان قد طلب من الكونغرس الأمريكي الدعم المالي والسلاح وقال لهم يجب ان ندمر ازرع ايران، وكان يوجد تصفيق فقط بروبغندا، دون اي يحصل على أية موافقات على الحرب من الكونغرس الأميركي علنيا .. .

    اليوم لماذا لا تكون معركة الفصل ..!!، ونحن أمام عربدة صهيو _أميركية علنية، حاملها سياسات النفاق الأميركي ومحاولاته إقناع محور المقاومة أنها لا تسعى لتوسعة الحرب وفق لحجم البروبغندا الإعلامية المتفق عليها مع الكيان الصهيوني المحتل والتي أطلقتها عبر التصريحات التي تعلنها .. .

    تاريخ جديد حافل بالاعتداءات والاغتيالات المصحوبة بصمت وتغطية من أنظمة العهر العربي والإسلامي .. فإلى أين .. .

    فقد جرى اغتيال «إسماعيل هنية» بعد تحديد مكان إقامته في طهران استناداً إلى إشارات هاتفه الخليوي القطري (الممنوح له من جهة رسمية قطرية)، وهو من نوع «ثريا» الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية، أو هاتف مرافقه الذي استُشهد معه، وهو من النوع نفسه ..!! .

    عملية الاغتيال جرت بالاعتماد على القمر الصناعي الإسرائيلي «أفق13» الذي أطلقته وزارة الأمن الإسرائيلية ربيع العام الماضي، وهو يعتمد على نظام الرادار الذي يميزه عن غيره من الأقمار الصناعية الضوئية الإسرائيلية السابقة، وخاصة من جيل «أفق» .

    وقد سبق وكان من المقرر اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في تركيا خلال زيارته الأخيرة لها في أيار مايو الماضي، لكن عُدل عن الأمر في اللحظة الأخيرة .. .

    لماذا الاغتيال تم في عقر العرين الإيراني ..، هذا ماجرى ولكنه جرى. .، ولكن كيف ..!!؟، فهل أصبحت سيادة ايران الدولة الإسلامية العظمى قلعة محور المقاومة مباحة كرامتها بحدودها الواسعة، وكأنها تعتبر اليوم جزء من غزة في نظر الإحتلال يضربها متى شاء ..، يستهدف قادتها متى أراد وبأي كيفية شاء ..، فبالأمس الشهيد قاسم سليماني ولحق بهما ما جرى عند ضريحة ..، وبالأمس القريب رئيسي الرئيس الإيراني ووزير خارجية إيران الصديق الغالي امير عبد اللهيان ووزراء آخرين معهم ..!!، هذا هو الكيان الصهيوني المحتل الخبيث لن يدعهم ..، نعم لن يدعهم حتى يلاقي منهم الرد المؤلم والمبكي له في عمق الكيان ردا محكما متكاملا لمحور المقاومة مجتمعا ..!! .

    نحن لسنا بزمن الإحتفاظ بالرد والوعيد والتنديد ..، إنما علينا اليوم بالرد المضاعف والمتواصل في حرب النهاية والختام لكل الكيان الصهيوني المحتل ..، فهذا زمن يجب أن يؤدب فيه المجرم على إجرامه، لا أن يتم الصمت على أفعاله المجرمة ..!! .

    ننتظر لنرى كيف سيكون رد دولة إيران الإسلامية العظمى على ما حدث في عقر عرينها وتعدد ..، فهي في نظر شعوب الأمة العربية والإسلامية التي تراها قلعة لمحور المقاومة وأبعاده الاستراتيجية كلها ..!!؟

    كيف ستعيد البسمة لوجه أبناء الأمة العربية والإسلامية بعد كل هذا الذي حصل ومازال يحصل ..!!، فهل سيأمن المجاهدون المقاومون على ارواحهم في إيران الدولة الإسلامية العظمى التي اضحت مخترقة ومباحة في كامل جغرافيتها ..!! .

    تحية لكل المناضلين ممن أمنوا بالبندقية خيارا واحدا في مواجهة ومقارعة الاحتلال الصهيوني ..، فهل سننتظر .. أم سيكون الرد الذي نحن ننتظره وتدعمه إيران ليكون مؤلما للصهاينة المحتلين ويكون في عمق كيانهم ..!! .

    آن الأوان للرد الحقيقي وكفانا انتظار وقوافل من الشهداء والدماء مستمرة ..، وكفانا اتفاقات تتم بالضغط لتحديد الضربات والردود المبرمجة حسب المساحات المحددة بين أعداء أمتنا لكي لا نتجاوزها ..، فاليوم وكما قلناها مرارا، لا يقل الحديد إلا الحديد ..، فالعالم انكشف، وكشف الستار عن قوة الظل الحاكمة لهذا العالم وأهدافها هي أمتنا وعروبتنا وإسلامنا وكل ثرواتنا وما يتبقى من هذه الأمة ليقوده هذا الذي يدعي القوة والهيمنة اليوم .. .

    الحرية والسيادة والكرامة لأمتنا ولكل احرار العالم ونحن اليوم في مواجهة كل انواع الاحتلال المدعومة أميركيا ومن الناتو وحلفاؤهم من العرب المطبعين الذين بعضهم صناعة صهيونية بامتياز كما تم الكشف عنهم .. .

    لابد من الرد العاجل والقوي والمؤلم في عمق الكيان وهو المطلوب في ظل أوضاع المحتل، علينا أن نستفيد منها ونجيرها لاستراتيجية تفاعلنا وحال ما جرى ويجري ليكون ردا يوقظ الكرامة والنخوة والشرف ويعيد لنا مكانتنا وسبادتنا .. .

    فلسطين وغزة أهل الرباط بارك الله بكم فقد كشفتم في صمودكم الاسطوري الستار عن مسرح العالم كله، وانتم ستبقون منارة النضال والمقاومة التي يفتخر بها كل عربي ومسلم كان .. .

    عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..

    عاشت المقاومة الفلسطينية ..

    عاش محور المقاومة ..

