لبنان

  • العتبة العباسية: حضن العراق الدافئ يحتضن ضيوف لبنان… نموذج في العطاء والبذل تحت إشراف السيد أحمد الصافي

    د. بتول عرندس

    في الأوقات العصيبة، تُختبر معادن الرجال وتتجلى المواقف النبيلة. ومن بين تلك المواقف الخالدة، تبرز جهود العتبة العباسية المقدسة في استضافة أبناء لبنان، الذين يعانون من وطأة الأزمات المتتالية. لقد جاءت استجابة العتبة العباسية لدعوة المرجعية الدينية العليا، ممثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتوجيهات سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، المتولي الشرعي، لتكون أكثر من مجرد استضافة مؤقتة؛ إذ جسدت صورة مشرفة للإنسانية بأسمى معانيها.

    كربلاء: محطة أمان وكرم

    منذ اللحظة الأولى لانطلاق توجيهات المرجعية، تحركت كوادر العتبة العباسية بروح الفريق الواحد، لتنظيم استقبال ضيوف لبنان بشكل يفوق التوقعات، حتى تكون كربلاء – بأرضها الطاهرة – موطنًا للأمان والكرم. وقد تجسدت تلك الجهود في استقبال أكثر من 1000 زائر في الفنادق التي أشرفت عليها العتبة العباسية المقدسة، بما في ذلك فندق “أرض النور” الذي احتضن 225 زائرًا، وفندق “نجم كربلاء” الذي استقبل 220 آخرين، إضافة إلى مجمع الشيخ الكليني الذي فتح أبوابه لاستقبال 275 زائرًا. وقد تمت هذه الاستضافة برعاية دقيقة ومباشرة، لضمان توفير كافة الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ورعاية طبية، وصولًا إلى أدق التفاصيل التي يحتاجها الضيوف.

    ولم تقتصر الجهود على الاستضافة فقط؛ بل تم تنظيم خدمات طبية شاملة عبر مستشفى الكفيل التخصصي ومفرزة “أم البنين (عليها السلام)” الطبية. كما أُعد فريق نسائي متخصص لخدمة الضيوف في فندق “أرض النور”، ليعكس حرص العتبة على توفير الرعاية وفق أعلى المعايير الإنسانية.

    عطاء يمتد خلف الحدود

    لم تُحصر مواقف العتبة العباسية في كربلاء وحدها، بل تجاوزت الحدود لتشمل سوريا، حيث تم إنشاء مستشفى متنقل قرب مقام السيدة زينب (عليها السلام)، وتأسيس مطبخ مركزي يقدم يوميًا 5000 وجبة للأخوة اللبنانيين، إضافة إلى استئجار مجموعة من الفنادق لإسكانهم، وتزويدهم بالعلاجات الضرورية. كما تم شحن 1506 أطنان من المواد الغذائية وأكثر من 40 طنًا من الأدوية، في مبادرة تفيض بالكرم والإخاء، مؤكدةً أن روح الحسين ما زالت حية، تهبُ الدفء والعون لكل محتاج، مهما بعدت المسافات.

    قيادة تتجسد في العمل

    في صميم هذه الجهود، تقف العتبة العباسية، التي ترجمت توجيهات المرجعية في العمل الخيري والعطاء الإنساني إلى واقع ملموس. فلم يكتفِ القائمون بإصدار الأوامر، بل أشرفوا بأنفسهم على كل خطوة، واضعين نصب أعينهم وصية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، بأن تكون كربلاء ملاذًا لكل من قَصَدها طلبًا للأمان. إنهم رجال ونساء يحملون في قلوبهم حب العباس (عليه السلام)، وبأيديهم ينثرون البذل والعطاء كحباتِ الطيب، لا يألون جهدًا في خدمة من نالتهم صعاب الزمان.

    إن ما قامت به العتبة العباسية المقدسة هو تجسيدٌ حيٌّ لرعاية المرجعية العليا، وعنوانٌ للأصالة العراقية والإخاء الإسلامي. وقد تم كل ذلك بإشراف مباشر من الحقوقي الحاج محمد علي أزهر الشمري، مدير مكتب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، الذي عمل بتوجيهات سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، ليكون كل شيء منظمًا ومدروسًا على أعلى المستويات.

    يا عتبةَ العباسِ، يا رمزَ العطاءْ

    فيكِ السخاءُ تجلّى والوفاءْ

    لبنانُ جاءَكِ هاربًا من جرحهِ

    فكنتِ الملاذَ له والدواءْ

    في أرضِكِ الطاهرةِ وجدوا الأمانَ

    وروحَ الكرمِ تفيضُ كالضياءْ

    أنرتِ الدروبَ لكلِّ زائرٍ

    وحملتِ في كفوفِكِ أسمى النداءْ

    يا كربلاءَ العزِّ، يا منارةَ النُّبلِ

    تروي العطاشَ بحبٍّ وصفاءْ

    فيكِ ارتوتْ قلوبٌ بعد عطشٍ

    وتجدَّدَتْ فيها معاني الإخاءْ

    أنتِ الحصنُ حينَ تشتدُّ النوائبُ

    وبلسمُ الجراحِ وشمسُ الرجاءْ

  • الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور ”محمد شمص” للوفاق:*الرعب بالرعب.. محور المقاومة لا ينكسر

