فلسطين

  • في طهران تشييع مهيبٌ وثأرٌ قريبٌ

     

    كلماتٌ في وداع إسماعيل هنية “أبو العبد”

    د. مصطفى يوسف اللداوي
    لم تنم طهران ليليتها، ولم يعد أحدٌ من قادتها إلى بيته، بل استنفرت الدولة كلها، وهب على أقدامهم رجالها، وانتقل إلى مكان الحادث كبار مسؤوليها، وتنادى إليه حرسها الثوري وقادة فيالقها، وسبقها إليه قائد فيلق القدس وكبار مساعديه.

    وعلم لساعتها قائد ثورتها ومرشد بلادها الأعلى، الذي هاله ما حدث، وأحزنه كثيراً ما وقع، فأيقظ بلاده واستنفر جنده، ولبس لَأْمَتَه، وتقدم شعبه وأطلق موقفه، وبدا حكيماً صارماً حازماً واثقاً غير وجلٍ، وعبر بكلماتٍ فاصلةٍ عن موقفه ولم يخف، فكانت حرَّى حزينةً، غاضبةً أليمةً، فيها غصة ولوعةٌ، وأسى وأسفٌ، وفيها بأسٌ وشدةٌ، وفيها عزمٌ وثورةٌ، ووعدٌ ووعيدٌ، وثأرٌ وانتقامٌ قريبٌ.

    انتفضت إيران كما لم تنتفض من قبل، وانتابها غضبٌ كاللهب امتد كالمدى ودوى كالرعد، صدمت وذهلت فقد قتلُ ضيفها، واغتيل حليفها، واعتدى العدو على شرفها، وانتهك حرمتها، ومس سيادتها، واخترق وهو الأخرق الأحمق كل النظم والأعراف، وخالف كل التوقعات والتنبؤات، وفكر وقدر ونفذ فقتل كيف قدر ونفذ، فاعتدى على الضيف الزائر، وهو الذي يعلم عظم ذنب قتل الضيف الوافد، والغدر بالمبعوث والرسول.

    الحدث جلل والمصيبة مهولة، والمستهدف كبير، والخرق خطير، والحادث غير متوقعٍ، وهو آخر ما كان يتخيله أحدٌ منهم، فطهران آمنةٌ مطمئنةٌ، آمنٌ أهلها ومطمئنٌ ضيفها، وهي حرزٌ وأمانٌ، ومأمنٌ وسلامٌ، عصيةٌ على العدو بعيدة عنه، لا يطالها ولا يصل إليها، ويخشى الاعتداء عليها والمساس بها، ويحسب خطواته نحوها ويتردد في الغارة عليها، ويدرك أبعاد عدوانه عليها وحتمية الرد عليه وكف يديه.

    لكن العدو الإسرائيلي الذي أعيته المقاومة الفلسطينية في غزة، وعجز عن مواجهتها، بات يتخبط بحثاً عن صورة نصرٍ، ويتعثر سعياً وراء إنجازٍ، وجرياً وراء أملٍ كالسراب، وانتظاراً لرجاءٍ كالوهم، وهدفٍ يبعد عنه كلما تقدمت به الأيام، فظن أنه بقتله قائدٍ ينتصر، وباغتياله غيلةً لمسؤولٍ سياسيٍ يتحرك في العلن، ويزور البلاد رسمياً ويتجول في شوارعها آمناً مطمئناً، يستطيع أن يحبط المقاومة، ويضعف رجالها، ويدفع قادتها نحو اليأس والاستسلام، ويأخذ منها ما عجز عن نيله بالقوة وبالمذابح والمجازر اليومية التي يرتكبها.

    ربما لا يقل غضب الجمهورية الإسلامية في إيران باستشهاد الأستاذ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن غضب الشعب الفلسطيني الذي إليه ينتمي، ولا عن حركة حماس وقادتها وكوادرها التي يترأسها، وكتائبها المقاومة التي يقود ركبها، ويتقدم صفها، ويثق بها ويراهن عليها، وهي في غضبتها صادقة، وفي غيرتها على فلسطين وأهلها، ودعمها لشعبها ومقاومتها جداً صادقة، وقد علم الشهيد صدق نواياها، وثبات مواقفها، وإخلاص رجالها، فحالفها كما حالفته، وبادلها الحب الذي أعطته، والوفاء الذي حملته.

    لعل غضب إيران بلغ مداه، واستنفذ الصبر الاستراتيجي الذي أخطأ العدو قراءته وأساء فهمه، ولن يبرد غضبها حتى تثأر وتنتقم، فهذه الجريمة التي نفذها العدو في بيتهم هي جريمة شرفٍ وكرامةٍ، ولا يغسل الشرف ويعيد الكرامة سوى الدم، وقد أقسم قائد ثورتها ومرشدها الأعلى على الثأر والانتقام، وتلقين العدو درساً وتدفيعه ثمناً قاسياً، يذوق بنفسه وبال فعلته، ويرتدع حليفه عن عونه ومساعدته، وهو ثأرٌ نراه قادماً لا محالة، ويعلمه العدو حقيقةً لا خيالاً، وقد بات يترقبه، ويخشاه ويتحسبه، فاستنفر قواه وجهز طيرانه، واستدعى جنده، ومنع الإجازات، وألغى العطل والاستثناءات، وأغلق المناطق وعطل الحياة، وأبعد المستوطنين وفتح عميقاً الملاجئ والمقرات المحصنة، انتظاراً لوعدٍ قادمٍ، وردٍ حتميٍ لن يتأخر.

    لم يكن الإيرانيون في حاجةٍ إلى نداءٍ يخرجهم، ولا إلى جهةٍ توجههم، أو جماعةٍ تحرضهم، فقد خرجوا غضبى من تلقاء أنفسهم، وانتظموا في مسيراتٍ حاشدةٍ في طهران ومختلف المدن الإيرانية، حزناً على الشهيد، ووداعاً له، ووعداً بالثأر والتهديد، فكانوا عشرات الألوف في الشوارع يزحفون، وبالشعارات الغاضبة يصدحون، وصور الشهيد يرفعون، وأبناءه يقدمون، في مشهدٍ لم يألفه الإيرانيون مع غير إيراني، ولم يسبق أن قاموا بمثله مع مقاومٍ منهم، فقد غدت شوار طهران بحراً من الغاضبين ثائراً، وطوفاناً من البشر يغلي ناراً، فالشهيد ابنهم وهو حليفهم، ومن قبل هو ضيفهم وزائر بلادهم، وشاهدٌ على تنصيب رئيسهم، وبداية عهدٍ جديدٍ لبلادهم.