    د. سليم الخراط

  • اعتذارٌ بإزار النفاق النيوليبرالي

    بقلم :د. حسن أحمد حسن

     

     

     

    الاعتذار سِمَةٌ خُلُقِيَّةٌ سامية لا يمكن أن تنمو لدى من انتضى معول هدم القيم والأعراف، وتسلح بالنفاق والدجل لضمان تجاوز متاريس الحق والحقيقة، وأهم ما في الاعتذار أن يكون صاحبه مقتنع بأنه ارتكب خطأ ما عن غير قصد أو لسوء في التقدير والحسابات بمسائل هامشية أو غير جوهرية على أقل تقدير، وهذا ما لا ينطبق على حفل افتتاح أولمبياد باريس، فهو الحدث الأهم على مستوى الرياضة في العالم أجمع، والتجهيز والإعداد لانطلاقة أية دورة للألعاب الأولمبية يكون قبل أشهر طويلة من موعد الافتتاح، وتتم دراسة جميع الاحتمالات وردود الأفعال المتوقعة، وهذا يعني أن الإساءات الكبيرة المتعمدة للرموز الدينية والثقافية والمجتمعية فعلٌ مُتَعَمَّدٌ ومخطط له، وليس هفوة ارتكبها المخرج أو بعض المسؤولين في اللجنة المنظمة للأولمبياد، ولا أظن ان الأمر يحتاج إلى كبير عناء ليحكم أي شخص محسوب على الوسط الثقافي أن تكليف أحد المثليين بتقمص شخصية يسوع المسيح عليه السلام إساءة كبيرة لشخصه المقدس، وتوزيع أدوار تلامذة المسيح الإثني عشر الذين جمعتهم لوحة الفنان دافنتشي مع رسول الحب والسلام والتضحية والإيثار تعني الاستهزاء بالجميع، كما تتضمن دعوة صريحة لتشويه القيم ا النبيلة السامية للمسيحية السمحاء، واستبدالها بقيم أنصار المثلية والشذوذ الجنسي لتعميم ثقافة النزوات والشهوات البهيمية، وإحلال العلاقات المادية الصرفة والتنكر لإنسانية الإنسان طالما أن المهم والأهم يبقى محصوراً في فرض نموذج الحياة القائم على الربح المادي السريع، وتكديس الثروات وتقديس الأنا الفردية على المجتمع الذي سيتفكك بالحتمية بعد ضرب أسسه وروافعه، وتحطيم بنيته الأساسية ممثلة بالأسرة وقيم الإلفة والمحبة والتسامح والتواصل الخلاق، وتبادل الآمال والآلام والأحلام والطموحات، وكل ما تناقلته الحضارة البشرية عبر مسيرتها الطويلة من قيم أخلاقية تبجل الرموز وتحافظ على ما ثبتت أهميته وفائدته، مع امتلاك القدرة على التجديد والتغيير الإيجابي والتكيف مع متطلبات الحياة وتطورها الحتمي.

     

    نعم إن اعتذار منظمي حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 عن العرض الساخر للوحة العشاء الأخير خطوة مطلوبة، وإن أتت متأخرة بعد مرور ثلاثة أيام، لكنه اعتذار مشبوه ومفضوح بتصريحات من قدموه، فعندما تقول المتحدثة باسم دورة باريس: “إنه لم تكن لديهم أي نية إطلاقاً لعدم احترام أية جماعية دينية” فهذا كذب صراح، ونفاق مكتمل الأركان، السؤال المشروع الذي يتبادر إلى الذهن هنا: ما هو الهدف من استحضار شخصية السيد المسيح والإثني عشر الذين معه وتشخيصهم عبر فنانين مثليين؟، وكيف يمكن لمخرج الحفل أن يبرر ذلك بأنه دعوة للتسامح، أو أنه أراد أن “يبعث برسالة حب، رسالة اندماج وليس تقسيم؟” وهل لمن لديه بقية من عقل أن يقتنع بأن التسامح والحب المجتمعي لا يمكن إيصال رسالتهما إلا بتعميم المثلية واعتماد ثقافة التعري والإيحاءات الجنسية المقرفة ضمن أهم احتفال يتابعه أكبر عدد من الناس في شتى أنحاء المعمورة، مع التنويه هنا إلى أن الإساءة لشخص السيد المسيح، أو لأي نبي آخر هي إساءة للإسلام كما هي للمسيحية.

     

    باختصار شديد يمكن القول: رب ضارة نافعة فارتفاع الصوت الإنساني الرافض لما تضمنه حفل الافتتاح من إساءات لا يمكن السكوت عليها، واتساع دائرة الرفض وسرعة الانتشار ألزم صقور الليبرالية الجديدة المتوحشة على الإيعاز لمنظمي الحفل ورعاته بتقديم الاعتذار المفضوح، انطلاقاً من اليقين بأن التعامل مع التداعيات سيبقى محفوفا بالمخاطر التي قد تتدحرج ما لم يتم امتصاص الغضب المشروع المتنامي بأسرع وقت ممكن، وإذا كان دعاة الانحلال والسقوط الأخلاقي استطاعوا أن يمرروا الإساءات السابقة لنبي الإسلام محمد(ص) بذريعة حرية الرأي والتعبير عنه، فالأمر اليوم مختلف لأن الجريمة المرتكبة في عقر الدار، وفي إحدى أهم عواصم الغرب المعتمدة من النيوليبرالية لتكون منصة متقدمة مع بقية العواصم المشابهة التي تم ترتيب تموضعها في النسق الأول من خطوط المواجهة والاشتباك في الحرب على القيم وتهديم البنى المعرفية والمجتمعية والأخلاقية للبشرية جمعاء، ومن المهم جداً الاستثمار في أهمية الكلمة الواعية، والدور البناء الذي يمكن أن يضطلع به المثقفون والإعلاميون والنخب الفكرية والدينية والمجتمعية في مواجهة شرور النيوليبرالية، وقطع الطريق أمام مشروعها الشيطاني المنفلت من كل عقال.