    تحول استشهاد السيد حسن نصر الله إلى حرارة في قلوب المجاهدين يشعل ثورةً وبركاناً لمزيد من الصمود والمقاومة وتحقيق الإنتصارات
    أكد الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) في مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصرالله والشهيد العميد في حرس الثورة الإسلامية «عباس نيلفروشان» ومن رافقهما من الشهداء في خطابه على أحقية الشعبين الفلسطيني واللبناني في الدفاع عن أرضهما واعتبر أن العدو الجبان الخبيث عندما فشل في توجيه ضربة مؤثرة للبنية المتماسكة لحزب الله والمقاومة لجأ إلى سياسة الإغتيالات والتدمير، معلناً أن الرد الإيراني على العدو الصهيوني كان قانونياً ومشروعاً، وكان بارزاً ما قاله عن سماحة السيد حسن نصر الله بأنه أخي ومحبوبي ودرة لبنان الساطعة، منوهاً إلى أنه كان طوال 30 عامًا على رأس مسيرة شاقة من الكفاح، وبتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة بصبر وتحمّل وأبرز قوته أمام عدوه. وقد صُنّف هذا الخطاب بأنه تاريخي لأنه جاء لتأكيد الموقف بعد الضربة التاريخية على الكيان الغاصب نصرة لفلسطين، والتي قال عنها القائد إنها واجب بالدرجة الأولى، وشرعية وقانونية، وخدمة للمنطقة بأجمعها ولكل الإنسانية. كما جاءت لتؤكد أن استشهاد رجل مثل السيد نصرالله من أجل فلسطين هو حدث تاريخي، ذلك أنه في التاريخ الحديث لم يحصل أن توحدت الساحات لدى الأمة كما اليوم، حيث اختلطت الدماء سيلًا لتكسر الحدود المصطنعة بين الدول العربية والإسلامية، من أجل القضية العربية والإسلامية الأولى. وفي هذا السياق وفي قراءة لخطاب الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)حاورت صحيفة الوفاق مدير موقع الخنادق والدكتور في الجامعة اللبنانية محمد شمص، وفيما يلي نصّه:

    *اغتيال قادة المقاومة لم يضعف المقاومة بل زادها قوةً وبأساً*
    اغتيال سماحة السيد الشهيد القائد حسن نصرالله لا شك أنه خسارة كبيرة للبنان ولمحور المقاومة والأمتين العربية والإسلامية، وفق الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد شمص إذ يعتبر أنه:” لا يعد هذا الأمر إنجازاً للعدو الصهيوني لأن الإغتيالات لم تضعف ولا مرة حركات المقاومة، استشهد السيد عباس الموسوي والقائد عماد مغنية والشهداء الشيخ أحمد ياسين ويحيى عياش وغيرهم من القياديين في حركات المقاومة، لكن المقاومة اشتد عودها وأصبحت أقوى من السابق، وكذلك في بدايات الثورة الإسلامية استشهد كبار قادة الثورة الشهيد بهشتي والشهيد باهنر والشهيد رجائي لكن الثورة الإسلامية استمرت وأصبحت أقوى، لهذا لا يُعد تكتيك الاحتلال الصهيوني باغتيال قيادات في المقاومة السياسية والعسكرية إنجازاً له ولن يؤثر في مسار حركة المقاومة، كما أن حزب الله لديه قدرة مرنة على إدارة شؤونه وبنيته العسكرية القوية وقد استطاع ملء الفراغات بشكلٍ سريع ومناسب وهذا الأمر يتجلى في الميدان وفي المواجهة العسكرية الدائرة اليوم على الحدود وفي كافة الجبهات، وهذا ما أثبتته المواجهات في الأيام الثلاثة الماضية منذ بدء جيش الاحتلال إعلان نيته اجتياح لبنان او غزوه أو توغله برياً مهما كانت التسمية، فمن الواضح أن المقاومة أثبتت تفوقها في الميدان العسكري في مواجهة التفوق العسكري الجوي الصهيوني الحربي، فها هو العدو الصهيوني عاجزٌ منذ ثلاثة أيام عن الدخول ولو لأمتار إلى داخل الأراضي اللبنانية وهو الآن يفكر بتوسيع العملية العسكرية البرية في أكثر من جبهة وأكثر من مكان علّه يستطيع أن يحقق خرقاً لدخول الأراضي اللبنانية، هذا أولاً يدل على أن البنية العسكرية للمقاومة لم تتأثر، بعد عدوان البايجر واستهداف قياديين عسكريين وبعد اغتيال سماحة السيد حسن نصرالله وهو دليل عن القيادة الحكيمة والسيطرة والإرادة القوية، كذلك دليل على أن القدرة القتالية والقدرات العسكرية والقتالية للمقاومة لم تُمس رغم القصف الصهيوني المستمر منذ أيام ، مخازن الأسلحة والمنشآت العسكرية وراجمات الصواريخ كما يدعي، والواقع يثبت كذبه فما تزال القدرة كبيرة وغالبية قدرات حزب الله كما هي لم تتضرر كما قال الشيخ نعيم قاسم بل ارتفعت القدرة القتالية للمقاومين لا سيّما بعد اغتيال السيد نصر الله إذ أضيف عامل جديد وهو الثأر لدماء السيد نصرالله فضلا ًعن الروح القتالية والروح المعنوية المرتفعة لدى المقاتلين الذين تدربوا سنوات على مثل هذه اللحظة للالتحام المباشر مع جيش الاحتلال واكتسبوا خبرات كبيرة عبر المعارك التي خاضوها حتى أن جنود الاحتلال يقولون أننا نقاتل أشباحاً في جنوب لبنان”.

    *شهادة السيد حسن نصرالله أشعلت الثورة في قلوب المجاهدين*

    يؤكد الدكتور شمص بأن: “استشهاد السيد حسن نصرالله قائد المقاومة لا شك أن له تأثيراته على المنطقة وليس فقط على الحزب، في البداية كان له تأثير معنوي كبير على بيئة المقاومة ولكن هذا الفقد تحول إلى حرارة في قلوب المجاهدين يشعل ثورةً وبركاناً لمزيد من الصمود والمقاومة وتحقيق الإنتصارات، ثانياً هناك اليوم رغبة عند المقاومة وجمهورها بالإستمرار بهذا النهج وبتنفيذ وصايا السيد نصرالله وتوجيهاته فهذا ترك أثراً إيجابياً من جهة لكنه خسارة كبيرة من جهة ثانية، وهو كان يتمنى أن يموت شهيداً لا أن يموت على فراشه، بطبيعة الحال شهادة السيد نصر الله خلطت الأوراق للعدو الصهيوني الذي قام بعملية تصعيد كبيرة عبر الاغتيالات، يقابلها تصعيد كبير لمحور المقاومة على مستوى الجبهات كلها لبنان وسوريا والعراق والجمهورية الإسلامية التي دخلت على خط المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني عبر الهجوم الصاروخي التاريخي المدمر غير المسبوق لضرب تل أبيب والقواعد العسكرية في مناطق مختلفة في الكيان الصهيوني”.