    نعى قائد الجمهورية الإسلامية ومرشدها الأعلى الشهيد بنفسه، وتوعد العدو بصوته، وأَمَّ المصلين في مصلى جامعة طهران بنفسه، وتقدمهم وخطب فيهم، ودعا للشهيد وشعبه، واستقدم أولاده وقبلهم، وهمس في آذانهم ووعدهم، واستبقى رفاقه وأوصاهم، وتذكر المرافق الشهيد ولم يغفل عن ذكره، وأشاد به ومدحه، ووصفه بالبطل الشهيد والمقاوم الأصيل، ودعا الله واستغفر له، وعاد من مصلاه إلى مقره وهو يشحذ الهمم، ويستدعي القادة، ويستشير الخبراء، ويؤكد على الثأر والانتقام، ويقول بأسى قد أصابنا الشهيد بالثكل.

    ليس غريباً أن يقتل العدو إسماعيل هنية في طهران، وأن يستهدفه في إيران، فهو يريد أن يقطع هذا الحبل المتين، وينهي هذا الحلف الوثيق، ويتخلص من هذا الخطر المكين، ظناً منه أنه يستطيع أن يخيف الاثنين معاً، ويرعب الحلفاء الآخرين وأطراف محور المقاومة الباقين، ولكن الله عز وجل الذي مكن للمقاومة في إيران، وأمدها بجندٍ وعتادٍ، وسلاحٍ ورجالٍ، سيرد كيدهم إلى نحرهم، وسيخرج إلى العالم أضغانهم، وسيغرقون في الفتنة التي أرادوها، وسينتهون بنار الحرب التي أشعلوها، وسيعلمون أنهم ضلوا الطريق وأخطأوا الهدف، ولعلهم الآن يتساءلون عن مخرجٍ يرجون، وعن أمنٍ مستحيلٍ يبحثون.
    يتبع ……

  • *رئيس لجنة فلسطين في الجمعية البرلمانية الاسيوية علي فيصل يدعو البرلمانات الدولية للتحرك العاجل لوقف العدوان الاسرائيلي

    في إطار اليوم العالمي للتضامن مع قطاع غزة والأسرى الفلسطينيين، صرح نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس لجنة فلسطين في الجمعية البرلمانية الاسيوية علي فيصل، مخاطباً البرلمانات الدولية والقارية والإقليمية من أجل مواصلة تفاعلها الإيجابي رفضاً لحرب الإبادة الاسرائيلية – الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي من عمليات إبادة حقيقية تجري بصمت خلف القضبان.

    وقال فيصل: “إن سياسة الاعتقال أحد أهم استراتيجيات الاحتلال الاسرائيلي في تعاطيه مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزه والقدس، مشيراً إلى أنها عملية تستهدف بث الخوف ونشر الرعب بين جميع فئات الشعب من نساء وأطفال وكبار سن، مرضى وطلبة مدارس ورجال دين، رجال إعلام وأعمال، وكل ذلك بهدف جعل اليأس يطغى على كل شيء ومن أجل ثني أصحاب الأرض الحقيقيين عن ممارسة حقهم في المقاومة بمختلف أشكالها.”

    وقال أيضاً: “ليس جديداً أن يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بممارسة التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، لكن الجديد الأول هو اعتراف جيش الاحتلال بأن عشرات المعتقلين من غزة قضوا تحت التعذيب, أما الجديد الثاني فهو الدعم السياسي والحزبي الاسرائيلي الواسع الذي حظي به الجنود المتهمون بممارسة التعذيب وباعتداءات جنسية ضد الأسرى الفلسطينيين، أما الجديد الثالث فهو إجراءات وتصريحات بن غافير باستخدامه التجويع سلاحاً ضد الأسرى الفلسطينيين والجديد الرابع العمل على تشريع قانون إعدام الأسرى في الكنيست الاسرائيلي.

    كل هذه الاجراءات نضعها أمام برلمانات العالم والأطر القضائية والقانونية والحقوقية والانسانية الدولية، وبرسم الدول المتحالفة مع اسرائيل والشريكة معها في عدوانها، وبرسم الدول التي ما زالت تنظر إلى قضية الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية باعتبارها العنوان المركزي، دون النظر الى معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية ودون بذل جهود جدية لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة.”

    ودعا فيصل البرلمانات الدولية والقارية والإقليمية والمنظمات الدولية العمل على عزل اسرائيل ومحاكمتها ومطاردة قادتها باعتبارهم مجرمي حرب وطرد الكنيست الاسرائيلي من البرلمانات الدولية باعتباره برلمان يشرع القتل وجرائم الحرب ووضع قضية المعتقلين الفلسطينيين على جدول أعمالها اليومي باعتبارها جريمة ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وتتطلب مواقف واجراءات داعمة لقضية الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الاسرائيلية.. مع التأكيد بأن قضية الاعتقال باتت عنواناً وطنياً هاماً، وتشكل قاسماً مشتركاً بين كافة التيارات السياسية والشعبية الفلسطينية التي تتوافق فيما بينها على أن ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها الاعتقالات تعطي الشعب الفلسطيني الحق في اللجوء إلى كافة أشكال المقاومة باعتبارها الطريق الأقصر لتحرير الأسرى والشكل الأنجع للخلاص من الاحتلال وممارساته اليومية وفي مقدمتها سياسات الاعتقال والقتل والاستيطان ونهب الأرض.