  • تقدير موقف من قبل د. حسن أحمد حسن حول سقوط صاروخ في مجدل شمس السورية المحتلة

    بداية الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، ونظراً لكثرة اللغط المثار حول الصاروخ الذي انفجر في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة آثرت المشاركة بتقدير الموقف بشكل موضوعي، وبعيداً عن الردود الاعتباطية، أو اجترار ما يقوله الآخرون، وألخصه بما يلي:• منذ الانطلاقة الأولى لحزب الله في بداية ثمانينات القرن الماضي لمقاومة العدوان الإسرائيلي وهو معروف بإعلان تحمله المسؤولية عن أي عمل يقوم به، ولم يثبت أنه أنكر علاقته بأمر إلا وكان لا علاقة له بالفعل، وأي كلام آخر لغو عبثي لا يقدم ولا يؤخر.• موضوع الخطأ في إصابة الأهداف أمر وقع به العدو الإسرائيلي مراراً وتكراراً، وهو لا يهتم أين تنزل قذائفه وصواريخه، ولا تعنيه الدقة طالما أن الضحايا ليسوا إسرائيليين.• الاحتمال الأرجح أن يكون سقوط الصاروخ بسبب خلل تقني أصاب أحد الصواريخ التي تم إطلاقها للتصدي لصواريخ حزب الله، وقد سبق أن تكرر هذا الأمر أكثر من مرة.• هناك سؤال مفتاحي يفرض نفسه في أية جريمة ترتكب، ومضمونه: من المستفيد؟ وأضيف عليه عدة تساؤلات تصب في الاتجاه نفسه:ـــ هل من مصلحة حزب الله إطلاق صاروخ على قرية سورية محتلة، رفض أهلها الهوية الإسرائيلية، ورفعوا شعار “المنية ولا الهوية” وهم يتباهون بهويتهم الوطنية السورية، ويتجذرون بأرضهم وانتمائهم الوطني بكل شموخ واعتزاز، ويرفضون الاحتلال الإسرائيلي البغيض بكل أشكاله وممارساته؟ … ـــ على امتداد أكثر تسعة أشهر ونصف وبيانات المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” تعلن عن كل عملية يتم تنفيذها، وترفق الخبر الذي تعممه بالصور واللقطات المصورة، وفي كل مرة ترد على استهداف المدنيين والقرى في الجنوب اللبناني بقصف الأهداف العسكرية ومقرات التمركز الرئيسية والتبادلية ومحاور التحرك، فضلاً عن الآليات والمدرعات والتجهيزات الخاصة بجيش الاحتلال، وتحقق إصابات دقيقة، والبيان الصادر ينفي أي علاقة للحزب بما حدث.ــــ نيران حزب الله التي تنطلق باتجاه الداخل المحتل لم تستهدف تجمعاً مدنياً إسرائيلياً حتى الآن، وحتى استهداف المستوطنات التي تم إخلاؤها يتم اختيار الأهداف بدقة، والإصابة تكون محصورة في الأبنية السكنية والمقرات التي يشغلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، فكيف يمكن التفكير بأن الحزب الذي لم يستهدف تجمعا سكنياً معادياً يمكن أن يطلق صاروخاً باتجاه بلدة سورية محتلة؟ـــ لو كان حزب الله بصدد استهداف الأماكن السكنية والبلدات المأهولة بالمستوطنين لكانت خسائر العدو الإسرائيلي بالأرواح بلغت عشرات الآلاف، وهذا ما يدركه المستوطنين والمسؤولون الإسرائيليون مدنيين وعسكريين، وبالتالي أيهما أكثر مردودية لحزب الله أن يستهدف مستوطنة مغتصبة تغص بالمستوطنين والجنود، أم بلدة سورية محتلة يُرَاهَن على أن يكون دورها فاعلاً ومؤثراً في مجرى العمليات الحربية إذا توسعت دائرة الحرب؟ …• استناداً إلى كل ما سبق فالصاروخ الذي انفجر في مجدل شمس إسرائيلي مئة بالمئة، ونحن أمام احتمالين لا ثالث لهما:1- خلل في أداء منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي.2- إطلاق متعمد لتحقيق أهداف محددة، منها ما يتعلق بالداخل الإسرائيلي المتشرذم والمنقسم على نفسه، وشده لتوحيد الصف في مواجهة خطر داهم قد يؤدي إلى حرب تتطلب تحشيد الطاقات لمواجهة أخطار وجودية تتبلور أمام بصر الجميع وسمعهم.• ماذا لو كان الأمر كله ترتيب متفق عليه مع الإدارة الأمريكية، وبخاصة المجرم النتنياهو ما يزال هناك بهدف توتير الأجواء أكثر، والتهويل بحرب أوسع وأشمل للحصول على أية تنازلات من أطراف محور المقاومة، أو لتوتير الأجواء وتبريدها لاحقاً بشكل تدريجي، والتظاهر بأن واشنطن ضغطت على نتنياهو وعملت على تجنيب المنطقة حرباً شاملة؟نتيجة وخلاصة:لا علاقة لحزب الله وبقية فصائل المقاومة بما حدث لا من قريب ولا من بعيد، وعلى السلطات الإسرائيلية تقديم تفسير يقنع العقل بدلاً من رفع سقف التهديد والوعيد الذي لا يصرف في أسواق الفعل المقاوم القادر والمسؤول، وعلى المسؤولين الصهاينة المجرمين الذين يرفعون سقف سعارهم وجنونهم أن يبتلعوا ألسنتهم، ويذعنون للواقع الجديد المتشكل منذ انطلاقة طوفان الأقصى وحتى تاريخه بدلاً من إلقاء التهم على هذا الطرف أو ذاك، ومحاولة تحميل مسؤولية الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب المؤقت لضحايا هذا الإجرام الذي آن له أن يتوقف دفعة واحدة، وإلى الأبد .

    حسن أحمد حسن

    ـ

  • أهل الرباط ما بين الشعرة والشرارة ..!!؟

    يا ابناء فلسطين القادة ..!! كفاكم مهاترات ..!!؟؟، والكلام لكل حر عربي فلسطيني لا تغفلوه أو تتجاهلوه فيكون العيل فينا وليس من غيرنا..!!؟؟

    كلمتين بالمختصر بتقول : ما بحك جلدك غير ظفرك ..!!؟؟ والاكورى تشرح ما يكفي لمن لا يفهم ..، او من يفهم ويدعي أنه لا يفهم ..، ومن يصمت لانه جزىء من اللعبة الدولية وأداة ..، وما أكثرهم اليوم دولا من العرب والمسلمين وهم في واقع الحال وحقيقته لا عرب ولا مسلمين، بل أدوات من صناعة المستعمر والكيان الصهيوني في معظمهم والخليج والمغرب خاصة وجديدهم الذي سقط قناعه اليوم في مصر ..!!؟؟ .