    اعتبر الدكتور شمص بأن خطاب الإمام السيد علي الخامنئي(حفظه الله) كان مهماً وحساساً في لحظة حساسة واستراتيجية تمر فيها المنطقة ودول محور المقاومة، وأكد سماحته على مجموعة نقاط مهمة على رأسها أن إيران لن تتخلى عن حزب الله وعن المقاومة،على عكس كل الشائعات التي أثيرت وتُثار عبر الجيوش الإلكترونية العربية والصهيونية والأوروبية التي تدعي بأن إيران تخلت عن حزب الله أو تخلت عن الشهيد السيد نصرالله، أكدت ايران مجدداً أنها داعم لحزب الله وأن حزب الله وحماس لا يمكن هزيمتهما، فضلاً عن وصفه سماحة السيد نصرالله في مراسم التأبين بأنه أخي وعزيزي ومفخرتي وأنه درة لبنان، ومحبوبيته تجاوزت الحدود إلى المنطقة والدول العربية والإسلامية، وأكد على أحقية قضية المقاومة وأننا في جبهة الحق ضد جبهة الباطل وأن طوفان الاقصى كانت عملية ضرورية وشرعية وأن دفاع اللبنانيين عن غزة دفاع مشروع وضروري وطلب من اللبنانيين بعدم الاستماع لكل الإنتقادات التي تقول لماذا تساعدون غزة ، هذا الموقف صاحبه كلام حاسم للإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) بأن إيران سترد على أي عدوان صهيوني لكنها لن تتسرع وفي نفس الوقت لن تتأخر في الرد.”

    *المقاومة أعادت العدو الصهيوني 70 سنة الى الوراء*

    يلفت الدكتور شمص إلى تأكيد السيد القائد على أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية أرجعت العدو الصهيوني 70 سنة الى الوراء، فكان العدو الصهيوني يشرع دائماً بشن عملياته العدوانية على البلاد العربية، وكانت جميع هذه العمليات العسكرية تجري خارج الكيان، ولكن لأول مرة اختلف الوضع في هذه المعركة وانتقلت المعركة ومجرياتها على الارض المغتصبة وطفق العدو الصهيوني يتلقى الصواريخ والهجمات من عدة جبهات فيما يشبه طوق من النار، فضلاً عن جبهة داخلية مفككة في داخل هذا الكيان المؤقت، وبالتالي تغيرت المعادلات وأضحى العدو الصهيوني يتلقى الضربات الموجعة والمؤلمة، وهو يحاول التعويض عن انهزامه هذا بقصف المدنيين وتدمير البنى التحتية في لبنان وفلسطين”.

    *اللعب مع ايران بالنار غير مسموح*

    يعتقد الدكتور شمص بأن الهجوم الصاروخي الإيراني رداً على اغتيال السيد نصرالله والشهيد إسماعيل هنية وانتهاك السيادة الإيرانية والشهيد نيلوفروشان وشهداء غزة ، كان له ارتدادات استثنائية على مستوى المنطقة والعالم، وأثبت للعالم كله عملياً أن إيران قادرة على اخضاع العدو الصهيوني الذي ظهر أمام الراي العام أنه ضعيف غير قادر يلتمس الدعم الأمريكي والغربي لمواجهة إيران وأنه غير قادر وحده على مواجهة الجمهورية الإسلامية، لا شك أن هذه العملية كانت رادعة بنسبة كبيرة واصبح الصهيوني يفكر ألف مرة قبل ان يعتدي على ايران وبالتالي نحن اليوم أمام تصعيد صهيوني وقد تم لجم نتنياهو بنسبة عالية لكن نتنياهو يشبه القادة النازيين عبر التاريخ هتلر وغيرهم قد يفعل اي شيء، لكن حرس الثورة الإسلامية والجيش الإيراني جاهزان لتلقينه درساً آخر، أما عن التأثير الجيوستراتيجي للرد الإيراني فقد اظهر ان ايران دولة اقليمية لديها اليد الطولى لا تخضع ولا تركع ولا تستسلم وهي رسالة للامريكيين بأنه عليكم ان تلجموا هذا الكلب المسعور الصهيوني وأن تفهموا بأن اللعب في النار مع ايران غير مسموح وايران مستعدة لكل السيناريوهات بما فيها الحرب الشاملة”.

    طوفان الأقصى أصابت العدو الصهيوني بمقتل

    لا شك أن عملية “طوفان الأقصى” والتي تحل ذكراها الاولى بعد عدة أيام كانت مؤلمة للاحتلال وكانت تداعياتها كبيرة وسيبقى يتردد صداها في الداخل الصهيوني تاركاً أثراً كبيراً وفاعلاً في تفكيك البنية الاجتماعية في هذا الكيان وكذلك الحال الخلافات السياسية والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الكيان الصهيوني حالياً. يعتبرها الدكتور شمص بأنها كانت عملية ناجحة موفقة أصابت العدو الصهيوني بمقتل حيث انهارت العقيدة الأمنية الصهيونية التي تقوم على أساس الإنذار المبكر ثم التدخل والحسم لحماية المستوطنين، لكن هذه العملية ضربت هذه الأسس، فلم يتوفر الإنذار المبكر ولا التدخل السريع ولا توفرت حماية المستوطنين ولا تحققت عودة الأمن والاستقرار في غلاف غزة”.

    ويختم الدكتور شمص حديثه بالقول :” لقد كانت عملية “طوفان الأقصى” ضرورية لإخراج القضية الفلسطينية من سباتها بعد أن تم التعتيم عليها وكادت أن تُنسى فتم إحياؤها من جديد خاصةً في ظل عمليه التطبيع واتفاقيات آبراهام التي كانت تنطلق بسرعة في المنطقة، ومن نتائجها خروج شعب غزة من السجن الكبير الذي فرض عليهم عبر الحصار المفروض على القطاع، وبطبيعة الحال العملية كانت ردة فعل طبيعية على 76 سنة من القهر والاحتلال لفلسطين المحتلة”.

  • في ظلمة الليالي, وفي وداع أخير غادرنا بقية الأنبياء!