    السبت في 3 اب 2024

  • المطران عطا الله حنا في حديث إذاعي: الاحتلال ممعن في اعتداءاته واستهدافه لأبناء شعبنا

    قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في حديث إذاعي من القدس المحتلة:( بأننا نستنكر ونرفض الاغتيالات التي حدثت سواء في طهران أو في لبنان ونعتقد بأن هذه الاغتيالات سوف تؤدي إلى التصعيد واتساع رقعة الحرب وهذا ما كنا نحذر منه دائما) .وتابع سيادته ؛لسنا دعاة حروب بل دعاة سلام مبني على العدالة ولكن يبدو أن الاحتلال ممعن في اعتداءاته واغتيالاته وسياساته الظالمة.ففي الوقت الذي فيه يتم اغتيال قادة سياسيين في لبنان وفي طهران نرى أن الحرب ما زالت مستعرة والقصف متواصل مخلفاً دماراً هائلاً ومن يدفع فاتورة هذه الحرب إنما هم مدنيون وخاصة شريحة الأطفال.رحم الله شهداءنا وما نلحظه بأن الاحتلال ممعن في عدوانيته وقتله واستهدافه لأبناء شعبنا والسبب يعود إلى أن اسرائيل هي الأبن المدلل لأمريكا ويبدو أن الاغتيالات وكل ما سيحدث لاحقاً تم الاتفاق عليه مسبقا ، وما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام هو فقط لذر الرماد في العيون .وتساءل سيادة المطران عطاالله حنا:إلى متى سوف تستمر هذه الحالة وشعبنا هو الذي يدفع الثمن والثمن باهظ وباهظ جداً؟الى متى سوف يستمر هذا النزيف ومنذ اليوم الأول للحرب ونحن نطالب بوقف الحرب ومعنا الكثيرون في هذا الوطن العربي والأحرار في العالم بأسره؟! .وأكد سيادته:الأحرار يطالبون بوقف الحرب والاحتلال ما زال مستمراً بحربه وعدوانه لا بل هنالك اغتيالات وهذا تطور دراماتيكي قد يؤدي بنا إلى اتساع رقعة الحرب وهذا ما لا نتمناه ونريده .شهداؤنا ليسوا أرقاماً ومعاناة شعبنا آن لها أن تتوقف ودماء الفلسطينيين التي تسفك إنما هي وصمة عار في جبين الإنسانية .وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:لن نناشد أية قوة سياسية عالمية بوقف الحرب لأنهم لو أرادوا وقفها لفعلوا ذلك منذ زمن.ملجأنا هو الله تعالى نصير المستضعفين والمقهورين والمعذبين في هذا العالم ونسأله تعالى أن يتحنن بنا وأن يرأف على هذا المشرق وشعوبه وأن يرأف شعبنا الفلسطيني الذي يدفع فاتورة حرب قذرة تندرج في إطار التآمر

    على شعبنا وقضيته العادلة .

    متابعة وإعداد ربى شاهين

  • علي فيصل: اغتيال القائد الشهيد اسماعيل هنية تأكيد على فشل وعجز نتنياهو وجيشه في تحقيق أهداف العدوان

    وفاءً لدماء الشهداء وتضحيات شعبنا الفلسطيني واستنكاراً لجريمة اغتيال القائد الوطني اسماعيل هنية:

    شارك وفد قيادي وكادري واسع من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المسيرة الجماهيرية والتشييع الرمزي للقائد الوطني اسماعيل هن.ية في بيروت, والتي انطلقت من أمام جامع الإمام علي في طريق الجديدة وصولاً لمثوى شه.داء الثورة الفلسطينية في مستديرة شاتيلا.

    ألقى الرفيق علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني, نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كلمة هيئة العمل الفلسطيني المشترك أكد فيها فشل الاحت.لال بعد أكثر من 300 يوم على العدوان بشراكة أمريكية – أطلسية عن تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها, وأن سياسة الاغتيالات الجبانة للقائد الكبير الشهيد اسماعيل هنية والقائد الشهيد فؤاد شكر هي تعبير عن طبيعته الإجرامية وإفلاسه السياسي, وأن الم.قاومة وجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وسورية وإيران أثبتت قدرتها على الصمود واختراق المنظومة الأمنية الاسرائيلية, وهي حق مشروع لشعب مازال يرزخ تحت نير الاحتلال وستدفع لرد حاسم ورادع لنتنياهو وحكومته وجيشه, وستعمق من مأزقه ومأزق أمريكا حتى انهيار احتلاله وعدوانه.

    كما أكد أن الوفاء لتضحيات الشهداء يتطلب تفعيل وانتظام الإطار القيادي الفلسطيني الموحد بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية يضع خطة عملية وفق جدول زمني لتشكيل حكومة وفاق وطني وتطبيق مقررات إعلان بكين, بما يعزز صمود شعبنا ويقطع الطريق أمام سيناريوهات ومشاريع فصل غزة عن الضفة وتمزيق المشروع الوطني الفلسطيني.

    وختم فيصل مطالباً بوقف العدوان الصهيوني الأمريكي وحرب الإبادة الجماعية وفك الحصار وإدخال المواد والمتسلزمات الطبية والغذائية وانسحاب قوات الاحتلال واطلاق سراح جميع الأسرى من السجون الاسرائيلية ودعم الدعاوى القضائية المقدمة أمام محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية على طريق محاكمة اسرائيل وسحب الاعتراف بها وطردها من مؤسسات الأمم المتحدة والأسرة الدولية وملاحقة قادتها وسوقهم أمام المحاكم الدولية وإسقاط عضوية الكنيست الاسرائيلي وطرده من البرلمانات الدولية باعتباره برلمان يشرع جرائم الحرب, ومواصلة النضال نحو إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وفق القرار 194 وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس.

    كما أجرى الرفيق علي فيصل خلال المشاركة بالمسيرة عدداً من المقابلات الإعلامية شملت: (الميادين- المنار- رويتر- الاتجاه -اسوشيتد برس) توجه فيها بالتحية للشهداء والأسرى والجرحى, مؤكداً أن سياسة الاغتيالات لن تكسر إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني وجبهات الإسناد بل ستزيدها اتساعاً, وأن الميدان سيشهد انتصاراً حتمياً لتضحيات الشهداء ونضالات الشعب الفلسطيني وحقوقه.