    لقد كان الختبار أحد ملوك من تفهم وفهم القوى العالمية في اللعبة الدولية وازرعها المتوزعة في كامل الكرة الأرضية منذ اتفاقبة ” يالطا ” وما أنتجته من قرارات للمنتصرين ما بعد الحرب العالمية الكونية الثانية التي حددت خارطة النفوذ والمساحات وصنعت آليات وسياسات حماية مصالحها ونفوذها في العالم، خاصة في الشرق الاوسط ومستمرة في امعانها وفي تأكيدها لصناعتها الكيان الصهيوني الدخيل في جسد عالمنا العربي لا تنسى التاريخ أنه قد ذكرها بدمارها يوم كانت الحرب الصليبية وكيف هزمت جيوش كل أوروبا والعالم على يد وحدة العرب والمسلمين ..، كيان زرع ليبقى جبهة وخندقا متقدما لهذه الدول الاستعمارية المنتصرة والتي تقاطعت مصالحها فكان نتاجها ولادة الأقطاب الكبرى، موزعة ما بين وارسو والناتو وعدم الانحياز ..!!، وكان الاختيار المتفهم حقيقة وواقعا للقوى المؤثرة إسوة بقادة عرب عظام رحلوا، وما يمكن أن يقال عنه رحمه الله ختيار الثورة الفلسطينية قائد شعب الجبارين المرحوم والشهيد ياسر عرفات الذي ابتلي ببطانة ليست اهلا للقضية بقدر ممارساتها لسياسات تخليها عن فلسطين واستعداها لبيع القضية شعبا وارضا ..، ما جعله يقبل أنذاك بحل الدولتين والضمانات الدولية التي قدمت كتعهدات ضمن اتفاقات وهمية، وقد عمل الختيار كل ما عليه لقضيته الفلسطينية ولشعبه حتى اليوم بانتظار أمل قادم بفارس فلسطيني يتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها ليوحد شعب فلسطين وفصائلها وليحقق حلم التحرير والعودة ..!!، ولكننا وحتى هذا اليوم لم نجد من يتابع عنه ..!!، بقدر ما فضح أمر بطانته التي كانت تلعب بالكواليس السياسية مع الكيان الصهيوني والأميركي وعرب الخنوع المطبعين لا من فراغ ..!!، بل كانوا على علم ودراية بمجريات الأحداث وما تؤول إليه مستقبلا، ولكن كانت شوكتهم التي تجعلهم يغصون هي الأنظمة العربية الثورية والختيار ياسر عرفات رحمه الله بثورته المدوية والتي عطلت كافة المشاريع التي فضحت كل ما يجري في الواقع وقد سقطت الأقنعة عن الكثيرين ممن كانوا يعتبروا اهم الشخصيات الفلسطينية والتي كانت ليست إلا ادوات تفعيل لما يتم اليوم من خيانات وغدر بشعب فلسطين والقضية الفلسطينية وهم في مقدمة السلطة وبعض الفصائل بمشاريعهم الواهمة وبمواقفهم الكاذبة .. .

    منظمة التحرير الفلسطينية اليوم جثة هامدة خامدة فارغة من سياسة المقاومة والبندقية والتي تورطت وحملت غصن الزيتون لجلادها والعالم في مجلس الأمن يوما ليشهد ما تضمنه الكذب والخداع للكيان الصهيوني ومن ورائه كافة القوى العظمى وفي طليعتهم أصحاب الفيتو في مجلس الأمن الخادمون المطيعون وأعوانهم اليوم الكيان الصهيوني المحتل ..!! .

    ما يحدث اليوم كافيا لكشف معالم كل السياسات والمواقف ومعادن الرجال الاحرار والعبيد الخانعبن والأدوات القذرة المنفذة لسياسات الخنوع العربي والإسلامي تحت شعارات واهية لم تعد تنطلي على المقاوم الفلسطيني الحر ولا شعب فلسطين الأبي ..!! . لقد كان يوما وقد نوه مؤكدا الختيار قائد الثورة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية المجتمعة بكبريات فصائلها الثورية المقاومة من فتح العاصفة والصاعقة والشعبية والقيادة العامة والديمقراطية ..!!، ما نوه إليه وأمام كل العرب والعالم عن سياسات الكيان الصهيوني المتمثلة بقطعة نقود صهيونية تمثل صورتها المحفورة حفرت على وجه هذه الأكورا حدود الكيان الصهيوني على وجهها والتي تم إعدادها وتسمى “‘ الأكورا “” ..!!؟؟

    فما هي الأكورا وما أدراكم لو تعلمون .. ما هي الأكورا ..!!؟؟

    رحم الله ياسر عرفات ختيار الثورة الفلسطينية والذي جمع يوما تاريخيا حين استطاع جمع المقاومة ووحدها رؤية وبندقية، رغم تقاطع وخلافات الآراء بين فصائل معظم اركان منظمة التحرير الفلسطينية، لذا لو تعلمون ما كان يعلمه عن واقع مواجهاته مع الجامعة العربية ودولها والعالم ومجلس الامن ..، وما كان يعمل على أن يصلكم ما لا تعلمونه من اسرار العالم المتمثلة في سياسة البلطجة والكيل بمكيالين في خدمة مصالح الظل والعالم القوي وحكومته وتحقيقا لاستمرارية بقاء الكيان الصهيوني المحتل المصنع ..!! .

    اليوم ماعاد ينفع الكلام ولا اي نوع من الهيمنة أو المماطلات في واقع واجب يجب أن يفرض متمثلا في واقع الوحدة الفلسطينية متجسدا في الرؤية والبندقية اولا واخيرا وقبل كل شىء ..، فاجتماع الفصائل في الصين فقط كان لذر الرماد في العيون، فالصين قوة عظمى حاليا ..، لكنها ليست اهلا لقرار عالمي تؤكده سياساتها التي لم تستطيع هي وغيرها من العمل على فرص قرار دولي بوقف حرب الإبادة في غزة فلسطين ..!!، خاصة ونحن نعلم أن لكل فصيل أجندته الخاصة يحملها معه وتوجيهات من وراءه في المنطقة والدول العربية والإسلامية والعالم ..!!، ونحن نعلم أيضا أن فتح وحدها ذهبت وباجندات متعددة وبتعدد الآراء ما بين ابو مازن والعالول والرجوب وفرج والشيخ وهم تيارات في فتح تتقاطع تارة وتتوازى تارة أخرى حسب الموجه وتوجه البوصلة التي تهمهم وتخدم مصالح أسيادهم اولا ومصالحهم ثانيا تحت عناوين وشعارات واهية لم تعد تنطلي على شعبنا العربي الفلسطيني الحر .. .