    كتب د .عدنان منصور

    رحل سيد الاحرار والمقاومين، مالىء الدنيا وشاغل الامة لعقود. وعدك أيها السيد الشهيد كان صادقا طيلة مسيرة حياتك،حتى في شهادتك التي كنت تتمناها، وإن كنا نسأل المولى تعالى تأجيلها الى موعد ٱخر يطول.

    أي سحر أيها السيد كان سحرك !واي عنفوان كان عنفوانك ! وأي إباء كان إباءك! وأي ايمان كان إيمانك! كنت للأمة دستورا ونهجا وٱية، وفي جبين الأمة انشودة وراية.

    طيفك ايها السيد الراحل عنا، لن يغادر الاحرار في اي زمان ومكان ،

    يجسدون وجدانك، ومقاومتك، وعنفوانك، وايمانك وضميرك الذي لم يهتز يوما، ولم يقبل تراجعا او مساومة، او تخاذلا.

    نعلم يا سيد الاحرار والمقاومين أن الموت حق وصعب،لكن الفراق أصعب.لم لا وعند المحن كنت البلسم الشافي للجماهير التي كانت تعد الساعات والدقائق عدا، تنتظرك على عجل تستعجلك للإستماع اليك.

    عند كل تحد،وحدث خطير تكون اطلالتك البهية، وعزيمتك القوية،

    وكاريزمتك الفريدة المتميزة بردا وسلاما على الجميع.

    يا اصدق الرجال وانبلهم واشرفهم، اراد مجرمو العصر وقتلة الانبياء، والاولياء والأطفال والنساء،ان يبعدوك عنا.لكنهم لا يعرفون انك ستبقى شعلة وضاءة في كل نفس ابية، تستلهم منك الارادة الصلبة، والعنفوان، والعزة، والتحدي، والكبرياء،

    والصدق، والايمان، والاصرار على تحرير الارض والإنسان من طغاة العالم مهما كلف ذلك من تضحيات.

    يا شهيد الوطن والامة، صوتك جاب العالم،وايقظ العقول والنفوس، وفجر طاقات الاحرار،فاصبحت مثالا حيا

    للمقاومة،والارادة الصلبة،والكرامة، وايقونة واسطورة ستردد سيرتك العطرة، أجيال الأمة من جيل الى جيل،

    فيما نصر الله في عليائه،ينعم بجنات الخلد مع الأطهار والصديقين،

    والصالحين،

    وإن كره الحاقدون،

    والمستكبرون، وقتلة الشعوب.

    قصور الطغاة على الارض، وقصور الانبياء والاولياء والشهداء في السماء، فانعم يا شهيد الأمة!

    د. عدنان منصور

  • ايران والعالم….!

    كتب د . نزيه منصور

    عرّف العالم امبراطورية بني بهلوي زمن الشاه بشرطي الخليج، وكُلّف بحراسة مصالح الغرب في الشرق الأوسط، ومنح الكيان الصهيوني أوسع علاقات أمنية واستخباراتية وسياسية واقتصادية وعادى حركات التحرر والاستقلال وخاصة قضية فلسطين…!

    وإذ في أواخر سبعينيات القرن العشرين وتحديداً في عام ١٩٧٩، انتفض الشعب الإيراني وخاض ثورة ضد نظام الشاه بقيادة الإمام الراحل والولي الفقيه الإمام الخميني رضوان الله عليه، فأسقط آخر امبراطوية في المنطقة وأسس أول جمهورية إسلامية تعتمد القرآن دستوراً، ومحمداً وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام مرجعاً في كل شاردة وواردة، كما حددت أهدافها الاستراتيجية الوطنية والاقليمية والدولية وفقاً للنهج المحمدي الأصيل، وكان من أولوياتها فلسطين وعاصمتها القدس وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه، وطرد المحتل. وتحقيقاً لذلك، طردت ممثلي الكيان من السفارة في طهران وأعلنتها سفارة لفلسطين وسلمتها لمنظمة التحرير، وقطعت علاقاتها مع واشنطن وأطلقت عليها اسم الشيطان الأكبر، فما كان من الأخيرة إلا أن حرضت نظام صدام ومعه أتباع أميركا على شن عدوان عليها استمر ثماني سنوات، وذهب انور السادت إلى الكنيست ووقع اتفاقية كامب دايفيد المشؤومة، وتبعتها كل من أوسلو ووادي عربة، وتحوّل العربان من مطيعي الشاه وبخدمته إلى أعداء للجمهورية الإسلامية….!

    وواجهت طهران مؤامرات ومحاولات انقلاب لأكثر من مرة، وما زالت يد السيد القائد علي الخامنئي تشهد على ذلك ولن ندخل في التفاصيل. كما حوصرت وفُرضت عليها العقوبات، كل ذلك بسبب دعمها وتبنيها للقضية الفلسطينية وتحالفها مع كل القوى المستضعفة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، حيث ولد المحور ووحدة الساحات….!

    اليوم تعيش المنطقة وعلى مدى سنة كاملة منذ طوفان الأقصى، عدواناً صهيونياً- أميركياً وبصمت عربي يحمل في طياته القضاء على هذه النهضة والرهان على إقامة شرق أوسط جديد بالقتل والإرهاب والتدمير والتهجير، لكن هذا المشروع يواجه بإرادة وإيمان وتضحية من قبل المحور لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع مع العدو، والذي سيحدد مستقبل المنطقة…!

    وإذ بالإعلام والأقلام المأجورة والمرتهنة تحرض على الجمهورية الاسلامية وتشن حرباً نفسية وتتهمها بالتخلي عن الحلفاء في غزة ولبنان واليمن والعراق، وتحاول إيجاد شرخ بين المقا.ومة وبيئتها على وحدة الساحات، التي تقلق العدو ومن خلفه وتفشل أهدافه المعلنة وغير المعلنة، رغم حجم الجرائم والدمار والتقنية العالية المرفقة بالذكاء الاصطناعي، كل ذلك بفضل دماء الشهدا.ء والدعم الإيراني العسكري والمادي والمعنوي والسياسي. كما أنها تمتلك صلاحية تحديد ساعة الصفر والحرب الكبرى وليس العدو ولا وسائل التحريض لأن القيادة الحكيمة والإرادة الصلبة هي صاحبة القرار، وإيران الإسلام صاحبة عهد وميثاق قامت وستبقى مرجعاً بقيادتها وشعبها وجيشها وحرسها وكل إمكانياتها بتصرف المحور ووحدة الساحات، وأن ذلك تحدده الميادين وليس الأقلام والإعلام، وإن غداً لناظره قريب…!