  • في ظلال طوفان الأقصى “95”لا أسى على الرئيس الأمريكي الراحل ولا خوف من القادم

    بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    بات في حكم المؤكد أن هذه هي الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، الذي سيغادره في سابقةٍ نادرةٍ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، مكرهاً لا طوعاً، ومدفوعاً لا مختاراً، بسبب المرض والسن وشواهد الارتباك وعدم التركيز، واحتمالات العجز عن القيام بمهام الرئاسة، بعد جدلٍ طويلٍ طغى على الأخبار الواردة من البيت الأبيض، حول نيته الاستمرار في ترشيح نفسه، وتلك التي ترى ضرورة تنحيه وانسحابه، والتي حسمها شخصياً بتغريدة على حسابه الخاص على منصة “X”، أعلن فيها انسحابه من السباق الرئاسي، وتمنى على حزبه الموافقة على ترشيح نائبته كامالا هاريس، لخوض السباق الرئاسي، مقابل مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.ولعله كان مجبراً على التنحي والانسحاب، استجابة لنصائح عائلته وأقرب أصدقائه إليه، وربما بعد إصابته بالكورونا التي فرضت عليه عزلة كئيبة بعيداً عن مكتبه البيضاوي، وقد أشارت أغلب القراءات واستطلاعات الرأي أن حظوظه في مواجهة ترامب محدودة، وأن الأخير في حال مواجهته قد يلحق به هزيمةً نكراء، تخرجه ذليلاً من البيت الأبيض، وتقضي على فرص الديمقراطيين في الاحتفاظ بالمكتب البيضاوي، وبالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، وهو ما كان يخشاه الديمقراطيون ويحذرون رئيسهم منه.ربما شعر البعض بسذاجةٍ وقلة وعيٍ، ببعض القلق من انسحابه، وبالكثير من الخوف بسبب غيابه، فهو قد ترك الفرصة سهلة لمنافسه دونالد ترامب ليدخل البيت الأبيض بسهولةٍ ويسرٍ، الذي سيعود في حال فوزه كما عرفناه في دورته السابقة، ثوراً هائجاً أحمقاً مجنوناً، يجوس في البلاد خراباً ودماراً، يسلب الخيرات، ويستولي على المقدرات، ويهدد الدول والحكومات، ويبتز الأنظمة والحكام، ويدعم الكيان الصهيوني ويدافع عنه، ويخطط معه لصفقة العصر التي أراد بها تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، وتمكين إسرائيل وضمان بقائها، ولهذا يراهن نتنياهو على عودته، ويؤجل كل قضاياه أملاً في فوزه، واعتقاداً منه أنه سيكون أقرب إليه وأكثر دعماً وتأييداً وإسناداً، وسيمكنه من الخروج من أزماته والإفلات من محاكماته.وسيعود ترامب في حال فوزه يتجنى على الفلسطينيين ويظلمهم، وينتزع أرضهم ويشتت شعبهم، ويفكك مؤسساتهم، ويدعو إلى الكف عن مساعدتهم وتقديم العون لهم، ونفي صفة اللجوء عنهم، والضغط عليهم ليقبلوا بما يعرض عليهم ويتاح لهم، وقد يكون في حال فوزه أشد رعونةً وأسوأ سياسةً تجاه الفلسطينيين وقضايا العرب والمسلمين عموماً، فهو قوميٌ عنصريٌ أمريكيٌ تحكمه عقلية الكابوي ورجال العصابات، ولا يرى قيمةً للعرب سوى أنهم خزائن مالٍ ومستودعات نفط، ولا يحترمهم ولا يقدرهم ولا يأبه بحاجاتهم، بل إنه يتعمد إساءتهم والتهكم عليهم، والاستخفاف بهم والسخرية من حكامهم.الحقيقة أنه لا أسى على غيابه، ولا حزن على تنحيه وانسحابه، ولا شأن لنا به بقي أو رحل، استمر أو تنحى، مات أو هلك، فقد والله أساء لنا نحن العرب والفلسطينيين كثيراً، وكان شريكاً للعدو الإسرائيلي في عدوانه علينا نحن الفلسطينيين خاصةً، وعلى أمتنا العربية والإسلامية عامةً، وشارك بجنوده وضباطه، وخبرائه ومستشاريه، وقادته ومسؤوليه في إدارة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما زال يصدق الرواية الإسرائيلية، ويسعى لفرض رؤيتهم وتمرير صفقتهم، وكل همه استنقاذ أسراهم، وتأمين مستوطنيهم، وسلامة كيانهم، غير عابئٍ بحياة الفلسطينيين، ولا بعشرات الآلاف الذين قتلوا وجرحوا بسلاحه، وبالدمار المهول الذي حل بالقطاع جراء القصف بطائراته وصواريخه ودباباته.وهو ما زال حتى يوم إعلانه التنحي عن السباق الرئاسي يواصل عدوانه علينا، فتغير طائراته على اليمن العزيز، وعلى العراق الشقيق، وتجوب حاملات طائراته وقطعه البحرية وغواصاته النووية مياه منطقتنا العربية والإسلامية، في رسائل تهديد واضحة، لكل من يفكر في تهديد أمن الكيان أو توسعة إطار الحرب ضده، أو التضامن مع الفلسطينيين عموماً والمقاومة في غزة خصوصاً، في الوقت الذي لا تتوقف شحنات أسلحته وذخائره إلى الكيان الصهيوني، الذي بدونها لا يستطيع أبداً مواصلة العدوان والصمود لأشهرٍ أمام مقاومةٍ استعدت له جيداً، وتعاهدت على الصمود في وجهه ومواصلة مقاومته.صحيح أن دونالد ترامب معروف في سياسته، ومشهور في رعونته، ومتطرف في أفكاره، ومتشدد في معتقداته، وسيكون خطيراً في ولايته، إلا أن ما قدمه بايدن إلى الكيان الصهيوني قد يعجز عن تقديمه أي رئيسٍ أمريكي قادمٍ، وإن بدا للبعض أنه يكره نتنياهو ويعارضه، وأن خلافه معه قديمٌ وحسابه معه لم ينتهِ، إلا أنه خدم الكيان الصهيوني كما لم يخدمه أي رئيسٍ أمريكيٍ سابقٍ، وخضع له واستسلم، وأيده في سياسته وساعده في مخططاته، ووقف إلى جانبه في عدوانه، ولا نظن أنه كان سيغير سياسته لو أنه بقي في منصبه ونافس على الرئاسة وفاز فيها. وعليه في مواجهة الصلف الأمريكي، الجمهوري الديمقراطي، وأياً كان ساكن البيت الأبيض الجديد، فلا تذهب أنفسنا حسراتٍ على الراحلين، ولا نقتل أنفسنا رجاءً في القادمين، إذ لا رهان على التغيير، ولا أمل في تصحيح السياسات، ولا إنصاف للمظلومين، ولا عودة عن تأييد الظالمين، ولا يصح فيهم إلا ما قالته العرب قديماً في أشعارها، دعوت على عمرٍو فمات فسرّني….فعاشرت أقوامًا بكيتُ على عمروِ، لكن دون بكاءٍ على الأول ولا رجاء في الثاني.