    فماذا يعني اننا جميعا كفصائل نعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وفي ذات الوقت نحن ملزمين بالقوانين والأنظمة الدولية المصنعة ضد قضيتنا والكيان الصهيوني لا يأبه بقرار دولي واحد..!!؟؟ .

    المرض الوطني المستعصية شفاء حتى اليوم هو صراعات وخلافات مستمرة ما بين فتح السلطة وما بين حماس تحديدا ..، والجهاد اليوم في الوسط، والخلاف على من يمثل الشعب الفلسطيني، والامل الوحيد لن يكون إلا في وحدة التمثيل والعودة لواقع منظمة التحرير الفلسطينية ولم شملها، بحيث يكون ممثلا فيها حماس باجندتها الإخوانية الوطنية المعتدلة وليست بمشروعها الإخواني القذر ..!!، والجهاد وأهميتها وصعودها المتعاظم بسياساتها المقاومة اليوم وهي باجندتها الفلسطينية الوطنية الجامعة ليتم العمل وصولا الى التوافق والإتفاق على برنامج وطني جامع أسوة بباقي الفصائل مجتمعة ينجز مشروع وحدتها رؤية وبندقية بعيدا عن أي مؤثرات أخرى ودول تحاول التأثير على سياسة استمرار الخلافات الفلسطينية .. الفلسطينية .. ، لتجعل منها وقودا لنار تستعر في خدمة استمرارية الكيان الصهيوني المحتل وبقائه .. .

    لكن يبقى الأهم في أن تكون المرجعية اولا واخيرا فلسطين ورأس خربتها منظمة التحرير الفلسطينية الجامعة لكافة الفصائل والمحتوية الجامعة للبعض من صغار الفصائل الجديدة

    ..!!، فليست المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل في ظل عالم صامت إلا نتيجة صراعات عمياء اولا واخيرا هي صراعات الإخوة أبناء شعب فلسطين باسم فصائلهم، ويبقى من يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني الوحيد في ساحة المواجهات مع العدو .. .

    أمل شعب وقضية يختصر بنداء يقول : هل سيكون هناك في المستقبل القريب ناطق رسمي واحد موحد باسم الشعب الفلسطيني عنوانه المقاومة والرؤية الوطنية الواحدة، ويكون مشروعه تحرير الأرض الفلسطينية من النهر الى البحر، وليس خيالا ولا كلاما ..، هو الامل المنتظر يا قيادات فصائل الثورة الفلسطينية ونناديكم باسم شعبنا العربي عامة وليس أنظمة ..، وباسم شعبنا الفلسطيني خاصة والذي يدفع فاتورة ثورة فلسطين أرواح ودماء مدافعا عن وجوده واستمرار هذا الوجود ..، وهم الامل ..، والله يشهد أنهم أهل الرباط والمرابطون الذين ومنذ تحرير القدس من الصليبيين أشار إليهم القائد العظيم صلاح الدين الايوبي أنهم أهل الرباط أهل لهذا اليوم ..، وهم الأهل لبعث صحوة عربية وإسلامية ستكون في ظل أنظمة معظمها أصبح ملكا للصهيونية بوجوده وقراره ..، لتبقى الحياة واستمرارها وقفة عز وشرف وكرامة لشعوب أمتنا العربية والإسلامية .. .

    العالم على صفيح ساخن وعلى حافة الهاوية والنهاية فلا أحد يزاود على الحقوق والوطنيات بالكلام الزائف الذي لا يجدي نفعا لقضية فلسطين والكل يسعى لاستمرارية بقائه والحفاظ على مصالحه واستمرار منفعته الخاصة بسياسات اللف والدوران باسم سياسة الأمر الواقع وكيف اتعامل معه لتبقى وتخدم مصالحي وليس لخدمة وطني وشعبي الفلسطيني شعب الكرامة والعزة والنخوة والشرف ..،

    البوم يوم فتح باخراىها وشرفائها وفتح الانتفاضة لإرساء معالم بوصلة التحرير والعودة يدا بيد لنصنع مستقبل قضيتنا بإرادتنا معا وكل الفصائل مجتمعة وطنيا .. .

    عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..

    عاشت فلسطين حرة أبية ..

    عاش محور المقاومة ..

    عاشق الوطن ..

    د. سليم الخراط

  • نداء الأقصى وغزة

    كتب سليم الخراط

    لا مكان بعد اليوم لخائن أو عميل ومرتد شخصا كان ام نظاما يا أمة العروبة والإسلام اتحدي فالله ناصرك ..

    100 من كبار علماء الأمة يصدرون فتوى مفاجئة بشأن الموقف مما يجري في غزة..

    على رأسهم العلامة الشيخ محمد الحسن الددو ورئيس هيئة علماء فلسطين بغزة د. مروان أبو راس،

    نداء عالميا تحت عنوان:

    “نداء الأقصى وغزة”

    هذا النداء غاية في الأهمية ومن المهم قراءته وفهم مصطلحاته، وهو يتناسب مع حجم المعركة وحجم الهجمة على الأمة، نداء صارم وحازم، جميل في المعنى والمبنى.

    تقبل الله منا ومنهم وألهم الأمة رشدها.

    نص الفتوى..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نداء الأقصى وغزة

    قال تعالى: ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ) ( البقرة – 159).

    انطلاقاً من هذا التكليف الرباني، وتنفيذاً للمسؤولية الشرعية، وصدعاً بالحق، وجهاداً بالكلمة، يعلن علماء الأمة ونخبها وهيئاتها وشخصياتها العامة وجماهيرها الواسعة من كل الأقطار والهيئات والروابط، تأكيدهم على الثوابت الشرعية التالية:

    أولاً: تأييد المقاومة لدفع عدوان المعتدين على المسجد الأقصى وعلى كل شعبنا في فلسطين، هو جهاد مقدّس وهو ذروة سنام الإسلام.

    ثانيا: الموالاة للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وهم منا ونحن منهم، نوالي من والاهم ونعادي من عاداهم، وإن كل من والى اليهود والنصارى وظاهرهم على المسلمين، فهو مرتدّ عن الإسلام.