    التحية وكل التحايا إلى كل المرابطين في مواجهة الأعداء وإلى الأرواح التي انتقلت الى بارئها…..!

    وعليه تطرح تساؤلات عديدة منها:

    ١- لماذا هذه الحملة التحريصية على إيران خاصة من أكل من خبزها وشرب من مائها؟

    ٢- هل تخلت طهران فعلاً عن الحلفاء؟

    ٣- هل انتهت الحرب وحقق العدو أهدافه؟

    ٤- من المستفيد من هذا التحريض؟

    د. نزيه منصور

  • الباليستي يحرك واشنطن….!

    بدأت مفاعيل صاروخ الباليستي الذي وجهته أنامل أبطال حز.ب الله باتجاه ضواحي تل أبيب صبيحة الخامس والعشرين من سبتمبر، والذي أصاب قاعدة الإرهاب الدولي في فلسطين المحتلة حيث التجسس وإدارة صناعة القتل والإبادة الجماعية الخارجية وتحريك العملاء هنا وهناك، تأتي أكلها….!

    على أثر هذا الصاروخ تحركت واشنطن على مختلف مستويات الإدارة الأميركية من بايدن وما دون، وبدأ الحديث عن صيغة لوقف إطلاق النار بدءاً من غزة لتشمل كل الجبهات…!

    ومن هنا بدأت رايات النصر تلوح في الأفق لتبشر بفشل العدو في تحقيق الأهداف المعلنة وغير المعلنة، وقد أكد ذلك الولي الفقيه أمام القادة العسكريين الذين شاركوا في الدفاع عن الثورة الإيرانية إثر العدوان الصدامي والمدعوم دولياً وعربياً، أن النصر حليف المقا.ومة في لبنان رغم عدم التكافؤ مع إمكانيات العدو….!

    كما سبق وأكد الأمين على الدماء أن النصر حليفنا بفضل الله ودماء القادة وأبطال الجها.د. وبالتالي نحن على موعد في القريب العاجل بعودة أهلنا إلى ديارهم رافعين رايات العزة والكرامة وإعادة إعمار ما تهدم وترميم ما تضرر، كما أن دماء الأبرياء والشهدا.ء لن تذهب هدراً….!

    وبناءً على ما تقدم تثار تساؤلات عديدة منها:

    ١- لماذا صمتت واشنطن طيلة الأشهر الماضية؟

    ٢- لماذا تراجعت حكومة الكابينت عن احتلال جنوب لبنان؟

    ٣- صرح نتن ياهو ببناء شرق أوسط جديد والآن يتحدث عن حل دبلوماسي، أي شرق أوسط الآن؟

    ٤- ما هو مستقبل نتن ياهو وحكومته، هل يلتحق بشارون؟

    د. نزيه منصور

  • المقاومة الثابتة بالايمان والفكر والعقيدة الجهادية     وصمود الشعب   واحتضان المقاومة   هذا العامل الاساسي لهزيمة الكيان الصهيوني

    الصبر والحكمة عندالمقاومة هوا مقتل الكيان الصهيوني

    كل ماطالت المعركة واستنزاف جيش الكيان

    كل ما ازداد التفكك السياسي والعسكري والشعبي

    لدى الكيان الصهيوني

    لولا الدعم الامريكي والغربي لما استطاع الاستمرار بالمعركة عام

    والان الامريكان والغربي يتساءلون: م لا يستطيع حماية نفسه كيف سيحمي مصالحنا؟

    الانكليز والامريكان والغرب زرعوا هذا الكيان في خاصرة الامة لاستنزاف الامه كي لايصبح لدينا نهوض اقتصادي واستقرار

    بالعمل المقاوم وصمود الشعب والالتفاف حول المقاومة واحتضان المقاومة ودعم خيار المقاومة يستنزف الكيان الصهيوني حتى ينهزم ويندثر

    اليوم نجد هناك صحوة عالميه عند الشعوب الغربية

    كانت دائماً الحكومات الغربية والامريكان يظهرون لشعوبهم ان اسرائيل مظلومه ومعتدى عليها من العرب

    انفضح امر الكيان ووحشيته واجرامه بالاطفال والنساء وكبار السن العزل

    وقصف المساجد والكنائس والمدارس

    لا شك هناك بعض القنوات الاعلاميه حرة كانت تعمل على توثيق اجرام العدو

    زائد شبكات التواصل الاجتماعي ايضا ساعدت على توثيق ونشر اجرام العدو بالاطفال والنساء حتى اصبح هناك صحوة كبيرة عند الشعوب الغربية وانفضحت حكومات الغرب والامريكان على دعم الاجرام الصهيوني

    حتى اندلعت المظاهرات بمعظم الدول الغربية

    تستنكر الاجرام الصهيوني

    ومازلت المظاهرات حتى الان تجوب شوارع العواصم الغربيه دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسله بوجه الكيان الصهيوني

    والان بعد العمل الاجرامي الذي ارتكبه الكيان الصهيوني في لبنان بتفحير اجهزة البيجر وسقوط الاف الجرحى من المدنيين وعشرات الشهداء بعد الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت بقصف المباني وسقوط عشرات الجرحى وعشرات الشهداء ايضا زادت القناعه عند الجمهور الغربي الذي يدين الاجرام الصهيوني ان حكوماتهم تدعم اراقة الدماء في فلسطين ولبنان وزادت القناعه عند الشعوب الغربية ايضا ان الشعب الفلسطيني له الحق ان يدافع عن حقوقه المغتصب واستقراره

    ليعيش حياة حرة وكريمة

    #الشيخ سليمان الاسعد وادي خالد عكار

  • النائب حسن فضل الله: المقاومة قادرة على استيعاب كل الضربات وإسقاط أهداف العدو

    رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أننا دخلنا مرحلة جديدة في الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي، وأن جبهة الجنوب جبهة أساسية في إطار الضغط على العدو لإيقاف حربه على غزة، ولذلك يمارس التصعيد الكبير الذي شمل التفجيرات والعدوان على الضاحية واستهداف هذه المجموعة على رأسها القائد الكبير الحاج إبراهيم عقيل مع رفاقه وإخوانه، وشمل أيضاً الغارات الجوية التي يشنها منذ أيام على مناطق كثيرة في الجنوب، وكل ذلك من أجل فرض الشروط التي يريدها العدو لوقف النار، أي أنه يريد وقف النار بالنار على جبهة الجنوب، والهدف الأساسي الذي أعلنوه، هو إعادة المستوطنين إلى الشمال، ولن يتمكنوا من تحقيقه.

    كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس فضل عباس بزي في مجمع الإمام الكاظم (ع) في حي ماضي، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري، عائلة الشهيد، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.

    وقال النائب فضل الله: في إطار السعي لتحقيق هذا الهدف، يريد العدو أن يشل قدرات المقاومة من أجل منع المقاومة من استكمال إسنادها لغزة، ولكن الرد جاءه سريعاً وتباعاً، أولاً بمواصلة إسناد غزة، وبيانات المقاومة التي صدرت فجر اليوم هذا هو عنوانها، وثانياً، عدم ترك أي فراغ في البنية القيادية للمقاومة ولو ليوم واحد، بحيث أنه ليوم واحد لم يكن هناك أي فراغ في أي موقع من مواقع المقاومة التي قضى قادتها الميدانيون شهداء، فسارعت إلى استيعاب هذا العدوان ونتائجه، لأن هؤلاء القادة ربوا الآلاف من الكوادر القادرة على استلام أي موقع قيادي ميداني من مواقع المقاومة، وهذا ما حصل في ليلة العدوان على الضاحية، والأخوة الذين تولوا المسؤوليات الجديدة، باشروا عملهم وتصديهم لهذا العدو.

    وأكد النائب فضل الله أن عملية الفجر التي جرت اليوم استهدفت منشآت عسكرية من المصانع والقاعدة الجوية التي يعتبرها العدو أنها واحدة مفاخره، وبحسب معطيات المقاومة، فإن صواريخها وصلت إلى هذه القاعدة وحققت إصابات مباشرة، برغم ادعاء العدو طوال يوم أمس وفي الليل أنه يقوم بعملية استباقية كما فعل في عملية الأربعين، ولكنه لم يتمكن من منع تنفيذ رد المقاومة.

    ورأى النائب فضل الله أن كثيراً من الغارات التي قام بها العدو لا تحقق أهدافه، وإن شاء الله يأتي يوم بعد انتهاء هذه الحرب، ليكتشف الجميع حجم الكذب والتضليل الذي يمارسه العدو، فهو يدعي أنه يقوم بأعمال استباقية، ولكن ماذا نفعته هذه الأعمال الاستباقية، فالذي يدّعي أنه أحبط عملاً، يفترض أن يمنع تنفيذ هذا العمل، ولكن فجر هذا اليوم وجهت المقاومة ضربة نوعية للمنشآت العسكرية للعدو، لتقول له إن كل الاعتداءات والتفجيرات والاغتيالات والغارات، لم تتمكّن من لي ذراع المقاومة، وها هي توصل صواريخ ثقيلة إلى قواعد أساسية لهذا العدو.

    وأكد النائب فضل الله أننا لدينا مقاومة قوية قادرة تمتلك من الامكانات والكفاءات والمجاهدين عديداً وعدة، ما يجعلها تستوعب أي خسارة أو ضربة، وأن تتكيّف مع أي حالة مستجدة، وكل خياراتها موجودة على طاولتها، وهي مستعدة وجاهزة لأي سيناريو وحرب ومواجهة، وهي تخوض هذه المواجهة بدقة وحكمة وشجاعة من أجل الوصول إلى الهدف، وهو وقف العدوان على غزة، وكل ما قام به العدو لم يمنعها من مواصلة إسناد غزة، وهو لم يتمكن من إعادة مستوطنيه، بل كل تصعيد يؤدي إلى نتائج عكسية، لأننا وضعنا لهذه الحرب منذ البداية عنواناً واضحاً، وهو إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة والضفة الغربية، والضغط على العدو من خلال الجبهة الشمالية كي يوقف عدوانه على غزة، فهذا هو الهدف الذي حددته المقاومة، وكل ما قامت به على مدى الأشهر الماضية، كان في إطار هذا الضغط والسعي لتحقيقه، وهي ستواصل هذا الضغط.

  • من عمق الألم، سيولد ألف أمل .. ومن الموت ستنبع الحياة ..

    كتبت هيام وهبي

    *ولا تَهِنوا ولا تَحْزَنوا وأنتم الأعْلَوْنَ إن كُنْتُمْ مُؤمِنيِن*

    .. السلام على الأشلاء المتناثرة ..

    السلام على الأوصال المقطّعة والأطراف المبتورة ، والعيون المنطفئة ..

    السلام على الأرواح السارية الى السماء لتحرس جبال لبنان وأرزه ، وقباب القدس وكنائسها ..

    السلام على الدماء التي

    سالت فرَوَت ألأرض وحًمَت العرض ..

    السلام على وطنٍ لا يتقاسم فيه شركاء الوطن الخبز والملح بل يتقاسمون الدم والكِلى والعيون .. السلام على هذه النفوس الأبيّة .. والجباه العالية .. والهمم التي لا تثبطها المحن .. ولا يحبطها الألم .. ولا يتزعزع إيمانها أمام الموت .. السلام على الجرحى الذين لا يأبهون لجراحهم ولا لأطرافهم المبتورة وجلّ همهم العودة إلى ميدان الجهاد وكل أملهم أن لا يمُسّ الحزن قلب حبيبهم ،سيد المقاومة لمصابهم ..

    السلام على أجمل الأُمّهات التي أنتظرت إبنها فعاد مستشهداً .. فرممت قلبها المكسور.. ولملمت حسرتها وأحتسبته عند الله ولم تنزوِ في ثياب الحداد ..

    السلام على هذا الصبر الجميل وهذا الإيمان العميق .. وهذا التأسّي بأهل بيت النبوّة ..