  • سيادة المطران عطا الله حنا للوفد الكنسي من جنوب إفريقيا: شكراً جنوب إفريقيا على مواقفك الثابتة و المبدئية من الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة

    استقبل سيادة المطران عطا الله حنا وفدأ كنسياً و حقوقياً من جنوب أفريقيا والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني للمطالبة بوقف الحرب وبهدف لقاء عدد من المرجعيات الروحية والوطنية المقدسية .

    وقد رحب سيادته بزيارة الوفد شاكراً جنوب إفريقيا على مواقفها الثابتة و المبدئية من الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

    وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

    نحن أوفياء لجنوب أفريقيا والتي وقفت دائماً إلى جانب الحقوق الفلسطينية ومنذ أن ابتدأت الحرب وحتى اليوم فإن هذا البلد الصديق يقوم بدور رائد في المناداة بوقف العدوان ووضع حد لهذا النزيف ولهذه المعاناة والكارثة الإنسانية في غزة .

    وقال سيادته :

    بأن ما وصلت إليه غزة اليوم لا يمكن وصفه بالكلمات فالموت منتشر في كل زاوية من زوايا القطاع وكذلك التجويع و التعطيش وتدمير المستشفيات وحرمان الأطفال من أبسط مقومات الطفولة .

    وأوضح سيادته:

    إن ما يحدث في غزة إنما هي جرائم بحق الإنسانية ويجب أن تتوقف سريعاً فلا يجوز أن تستمر هذه المأساة وهذه الكارثة التي لم تتوقف منذ تسعة أشهر .

    وفي نهاية اللقاء….

    وضع سيادته الوفد في صورة ما وصلت إليه غزة في ظل العدوان وضرورة إطلاق حملات إغاثة ولكن الأهم من هذا وذاك هو الضغط من أجل وقف هذا العدوان فمع كل يوم آخر يستمر فيه هذا العدوان تزداد الآلام والأحزان والمعاناة والكوارث الإنسانية المروعة في القطاع ، كما وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في القدس وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.

    المصدر: موقع إضاءات الإخباري

  • في ظلال طوفان الأقصى “85”

    الاعتياد على مشهدية العدوان موت للضمائر وتبلدٌ للمشاعر

     

    بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ليس أمراً اعتيادياً يُسكتُ عنه ولا يُعارض، ولا مشاهد يومية لا تلفت الأنظار ولا تسترعي الانتباه ولا تثير الغضب، ولا هي أنشطة طبيعية للجيش لا تثير الشك ولا الريبة، ولا تخالف القوانين الدولية ولا أعراف الحروب ونُظمها، ولا هي برامج يومية ومهام دورية اعتاد عليها العالم واعتبرها مهام قانونية وأفعالاً مشروعة تجيزها القوانين وتقبل بها الأمم، ولا هي أفعالٌ يستطيع أن يقوم بها جيش الاحتلال بحريةٍ دون مسائلة، ووفق رغباته دون معارضة، وكأنه لا يقتل بشراً، ولا يدمر بلداً، ولا يقضي على حياة شعبٍ.

     

    بل هي جرائم دولية موصوفة، لم يشهد العالم مثلها أو ما يشبهها، لا لجهة نوعية الأسلحة التي تستخدم، أو الصواريخ التي تطلق، أو حجم القنابل وأوزانها، أو قوتها التفجيرية وآثارها التدميرية، وتواصلها واستمرارها، وشمولها واتساعها، ومداها ونطاقها، أو لجهة الأهداف التي تقصف، والمساكن التي تدمر، والمقار الدولية التي تنتهك، والمستشفيات وهيئات الدفاع المدني التي لا تحترم، والصحفيين والإعلاميين والأجانب الذين يعدمون، والمدنيين الذين يقتلون، وعدد الأطفال والنساء الذين يستهدفون، أو مساحة المنطقة الضيقة التي تجري فيها العمليات الحربية، فضلاً عن حصارها وخنقها وتجويع سكانها وتعطيشهم، وحرمانهم من الغذاء والدواء والماء، بما يجعل حياتهم فيها مستحيلة، وبقاءهم فيها متعذراً.

     

    الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم وتعلم بها الشعوب، أن العدو الإسرائيلي يريد كي وعي الشعوب والأمم، وتخذير أذهانهم، وموت ضمائرهم، وكبت أصواتهم، وسلب إرادتهم، ومنع حراكهم، بل وخصي رجولتهم، وتقييد حريتهم، وإجبارهم على تجرع السم برضا، والقبول به بابتسامةٍ ورحابة صدر، ليجعل من عدوانه على الشعب الفلسطيني أمراً طبيعياً، وشيئاً عادياً متقبلاً، وكأنه ليس جريمةً دولية، ولا فعلاً شائناً، ولا عملاً كريهاً، فلا ينبغي استنكاره ولا التنديد به، وكأن ما يقومون به لا يستفز المشاعر، ولا يوخز الضمائر، ولا يثير الأحرار، ولا يفتت القلوب، ولا يفجر الغضب، ولا ينبغي أفعاله أن تحرك المشاعر الإنسانية لدى الشعوب أبداً، وأن تخلق رأياً عاماً شعبياً معارضاً له وناقماً عليه.