    ثالثاً: أرض فلسطين وقف لا يجوز التنازل عن شبر منها وتحرير المسجد الأقصى والعناية به عقيدة من عقائد الإسلام وشريعة من شرائع الله، وإن فلسطين كلها وقف إسلامي إلى يوم القيامة وإجماع الأمة منعقد على حرمة التنازل عن أي جزء من فلسطين بيعًا أو عطاءً لكافر.

    رابعاً: التقاعس عن نصرة غزة فرار من الزحف، وتعين على جميع أفراد السكان في هذا البلد، وأصبح فرض عين في حقهم لا يستشار فيه أحد، ولا يؤخذ برأيه، فمن تولّى عنه أو تركه فهو فارُّ من الزحف، كما أن المتولي يوم الزحف يتحمل وزره بقدر ما يتسبب فيه توليه وتخليه من أضرا وأخطار.

    خامساً: جهاد المحتلين جهاد دفع متعين على المسلمين: وعدوان اليهود على القدس والأقصى وفلسطين يستدعي أن يقوم المسلمون بجهاد الدفع، لأن العدو قد اعتدى على الدين والعرض والأرض والنفس والروح والمال، وواحدة منها كافية لوجوب النفرة والجهاد على كل مستطيع.

    سادساً: إغلاق الحدود والمعابر خيانة لله ولرسوله:

    يتعين على دول الطوق أن تفتح حدودها لعبور النفير العام، ودخول المجاهدين، وإغاثة المحتاجين، وخاصة معبر رفح فهو شريان الحياة، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال إغلاقه في وجه هؤلاء النافرين في سبيل الله، وإن إغلاقه خيانة لله ورسوله وللمؤمنين، ومن يمت من أهل غزة دون إسعافه يعتبر مغلق المعبر ومانع المساعدة متسببًا في الموت بطريق الترك.

    سابعاً: اتساع رقعة المعركة في العالم وإذا لم يرتدع العدو ويتوقف فوراً عن عدوانه، فإن ذلك يُعد إمعانا في الاعتداء؛ ما قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع واتساع رقعة المعركة.

    ثامناً: لا تجتمع صفة المحتل والمدني في شخص واحد: كل مغتصب للأراضي الفلسطينية، محتل لديارها، منتسب للكيان المجرم، فهو معتد محارب، وليس مدنيا مسالماً، أياً كان جنسه أو وصفه.

    تاسعاً: وجوب النفير العام على جمهور المسلمين كلٌ بما يستطيعه، والاشتباك مع العدو بكل الوسائل المتاحة، أو النفير إلى سفارات العدو وداعميه للاحتجاج .

    عاشراً: وجوب مقاطعة منتجات وبضائع الكيان المجرم وكل الشركات والمصانع والدول الداعمة له، وحرمة الشراء منهم أو التعامل معهم، كصورة من صور الجهاد الاقتصادي.

    الحادي عشر: كل اتفاقيات السلام والتطبيع التي عقدت مع الكيان قبل هذا الاعتداء على غزة، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، باطلة شرعًا لا اعتبار لها، فقد ورد في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ” ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بهَا أَدْنَاهُمْ، … ”

    شاركوا هذا البيان وهذا النداء في كل حساباتكم على الواتس والفيس والإنستغرام ومنصة إكس ( تويتر ) والتلجرام

    جعله الله في ميزان حسناتكم ونفع الله بكم

    انصروا إخوانكم …

    عاشق الوطن ..

  • التهديد الاسرائيلي بشن عدوان على لبنان.. مابين الحقيقة والخيال

    د. سمير باكير-

    حتى اليوم مايزال بايدن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بينما كانت أي خطة لوقف إطلاق النار تقابل في السابق بالفيتو الأميركي، ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل لا تقبل بوقف إطلاق النار.

    أدركت أمريكا وفرنسا أخيرا أنه إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة؛ عملياً، لن يتم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وهذا ما قاله حزب الله وغيره مراراً.

    ومن ناحية أخرى، تعلن إسرائيل أنها ستنهي العمليات العسكرية في رفح خلال أسبوعين ثم ستتجه إلى الشمال. لكن الحرب في جنوب لبنان تكلف الكثير. اذ تعلم اسرائيل ان اوضاعها لا تسمح بفتح جبهة جديدة في الشمال.

    لهذا نراهم مستميتين للبحث عن طريقة للخروج من هذا المستنقع، لا سيما انه في الآونة الاخيرة، تم تشويه صورة إسرائيل وتدميرها امام العلن. لقد ثار الرأي العام في جميع أنحاء العالم ضد هذا الكيان، ناهيك عن المؤسسات الدولية والقانونية.

    في المقابل، تلعب المقاومة معهم لعبة ذكية. هذه اللعبة حذرة وعقلانية للغاية. لقد خلقت عملية هدهد التي قام بها حزب الله مستوى آخر من الردع.

    ولم تصل إسرائيل قط إلى هذا المستوى من اليأس والفشل في تاريخها، إن المجتمع الداخلي في إسرائيل ينكسر وينهار. والسؤال المهم بالنسبة لإسرائيل هو: هل هذه هي النهاية؟ هناك رأيان في إسرائيل اليوم: الأول، المعارضة التي تريد إطلاق سراح الأسرى ومن ثم استمرار الحرب؟ ثانياً، يريد نتنياهو مواصلة الحرب ومواصلة مسلسل القتل الوحشي.

    بشكل عام، النقطة المشتركة بين جميع التيارات في إسرائيل هي الحرب.

    ولكن بعد المذبحة الهائلة التي وقعت في غزة، لم يعد المجتمع الدولي قادراً على تحمل جبهة حرب جديدة ويريد وقف إطلاق النار، بعد كل هذه المسوغات، هل من الممكن ان يتجرأ الكيان الصهيوني على فتح جبهة جديدة في لبنان؟

    الجواب هو لا، يختلف الوضع الجيوسياسي في لبنان كثيرًا عن الوضع في غزة، فتضاريس لبنان ذات طبيعة جبلية بينما غزة مسطحة وصحراء. كما ان حزب الله أقوى بكثير من حماس ويحظى بدعم كامل من محور المقاومة، وهذا يعني ان الحرب على لبنان ستتحول إلى حرب إقليمية. ولذلك ربما يكون السؤال الخطير بالنسبة لإسرائيل هو ما إذا كان الوقت مناسباً الآن لشن حرب على لبنان؟ يوضح هذا السؤال أنه في هذا الوقت بالذات الإسرائيليون بحاجة إلى مزيد من الاتفاقيات السياسية.