    السلام على هذه الميزات التي قلّ مثيلها من نخوة ومرؤة .. لهفة .. وإيثار.. شهامة ومحبة.. تعاطف وانتماء.. وطنية ومكارم أخلاق.. عطاء وكرم تجاوز كل المقاييس ليصل الى التبرع بأجزاء من الجسد ..وتمنيّات لوهب الروح..

    أي مشهد هو هذا الذي رسمه هذا الشعب من قلب المأساة .. من عُمق الجرح المفتوح على وقع الموت..

    أي مشهد هو هذا الذي جسّده هذا الشعب المتماسك المصدوم ببشاعة الغدر الصهيوني ولؤم الامريكي الحامي للسفاح ومن هول الجريمة..

    ومن باطن هذا السواد وهذا الحزن تجلّت الإنسانية بأرقى صورها .. المشاعر النبيلة التي تظهر عند الشدائد .. الضمير الذي تحاول أمريكا خنقه كي تبني على جثته منظومة قيَمها الشيطانية ..

    هذا العدوان رغم قسوته إلّا أنه أكد للصهيوني والأمريكي أن لبنان عصّي على التشرذم رغم بعض الأصوات القليلة النابحة والتابعة لهم . . هذه المشهدية رغم فظاعتها وخسائرها إلّا أنها قالت للثقافة التي يحاولون تعميمها في بلادنا لا .. لا.. نحن ما زلنا نحرس القيَم .. ونتصف بالأخلاق .. ونصِل الرحم .. ونقدّس العائلة .. نحن ما زلنا (إنسان) …!!!

    ولن ننساق وراء خططكم ومؤامراتكم لتدمير البشرية .. ولتدمير الفطرة الخيِّرة لدينا.. لا لماديتكم وفرديتكم وذاتيتكم .. لا للنيوليبرالية التي تنشرونها في العالم مترافقة مع كل المفاسد والشذوذ الأخلاقي.. لا للكيان المحتضر الذي تحاولون حقنه بالأوكسجين كي يبقى على قيد التاريخ والجغرافيا ولن تفلحوا أبدا ..

    هذا العدوان الهمجي الذي أنتهك فيه السفاح كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية أظهر المعدن الأصيل للشعب اللبناني الذي أنتفض لإنسانيته التي مسّها الكيان الغاصب .. إنتصر لأبناء وطنه لأربعة ألاف إنسان تعمد دراكولا التلمودي قتلهم في لحظة واحدة..

    هذا الشعب العظيم توحد أمام الدماء البريئة ..والأشلاء الطاهرة المتناثرة في جنوبه وبقاعه وضاحيته المباركة..

    صحيح أن الضربة قاسية ووحشية ولكنها رغم قسوتها ليست قاتلة ولم تؤثر على معنويّات المقاومة وجمهورها ولن تقف في طريق النصر القادم ..هذا العمل الجبان يعني أنهم في مأزق كبير وضياع وهزيمة مخزية وقد أستخدموا آخر أوراقهم بنيّة إضعاف حزب الله ولكن النتائج جاءت مغايرة لمخططاتهم لأن حزب الله سيخرج من هذه المحنة أكثر قوّة وصلابة فما حصل لم يمُسّ عزمه ولا جهوزيته ولا حضوره على الجبهات ، لأن بُنية المقاومة قوية شامخة بفضل الله وفضل شبابها السابح في بحر الشهادة

    حتى الوصول إلى شاطئ التحرير .. هؤلاء الشهداء والجرحى الذين ستُزهر جراحهم انتصارات تغمرنا بالعزّة وتكلل رؤوسنا بالغار .. لهم المجد والخلود والإكبار والإجلال .. والثأر لهم سيكون كبيراً . فبيننا وبين هذا العدو المتغطرس الأيام والليالي والميدان .. بيننا وبينه جثامين الشهداء وآلام الجرحى ودموع الأُمّهات ..فمن عمق الألم سيولد الأمل.. ومن هذا السواد سينبلج النصر ..

    فلا تشرق الروح إلا من دُجى ألَمِ..

    هل تُزهر الأرض إلّا إن بكى المطرُ …

    هيام وهبي

  • الأسد الجريح…!

    د. عدنان منصور*

    بهدوء أعصاب كالفولاذ تحمل في داخله مرارة إنسانية، بعد المجزرة الهمجية التي ارتكبتها دولة الإرهاب الإسرائيلية يومي 17 و18 أيلول/ سبتمبر الحالي، لم يعرف العالم مثيلاً لها، أطلّ سيد المقاومة الاستثنائي على جمهوره وعلى العالم، بكلّ صدق، ومسؤولية القائد الحقيقي والأب الروحي للمقاومين، ليقول بكلّ شجاعة: «إننا تعرّضنا لضربة كبيرة، أمنياً وإنسانياً، وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان، بالحدّ الأدنى، وغير مسبوقة في تاريخ لبنان من هذا المستوى من العدوان، وقد تكون غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو «الإسرائيلي» على مستوى كلّ المنطقة، وقد تكون غير مسبوقة في العالم».

    لقد ظنّ القتلة، مجرمو الحرب في تل أبيب، انّ المجزرة الوحشية التي ارتكبوها قد تقضي على المقاومة، وتشلّ قدراتها، وتسهّل لهم رسم الحزام الأمني والسيطرة عليه في جنوب لبنان، وتضع المقاومة أمام الأمر الواقع «الإسرائيلي»، بغية فكّ ارتباطها مع غزة. لكن الأسد الجريح في عرينه، يخرج برباطة جأشه، وبلغة الواثق من نفسه، وثقته بأصالة المقاومين وإرادتهم ومعدنهم، وصمود الشعب، ليقول بصوت عالٍ «لن تعيدوا سكان الشمال، وافعلوا ما شئتم». وهذا يعني أنّ المعركة الدائرة حالياً مع العدو تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى حرب مفتوحة.

    مهما كان جرح المقاومة بليغاً نتيجة المجزرة القذرة لمجرمي الحروب، فهذا لن يحقق لدولة الإرهاب «الإسرائيلية» الأمن، ولن تنعم بالاستقرار والسلام، طالما هناك أرض محتلة وشعب مقاوم آل على نفسه دحر العدوان وتحرير الأرض.