     

    مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم 264 يوماً متواليةً، كأشد ما تكون أيام الحرب والقتال، وكأثقل ما تكون اليالي وأصعب الأيام، لم تهدأ خلالها عمليات القصف والغارات الجوية، ولم تتراجع وتيرة القتل الوحشي، ولا أعداد الشهداء من كل الفئات العمرية والجنسين، ولم تتوقف مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن نقل الصورة، وبث الأخبار، وتسليط الأضواء وكشف الحقائق، وفضح ممارسات العدو وبيان جرائمه، من خلال الصور الموثقة والمشاهد المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية، ولا يخجل منها مدعو الحضارة والتمدن والديمقراطية.

     

    إلا أن صمت العالم يزداد، وعجزه يتفاقم، وسلبيته تستمر، وغير مبالاته تخزي، فقد اعتادت عيونهم مشاهد القتل والدمار، وصور المذابح والإبادة، وتأقلمت آذانهم مع الصرخات والآهات، والشكاوى والأنات، وباتت عقولهم تتقبل ما يجري، وتتفهم ما يقوم به جيش العدو، وتراه عملاً طبيعياً لا ينبغي له أن يستفز المشاعر ويحزن النفوس، وكأن الذين يقتلون ليسوا بشراً، وليسوا شعباً يستحق الحياة، وبعضهم أصبح يبرر له جرائمه، ويفسر أمام الرأي العام عملياته، ويدعو المجتمع الدولي لحمايته من ضحاياه، والدفاع عنه أمام من يقتلهم ويدمر بيوتهم، والوقوف معه ضد من يقتلعهم من أرضهم ويطردهم من مناطقهم.

     

    لم تعد الأخبار تصدم المتابعين وتفاجئ المراقبين، أو تغضبهم وتخرجهم عن طورهم، فالصورة تتكرر والخبر لا يتغير، والضحايا هم أنفسهم، والعائلات هي ذاتها، وبات خبر ارتكاب العدو عدداً من المجازر أمراً مألوفاً غير مريعٍ ولا يلفت الأنظار، ولا يعيره أحدٌ اهتمامه، وخبر “مقتل” مئات الفلسطينيين أمراً عادياً طبيعياً، يضاف عددهم إلى أعداد الشهداء السابقين، وإذا نقص العدد يوماً بضع عشراتٍ عن شهداء اليوم السابق، فإن العالم يصفق لجيش الاحتلال، ويتوجه قادة الدول الكبرى بالشكر إلى الحكومة الإسرائيلية، ويشيدون بسياستها المسؤولة التي أدت إلى تقليص عدد الضحايا الفلسطينيين، ويبالغون في شكرها وتمجيد رئيسها إذا سمح بعض الشاحنات التي تحمل ما لا يكفي أحداً من الطعام والشراب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

     

    إنها جريمة تفوق الجريمة، وظلمٌ يتجاوز الظلم، وشراكةٌ في العدوان ولو بالصمت، ومسؤوليةٌ في الجريمة ولو بالعجز، إذا أصبح العالم يرى أن ما يجري في قطاع غزة أمراً يمكن احتماله، أو من الممكن التعامل معه وقبوله، فما يقوم به العدو الصهيوني يفوق الوصف، ويتجاوز الخيال، ولا يقبل به عاقل، ولا يوافق عليه غير قاتل، ولا يصمت عليه غير متآمر، ولا يتأخر عن استنكاره إلا شريكه، ولا يجبن عن صده إلا متخاذل، ولا يعتاد عليه إلا جاهل، ولا يبرر له إلا غِرٌ عاجزٌ.

     

     

  • في ظلال طوفان الأقصى “80”إسرائيل تعلن الحرب على الأمم المتحدة وأمينها العام

    بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
    لم تسلم الأمم المتحدة ولا أي مؤسسة دولية أو إقليمية، ولا أي شخصية أممية أو مستقلة، ولا أي هيئة قضائية أو قانونية، من ألسنة الإسرائيليين السليطة، ولا من انتقاداتهم الحادة، وتعليقاتهم اللاذعة، ولا من عنصريتهم المقيتة وفوقيتهم المريضة، التي جاراهم فيها الأمريكيون وسبقوهم إليها، وجندوا أنفسهم معهم ضدها، وتعهدوا بالدفاع عنهم في حضورهم ونيابةً عنهم في غيابهم، وتوجيه اللوم والاتهام، وفرض العقوبات والحصار على كل من يتجرأ برفع الصوت ضد “إسرائيل”، أو توجيه النقد إليها، أو التهديد بملاحقة قادتها ومحاكمة مسؤوليها، أو الشروع عملياً في إلقاء القبض على المتهمين بالتورط بتهم الإبادة الجماعية وارتكاب المجار والجرائم الدولية.

    لا يخفي الإسرائيليون صدمتهم من التغيير العام في المزاج الدولي، والتحول السياسي اللافت لدى شعوب وسياسات دول العالم ضدهم لصالح الفلسطينيين، فقد صدمهم تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين، ومن قبل ساءهم اعتراف إسبانيا ودول أوروبية أخرى بالدولة الفلسطينية، واستعدادها للمشاركة إلى جانب جنوب أفريقيا في الدعوة المرفوعة ضدهم أمام المحكمة الدولية، التي أعلنوا عدم اعترافهم بها، وعدم احترامهم لقرارتها، وشنوا عليها عملية تشويه واسعة، واتهموها بالانحياز وعدم المصداقية، وأنها أصبحت أداة بيد “السنوار” ضدهم، وأنها تحارب الديمقراطية وتؤيد “الداعشية”.

    كذلك راعتهم محكمة الجنايات الدولية وأرعبتهم، واستفزتهم قراراتها وأغضبهم قضاتها، واستهزأوا بتوصيات المدعي العام للمحكمة، واتهموه بعدم الأهلية والمصداقية، وأنه ينحاز إلى الإرهاب ويتحدث باسم “الإرهابيين”، وهو بتوصياته يشجع على المزيد من العنف، ويقلل من فرص التوصل إلى تسويةٍ أو صفقةٍ لإعادة “المحتجزين” الإسرائيلين، ودعوا إلى معاقبة القضاة وعزلهم، وإلى محاسبة المحكمة ورفض اختصاصها، والطعن في صدقيتها والتشكيك في نزاهتها، وعدم تقديم الدعم لها إلا أن تتراجع عن قراراتها، وتعود عن توصياتها، وتحمل الفلسطينيين المسؤولية عن الحرب، وتعطي الإسرائيليين شرعية الدفاع عن أنفسهم وحماية مصالحهم.