  • مَنْ الأكثر خوفاً من اندلاع الحرب الكبرى؟

     د. حسن أحمد حسن

     

    من حقّ المتابع العادي لتطور الأحداث وتداعياتها أن يتساءل عن توقيت محتمل لانقشاع بعض الضباب الذي يحجب الرؤية عن التبدلات البنيوية التي تطرأ بشكل متسارع على مكونات الصورة العامة لحاضر المنطقة ومستقبلها القريب على أقلّ تعديل، وكلما تزاحمت الأسئلة المتناقضة بتركيبتها، وتشابكت احتمالات الإجابة عليها كلما ازداد الضباب كثافة، واختلط الداخلي بالإقليمي بالدولي، وهذا بحدّ ذاته يشكل هاجساً مشروعاً للتخوف من إمكانية خروج الأمور عن السيطرة والذهاب نحو هاوية سحيقة القاع في أية لحظة، وقبل المضي في تكوين تصور عام عن الواقع الكارثي المحتمل سرعان ما تفرض تساؤلات أخرى ذاتها، وتأخذ المتابع إلى ضفة أخرى، إذ أنّ كلّ ما حدث ويحدث، أو قد يحث إنما هو مرتبط بشكل أساسي بالعدوانية الإسرائيلية والتوحش الذي يحكم أداء حكام تل أبيب، فمخرجات الصراع الذي اقترب من الذروة مع ملحمة طوفان الأقصى وما تلاها تؤكد أنّ سمَّ الأنياب التي اعتادت نهش لحم الأبرياء بدأت تشقّ طريقها إلى جسد الكيان المؤقت بجميع أجهزته ومكوناته، وهذا يعني اضطرار القتلة ومصاصي الدماء للإذعان إلى ما يفرضه الميدان من حقائق تتبلور وبوتيرة وتسارع يفوقان قدرة حكومة نتنياهو وداعميها على التعامل مع التداعيات، وهذا بحدّ ذاته يهدّد بفقدان القدرة على ضبط الإيقاع، أو تراخي القبضة المسؤولة عن ذلك ارتباطاً بتسارع تآكل الهيبة والردع من جهة، وبازدياد التناقضات الداخلية وهول الصدمة التي يعاني منها الداخل الإسرائيلي على امتداد تسعة أشهر، وبشكل لم يسبق له مثيل منذر فرض وجود هذا الكيان المصطنع عام 1948م.

    إذا أردنا الاحتكام إلى الواقع القائم وحقائقه بعيداً عن العواطف والأمنيات والنزعات الرغبوية نجد العديد من المؤشرات والقرائن الدالة على أنّ حكومة نتنياهو تتخبّط في شر أعمالها، وتذعن من وقت لآخر إلى الاعتراف بمرارة ابتلاع ما تبلور حتى الآن من عجز عن الاستمرار بركوب الرأس ونطح الجدار الذي لا يؤدي إلا إلى غزارة النزف وسرعة تآكل ما تبقى من متطلبات البقاء والحفاظ على وجود الكيان، ولهذا أرغموا على الاعتراف بأنّ الحرب الحالية حرب وجود بكلّ ما تعنيه الكلمة، وهنا يمكن الإشارة السريعة إلى العديد من النقاط المهمة التي لا يمكن إغفالها، ولا القفز فوق تداعياتها الحتمية، ودلالاتها المقلقة للكيان السرطاني حكومة وجيشاً ومستوطنين، ومنها:

    *الإعلان عبر الإعلام الإسرائيلي الرسمي عن إقدام نتنياهو على تقييم الوضع الأمني الذي يعصف بكيانه، سواء على جبهة غزة، أو على الجبهة الشمالية أي في مواجهة حزب الله، وما فرضته المقاومة من قواعد اشتباك لم يفلح جيش الاحتلال في التهرّب من أحكامها، ولا كسر روافعها التي تزداد قوة مع كل يوم يمرّ، واللافت في الأمر أنّ التقييم المذكور لدى نتنياهو يتمّ بمشاركة العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في الجهاز الأمني والجيش، ومنهم: وزير الحرب يوآف غالانت ــ رئيس هيئة الأمن القومي: تساحي هنغبي ــ رئيس الأركان: هرتسي هاليفي ــ قائد المنطقة الجنوبية: العميد يارون فينكلمان ــ قائد سلاح الجو: العميد تومر بار ــ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية: العميد المستقيل أهارون حاليفا، وكذلك رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، وقائد الذراع البرية ومنسق العمليات في المناطق وعدد من قادة الفرق، وهذا يؤكد حقيقتين أساسيتين:

    1 ـ الاعتراف رسمياً بالعجز حتى الآن عن تحقيق أي من الأهداف التي تم الإعلان عنها، والخشية من الوصول إلى نتائج محتملة تفوق طاقة تل أبيب على تحمل تداعياتها والتعايش معها كأمر واقع، وكمفرز حتمي من مفرزات الفشل الميداني والإخفاق العسكري والسياسي والدبلوماسي والإعلامي بما قد يجعل الكيان أمام «شهادة وفاة سيوقع عليها اللذان سيدمّران الدولة.. نتنياهو ودرعي” وفق ما نشرته صحيفة هآرتس الصهيونية.

    2 ـ البحث عن مخارج من الاستعصاء المزمن الذي تزداد مخاطره وتهديداته مع كلّ ساعة تمر، وانسداد الأفق أمام أية آمال ممكنة قد تحملها الأيام المقبلة، فضلاً عن التسليم باستحالة فصل جبهة غزة عن بقية جبهات الإسناد التي وضعت الكيان وداعميه بين مطرقة العجز عن الإنجاز وسندان الصمود والقدرة على إيلام العدو بأشكال مختلفة تعددت مظاهرها وتجلياتها بتعدد أطراف محور المقاومة وجبهات الإسناد المصممة على الاستثمار فيما تم تحقيقه من إنجازات ميدانية نوعية لا أحد يستطيع نكرانها.