    العمليّة الحربيّة الفجائية للبحرية اليابانية يوم 7 كانون الأول ديسمبر عام 1941 على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر، وإنْ حققت لها لفترة نشوة النصر، إلا أنها في نهاية المطاف هُزمت وخسرت الحرب.

    إنّ الضربة العسكرية الفجائية وغير المسبوقة، التي قام بها مجرمو كيان الاحتلال على أجهزة الاتصالات، التي أوْدت بحياة وجرح مئات الأفراد، وأطاحت بالقواعد والقوانين الدولية ذات الصلة بالحروب، وإنْ حققت لهم نشوة «النصر» لوقت قصير، فهم في نهاية الأمر سيُهزمون.

    إنّ الصراع مع «إسرائيل» صراع وجود، مستمرّ وطويل، وما قامت به قبل أيام، يشرّع الأبواب أمامحرب كاملة في المنطقة.

    إذ انّ العدو بعد اقتراب مرور سنة على عدوانه، أصبح مكشوفاً، ومربكاً في الداخل والخارج، يبحث عن مخرج سريع، واللجوء الى أي وسيلة وإنْ كانت في قمة الإجرام، لذرّ الرماد في العيون، عله يخرج من المستنقع القذر الذي هو فيه.

    من كان يتصوّر في هذا العالم، أنّ دولة الإرهاب «الإسرائيلية» التي كانت تتباهى بقوّتها، وبجيشها الذي لا يُقهر، يمرغ أنفها في تراب غزة، وفي شمال فلسطين المحتلة؟!

    الأسد الجريح، ومن موقع المسؤولية، والقوّة، والقدرة، وفي أحلك الأوقات، يتحدّى قادة الكيان الذين يتأهّبون لإعادة المستوطنين الى شمال فلسطين، ليقول لهم بلغة حازمة، صارمة، قويّة لا لبس فيها، إنّ هذا لن يحصل، وإنّ المقاومة في لبنان لن توقف عملياتها العسكرية قبل أن توقف «إسرائيل» عدوانها على غزة.

    لا، لم تتغيّر مواقف الأسد الجريح، لم يتزحزح، لم يتراجع، لم يستكِن ولم يُحبط، فهو وبهدوئه المعهود، أكثر صلابة، وعزيمة، وقوة، وأكثر إصراراً وإيماناً على مواجهة العدوان والمعتدين ودحرهم.

    أمام المحن، يظهر بوضوح جوهر القادة التاريخيين وحقيقتهم وأصالتهم وميزاتم. فها هو سيد المقاومة، الأسد الجريح اليوم جرحه يلتئم سريعاً، يخرج من عرينه، ووراءه مقاومة لا مثيل لها، وشعب جَسور، صلب، عنيد، لملاحقة ذئاب جيش الإرهاب وقادته.

    إنّ دولة غُرست بالقوة في فلسطين، لم تستطع بعد 76 عاماً أن توفر لها الأمن والاستقرار، رغم رعاية الغرب الكبيرة لها، دولة هشّة، مصطنعة جمعت شذاذ الآفاق من أنحاء العالم، حظيت بدعم هائل من قوى البغي

    والاستبداد. ما ان يتوقف هذا الدعم، ستجد «إسرائيل»

    نفسها في مهبّ الريح سلماً أو حرباً، وهو يوم لم يعد بعيداً.

    لقد تصوّر مجرمو الحرب في تل أبيب، أنّ العدوان على شبكات اتصالات، ستنزف شرايين المقاومة وتقوّضها، وتنهيها، وتحبط عزيمتها، فإذا بالردّ الصارم لسيد المقاومة، ووضوح الرؤية، والتمسك المطلق بالمواقف الثابتة، ليقول إنّ المقاومة رغم الجراح البليغة بخير، وإنّ ميدان القتال سيشهد ذلك، متوعّداً العدو بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب.

    و»أنّ الرد هو ما سترون وليس ما تسمعون».

    *وزير الخارجية والمغتربين الأسبق

  • الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إستهداف الضاحية بعد مجزرة الأجهزة اللاسلكية يؤكد وحشية وإرهاب العدو الصهيوني وإصراره على إشعال الحرب في المنطقة

    إستنكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان العدوان الصهيوني الغادر والقصف الذي استهدف أحد المباني السكنية في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت بعد يومين من مجزرة تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، والذي أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى المدنيين الأبرياء بينهم أطفال ونساء، في تأكيد واضح على إجرام ووحشية الكيان الصهيوني وإصراره على إشعال حرب إقليمية نتيجة إفلاسه وفشله وعجزه وعدم قدرته على كسر المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن..، ومحاولة للهروب وكسب الوقت والفرار من المحاكمة والهزيمة.

    وأكدت الجبهة بأن العدو الصهيوني وزعيم حكومته الفاشية ما كان ليجرأ على ارتكاب هاتين المجزرتين في لبنان واستمرار مجازره في قطاع غزة لولا الغطاء والدعم الأمريكي والدعم الإستخباراتي والتكنولوجي اللامحدود وتوفير الغطاء له في المحافل الدولية بعيداً عن المحاسبة والمحاكمة.

    ودعت الجبهة الديمقراطية الدول العربية لتحمل مسؤولياتها والمجتمع الدولي وأحرار العالم الى التحرك الواسع لوقف هذه الاعتداءات التي يمارسها الكيان الصهيوني أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، واتخاذ المواقف الجادة التي تضع حداً لهذا الاجرام النازي الذي يرتقي الى مستوى جريمة حرب تفرض سياسات واضحة ومسؤولة لمعاقبة الكيان وجيشه الفاشي وعدم تركه طليق اليدين في ارتكاب الجرائم والارهاب والمجازر.

    وختمت الجبهة بالتأكيد على وحدة المقاومة في فلسطين ولبنان، ووجهت التحية للشهداء وعهد الوفاء لهم،والسلامة والشفاء العاجل للجرحى، والتأكيد على الاستمرار بخيار وطريق المقاومة وجعل العدو يدفع ثمن جرائمه ومجازره.

    *مكتب الإعلام*

زر الذهاب إلى الأعلى