    أما الأمين العام للأمم المتحدة فهو لم يسلم منذ الأيام الأولى للعدوان من الانتقادات الإسرائيلية، واعتبروه بناءً على مواقفه معادياً لكيانهم، ومتحالفاً مع أعدائهم، وقد أدخل، بزعم رئيس حكومة كيانهم، نفسه لا إسرائيل في القائمة السوداء، وصنف نفسه لا كيانهم ضمن قائمة العار المعادية لهم، وطالبوه بالصمت وعدم المساهمة في الحرب ضدهم، وحذروه من مغبة الاستمرار ومساعديه في هذا المسار، وكانوا قد أبدوا غضبهم الشديد من زياراته المتكررة لمعبر رفح الحدودي، وتصريحاته حول مسؤولية إسرائيل الدولية تجاه الشعب الفلسطيني، واتهام حكومتها بأنها تحاصر الفلسطينيين، وتنتهك حقوقهم، وتجوعهم وتعطشهم وترتكب في حقهم جرائم ضد الإنسانية، يحاسب عليها القانون، وتخالف أنظمة الأمم المتحدة.

    يعلم الإسرائيليون أن الأمين العام للأمم المتحدة هو أعلى شخصية أممية، وهو المسؤول عن تنفيذ واحترام بروتوكولات وأنظمة وقوانين المنظمة، إلا أنهم يتعمدون التعامل معه بقلة أدب، ويخاطبونه بغير لباقةٍ ولا لياقةٍ، وقد خرقوا معه الأصول الدبلوماسية والأعراف الدولية، وأساؤوا إليه ونشروا قلة أدبهم على وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، إمعاناً في إهانتهم له وتحقير شأنه، وعبرةً لغيره ودرساً لسواه، وكان مندوبهم في الأمم المتحدة قد تعمد مخاطبته بغير كياسةٍ ولا لباقةٍ، وسجل مكالماته معه ونشرها بقصد التشويه والإهانة، خلال المكالمة التي عرض له فيها عزم الأمم المتحدة إدراج كيانه ضمن القائمة السوداء، قائمة العار، التي تضم الدول القاتلة للأطفال.

    لا يقتصر الموقف الإسرائيلي الغريب والشاذ عند الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية، بل تمادت أكثر عندما وصفت وكالة الأونروا بأنها وكالة إرهابية، وأنها تخدم مصالح “أعدائها”، ومهدت القوانين لإغلاق مقراتها وتعطيل أعمالها ومصادرة أموالها، وطرد مسؤوليها، ودعت دول العالم إلى الامتناع عن تمويلها وتجفيف منابعها.

    وأعلنت حكومة الكيان شروعها في دراسة جدوى بقائها في مؤسسات الأمم المتحدة، التي لم تنس معرتها الأولى مع منظمة الأونيسكو، ورغبتها في دراسة سلبياتها وإيجابياتها، تمهيداً لاتخاذ قرارٍ بالانسحاب منها، وقد نسي الإسرائيليون أن هذه المؤسسة الأممية وهيئاتها، هي التي شرعت وجودهم، واعترفت بكيانهم، ومن قبل أعطتهم ما لا يستحقون من أرضنا ضمن قرار التقسيم الظالم لشعبنا.

    وقد باشرت إصدار عقوباتٍ ضد مسؤولين دوليين وموظفين أممين، وأخذت تضيق على حاملي البطاقات الدولية، وبدأت الاستعدادات لإغلاق مقار مؤسساتٍ أممية وطرد العاملين فيها، والامتناع عن منح تأشيرات دخول أو السماح بدخول مسؤولين أمميين إلى كيانهم، بمن فيهم العاملين في الأمم المتحدة، والمؤسسات التي تعترف بها وتشارك في عضويتها، واعتبار مؤسساتهم مؤسسات إرهابية معادية، وأنها هيئات غير شرعية، ولا حصانة للعاملين فيها، ولا حماية لهم ولا لمقراتهم، في محاولةٍ يائسةٍ للضغط عليها، ودفعها للتراجع عن قرارتها، أو استبدال سياساتها “المناوئة” لهم، و”المؤيدة” للفلسطينيين ضدهم.

    يبدو أن الكيان الصهيوني قد “شب عن الطوق”، وانقلب على “رعاته”، ورفع صوته فوق صوت “حماته”، وأخذ “يعض يد أسياده”، ويوزع شتائمه هنا وهناك، ويطلق العنان لأبواقه الإعلامية ولسان مسؤوليه والناطقين باسمه لتوجيه النقد والاتهام، وإصدار الأحكام وإطلاق المواقف، والتهديد والوعيد، ضد المؤسسات التي رعت نشأته، وهيأت السبل لتشريع وجوده، وأشرفت على صيانة كيانه، وانتصرت له في دعوى المحرقة “الهولوكوست”.

    لكنه تنكب لها وانقلب، وصب جام غضبه عليها، وكأنه قد أَمِنَ العقوبة فلا يخاف، واطمأن إلى أن النظام الدولي “مخصيٌ” فلا أسنان ولا مخالب له، ولا خوف منه أو قلق من جانبه، وأن قطبه الأكبر منحازٌ إليه متحالفٌ معه، يدافع عنه ولا يتخلى عن حمايته، ولا يتركه وحيداً، ولا يسمح لأي جهةٍ بتهديده وترويعه، وتعريض وجوده للزوال وأمنه للخطر.

    بيروت في 14/6/2024
    moustafa.leddawi@gmail.com

  • الدكتور يحي غدار، ادان بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الكيان الغاصب في غزة وراح ضحيتها المئات من المدنيين.