    *إذا كان جيش الاحتلال يقاتل على سبع جبهات وفق اعترافات جنرالاته وقادته، فالجبهة الداخلية الخاصة بالكيان تفتح أيضاً جبهات متعددة على هذه الحكومة العنصرية المتطرفة التي تحمل معها نذر القضاء على الوجود بكلّ ما تعنيه الكلمة، وما لم يتمّ تعديل المقاربات فالنتيجة الحتمية هي قيادة الكيان للانتحار وفق اعتراف كبار المسؤولين الصهاينة، واستطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد ذلك، وإلا كيف يمكن تفسير أن 66% من المستطلعة آراؤهم يشدّدون على إسقاط حكومة نتنياهو وحلها، وعدم السماح لرئيس الوزراء بالترشح لهذا المنصب لاحقاً.

    *استمرار خروج المظاهرات في داخل الكيان بعشرات الآلاف من المستوطنين المطالبين بالحفاظ على حياة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، والعمل على إطلاق سراحهم بأيّ ثمن كان، فضلاً عن التنديد بسياسة الحكومة التي تدمر الكيان الإسرائيلي ذاتياً، وتكاد تقترب من لحظة إعادة توجيه فوهة المسدس من الأقدام إلى الرأس.

    *عشرات الآلاف الجديدة من الحريديم وأنصارهم الذين اكتظت بهم ساحات تل أبيب وغيرها بعد صدور قرار المحكمة الإسرائيلية بفرض الجنيد على الحريديم، ووقف تمويل المدارس الدينية بما يتناقض والواقع المعاش في الداخل الإسرائيلي منذ إنشاء الكيان، وهذا كفيل بإمكانية اشتعال «حرب أهلية» وفق ما حذرت منه الصحف الأميركية، في الوقت الذي يدرك فيه الجميع أن التجمع الاستيطاني الإسرائيلي ببنيته التكوينية قائم على العديد من التناقضات وعدم الانسجام، لكن الواقع الحالي يزيد اتساع الشرخ والهوة عمودياً وأفقياً.

    *فقدان الثقة من المستوطنين بالجيش بعد فشله في حماية نفسه، وازدياد حدة التناقضات المركبة بين الجيش والسلطة التنفيذية، وتهرب الجانبين من تحمل المسؤولية عما حدث وتزداد تداعياته مع الزمن، ناهيك عن الوضع الضاغط الذي تعيشه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية جراء العديد من الثغرات غير القابلة للمعالجة حتى الآن، وهذا ما يتجلى في العديد من المؤشرات، ومنها:

    ـ تفاقم أزمة القوة البشرية، وازدياد صعوبة إبقاء الضباط في الخدمة، وقد نقلت القناة « 12» الإسرائيلية ما يؤكد إقدام «900 ضابط برتبة نقيب ورائد، على تقديم طلبات للتسريح من «الجيش هذا العام»، مقارنةً بـ 100 إلى 120 ضابط كانوا يطلبون ذلك في السنوات الماضية، وهذا يعني أن الأزمة «أزمة الدولة وليس أزمة الجيش وحده».

    ـ تحذير المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، من مخاطر عدم تمديد سنّ الإعفاء من الخدمة العسكرية في «جيش» الاحتلال، فالواقع الحالي يقول: إن /5000/ جندي احتياطي يخدمون في الوحدات، ومن حقهم التسريح الفوري وفق أحكام القانون النافذ، لكن لا إمكانية للتسريح في ظل النقص الحاد بالعناصر، ومن مختلف الاختصاصات، بالتزامن مع إعلان الكثيرين من جنود الاحتياط أنّهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في غزّة حتى لو تعرضوا للعقاب.

    ـ خطورة هذا الوضع تزداد وضوحاً في ضوء ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أكدت العمل على إنشاء فرقة احتياط جديدة بسبب الحاجة الملحة إلى آلاف المقاتلين الإضافيين، وسبق لرئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي أن أبلغ الحكومة عن حاجة «الجيش» إلى 15 كتيبة جديدة، بحسب إذاعة «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، بسبب النقص الحاد في القوات الذي يعانيه «الجيش» الإسرائيلي.

    *إذا أضفنا إلى ذلك دلالات تغيير لهجة المسؤولين الصهاينة، وغياب لغة التهديد التي حكمت تصريحات نتنياهو ووزير حربه على وجه الخصوص، وبدء سماع نغمة جديدة عن إمكانية التوصل إلى حلول سياسية بدلاً من التهديد بإعادة لبنان والمنطقة إلى العصر الحجري، وترافق ذلك مع تركيز الصحف الأميركية والأوروبية على عودة المبعوثين الأميركيين والفرنسيين وغيرهم، مع انطلاق حمى الانتخابات الأميركية بعد المناظرة الأولى بين بايدن وترامب، وكثير غير ذلك من المؤشرات المرتبطة بالوضع المتأزّم والمتفاقم في المنطقة، واليقين بقدرة اليمن المقاوم مع بقية أقطاب محور المقاومة على إغلاق بحار المنطقة بالكامل في حال تدحرجت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، وهنا يتضح لكل من يريد أن يفهم الواقع القائم ومعالم المستقبل القريب أن الكثير من الأنياب السامة الصهيو ـ أميركية قد تكسّرت، وغالبية المخالب المحشوة بلحم الضحايا والأبرياء لم تعد قابلة للرهان عليها، بل إن عوامل القوة والاقتدار لدى أقطاب محور المقاومة أكثر من مؤلمة لجبهة الأعداء الذين ليس أمامهم إلا الاعتراف بهذه الحقيقة المؤلمة والمفروضة بفضل التضحيات والإرادة وصوابية الرؤية الاستراتيجية الاستشرافية لقادة محور المقاومة الذي لم يعد بإمكان أنصار العربدة والبطش والقتل والإبادة تجاهل ما يستطيع فعله وفرضه على ميادين المواجهة المفتوحة على شتى الاحتمالات والسيناريوات الممكنة.

    تساؤل مشروع: أمام هذا الواقع من الذي يجب أن يقلق ويخاف ويخشى تمدّد ألسنة اللهب، واتساع الحرب، وخطر نشوب حرب كبرى قد تتجاوز الإقليم؟ ومن القادر على التعامل مع أسوأ السيناريوات المحتملة: محور المقاومة، أم المحور الصهيو أميركي؟

    سؤال أترك الإجابة عنه برسم كلّ من يقرأ المقال بروية وتمعن ويطلع على المضمون بموضوعية وعقلانية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    *باحث سوري متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية

زر الذهاب إلى الأعلى