    الدكتور يحي غدار امين عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة ادان بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الكيان الغاصب والزائل في غزة وراح ضحيتها المئات من المدنيين الذين خدعتهم واغرتهم الاكاذيب الامريكية وتخيلوا ان شاحنات الموت التي تخفى بها جنود العدو للمواد الغذائية ومياه الشرب للأطفال المتروكين للجوع والعطش والموت بقذائف الطائرات والدبابات الأمريكية التي تمول صناعتها ومحروقاتها انظمة تنتمي زورا الى العروبة والاسلام وذات النظم والحكومات العميلة تطبق الحصار بالتعاون مع الكيان الغاصب على غزة لقتلها جوعا.
    يرى الدكتور غدار صمود وبسالة اهلنا في غزة وثبات وابداعات المقاومين الاشاوس والابطال وأدائهم المذهل فعل ايمان واصرار على تحرير كل فلسطين والرد على المجازر والصمت لا يكون الا برفض كل العروض الملغومة والموبوءة لوقف النار لتامين تسلل مجموعات من القتلة الصهاينة لتحرير بعض الاسرى في محاولة يائسة لتسجيل انتصارات اعلامية واهمة وتوظيفها في تعزيز مكانة البائس والمجرم نتنياهو في الازمة السياسية التي تضرب الكيان وتؤهله للسقوط والرحيل.
    ارتكاب مجزرة بالأبرياء لاشغال المقاومين عن مهمة تامين بضعة اسرى عمل جبان ومدان ودليل قاطع على العجز والاحساس بدنو زمن الهزيمة الوجودية للكيان ويتعارض مع كل القوانين والقيم التي اقرتها الشرعيات السماوية والارضية.
    ان زعم العدو تحقيق مكسب كاذب وواهم وتنفيه نفيا قاطعا الوقائع والتطورات الميدانية. فالبطولات الحقيقة والعمل الاعجازي والعجائبي هو ما تفعله المقاومة بعد ثمانية اشهر من الحرب والتدمير والقتل والقاء على غزة ما يزيد مرتين من الذخائر التي القيت في الحرب العالمية الثانية .
    وبرغم الدمار الهائل والتآمر العالمي ضد المقاومة حقق الاشاوس والمجاهدين ضربات وعمليات نوعية يشهد لها وستدرس في العلوم العسكرية كنجاحهم في استدراج واصطياد جنود العدو وقتلهم وجرحهم واسرهم في انفاق غزة تأكيدا ملموسا على تفوق المقاومين في اختراقهم حصون الجيش الغازي وتجمعاته وتنفيذ عمليات نوعية خلف الخطوط وفي غلاف غزة الصابرة والمقاتلة ببسالة نادرة.
    خسيء العدو وأكاذيبه فالميدان والقدرات النوعية للمقاومة وعملياتها البطولية تكذبه وتؤكد على ان النصر بات قريبا وتحرير القدس اقرب من الجفن الى العين.
    بوركت الايادي والقلوب التي تصبر وتقاتل وتثخن العدو جراحا وخسائر.
    خسئ عدو الله والدين والانسانية من ان يحقق مكسبا عمليا فالهراء والاكاذيب تذروها الرياح
    بينما البطولات والوقائع المعاشة يسجلها التاريخ وتصنع الانتصارات العظيمة

  • فيصل: الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين تعمق المأزق الأمريكي الصهيوني وتعزز انتصار شعبنا ومقاومته.

    خلال مقابلات له في عدد من وسائل الإعلام:

    فيصل: الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين تعمق المأزق الأمريكي الصهيوني وتعزز انتصار شعبنا ومقاومته.

    أكد الرفيق علي فيصل نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين تعمق المأزق الأمريكي الصهيوني وتعزز انتصار شعبنا ومقاومته باعتبارها حق مشروع لشعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني الجاثم على أرضه وارتكابه أفظع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي, وهي مكون أساسي من مكوناته وموروث تاريخي وثقافي أصيل يعتز به في التعبير عن استقلالية الشخصية الوطنية ورفض الظلم والاستبداد.

    جاء ذلك خلال مقابلات له على قناة المنار, العالم, المسيرة, الساحات, إذاعة النور, إذاعة كاب المغربية اليسارية, جريدة لاتن دادس اليسارية المكسيكية أشار فيها إلى المشاريع الصهيونية -الأمريكية بالتعاون مع بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي تسعى لإخراج المقاومة من المعادلة السياسية في المرحلة القادمة ونزع سلاحها والفصل بين مسار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والانسحاب من القطاع وبين مسار (اليوم التالي) لغزة لجهة فرض الانتداب والوصاية على القطاع وفصله عن الضفة لصالح شطب مشروع الدولة الفلسطينية وتأبيد الحكم الإداري الذاتي المحدود بما يسهل للاحتلال التفرد بالضفة تمهيداً لحرب تطهير عرقي كشرط لازم لتحقيق مشروع الضم والحسم وإقامة دولة اسرائيل الكبرى.

    ودعا فيصل لتشكيل وفد فلسطيني موحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية للتفاوض حول قطاع غزة ومستقبله برؤية وطنية تؤكد وحدة المشروع الفلسطيني وتحميه من مشاريع التصفية والتفتيت وترفض كافة أشكال الانتداب أو الوصاية على القطاع وتصون الشعب وتضحياته ومقاومته البطلة, مجدداً الدعوة لاستعادة الوحدة الداخلية وتوفير الإرادة السياسية لتطبيق قرارات الإجماع الوطني وفي مقدمتها قرارات المجلسين الوطني والمركزي, وإنجاح حوار بكين القادم.

    واعتبر فيصل أن صمود الشعب وثباته وبسالة المقاومة حولت ملحمة طوفان الأقصى إلى طوفان للأحرار في جبهات المقاومة المساندة في لبنان واليمن والعراق وسورية وفي الدعاوى المرفوعة ضد دولة الاحتلال وقادتها لارتكابهم جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية ألهبت الأحرار في كل العالم للانتصار للسردية والرواية التاريخية الفلسطينية وللمطالبة بوقف جرائم الإبادة وإنصاف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في أكثر من ألف قرار دولي ولعزل دولة الاحتلال الاسرائيلي وطردها من الأسرة الدولية ووقف التطبيع المخزي لبعض الأنظمة العربية معها باعتبارها كيان استعماري كولونيالي قائم على الإرهاب والجريمة المنظمة يشكل بقاء احتلاله مس بالإنسانية جمعاء.

    بيروت 7-6-2024

زر الذهاب إلى الأعلى